حوارات

زاجل تحاور: الأستاذ/عبد الوهاب جمع حاج – مدير موقع عونا

 إرادتي غلبت إمكانياتي  وفي استراليا وجدنا مكاسب عديدة لكنها لم تطفئ شعلة الحنين إلى أرتريا

كان وحده عندما رفع شعار ( الحرية للمعتلقين الإسلاميين والسياسيين في ارتريا )

كتبه في لافتة ووقف به في بوابة حفل راقص دعت إليه السفارة  الأرترية باستراليا وأحياه فنانو النظام اتوا من بلادهم لمهمة  التسول بالفن الغنائي لصالح النظام ا لقمعي  فرفض الانصياع، وأنكر وحده أن تدفع الاموال لدعم نظام يقتل مواطنيه  ويغيب الأحرار في غياهب السجون

اللافتة كانت مكتوبة باللغة العربية والإنجليزية فأوصلت الاحتجاج للعرب والعجم، فاتت إليه الشرطة الاسترالية تسأله هل يشكل خطرا على أمنها وعلى أنشطة السفارة الارترية الراقصة فقال لها : انا في بلدي استراليا وتعلمت الحرية هنا التي حرمني النظام الارتري منها ولي موقف سياسي رافض لما يجري  في ارتريا ولهذا اعبر عن وجهة نظري بحرية  تامة وفق القانون فتفهمت الشرطة موقفه ، أتت إليه موجة بشرية راقصة تتجه إلى مقر الحفل فهم سفهاؤها بتمزيق اللافتة وإيذاء صاحبها فحمته ا لشرطة الاسترالية من كيد المعتدين

مرت السنون والمشهد يتكرر كل عام فازداد المقتدون به من اللاجئين الارتريين في استراليا حتى تحول المشهد المعارض مألوفا وسفارة النظام تتحرق كلما نما العدا ضد أنشطتها وكلما أثر معارضون على مواليها الذين سجلوا حالات هروب متواصلة شكلت لنفسها لاحقا تكتلا منظما أصبح صوته اكبرمن صوت النظام وهو يسعى الآن لتسجيل رفض جماعي  لما يطلب النظام الأرتري عبر مناشطه من دعم إجباري ابرزه ضريبة 2%

سألته عن ا لسيرة الذاتية فقال :

أنا عبد الوهاب جمع حاج ، من مواليد كرن عام 1970م

أكملت المتوسطة في السودان ، بالخرطوم

درست الإعلام في معهد رسمي استرالي،  تخصص الإخراج والتصميم والتصوير والإذاعة ،

وتلقيت دورات تدريبية في مجال الإعلام

نلت عضوية كاملة في الاتحاد الإعلامي للاتحاد الأروبي ،

متزوج ، وأب لثلاثة أبناء وبنت واحدة

تدير موقعاً في ا لنت معارض لنظام أرتريا مزعج له  هل من إيضاءة حول موقع عونا من حيث النشأءة ومبرراتها وأهدافه وهيكله الإداري ومقيايس نجاحه ؟

قمت بتأسيس موقع عونا  1997م ، دعماً  للمعتقلين ودفاعاً عن الحرية في ارتريا وتعزيزًا لمكانة اللغة العربية والاعلام العربي في ارتريا بناء على إحساس بوجود توجه رسمي لمحاربة هذا الجانب .

وكان ضمن المبررات التي دفعتني على إنشاء موقع عونا ما يلي :

ندرة المواقع العربية في النت في ذلك الوقت

الرغبة في استيعاب عدد كبيير من المثقفين الأرتريين  لنشر أفكارهم وآرائهم السياسية باللغة العربية

القيام بواجب كشف النظام وتعريته أمام الرأي العام الأرتري والعربي

المساهمة في مناصرة الاسلاميين والمعتقلين السياسيين في ارتريا

المساهمة على تشجيع العمل الإنساني والخيري بين الأرتريين عامة وبين المهاجرين الأرتريين باستراليا خاصة

هل حقق موقع عونا أهدافه التي ولد من أجلها ؟

نعم وذلك لأنه:

من أول المواقع التي تصدت للنظام

وأول موقع كسر حاجز الخوف من الارتريين في استراليا وجعلهم يتظاهرون علنا ضد النظام  وأصبحت استراليا منبرا قويا للمعارضة

نجح في استقطاب عدد كبير من الكتاب الأرتريين وأذاع إنتاجهم باللغة العربية

ساهم موقع عونا على دعم الجاليات في الخارج إعلاميا بعكس مناشطها

بفضل الله ثم بفضل جهود موقع عونا أصبحت الجالية الارترية في استراليا قدوة لغيرها  في العمل المعارض

وانا كنت اول من  تظاهر ضد النظام 1998م  بشعارمكتوب باللغة العربية والإنجليزية: ( الحرية  للإسلاميين والسياسيين في ارتريا )

وقد استوقفتني الشرطة الاسترالية مستفسرة  فقلت لها : اريد أن أعيش في ا رتريا مثل ما أعيش هنا في ا ستراليا حرا طليقاً

تعرضت لهجوم مضاد من انصار الحكومة وقصدوا تمزيق الأوراق والشعارات فلوحت بالشرطة فأتت إلى مناصرة للحرية وزجرت انصار الحكومة وهددتهم مناصرة للحرية

موقع عونا ذاع صيته  واشتهر ودوره غير منكور في الساحة الإعلامية الأرترية المعارضة ولهذا كان مناسباً ان يعرف القارئ من يقود هذه ه المسيرة في عونا شخص هاوٍ أم إدارة ونظام مؤسس ؟

الميلاد كان مبادرة من شخص ، وتعاطف معه آخرون متطوعون

  فاصبحت إدارة عونا مديرا متطوعا ومحررين متطوعين وكتابا متطوعين ومراسلين متطوعين بهذا غلبت إرادتنا إمكانياتنا

ما مقاييس نجاح  موقع عونا ؟

أما عن مقايس نجاح عملنا فيتضح مما يلي :

كثافة زوار موقع عونا  بمعدل 600 – 2000 يوميا

رسائل الإشادة من القراء والجهات البحثية والسياسية

اتساع حجم سعة الموقع تلبية للحاجة حيث بدأ بــ  60 ميقابايت وبلغ الآن 270 ميقابايت والسبب كثرة الزوار و كثرة التحميل

الاتساع المذكور ضاعف التكلفة السنوية من 300 إلى 1300 دولار استرالي ( 1200 دولار امريكي )

الاسم والمساحة  والتكلفة تزداد حسب كثرة التشغيل

وقدرة الموقع حاليا مهيئة لاستقبال  عشرة آلاف متصفح  في وقت واحد بخلاف بعض المواقع التي تجبر على الإغلاق  إذا تضاعف متصفحوها  .

 ما أكثر الدول تصفحا للموقع؟

السعودية ، استراليا ، بريطانيا ،  مصر ، اثيوبيا ، ارتريا ،

عدد الزوار من ارتريا شهريا يزيد عن 3392 متصفح وهو رقم مهم بالنظر إلى ضعف النت في ارتريا

كثرة المواقع الارترية في النت هل تحس  انها نسخ مكررة

يوجد لدينا هذا الإحساس ، وله عوامله الواضحة لكننا  نحاول تجاوز الضعف بالسعي نحو التفرد والتميز بالسبق في نشر الأخبار ونشر المقالات ونشر مناشط العمل الإنساني والاجتماعي إلى جانب مساهماتنا الكثيرة لدعم المحتاجين بالتعاون مع المحسنين وتسويق حاجة المحتاجين إليهم .

 تتشابه هذه المواقع في كثير من نقاط الضعف (من حيث الدعم – والقدرات الإدارية والفنية – ومصادر المواد الاعلانية )

نعم كلنا نردد ذلك  فكيف يمكن تجاوز هذا الضعف.؟

أرى أنه يمكن تجاوز ذلك بما يلي :

دعوة وإقناع الكفاءات الإعلامية المتجمدة  لتقوم بدورها المنوط مهنيا واجتماعيا والخرووج بها من حالة التبلد والياس الحاصلة إلى آفاق التفاعل الإيجابي والابداعي المهني  الجماعي

– تحرر الإعلاميين من القيود التنظيمية  والتجرد المحض للمهنة

– وقوف الجمهور المتلقى مع الإعلام وأهله وقوفا ماديا ومعنويا وذلك لأن الإعلام كسائر المهن يحتاج إلى مؤازرة وتحفيز وحماية .

الا يمكن ان تتقوى وتطور هذه المواقع لو انها ضمت في بعضها ادارات وامكانيات؟

كثرة المواقع وتنوعها يعد أمرا إيجابيا  ويدعو إلى التنافس الإيجابي الشريف بينها وهذا يحقق النهضة المطلوبة إعلاميا كما من غير المعيب أن توجد منتديات إعلامية متنوعة تخصصا لا تشابه فيه

حتى  يقوم كل منتدى بواجب لا يقوم به منتدى آخر.

ومع ذلك أرى أن من  ا لصواب أن تنضم المواقع المتشابهة إلى بعضها لتعزز ما لدى طرف من إمكانيات  ما لدى الآخر وتتكامل

مثل الذي حدث بين موقع ارتريا اليوم ووكالة زاجل الأرترية للأنباء فإن مثل هذا يعد قدوة حسنة يلزم  الاقتداء به

فرجت ، النهضة ، من أجل  ارتريا ، عونا .. كلها مواقع سياسية مهاجرة وفي بلد واحد ولهذا تعد متشابهة ما الذي يمنع من وحدتها من أجل التطوير والتكامل ؟

الفكرة مطروحة وقد تمت مناقشتها بين عونا والنهضة وفرجت ولم تصل النتيجة  للاتفاق على ميثاق شرف مهني نسعى إليه

ونحن في عونا نرحب باي مشروع يطور الاعلام من وضعه الضعيف إلى درجة أرقى حتى لو أدى هذا التطوير إلى توارى الواجهات الإعلامية لصالح عمل إعلامي موحد مستقل ناضج مهنيا وغني من حيث الإدارة والوسائل والقدرات المالية .

أنتم أرتريون غرباء في وطن غريب اسمه استراليا حدثنا عن هذه الغربة وهل تجاوزتم مرارة  الهجرة إلى سعادة الاستقرار ؟

بدأت الهجرة الأرترية إلى استراليا منذ 1985 تقريبا والعدد الحالي  يتجاوز 7000 – 8000 آلاف تقريبا ،

بالنسبة للتاثير السالب لدار الهجرة على المهاجر فأنا وصلت استراليا 1993م ولم تؤثر في البئية الجديدة ولا زال الشعب

الارتري متمسكا بعاداته وتقاليده وقيمه مع عدم  الانكار أن بعض الناس هجروا لغة الأم  ( الجيل الناشئ ) وبعض الاخلاق المكتسبة وعلى العموم الجالية الارترية تعد محافظة  مترابطة تحت إدارة موحدة تمثل اللاجئين تنتخب كل سنتين  ودورها تنظيم القوى الاجتماعية وتنظيم المناسبات الدينية والاعياد الوطنية ، والمناسبات الاجتتماعية والدعم ولها مقر مؤجر يجتمع فيه الارتريون

والجمعية الاسلامية الارترية ( المستقلة)  ترعي الجانب الاسلامي لدى اللاجئين كمنشط تحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية واالقيم الاسلامية  ومصطلح (الجالية )| تنظيم اجتماع تفرضه الدولة وتدعمه وعلى كل بلد يلزمه تاسيس جاليته

كيف السبيل إلى الهجرة إلى إستراليا؟

الهجرة إلى استراليا متاحة مع ضيق حاليا والسبب تجديد قوانين جديدة بسبب دعاوي الارهاب لم تكن من قبل ولعدم الحوجة  الماسة التي تتطلبها استراليا   بسبب حاجتها إلى أيدي عاملة وأحياناً تفتح باب الهجرة استجابة لطلب الامم  المتحدة لدواعي إنسانية

وعدد سكان استراليا لا يتجاوز 20 مليون والمساحة قارة  غير مستغلة فلا تتضايق من هجرة الناس إليها كما أنها تسعى لكثرة عدد سكانها وبناء على هذه الرغبة  طرحت مشروع تحفيز الولادة بمبلغ 5000 دولار استرالي دفعة واحدة لكل طفل يولد  إلى جانب حوافزيمنحها  للتعليم والصحة وتخفيض في المواصلات

ولا تفريق في هذه التحفيزات والمنح  بين المواطن والمهاجر لأن الدولة تطبق التشريع وهو يساوي بين سكان الدولة

ما المهن يعمل فيها المهاجرون ؟ :

يستوعب المهاجرون في مصانع وشركات مختلفة ، ووالمسالخ ، والمراعي  الحيوانية و المزارع كما توحد فرص عمل للمتعلمين حسب مهنهم التخصصية ومستواهم العلمي.

كيف تنظر إلى الهجرة الأرترية بين المغرم والمغنم؟

يفقد الأرتري بالهجرة وطنا غاليا لا يعوض وأهلا وتاريخا وكرامة

فالغربة عذاب أليم للمهاجرين لكن من حيث المغانم فالهجرة تحسن  من  الوضع الاقتصادي للفرد كما يجد الحرية والعيش السعيد والرعاية التعليمية والصحية المجانية وتطوير القدرات  .

صور من غرائب وعجائب استراليا ؟

استراليا دولة قارية والسواد الأعظم من مواطنيها مهاجرون ولهذا تتنوع فيها  الثقافات  حسب تنوع سكانها الذين كونوا لأنفسهم جاليات مثل الجالية الإيطالية واليونانية والتركية واللبنانية     الذين يشكلون السواد الأعظم من السكان بجانب السكان الأصليين كما توجد جاليات تمثل الأقلية بينها :  الجالية الصومالية والأرترية والأفريقية ونسبة السكان من اصول اجنبية وفق احدث  إحصائية رسمية تبلغ 23% من السكان بينما تعود نسبة 40% من السكان إلى ثقافات مختلفة متنوعة .

ومن غرائب استراليا أن لها إبلا ضالة متوحشة في غالبها ولم تكن تتعلق بها حاجة السكان وبين أنواعها في شكل غريب  من حجم وشعر وسنامين شامخين بينهما فراغ

وفي الآونة الأخيرة اهتم بها الصوماليون وروضوا كثيرا منها لأغراض أكل لحمها ولهذا اصبح لها سوق وبيع وشراء وراغبون  لكن لا يزال هذا الترويض ضئيلا مقارنة بأعداد الإبل المتوحشة الضالة التي ترعى وتتكاثر دون رعاية أحد

والحيوان المدلل في استراليا هو الخنزير  فاعداده هائلة وبتكاثر بصورة هائلة وعلى لحمه يعيش معظم السكان غير المسلمين

عودة إلى الأسئلة المركزية في هذه المقابلة يا استاذ عبد الوهاب من بعيد تريد أن نقنع نفسك بأنك سوف تغير النظام الأرتري بموقع تنشر فيه منقولات إخبارية ومقالات القاعدين عن ا لفعل الإيجابي . التغيير بعيد عنك يا عبدالوهاب لكونه يحتاج إلى فعل ولا فعل لديك  ؟

انا من وجهة نظري أن موقع عونا كسر حاجز  الخوف من الجالية ولأنه فاعل مؤثر أزعج النظام الأرتري فموقع حمدان يهاجمه دائما  والجهات  الرسمية الارترية تنزعج من  أنشطة الموقع وقيادات الجبهة الشعبية تهاجم الموقع ولهذا اعتقد ان الموقع يلعب دورا كبيرا ضد الحكومة الأرترية والإعلام سلطة رابعة كما هو معروف ولهذا فنحن نمثل ذراع المعارضة وكلمة ننشرها توجع العدو من جانب وتحرض  المعارضة من جانب آخر وترفع همم المواطنين من جهة ثالثة وتناصر قضايا الأسرى والمعتقلين من ناحية رابعة

ما المشكلات التي تواجه الموقع :

من أهم مشكلاتنا قلة  الدعم المالي ،ونظرة  بعض القراء إلينا بأننا أصحاب ثروة  ضخمة فيطلبون منا أحيانا ما لا نقوى عليه وينسون أننا نحتاج إلى دعمهم من أجل تطوير الإعلام وتمكينه من رسالته السامية

نحن أفراد متطوعون وقليلون ورسالتنا كبيرة ناخذ لأدائها من وقتنا وراحتنا ومالنا نتقاسم معها قوت أبنائنا وينقصنا الكثير مما يلزمنا من أجهزة وتطوير كفاءات وما يلزم الإعلام المهني .

أنشطتك  الحالية مشهودة من خلال موقع عونا هل توقف عندها طموحك؟

 لنا طموح أكبر من المحطة التي وصلنا وفي خطتنا المقبلة إنشاء قناة تلفزيونية ، وإذاعة ، ولدينا الإمكانيات الفنية والقدرات الإدارية ولهذا ندعو الجهات المهتمة بالإعلام الأرتري أن تذلل لنا الصعاب في الجانب المالي فالمال عصب الحياة  وندعو المهتمين بالشأن الأرتري بالتضامن مع الموقع لتحقيق أهدافه وأن يقدموا له دعماً مالياً وفكرياً ومعنوياً لأننا من أجل أرتريا أسسناه ومن أجلها نريد أن نطور أدواتنا الإعلامية حتى  تواكب متطلبات العصر ولا نصر لقضايا الأمة دون إعلام مهني ناجح .

مساحة ماذا تقول فيها ؟

أسجل شكري الجزيل وتقديري الكبير لوكالة زاجل الأرترية للأنباء فهي أتت في الوقت المناسب وغطت ما لم يغطه الآخرون في الساحة الإعلامية وتواصلها مع العمق الأرتري مشهود ونأمل أن يتطور أكثر ويتعمق أكثر .

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى