زاجل تحاور : الأديبة الأرترية حنان مران
الأديبة الأرترية حنان مران : أناصر إخوان غزة وإخوان مصر وليس لأرتريا إخوان
أجرى الحوار : د. حامد محمد إدريس
12 / 8 / 2014م
لست وحدي بالشعور بالنبوة في زمن لا تقدير فيه
فخورة بالضلع الأعوج حد الانتشاء والرجال يسيئون فهم الحديث الشريف
لست مع النظام ولا مع المعارضة وإنما أراهن على الرصيف
حواء قادرة على قيادة آدم ولو من الجنة إلى المحنة
==================================
هاجرت من أرتريا محمولة في بطن أمها ، وبرفقة الأسرة من ” حرقيقو” موطن الأسرة ، إلى السودان، فوجدت نفسها سودانية من مواليد محطة العبور” قرورة” ، حيث يوجد لأسرتها نسب وحسب هنا ، كما لهم نسب وحسب هناك ، فقد جمعت بين شجرة فرعها من عد سيد وفرعها الآخر من بيت توكل، ولها فرع من عد شيخ حامد.
الهجرة التي تشبثت بها قبل الميلاد ، ساقتها لمسارات كثيرة أخرى ، كان آخر محطتها استراليا، لكنها ترى أنها لا تزال مهاجرة حتى يعود السرب الطائر إلى أرض الوطن.
قد تواصلت معها ؛ بهدف إجراء هذه المقابلة ، فتمنعت بداية بتبرير بدا معقولاً، ثم قبلت بشروط ، فمنحتها عهد الوفاء . تكره أن ينصرف القراء من نقاش الفكرة إلى نقاش الأسرة ، تتعالى – أحياناً – ببضاعتها الأدبية السامية خوفاً من الابتذال ، وترى أن الأمة التي لا تقدر القيمة الأدبية لا تستحق أن تنثر لها الدرر، وتتنزل – أحياناً – إلى الجمهور رغبة في تسويق رسالتها السامية بهدف الارتقاء بهم .
محافظة إلى درجة تتحلي فيها بعادات الأسرة ، وأخلاق الدين ، ومتمردة إلى درجة تهدد بأن تقصف محاورها بنار تخرج من فم التنور ، تعتبر نفسها في ميدان نضالي ضد جهالة الرجال بحق المرأة ، وهي ضد المعارضة وضد الحكومة فتختار الرصيف الذي تنتظرمنه أن ينقض على التخلف السياسي والاجتماعي وينقذ الوطن من المحن .
الحديث معها عذب سلس ، ومؤدب جميل ، تدفع الملالة عن الحوار بشغب محبب ، تستأذن لتقسو ، ثم تجتهد لتحجم عن القسوة ؛ لاعتبارات اجتماعية وأخلاقية ، لكنها تلسع بقدر يبين احتفاظها بالتفرد ، والتمرد، والزهو ، ولهذا فلا حرج لديها أن تقترح سؤالاً أفضل من الذي يطرح عليها . قلت لها : السؤول يمثلني حتى لو لم يكن على صورة مثلى في رأيك من الحبكة والذكاء والإثارة. ومع ذلك تدخلت فأبدت وجهة نظرها على صياغة أسئلة. لم أستجب لاقتراحاتها، ولهذا تجاهلتْ بعض أسئلتي، وأحسستُ بانزعاجها وحدة نبرتها – وهي تنكر هذا الانزعاج – من سؤال وصفها بأنها ” مثقفة جبانة ” ثم دارت انفعالها بإجابة هادئة لكنها تفضح سرها المنفعل
حضرتْ في المشهد الأرتري العام ، وساهمت في أكثر من ميدان ، وشاغبت على المجتمع والفكر التقليدي وحامليه، وناضلت لصالح المرأة والمجتمع الراقي ، وقست ضد مخالفيها ، مستفيدة من الشعر ، والنثر، والصوت ، والصورة ، والتقنية الحديثة ، وبهذا دخلت بيوتاً ، وخاطبت فئاتٍ ، وتجاوزت إلى أعماق دون ضجيج، فاستحقت أن توصف بأنها أديبة ، وشاعرة، وكاتبة ، وصحفية ، ومذيعة . وقد سماها المعجبون بها ” مبدعة ” في كلٍ، وقد أنشأ بعضهم صفحة في الفيسبوك باسمها ، وهي تنكر هذا الوصف ، مبدية احترامها لمصطلح ” الإبداع” الذي ترى أنه يجب أن يصان من إطلاقه على كل انتاج وعمل متواضع لا يستحق ابتذال المصطلح السامي
تعبر عن أسفها ؛ لأن تواصلها مع نظيراتها الأرتريات لم يصل إلى درجة تكوين روابط عاملة منتظمة ، وتعبر عن أسفها؛ لأن الرجل مازال لم تصل قناعته بدور المرأة ، ومشاركتها في الحياة ، ومع ذلك تمجد حواء بأنها قائدة – على ضعفها وعوجها- فقد قادت آدم من الجنة إلى المحنة ولا تزال قادرةعلى قيادته حيث شاءت، فلا تجد مبرراً لتنكر دورها الماضي والحاضروالمستقبل ألم تاخذ بيد رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، وهو خائف مرتجف، لائذ بها لتدثره وتزمله – تهدئ من روعه وتسوقه إلى ورقة بن نوفل مسجلة شهادة فخر بأنها كانت ثابتة الجنان وناصرة الإسلام قبل أن يلحق بها الذكور .
سألتها هل أنت إرهابية؛ تؤيدين إخوان مصر، وإخوان غزة ، وإخوان أرتريا؟ فتفاخرت بأنها تؤيدهم وتقدر جهودهم وتناصر محنتهم، لكنها لاذت بإجابة هاربة فقالت : ليس لأرتريا إخوان فهي وحيدة القرن الأفريقي
يجري معك اللقاء صحفي زرعت الخمسون والمهنة بياضاً في رأسه زاحم سواده ، كم تحتاجين من السنين لتدركي هذا العمر ، وماذا يعنى لك لقاء يجمع بين سنين شائخة وسنين ناضرة تجمع بينهما الغربة والمحنة والألم ؟
ومن قال يا سيدي أن هناك فرقاً بين أوساط شعبنا في السن ! لقد هرمنا معكم وربما سبقناكم إلي الهرم بقلوبنا الموجعة بالترحال وإنقطاع الآمال أو تأرجحها بين الحقيقة والخيال ، والطموحات المهدرة هنا وهناك في ربيع العمر من أجل فتات الدنيا أكثر إيلاماً من بياضٍ يزاحم السواد في وقار علي الأقل ، نحن معشر الشباب لم تترك لنا الغربة موطنا الا أوجعته وقضت علي الأخضر واليابس من أحلام الجميع وطال البياض من قلوب الشباب ما طاله من سواد الرؤوس فإستوي الجميع في نظري. وأما كم أحتاج من السنين لأدرك هذا العمر فظني أن الإدراك لا علاقة له بالعمر وإنما بالإرادة وبعض هبات الخالق فالبعض لا يدرك النضج ولو بلغ أرذل العمر والبعض بلغ بهم مبلغاً وهم في أوله والأمثلة لا حصر لها ولا عدد
.إضاءة حول تعريفك وحياتك الاجتماعية والأكاديمية
انا الخامسة في ترتيب أسرتي بين سبع فتيات لأبي وأمي وفي ذات الوقت أم لأربعة من زهور العمر وحاليا مقيمة بأستراليا. أنهيت دراستي الجامعية بالقاهرة بجامعة الأزهر قسم الصحافة والإعلام تخصص صحافة ونشر
تحصلت على جائزة فيكتوريا للاعلام الافريقي الاسترالي في مجال ا لكتابة والصحافة .
منذ متى يحلق هذا الطائر المهاجر ؟ وما المسارات التي ارتادها؟ ومتى يعود إلى عشه الدافئ ؟
هذا الطائر إنما حلق مجبراً في سرب وحتي لم يكن شيئا مذكورًا في حواشي الطير المهاجر وليس مخيراً في العودة وحده غير أن السرب لا قائد له ولا قانون هجرة طبيعي أو مصطنع ” حتي ما حصّل تفكير الطير ” وتشتت السرب يمنةً ويسرةً ولازال في الشتات في ظل أنانية القادة المعنيين فكيف يعود إلي عشه وخاصةً أن السؤال مطروح علي طائر ولد في الخلاء والعراء الكوني دون بوصلة تعرف مسار العودة فكيف لي بالأجابة.
أنت “أنثى !” أنت “ضلع أعوج ! ” هل هذه حقيقة- في رأيك – تسعدين بها أم وصفٌ حطَ من قدرك تتضايقين منه ؟
دعني أولاً أنبه لشيء مهم جداً ،، لا يمكنني باي حال من الأحوال أن أتضجر أو أستاء من أي كلمة تلفظ بها سيدنا ونبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم من لا ينطق عن الهوي ، إذاً فبالتأكيد أسعد بذلك ولأن كلام سيد الخلق حكمة يأخذ منها البعض فقط ما يطرب مسامعهم عن التفاضل بين معشرينا ، أحب أن أنوه دائماً إلي أن كل نقص في المراة في ظاهر كلام النبي ( صلى الله عليه وسلم) مقتطع من حديث لا يكمله الناس عادةً وهو في هذا يقول بأنها من ضلع أعوج نعم ولكن يقول أيضاً إذا قومته كسرته وهذا ينفي معني الاعوجاج عن ضعف وإنما عن جبلة وخِلقة وتظهر القوة عند الكسر ومفاد ذلك إن تركتموه أعوج فهو عجز عن التعديل وإن حاولتم التقويم كسرتموه فاستحال إصلاحه وفي الحالين عجز عن تغيير جبلتنا مما يعني أنه من حيث ضعف قوة أيضاً ، قليل من التأمل يكفني لأسعد بكل ما وصفني به ديني وإني لفخورة به حد الانتشاء
نظر جوابها إلى الحديث الذي أخرجه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرًا فليتكلم بخير، أو ليسكت، واستوصوا بالنساء ، فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه إذا ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج استوصوا ابالنساء خيرًا .(صحيح مسلم – كِتَاب الرِّضَاعِ – إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة )
تظهرين بزهو وأنت تلقين شعرك أو تبدعين بقلمك.. وتختفين فيما يشبه الانطواء أحياناً.. هل أنت تحسين بأنك نبية في أمة لا تقدر الزبور فتنسحبين مهزومة مثلما فعل عدد من الشعراء ؟
أعلم حسن نوايا السؤال! لكن لدي شعور أنه كان بالإمكان إخراجه بأفضل مما هو عليه الآن !! وعلي كُلٍ !! لا الظهور يعني الزهو ولا الإختفاء يعني الإنطواء وإنما هي حالة تعترينا كبشر فتارة يأخذنا الحماس وننطلق وتارة نختفي أيضاً لدواعي الحياة فلا عجب من ذلك ، وأما موقعي من الأمة فلا يحدده شعوري وما يترتب عليه من تواجد أو ابتعاد كما أننا في زمان يشعر كلٌ فيه بالنبوة مع عدم التقدير بصفة عامة وليس خاص بالشعراء فقط.
تقلبتِ بين الإبداعين : الشعر والنثر و( ركاب السرجين وقاع) ما تعليقك ؟
وإنما الشعر والنثر متلازمان في نظري ويكمل بعضهم البعض والتقلب بينهما أمر طبيعي ولكن إن أردت تحديداً فأنا أميل إلي النثر أكثر بحكم طبيعتي التي لا تحب النمطية والتقيد والنثر الحر يسعني ويلائمني أكثر، ثم أن لي عتباً دائماً في أوساطنا الإعلامية في استخدام واستنفاذ كلمة الإبداع حتي فقدت رونقها فروائع أي مجال كثيرة وإبداعه قليل ليحصل الفرق فلو وصف كل حرف يكتب بالإبداع ما انتصفنا للإبداع بمعني ليس كل ما يكتبه الشاعر أو الكاتب بديعاً قد يكون أكثره معتاداً والبعض فقط بديعاً أرجوأن تصل رسالتي لجميع مستهلكي اللفظة حتي لا تفقد قيمتها
أنت مثقفة جبانة ولهذا تناضلين في الخيال . وقلما نزلتِ يوماً في الميدان ضد طرف تعرفين أنه يستوجب الصدام .. أحقيقة صادقة هذه أم تهمة ظالمة ؟
تعجبني الأسئلة المثيرة غير المعتادة ، لكنها تعجبني أكثر لو خرجت في حلة أكثر أناقة ورونق ، ولعلنا ناقشنا ذلك من قبل ولازلت الحظ إصراراً، وعليه تحمل _ عذراً _ بعض الغِلظة في الردود حيث أجد لفظ الجبن الذي تعني لا يتعارض إطلاقاً مع الثقافة التي تقول فالثقافة وعي بعلم وإدراك وإلمام ، والمثقف كلمته ميدان جسارته ، ورأيه حلبة صراعه، وقلمه عدته وعتاده ، ومداده السيف المسلط علي الرقاب ، ولكل حرب أبطالها وشجعانها فما الضير إن كان المثقف يقتل برصاصة قلمه الآلاف وهو في عقر داره بينما لا ينال مقاتل الميدان الحقيقي من أحد ولوكان مددجا بالذخيرة الحية مثلا ، فكلاهما يحارب والاختلاف في الأداة ،، واسمح لي .. أي طرف تريدني ن أنازله في الميدان ! أليس لكل مقام مقال ؟ وإن كان قدر مقامي القلم والمداد وساحتي الكتابة ، والطرف الذي تتحدث عنه نزلت به النوازل من الملايين غيري ولم يغير شيء ورؤيتي الخاصة تمنعني من الخوض في التيار لمجرد أنه غالب ، وعدم الانقياد حق مكفول لذوي الرؤي الخاصة حتي لو كان في نظر الآخر جبناً وعلي كلٍ مرحباً بجبن يوافق أهله ، إن كان ، فالجبن في معشر النساء حُلة إن لم تزدهن رقة وأنوثة لم تنقصهن شيئاً علي الأقل ، وليتني جبانة والله لكنت أكثر الناس سعادة علي الأقل ” من خاف سلم” وقد جفاني السلام منذ أمد ولا أبالي.
الواقع الارتري شجرة لها ثلاثة أغصان : النظام المستبد، والمعارضة المهاجرة ، وطائفة الرصيف .. أين أنت ؟
كأني أنظر إلي الرصيف أوكأنك تراني هناك من خلال الأسئلة ولا بأس بالرصيف إن كان فهو أفضل عندي من الخيارين الأولين ، وأنا أراهن علي الرصيف لأنه أغلبية السواد الذي سينقلب ذات منعطف علي الطرق المعبدة والمجمدة من الخيارات الأخري وسنري
نرغب عبرك أن نظهر إشراقات المرأة الأرترية فهل من أسماء مبدعة تذكرينهن ومجالات حضورهن الإيجابي ؟
بالتأكيد تحضرني دائماً الراحلة الكبيرة الشاعرة شريفة العلوي رحمها الله رحمة واسعة فقد كانت أيقونة الأدب والشعر ولم يضاهِ إنتاجَها وفكرَها ووعيَها أحدٌ بعد من الجيل فقد كانت بالفعل متفردة وموهوبة وراقية المعني والأسلوب. وهناك بالتأكيد العديد من الشخصيات أخشي ألا تحضرني كل الأسماء فأضيع حق إحداهن لكنهن بالفعل حاضرات ومؤثرات خاصةً عبر مواقع التواصل الاجتماعي
نجاحك الأدبي قد يتعارض – جهدًا وزمانًا وهدفاً- مع نجاحك الأسري فما تقييم آدم لك في أداء واجب البيت وإدارة الأولاد ؟
كما ذكرت قد ، وقد لا ، ولا أظنه حتي الآن تعارض كما أنني أؤمن بأن آدم ليس وصياً علي حواء لتقييمها، وإدارة الأسرة والأولاد شراكة كاملة وليست مسؤولية طرف دون آخر وإن كان هناك من تقييم لآدم علي آدائي فكيف لي أن أعلم تقييمه وهل تكفي شهادتي إن قلت ممتازة مثلاً أم تكن مجروحة ! حتي آدم ذاته لا يستطيع الإجابة
عبر المرأة والخمر والغناء والرقص أفسد النظام الأرتري الأسرة والشعب والوطن وقديماً كانت حواء عنصر إغواء يتلبسها الشيطان لتخرج الأمة من الجنة إلى المحنة. ما تعليقك ؟
يا لحواء التي أتعبت السائل والمسؤول ، ويا لوافر حظها أن قادت الأمم في كل زمان ومكان حتي لو من الجنان الي المحن ! المهم إنها قيادة وأي قيادة إنها السيطرة الخارقة حيث تقنع الجموع للخروج من النعم للنقم فيالها من قيادة ” ما تخرش المية” ، وكل هذا بضلعها الأعوج ! ماذا إن كان معتدلاً !! علينا يا سيدي إنصاف المراة الأرترية خاصة دون نساء القرن الأفريقي فهي رفيقة النضال وحاملة السلاح كتفاً الي كتفٍ وجنباً الي جنبٍ منذ متي نسينا أن الشعبية سخرت المراة لنضالها وتطبيب جراحاتها والتعامل معها بندية الرجال حتي يومنا هذا فكيف يحيلها السؤال عبر الشعبية أيضاً إلي مومس وعاهر تستخدم لإفساد المجتمع! إن المجتمع الفاسد لا يحتاج كثيرا للمرأة لإنجاز فساده فإرعوا الي المراة الأرترية خاصةً مكانتها من مجتمعها ولا تبخسوها حقها لتعليق آفات المجتمع علي عاتقها وإنما هن عوانٍ عند الرجال ملن معهم حيث مالوا وكفي
عرفت بأوصاف إبداعية فأنت شاعرة وكاتبة وصحفية وصوتك كنز إذاعي .. فهل من سرد تعريفي بإنتاجك وهل يتعرض لقيود تمنع حضوره في الميدان الحقيقي وسط المهاجرين الأرتريين بالسودان أو للمواطنين في أرض الصدق ؟
ربما، ولكنني فقط اعبر عن ذاتي وما يدور بخلدي من فكرة ورؤية ، نعم كاتبة بالفطرة منذ الصغر وصحفية بالتخصص عند الكبر ، ولكني لا ادعي الشعر لمجرد ديوان يعاني الوحدة حتي أنني نفيته في قصيدة كاملة مطلعها أنا لست شاعرة ووصفت حالي بالكاتبة والمشاغبة ومعاتبه وأنتي بنت صاحبة الجلالة وهذه هي الحقيقة الثابتة قطعاً ، وأما إنتاجي الأدبي لا يحتاج لكثير سرد و تعريف لانه متواضع حد اليتم في مجال الشعر والادب المطبوع ورقياً حتي الان ولكن أعد بالكثير مستقبلاً ، وربما إكتسبت بعض مما ذكرت من أوصاف من زخم مقالات سياسية إلكترونية عبر عامين من الكتابة المتواصلة قبل الإصابة غير المباشرة بالفتور العلني
توجد جهود مقدرة للمرأة الأرترية إبداعاً فهل لكُنَ روابط جامعة وتواصل يثرى هذا الإبداع ويحميه وينميه ؟
نعم تجمعني مواقع التواصل الاجتماعي بالكثيرات منهن ونحن علي تواصل ودي وأخوي رائع في الخاص والعام من أمور شعبنا وبلادنا لكن لم نصل بعد لمرحلة تكوين روابط او عمل منظم يجمع همتنا للأسف.
أنت محجبة ، وقراءة في كتاباتك ومشاعرك مثل (زلزل أمن إسرائيل أشعل فيه بركانا) تعطي انطباعاً – بل يقيناً – بأنك متعاطفة مع غزة وحماس ، فهم – في رأيك – ( أهل الشموخ والعزة يهابهم الموت ولا يهابونه) وأنت ضد الانقلاب في مصرالأمر الذي يقربك من إخوان أرتريا حقيقة أو احتمالاً ولهذا فأنت إرهابية حسب التصنيف الغربي والأمريكي واليهودي .. أشبهة هذه تنفينها أم شرف تتحلين به ؟
أولاً- هذا المقطع ليس لي إنه لأغنية فلسطينية حماسية فقط شاركت به دعمًا وحماساً لغزة وأما الحجاب والإرهاب والإخوان والكباب فشرف وإن صنفه العرب قبل الغرب ولكن بصفة عامة لا أعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي الأنسب لاستقاء المعلومات أو الحكم علي النوايا حتي وإن كانت علي مستوي من المصداقية مثلاً فلا زالت تلك الوسائل فاقدة للرسمية والمساءلة في مجتمعاتنا. وأما دعمي للإرهاب المشرف فهو خاص بإخوان مصر وغزة فقط وأما إريتريا فظني أنها وحيدة القرن حتي الآن من أين أتت بالأخوان!؟ وإن كان ، فهم ليسوا بأشقائها علي الأقل
الجبهة الشعبية تزعم أنها حررت المرأة والطفل ..وأنت أم أقدر على قراءة الواقع قراءة ناقدة ، فما تقييمك لتلك التجربة من الناحية النظرية والتطبيقية؟
الجبهة تزعم كما تشاء وإن كانت قيود المراة الأرترية خارجة عن الأديان والأعراف في الحقيقة بالداخل أو بالخارج وهذا من جبلة فينا مختلة فيما اعتقد فلله درها. وأما جبهة الميدان قبل الكرسي والحكم فقد حرصت علي تسخير المرأة في الحالتين الحرب والسلم فلا زالت تحتفظ بذات الدور من عتالة هم البلاد والعباد علي ظهرها كما ربطة طفلها المشهورة وراء ظهرها، أما آن لهذا الظهر ألا ينحني !! وبخس حق المراة الأرترية ليس فقط من قبل الشعبية كقيادة تعاني ذات الشيء من المعارضة علي مستوي السياسة وإجتماعياً تعاني من جهل الرجل الإرتري بقيمة نصف الدنيا التي تحمل علي ظهرها الدنيا دون تقدير يذكر
ما اختيارك الشعري هدية لقراء هذا الحوار؟
…………….
بين هاوتين
أنا والجيل لا ندري لمن
قدمنا قربانا
لمـن نــشــكر ولا أحـــد
يدين لنا بعرفانا
بمن نكفر وقد كــــثرت
على دنيانا أديانا
لمن نـــــشكو ولا أحد
يريد سماع شكوانا
فعرق فــــــينا شرقـــي
على الشرفاء قد هانا
وعرق فينـــــا إفريقـــي
للغربـاء قد لان
أنا من جيل تيه
فاقد الأحلام
مجهول العناوين
تفرقنا ثقافات كثر
نهوى تقمصها
ونمعن في توغلها
للننسى فيها ماضينا
وفي مأتم هويتنا
تجمعنا ولا أحد يواسينا
ذرفنا عليها وحدنا
أدمعاً عرفت مآقينا
سنين العمر تسكنها
ولا ترحل ولو حينا
وتجمع بين ضدين
تشردنا لتؤينا
أرانا بين هاويتين
ترتع فينا حاشتين
نهلك إن تحركنا
ونهلك إن تجمدنا
معيب في تحدثنا
لهيب في تكتمنا
وغربتنا عقوبتنا
سنقضي فيها ما نقضي
من المهد إلى اللحد
ولا حد لغربتنا
فوا أسفاً علينا
كيف نحتمي في تغربنا
فوا أسفاً علينا
كيف نحتمي في تغربنا
مقطع الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=brofNBitL-o&hd=1
. في ختام اللقاء لمن تهدين الورود الناعمة
إن وجدتها !! أهديها لحبات عقد فؤادي، صغاري، فهم أولي من حولي علي المدي القريب ولكل من يخفف عن شعبنا ويلات الملاجئ والشتات من منظمات وأفراد علي مدي الأمة.
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم