رزان الإنسانية والشهادة: شعر ؛ عبد القادر محمد هاشم
رزان النجار فتاة فلسطينية استشهدت في الثالث من شهر رمضان الماضي ، لم تكمل عامها 21 فقد صعدت روحها إلى السماء شهيدة على يد قناص إسرائيلي وهي تعالج الجرحى بالميدان ..ويأتي الشاعر متعاطفاً مع هذا الموقف الإنساني فيهدي لقراء ” زينا ” هذه القصيدة بعنوان :
رزان الإنسانية والشهادة:
: أَقَدِمْتِ مِن لَدُنِ السَّمَاءِ رَزَانُ
أم أرضُنَا بِمَلائِكٍ تَزدَانُ ؟
إِسعَافُكِ الحَانِي أَغَاثَ مُصَابَنَا
فَغَدَا المُصَابُ يَحُفُّه التَّحنَانُ
وَبِكِ الجِرَاحُ تَضَمَّدت مَشْفِيَّةً
وغَدَا الجرِيحُ المُستَبَاحُ يُصَانُ
سَأَدُلُّكُمْ -جَهْدِي- عَلَىٰ مَن رُوحُهَا
رُوحُ المَلَاكِ وإنّها الإِنسانُ
سُبحَانَ مُبدِعِهَا نَسَيجَةَ وَحدِهَا
فَشَفَى بِهَا جَرحَىٰ الوغىٰ المَنّانُ
أرأيتَ أعظَمَ مِن رَزَانَ طَبِيبَةً
تَأسُو الأَسَىٰ إذ يَعجَزُ الإِمكَانُ
أرأيتَ مَن عَقدَانِ كُلُّ حَيَاتِهَا
فَأَرَت بِهَا مَا لَمْ تَرَ الأزمَانُ
أسدَىٰ لَنَا العَقدَانِ ذَاتَ تَفَرُّدٍ
قَد أنجَزَت مَا لَم يَعِ الأقرانُ
لمّا يُغِيرُ المُعتَدِي بِمُحَرَّمٍ
وَمُدَمِّر يُلقِي بِهِ الطُّغيَانُ
واستهدَفُوا المَضْعُوفَ يَنزِفُ قَلْبُهُ
والمُعتَدِي فِي جُرمِهِ سَعرَانُ
فإذا الطَّبِيبَةُ ثَمَّ فِي قَلْبِ الوَغَىٰ
بِعَلَاجِهَا وَالْمَعمَلُ المِيدَانُ
وإذا أَفَاقَ مِنَ الغِيَابِ مُجَرَّحٌ
يَلْقَىٰ الذي أَصحَىٰ الغِيَابَ رَزَانُ
لَقِيَت رَزَانُ بِذَا التَّفُرُّدِ رَبَّهَا
فَاستُشهِدَت وَلِخَصمِهَا الخُسرانُ
واستَقْبَلَت ذَاكَ المَلَاكَ مَلَائِكٌ
وتزيَّنت عِند القُدومِ جِنَانُ
وَقَدِ استَهَانَ عَدُوُّهَا فَاغتَالَهَا
مَهْمَا طَغَا فَالمُستِهِينُ يُهَانُ
وَشهادةُ الأقصَى الأسيرِ تُدِينُهُم
وَالشَّاهِدُ الأَسمَىٰ لَهَا رَمَضَانُ
فَدَمُ الشَّهِيدةِ لِلأُبَاةِ مُحَرِّضٌ
وَدَمُ الشّهِيدَةِ لِلطُّغَاةِ هَوَانُ
أَرَزَانُ قَد أَسعَفتِنَا بَمَحَبَّةٍ
فَهَدِيَّةٌ مِنّا لَكِ العِرفَانُ
لَمَّاصَعِدتِّ إِلَىٰ السَّمَاءِ شَهِيدَةً
غَطَّىٰ مَآقِيَ أَرضِنَا الهَتَّانُ
نَستَودِعُ الَّلٰهَ الشَّهِيدَةَ عِندَهُ
فِي خُلدِهِ يَحفُو بِهَا رِضوَانُ
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم