حوارات

زاجل تعيد نشر حلقة خاصة للأستاذ القيسي يشيد فيها بالمقابلة

أذاع الأستاذ أحمد القيسي حلقة خاصة من خلال برنامجه “محطات ” بإذاعة صوت المنتدى .بتاريخ الأربعاء 4 يناير الجاري
خصص هذه الحلقة للتعليق على حوار وكالة زاجل الأرترية للأنباء معه
الحلقة تشيد باللقاء وتعتبر الأسئلة متميزة وأن كل سؤال منها يتفرع لأسئلة والتعليق يحمل دلالات جديدة عن النظام كما يؤكد أن الوضع في أرتريا لا يعالجه السقوط الفوري للنظام خوفاً من أن تتحول أرتريا إلى صورة مكررة لما حدث في دول الربيع العربي ..
زاجل استأذنت لإعادة نشر الحلقة التي اختار لها الأستاذ القيسي عنوان :
(بانوراما …. للقاء الحواري مع وكالة زاجل على مشارف عام جديد )
كل عام وأنتم بكل خير وأن يكون عامنا الجديد مدخلا ًنحو أفق يحمل الأمل والخلاص.
ودعت عام ألفين وستة عشر بلقاء مطول مع وكالة زاجل الأرترية ونشر على بعض المواقع الأرترية . أجراه معي الأخ باسم القروي الصحفي اللامع . ولم يسبق لي وأن تعرفت عليه من قبل كل ما في الأمر ـن يجري حواراً مع شخص له تجربة متواضعه يحاول من خلال هذه التجربة وما يحمله من ذكريات ومعرفة أن تكون عاملاً في إضاءة الطريق المعتم , بعيدًا عن أى موقف سياسي مسبق , وإسهاماً في تسليط الضوء على بعض القضايا الخلافية .. طبعا من وجهة نظر من عاشها ، وليس بالضرورة أن تكون هي الحقيقة المطلقة . وهكذا تم الاتفاق وتكررت المواعيد حتى بلغنا أن بعث إلي بالأسئلة ، مرفوقة بملاحظة متواضعة( يمكن لك أن تجيب علي الأسئلة التى ترغب في الإجابة عليها وبنفس المستوى يمكنك ترك الأسئلة التى لا ترغب في الإجابة عليها …
كان عدد الأسئلة عشرين سؤالا ًبالتمام والكمال .
حين بدأت في قراءة الأسئلة ومراجعتها وجدت أن موضوعنا مع الأخ باسم ليس لقاء صحفياً عاديا ً طبيعة الأسئلة.ليست من ذلك النوع المألوف .. الذى اعتدنا عليه وثانياً: أن كل سؤال يحمل داخله عشرات الأسئلة !! إنه مشروع كتاب بكل معنى الكلمة. الميزة التى توقفت عندها في مطالعتى للأسئلة , إنها تحمل كل هموم المواطن الارتري ومشاغله ، و أيضاً معاناته , ولاسيما المواطن المسلم حيرة هذا الإنسان فيما يعانيه ، وما يراه وما يسمعه … والسؤال الكبير وحامل الحيرة للكل والآن إلى أين؟؟
لحظة استلامى الأسئلة وموافقتي علي الإجابة عليها علي دفعات . وتم تحديد المواعيد مبدئياً . كانت هناك قضية تشغلني وأنا أطلع علي الأسئلة وكيفية التعامل بواقعية في الإجابات عليها . من المعروف منطقياً أن الحرب في اليمن سوف تكون لها نتائج وتأثيرات كبيرة علي المحيط في القرن الإفريقي وعلي رأسها إرتريا .و لقد بدأت تتكشف حقيقة الحرب في اليمن بصورة تدريجية . ونحن مقدمون لرسم خرائط ونفوذ … وانحصار الحرب في مناطق الثروة البترولية والمعدنية وعلي طول الشواطئ جنوب الحديدة … وصولاً إلى باب المندب جنوباً . وهذه المنطقة تحوى الاثنين معا : ثروة وممر استراتيجي ؛ يربط بين قارات العالم .. وعلى الضفة الأخرى يقع الشاطئ الإرتري الطويل , وبقراءة متواضعة جيوسياسية يمكن الوصول إلى النتيجة :أن الضفة الأخرى لا يمكن عزلها عن الضفة الملتهبة إنها لعبة الكبار ، والأقل شانًا من القوى الإقليمية …..
موضوع الهم الذي كان يقلقني هو ما يجري في المنطقة المحددة من منطقة اسمها ( ذبب) إلى مدينة (المخاء ) ومنها منطقة ( عارة) وصولاً إلى باب المندب .. أبعد نقطة من هذه المناطق إلى الساحل الإرتري هو ثلاثون كيلو مترًا . السفن الحربية التى تتولى عملية قصف الساحل والمدن علي طول هذه المنطقة بعضها يأتي من القاعدة البحرية في عصب وبعضها الآخر يأتي من (عدن) . طائرات الهيلكوبتر و الأباشي تأتي أيضاً من كلا الموقعين: عصب وعدن . كل ذلك قد يبدو طبيعيًا طالما قرر النظام الإرتري أن يكون جزاءً من هذه الحرب … غير الطبيعي هو على رأس مَنْ تنزل هذه الحمم والقنابل ؟ و مَنْ هم ألئك الذين يحصدون في حرب تلك المنطقة ؟ بكل أسف لم أسمع ، لم أَرَ أحدًا من كل القوى المناوئة للنظام أن تطرق من قريب أو بعيد حول هذه المسألة الخطيرة . ربما لجهل الكثيرين بالأمور هناك أو جرت العادة من قبل المناوئين للنظام أن حصروا ردود أفعالهم في القضايا المعلنة فى الإعلام العالمي كغرق اللاجئين ورحلة الموت التى يواجهونها واعتقال علان وتصفية آخر حتى أصبحت روتينة الطابع …
لنبدأ القصة من البداية أولاً- من الصعب أن تفرق سكان أهالى تلك المنطقة عن إخوانهم في الضفة الأخرى من دنكاليا بداية من طيعوا وصولا إلى عصب فاارحيتا .. وتصل المسألة إلى حد التزاوج والمصاهرة … ويكفي للتاريخ أن أنجبت تلك المنطقة أحد أبرز القادة العسكريين في قوات التحرير الشعبية وعضو قيادتها … الشهيد علي عثمان .
منذ السبعينات وبظروف الحرب في أرتريا نزحت الكثير من الأسر من المناطق الجنوبية في دنكاليا واستقرت في تلك المناطق المحسوبة علي اليمن ولكنها في الحقيقة متداخلة ديمغرافيا مع دنكاليا . وبصورة تدريجية توسعت المنطقة .. وتضاعف سكانها . حتى أصبحت قرى قائمة بذاتها . وأقيمت مدارس ومستوصفات وبدعم من بعض المنظمات كان تسير هذه المنشآت الخدمية , حتى أننى أذكر هنا أن أحد مدرسينا في الجالية العربية المرحوم حامد هلال من أبناء مدينة مصوع كان مديراً لإحدى مدارسها وغادرها بعد الاستقلال وتوفى في أسمراء .
هذه المناطق أصبحت طلالاً وأهلها مشردين وأمواتاً.
وأدوات الموت تأتيهم من وطنهم ويموتون بصمت. هذه المسألة كانت شاغلي لحظة الإجابات لأسئلة زاجل .. حينها لا يمكن أن تكون ممن يضعون حسابات تفرضها الضرورة كى تجيب وفق هذه الضرورات . صحيح هناك مسائل لم يحن الوقت كي تقول فيها رأيك صريحاً لا لبس فيه لأن ضررها أكثر من نفعها بحكم التوقيت أضف إلى ذلك كل الأحداث في هذه الدنيا محكومة بالزمان والمكان أو بلغة المثقفين : العامل الذاثي والموضوعي ولكنني حقيقة الأمر حاولت الخروج قليلاً عن هذه القاعدة لأن المآسي علي رؤسنا بلغت حدًا لا يطاق , حتى أصبحت المسألة قائمة. وكاننا مصابين بلعنة . أكثر من أن نكون ضحاياً
لواقع سياسي صنعه سياسيون ونخب .. وأنصاف مثقفين
حيرة الانسان الارتري تكمن في حجم التضليل المسلط عليه حكومة ونظام .تصحو بتقديم وعود للجنة المقبلة , وتنام علي وعود خلاصته فقط دعونا نقضي علي المتآمرين وسترون حينها المدينة الفاضلة معارضة ودون تجني على أحد هي نتاج وإفراز للواقع السياسي منذ الستينات وحتى مطلع فجر الاستقلال , نفس اللغة نفس الخطاب ، نفس النهج ، لاجديد ، اللعب علي مسرح التاريخ ووقائعه قوامه تبرئة. واتهام وشعب يضيع وقضية تتلاشى وكيان في مهب الريح النظام والقوى المناؤئه له .. بوعي أو بدون وعي تمكنت من برمجة الإنسان الإرتري . أن يعيش هذه الدوامة لقد حان الوقت أان نقول للكل كفى عبثا … كفى عبثا .. وأن هناك تاريخياً مدفوع الثمن أوجد حقائق علي الاأض .. هي التي سوف تصنع
ارترياء المستقبل وهذه مسؤولية الوعي الجديد للشباب .. وللقوى الحية الملتصقة حقًا بقضايا شعبها …
بعث لي صديق عزيز بملاحظة حول إشادتي في المقابلة بالدور والعطاء الذي قدمته جماهير التجرينية وقد يؤخد بصورة عكس ما تقصد .. والحقيقة … أنني تعمدت المسألة .وشهادتي ليست كرت بلانش توزع هكذا مجاناً .. والإخوة التجرينية ليسوا بحاجة لهذه الشهادة فقد قدموا ماقدموا تضعهم في الخانة الجديرة بهم المهم في الموضوع عن أي تجرينية نتحدث هنا الموضوع المهم أن أشيد بهؤلاء الذين
استبسلوا سنوات من الشعب الطيب في القرى والأرياف والفقراء من أصحاب المهن البسيطة الذين آتو من المدن ومن الطلبة الذين هجروا مدارسهم لايحملون سوى حلم وطن .. أما النخب منهم ممن صنعتهم. وكالات البوينت فور والبيس كوربس وهيلي سلاسي وكوكبة الإقطاعيين الذين كانوا يدورون في فلكهم فذاك موضوع آخر، وحديث آخر ، آنا لا أعمم الظاهرة ولكن كالظاهرة هم هؤلاء راس
المصائب وهاهم الان يصحون من جديد في عملية استقطاب لجماهير التجرينية , في محاولة للاصطياد في الماء العكر . فكان لابد من الحديث وسوف يكون لهذا الموضوع حديث وحديث .. خلاصة المسألة:
هو أن نكون يقظين جدًا , وأن نميز بين القضايا ..
وحقيقة الأمر أن مسألة النخب وبالطبع ليست كلها لا تقتصر علي إخواننا التجرينية بل هناك أيضاً نخب إسلامية لا تقل هدماً عن الآخرين قصة النخب في عالمنا الثالث من أعقد القضايا , وأكثرها كلفة تدفعها الشعوب المقهورة . والمسألة قد تتلخص في طبيعة النشأة لهذه النخب . وزيف وعيها. وما تحمله من معرفة هو عبارة طلاء لا علاقة له بتكوين الشخصية .وتأثير هذه المعرفة في صياغة وعي مرتبط بقضايا شعوب وأوطان ولعل العالم العربي مثال ساطع لدراسة هذه المعضلة الكبيرة حيث وضعوا شعوبهم معلقة بحيرة سؤال : أين كنا وكيف أصبحنا ؟؟
صديق عزيز آخر بعث لي بمقطع فيديو نقلا ًعن التليفزيون الارتري الرسمي يضم مشاهد من عائلات تم نقلها من مناطق المرتفعات , لتمليكها أراضي في منطقة القاش ناس بسطاء يشكرون حكومتهم علي هذه الرعاية والاهتمام لم يبعث الصديق ملاحظة أو تعليق مرفق مع مقطع الفيديو ولكن المعنى واضح .. في المقابلة التى جرت تناولت موضوع الاراضي في حدود السرد المعهود كوني قد
تشرفت بتحمل المسؤولية لعدة أشهر أما بعدها فقد لخصت وجهة نظري بأن الحكومة لا تملك رؤية ولا تصور في موضوع الأراضي . بالطبع مقروناً بتصور لمفهوم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ..
ومازلت عند هذا الرأي ما ذنب هؤلاء الناس أن تجعل منهم مادة للدعاية ؟ كيف يستقيم الأمر في بلد وبشهادة العالم كله دون استثناء إنه أكبر مصدر للهاربين واللاجئين , يقدم نفسه بأنه يحمل رسائل تنموية
وتغيير اجتماعي من خلال تمليك أراضي واستصلاحها للفقراء ، دعك من الجوانب الاجتماعية وما تحمله من معاني طائفية .. كيف ؟؟ قبل مسألة التمليك وأبعادها الطائفية ، أليس لهذه البلاد لاجئون بمئات الآلاف
منذ الستينات هم الأولى بالعودة من قضية حل مسألة فقراء الداخل بهذه الصورة الاعتباطية وزجهم في براثن فتنة . أليست هذه أسئلة منطقية يجب أن نسأل بها النظام الأهوج , قبل أن تسرع نخبنا لتضع البراويز الطائفية لهذه الأحداث . أن كان النظام أحمق وتافهاً .. في بحثه للدعاية فما المطلوب منا أن نمتلك رؤية نسلح بها شعبنا أم ننجر بردود فعل لنصنع حماقات تعمق الفجوة بين أبناء الشعب الواحد
وهذا ما يتمناه النظام منا أن نقوم به .
وإلى قضايا أخرى زخرت بها المقابلة وكلها تدور في حلقة واحدة تعكس الحيرة والهم للإنسان الارتري ، مشكلتنا أننا ندار من قبل جماعة يصعب تعريفها أحياناً . وعلي رأسها . رأس النظام نفسه
ولعل ذاكرتي تحمل بعض ما يعكس هذه الحالة .. وقد نجد إضافة لتوضيح الصورة لهذه العقلية , كنت أعرف من زمن أن الرجل مهووس بالتجربة الصينية ليس في التجربة ككل وما بلغته , ولكن في دينامكية ونشاط الشعب الصيني .. وأن هناك خوارق قام بها هذا الشعب … كتحويله لمجرى النهر الأصفر أبان الحرب الوطنية ضد اليابان بأن عكس اتجاه النهر بدلاً من الاتجاه الطبيعي للنهر لاتجاه معاكس . كشيء أملته الضرورة. في الحرب علي اليابان .. بحيث خالف قانون الطبيعة نفسها . ثم مرت الأيام وكنت أحد الذين قاموا بزيارته بعد عودة العلاج المشهورة من إسرائيل . ووجدت الرجل معجباً بتجربة الكومونات المعروفة بالكوبسات
الإسرائيلية وكيف نجح شعب متنوع من أصقاع العالم أن يخلق مجتمعاً .. ووطننا .. وحاولت أن أقنعه أنها ليست تجربة يستفاد منها بقدر ماهي , شيئ مفروض أملته ضرورة هذا لكيان , والدور الذي لعبه اليهود
الغربيون في الاعتماد علي هذه الفكرة واستشهدت باليهود اليمنيين الذي هاجروا في عام ثمانية وأربعين .. إلا أنه قاطعني بأنه جلب أغاني يمنية تغني هناك .. وتباع في الأسواق . قلت له : هنا بيت القصيد الموسيقي العربية تعتمد علي السلم الخماسي .. وفي إسرائيل طوروا هذه الموسيقي بالسلم السباعي .. ومعظم التراث الفني اليمني يعود إلى اليهود .. ففكرة التطوير قائم علي أساس وبعد استراتيجي لصراع قائم ومستمر . وليس لمعجزة تستحق الاعجاب . بعدها بسنوات رأيته في إحدى مقابلاته المطولة مع تليفزيون أرتريا وأعتقد أنه كان عائداً من الخليج وفجاة سمعته يقول عن الزيارة وانطباعاته عنها وإذا به يقول :
ما يحدث في دبي شئ يفوق الخيال لو تمكنا من أن نحقق عشرة في المائة مما تحقق في دبي نكون قد أنجزنا أعظم إنجاز لهذا البلد وحقيقة لقد صعقت هذه ليست أمنية هذه لتحطيم معنويات .المهم في الموضوع إعجاب بثلاثة أمور وليس إعجاباً فحسب بل انبهار وكل الأمثلة الثلاثة لا رابط بينهما ويحملان الكثير مما يستحق المناقشة .. ولكن الانبهار واحد نعود لأوضاعنا، نقل أسر فقيرة
إلى مناطق أخرى كي تجعل من استيطانها نموذجاً وأنت تتحمل مسؤوليات ما لا يقل عن مليون لاجئ ومشرد ماذا يمكن تسميته شخصياً لا أدري أما ما يمكن أن يحمله هذا التصرف من مآسي مستقبلية فعلمه عند الله .
لكنني رغم هذه القناعة شبه المطلقة بأننا نتعامل مع نظام يحكمه رأس واحد خاضع لأمزجة متعددة , وهو في نهاية الأمر محكوم بالطبيعة البشرية إلا أنني ذكرت أن النظام مازال لديه عمر مديد ويلعب بعض أوراقه بكثير من الذكاء .. وقد يبدو ذلك متناقضاً مع بعض ما سردته أنفا ولكن الإجابة بسيطة حين تريد أن تقيس عمر نظام فقط عليك أن تتطلع بعمق إلى الذين يقاومون النطام وأين أوصلت شعبها من حالة التخبط , وفقدان البوصلة وكيف صاغت أولوياتها حينها تدرك مدى المصيبة الكامنة , زد علي ذلك أضفت أنني لا أتمنى الاختفاء المفاجئ لرأس النظام أو النظام كله .لأنني لا أرى أمامي البديل حتى بنسبة معقولة , ناهيك عن المؤامرات المحدقة إقليمياً ودوليا وأطماع لا حصر لها . خلاصة الموضوع كم من أمنيات نحملها في داخلنا مع إطلالة عامنا الجديد ولكن عند هذه النقطة تبقى
الحسابات السياسية الدقيقة هى الأساس الذي يجب أن يبنى عليها لمستقبل نتمناه لأبنائنا وكل عام وأنتم بالف خير
. احمد القيسي
3 / 1 / 2017
رابط الحلقة الصوتية : kappa1-170104-1700.mp3

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى