مقالات وآراء

زنزانات الموت في إرتريا… آلام تتجدد حتى يطلق سراح المعتقلين

السجون الإرترية السرية منها واالمعلنة تعج بآلاف المعتقلين دون مراعات لأدنى حقوق الإنسان وكرامته الآدمية فقد صممت هذه السجون بطريقة مخالفة لحقوق السجين فهي عبارة عن مسالخ بشرية لتصفية الخصوم المتوهمين وإمعانًا في الإرهاب والتنكيل هناك نوعان من السجون في أرتريا أحدهما فوق الأرض والآخر تحته يقضي السجين فيهما مدة تتراوح بين الموت تحت التعذيب وفقدان العقل أو فقدان البصر, ويختلف مهام كل سجن عن الآخر فسجون الحاويات الحديدية توضع في أشد المناطق حرارة مثل مناطق( طيعو) على ساحل البحر الأحمر بدنكاليا وهي مخصصة للتصفية الفورية جراء حرارة الشمس العالية التى تصل أحيانًا إلى 50 درجة مئوية على حاويات مغلقة الأبواب على سجين مقيد اليدين والرجلين بداخلها في وضع شبه جهنمي  .

أما السجون السرية تحت الأرض عبارة عن غرف ضيقة مظلمة أنشئت تحت الأرض معزولة عن أشعة الشمس والإضاءة والهواء وهي مخصصة للقتل البطيء جراء التعفن والظلام الدامس الذي يؤدي إلى فقدان البصر وفقدان العقل تحت التعذيب والإرهاب النفسي والأذى البدني وليس للمعتقل حق التظلم ضد هذه المعاملة غير الإنسانية التي يتعرض لها من الجلادين داخل السجن وقد يقضي أكثر من 20 سنة داخل السجن دون أي استجواب وقد يخرج منه بعد سنين طوال بعاهة مستديمة دون أن يعرف أسباب اعتقاله أو محاكمته وكثير من المعتقلين مات من جراء الضغظ النفسي لحرمانه من حق الدفاع عن نفسه أو توكيل محام يدافع عنه معزول مدى الحياة عن أسرته وعن المجتمع يصبح ويمسي على صرخات وأنين السجناء وليس من حقه الحصول على المعلومات عن أسرته وليس لأسرته أيضاً أو منظمات حقوق الإنسان الحق في الحصول على المعلومات عنه وعن مكان اعتقاله في سجون النظام المتهرب من الإفصاح عن حال المعتقلين ومكان اعتقالهم خوفًا من الإدانة الدولية له لأن هذه السجون عبارة عن مجازر بشرية يمارس فيها التعذيب الممنهج بأبشع صوره لقتل المعتقلين نفسيًا من خلال مشاهد التنكيل وبث الرعب والإهمال من تلقي العلاج عند المرض وترك السجين يواجه مصيره المؤلم حتى الموت ليفسح المكان لغيره بعد كنس أوصاله الممزقة  وكثيرون على الطريق ينتظرون نفس المصير في حالة نفسية سيئة, لا كرامة للمعتقل الإرتري حياً كان أو ميتًا فخبر موته يخفى عن أسرته فلا يطلب منهم استلام جثته والتوقيع عليها بل كما سجن في ظروف غامضة يموت في ظروف غامضة ويوارى الثرى في ظروف غامضة لا علم بها لعائلته التي تنتظر صباح فجر مجهول تبشر فيه بقدومه وربما رحلت من الدنيا بعد طول انتظار قبل أن تحقق أمنيتها

جرائم النظام الارتري بحق السجناء العزل لا حصر لها فما خفي منها أعظم وأبشع مما يتصوره الناس ومن خلال هذه السطور آمل أن تصل صرخة المعتقل الإرتري إلى العالم الحر وجميع المهتمين بحقوق الإنسان في العالم.

م. إ. قنادلا. سويسرا.

مواد منشورة  عن الاعتقالات في أرتريا :

http://www.munkhafadat.com/arabic/سجون-أرترية-بمواصفات-قبور-1

https://www.aljazeera.net/news/humanrights/2017/12/4/قصص-من-الرعب-في-السجون-الإريتري

https://zenazajel.net/سجين-هارب-من-أرتريا-يحكي-لـــــــــــ

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى