ذكرى الاستقلال …غاية انتشاء أو أداة نضال
يمكن تحويل الجموع الهائجة الى ثوار مغامرين بأرواحهم من أجل الوطن
إن إحياء المناسبات الوطنية الإرترية والأعياد في وقتنا الحالي لم يعد ترفا بل هو واجب المرحلة في أقل درجاته في ظل نشوء أجيال متعاقبة في المهجر وهو من سبيل ” أضعف الإيمان”
فالانتماء بالفطرة يأتي لمكان المولد والنشأة أما الانتماء للأصل يحتاج للغرس وهذه المناسبات الوطنية هي إحدى هذه الأدوات أو الأساليب لربط هذه الأجيال بالوطن وغرس حبه والاعتداد بلانتماء له ، هذه الأداة أو الوسيلة إذا لم نحسن استخدامها وتوجيهها قد تفقد جدواها وتصبح خصما علينا لا لنا .
وقد ينحرف الأمر فتصبح هدفا في ذاتها وهو أشد ماأخشاه . ونحن نشاهد احتفالات الشباب هذا العام وهي تستنزف طاقاتهم ومواردهم من أجل إحياء هذه المناسبات وهناك فرق بين إحياء الاحتفال بمناسبة ما
عندما يصبح الاحتفال بهذه المناسبات الوطنية هدفا في حد ذاته حينها يشعر المرء أنه في نضال ومقاومة ومقارعة لهذا الظلم بالرقص والرقص حد الانتشاء ، وكأنه بذلك يؤدي ما عليه من حق تجاه الوطن ويريح ضميره ! ويتحرر من المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه قضيته ومجتمعه !
لا يخفى على أحد دور وأهمية الفن والأغاني الوطنية في إذكاء روح البذل والعطاء من أجل الوطن
إن الغناء والطرب يخاطب النفس البشرية فيهيج فيها المشاعر وتنطلق العواطف الجياشة مولدة حماسا متقدا ويزيد من
جذوة ذلك الحماس عندما يكون جماعيا ليتحول إلى هيجان يترجم حسب كلمات الأغنية المثيرة والعواطف المطلقة ( فكما يتحول الجميع إلى متحرشين في حفلات الغناء الماجن ) كذلك يمكن تحويل الجموع الهائجة بالأغاني الوطنية والأهازيج الشعبية إلى ثوار مغامرين بأرواحهم من أجل الوطن فلو انطلقت تلك الجموع الشبابية الثائرة بذلك الحماس أمام سفارات نظام أسمرا ! وانطلقت الحناجر تهتف وتصدح في وجه العصابة الغاصبة لكان الوضع اختلف تماما عن أن يكون داخل صالات مغلقة وفنادق أوروبا ،فينتهي به المطاف في شبكات التواصل الاجتماعي!
وكأن الاحتفال إنجاز بحد ذاته ! هنا وجب علينا التوقف وإعادة البوصلة وتصحيح المسار .
و على النخب والقيادات والكيانات المجتمعية احتواء هذه الطاقات الشبابية بالنصح والتوجيه والإرشاد دون الوصاية عليهم
** وأخيرا همسة حب وإخاء إلى أخواتي الماجدات حرائر إرتريا ، قلة أنتن اللاتي تبذلن من أوقاتكن ومالكن من أجل قضايا المجتمع والوطن أتمنى عليكن أن تجعلن قيم المجتمع الإرتري وأعرافه نصب أعينكن ، شاركن في مثل هذه المناسبات بالحضور والتصفيق والتشجيع دون الرقص ، فالطريقة التي تشاركن بها هي التي تحفز الأخريات للمشاركة أو الاحجام وحتى لا نظل نتساءل عن سبب غياب المرأة الإرترية في هكذا مناسبات
ودمتم شباب بلادي ثائرين ومتفاعلين
د / سعاد دنكلاي
بكالوررس صيدلة – اليمن ، دبلوم العلوم الشرعية معارج- جدة ، دبلومة الصحافة والاعلام ، المركز الدبلوماسي – القاهرة، دبلوم اخصائي تخاطب – جدة