أخبار زاجل

رحلت عن الدنيا ولم ترحل من قلوبنا يا (دهيشي)

قال الله تعالى : كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.

كتب الموت على كل حي، فهو الطريق الإجباري، والمصير المحتم، الذي لا يتخلف عنه أحد. ولكن سماع وقعه على الأحياء ليس واحدا، يموت الآلاف ربما دون أن يسمع بهم الا أهل خاصتهم، ويموت آخر فتهتز الأرض تحت أقدام السامعين، وتكاد أن تميد بأهلها، وتفجع القلوب، وتسكب الدموع مدرارا، وتكثر الحوقلة، والاسترجاع، والحسبلة، ذلك لمكانته بين الناس فهم شهداء الله في الأرض.

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

عرفت عمر دهيشي منذ سنوات وأعوام عرفته أخا صادقا صدوقا، حرا كريما، ذو خلق ودين، ودود عطوف، طلق الوجه يلقاك مبتسما، تراه هاشا باشا في وجه كل الناس.

( توخى حمام الموت أوسط أخوتي فلله كيف اختار واسطة العقد !)

عمر دهيشي كان كريما من غير منّ (فَتىً كَمُلَت أَخلاقُهُ غَيرَ أَنَّهُ**جَوادٌ فَما يُبقي مِنَ المالِ باقِيا) شجاع في قول الحق دون نطح أو جرح، يحب الخير للناس أجمعين وكأنه والدهم، يسعى بين الناس بالإصلاح دون كلل أو ملل، بل ويحث الآخرين ويستنفرهم لذلك، كان مهتما باوضاع الفقراء والمحتاجين ليس في خاصة أهل بيته، ولا في وطنه ارتريا، بل وحتى في الإقليم، خيره كان يسبق الآخرين.

ما فتح باب للتبرع لافعال الخير الا وكان “دهيشي” السباق والأكثر عطاء فهو العقدة التي تقف عندها مقادير الناس، ليس لكثرة ماله، ولكنه كرم الأصل والتربية، والصدق مع الله، والتصديق بقوله (فهو يخلفه).

كان يتمتع بصدق التوجه، وسطوع الهدف، ووضوح وصحة الوسيلة.

كان متوكلا على الله أمنا ورزقا، فبيته ورفده لكل الوطنيين فيه تعقد الاجتماعات، حتى في احلك الظروف، عندما كانت ترتجف قلوب البعض هلعا وذعرا، وفي هذه البيت تحل المشكلات الاجتماعية.  

ستفتقدك أي (المدهش) المساجد، والمنابر، والمحابر، والايتام والارامل، ومجالس الصلح، والإصلاح، والصلاح، والأخوة الحقيقية التي من غير كدر الدنيا، ولكن الأمل هو الوعد (على منابر من نور).

لا تخشى في أبنائك فلن يضيعهم الله ( وكان أبوهما صالحا) فبركات عملك سيخلفك عليهم خيرا.

إفتدقناك في وقت عصيب ياعمر، وإنا لفقدك لمحزونون، ولا نقول الا ما يرضي الرب، (إنا لله وإنا اليه راجعون)

اسأل الله ان يلحقك بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

على محمد محمود

4 أكتوبر 2023م

 

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى