ردًا على مظاهرة أسمرا و مظاهرات الأرتريين في العالم المناصرة لها : يقوم النظام بحملة تجنيد شاملة ومصادرات أموال مواطنين وأنشطة راقصة للجاليات بالخارج
من سنن النظام الأرتري الغريبة أنه لا يصغي لصوت العقل الذي يطالبه بالتراجع من سياسة الاستبداد التي ينتهجها بشكل جماعي أو فردي سواء أتاه الناصحون من داخل الوطن أو من خارجه ولهذا يقوم هذه الأيام بحملة تجنيد إجباري تستهدف المواطنين وتشغلهم بأنفسهم عن التفكير بشأن الوطن عامة أو بشأن المظلومين خاصة ويأتي نشاطه هذه الأيام ردًا على المظاهرات التي يقوم بها المهاجرون الأرتريون في عدد من دول العالم بينها المملكة المتحدة وأمريكا واستراليا والسويد وألمانيا ..، المظاهرات التي تناصر الشيخ موسى محمد نور وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين وإسقاط النظام كما تطالب بالحرية والعدالة ورد المظالم ومحاكمة المجرمين
تأتي تلك المظاهرات باعتبارها موقف إيجابي يلزم المواطن الأرتري سواء كان في المهجر أو في الداخل مساهمة في عملية التغيير المنشودة الساعية إلى إرساء دولة الحق والعدل والأمن والاستقرار
وردا على تلك المظاهرات في الداخل والخارج تأتي مناشط النظام الحالية وذلك خوفاً من أن يستجيب المواطنون لهاتفات المظاهرات الخارجية أو خوفاً من أن تتكرر تجربة مظاهرة أسمرا الناجحة في مدن أخرى أو في العاصمة أسمرا التي شهدت المظاهرة الأولى من نوعها لمواطنين عزل يعلنون رفضهم لسياسة النظام وتصديهم لها في مشهد بطولي يضاف لانتفاضات سابقة مثل انتفاضة المعاقين أو انتفاضة الشهيد ود حجاي ورفاقه الأبطال.
تحدث مصدر مطلع لوكالة زاجل الأرترية أن السلطات الأرترية تنشط هذه الأيام في حملة تجنيد واسعة تهدف إلى شغل المواطنين عن التفكير في التضامن مع المدرسة واستهداف منسوبيها و وخوفاً من أن تتصل مع الداخل ا لملتهب المظاهرات الشعبية التي يقوم بها المهاجرون الأرتريون في دول العالم .
وأكد المصدر أن الحملة العسكرية الجديدة لم تستهدف الشباب فقط وإنما شملت فئات أخرى تجارًا وكبار السن كما توسعت يد النظام لمصادرة أموال بعض التجار وإغلاق محلاتهم التجارية بعد تجريد ومصادرة السلع دون توجيه أي تهمة على أصحابها
وذكر المصدر على سبيل المثال أن مواطنين يسكنون حلة ” سيدي ” بمدينة تسني تعرض لهم النظام في الخامس من شهر نوفمبر الجاري بمصادرة أموالهم ومصادرة محالات تجارية تخصهم وعندما تجمع ا لمواطنون بشكل عفوي متذمرين لاحقهم النظام بقسوة حتى تلاشت ظاهرة التجمع والتذمر .
وفي الخارج تطوف وفود من النظام على عدد من الدول لتنفيذ مناشط راقصة تجمع الأموال فيها لصالح النظام وتشغلهم عن مناصرة أحداث أسمرا وعن متابعة المظاهرات الناشطة التي تقوم في العالم ضد النظام من ذلك مشاركة وفد عالي المستوى ضم الأمين محمد سعيد سكرتير الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة وولدنكئيل أبرها وزير الحكومات المحلية شارك الوفد في مهرجان راقص في جدة في الفترة من الأول وحتى الثالث من نوفمبر الجاري ومثل ذلك يقام حفل آخر مشابه بالعاصمة السعودية الرياض في الفترة ( الأربعاء : 8 – السبت 11 / 11/ 2017م ) حسب الدعوة المقدمة إلى الجالية الأرترية بالمملكة العربية السعودية وقد تقرر أن تكون رسوم المشاركة في هذه الحفلات الراقصة مابين 25 – 50 ريال سعودي للشخص الواحد حسب فئات عمالا أو شباباً.
وفي صحيفة أرتريا الحديثة تم نشر اجتماع سابق لأحداث أسمرا أوهمت بنشره الصحيفة أنه اجتماع جديد قام به أعضاء جالية النظام بالكويت تحت عنوان “اجتماع التصدي ” مما يؤكد النهج الجديد الذي تسلكه دبلوماسية النظام بعد أحداث مظاهرة أسمرا خاصة بصورة واضحة وصريحة تصعيدا لمواقف من الردود والتهم كان يقوم بها عبد القادر حمدان فقد نشر تهماً جزافا ضد وكالة زاجل الأرترية للأنباء دون دليل يزعم فيها أن فريقها العامل تلقى دورات في ” مقلي ” بإثيوبيا” وأنها تتلقى دعما من هناك وقد أتت اتهاماته عقب مواد صحفية نشرتها الوكالة عن أسباب تدهور الاقتصاد الأرتري
تأتي هذه المناشط القاسية منها واللاهية في ظل وضع متوتر تشهده البلاد في الداخل بسبب تفاعلات أحداث مدرسة الضياء الإسلامية وما يؤازرها من مظاهرات يقوم بها الأرتريون في الخارج
وعلى الصعيد الدفاع عن النظام ومحاولة للتصدي لمعارضيه بالداخل والخارج أطلق وزير إعلام النظام يماني قبر مسقل في ” تويتر ” تغريدات تدافع عن النظام وتصف مظاهرة أسمرا بأنها محدودة وقد حسمت ويتهم الصحفي مارتن بلاوت مراسل سابق لــــ ( بي بي سي ) الذي نقل دقائق من أحداث مظاهرة أسمرا ونشرها في نطاق واسع يتهمه يماني بأنه ضبط وهو يستخدم صور لتجمعات ألبانية يزعم أنها لمتظاهرين ارتريين ضد الحكومة الأرترية ويصفه بأنه مريض وكذاب.. وينفي يماني قبر مسقل أن يكون هناك قتيل واحد في مظاهرة أسمرا دون أن يعلن السماح لجهات حقوقية فتح الباب لزيارة المعتقلين القدامى منهم والجدد . وفي تغريدة عنصرية مشينة لسفير النظام باليابان استيفانوس قال تعليقا على اعتقال الشيخ موسى محمد نور: ( رجل الدين الذي ينشر الكراهية بيننا وفي مهد بطولتنا ، مثل هذا، يجب ألا يرى الشمس أبدا مرة أخرى ) إنه حقد دفين يخرج من أفواههم حسب تعبير ناشطين كثيرين علقوا على تعليق شخص يعمل في الدبلوماسية كان يفترض فيه أن يكون عفيف اللسان وقال معارض ارتري لزينا : إن هذا التفكير العدائي هو الذي يتحكم في سلوك النظام ضد المعاهد الإسلامية ودعاتها ومعلميها منذ فجر الاستقلال وحتى الآن وتأتي مصادرة مدرسة الضياء الإسلامية على هذا السياق المعادي الذي جوبهت به إرادتها بقسوة ومظاهرات المناصرين لها بقسوة.
الجدير بالذكر أن النظام الأرتري لأول مرة ينشط في اعلام مضاد لمناشط المعارضة وكانت سيرته السابقة تجاهل معارضيه الأمر الذي يمكن تفسيره بأنه يحس الآن بالخطر أكثر ويقر أن سياسة التجاهل قد لا تجدي أمام موجات الغضب التي تعبر عنها المظاهرات الشعبية في العالم ولا يزال يعيش حالة رعب قاس من شريط فيديو للشيخ موسى محمد نور الذي تداوله النشطاء بصورة مكثفة بالإضافة إلى مقاطع فيديو توضح مشاهد من مظاهرة أسمرا أقلق النظام تسريبها للخارج وتداولها بكثافة وسط قوى المعارضة الأرترية .
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم