زيارة أركو مناوي لأرتريا …استيراد المهن أم تصدير الفتن
شكك كثير من المتابعين في مقاصد الزيارة التي قام بها اركو مناوي إلى أرتريا خلال الأسبوع الماضي حيث كان قد قام بجولة في مدن أرتريا ومرافق عامة زارها هناك حتى شوهد يتجول مع وفده الكبير من وزراء وولاة ومستشاري حكومات ولايات دارفور شوهد يتجول في الميناء الأرتري مصوع وأدلى بأحاديث وتصريحات منتشية عن نتائج الزيارة قال فيها : انه ألتقى أسياس أفورقي في أسمرا ووقف على التجربة الأرترية الاقتصادية وأن الوفد الزائر أبرم اتفاقًا مع النظام الأرتري ( لنقل الخبرات والأفكار في تشييد المصانع والسدود من أرتريا إلى السودان عامة وإقليم دارفور خاصة وقال : إنهم يعملون مع حكومة ارتريا في الفترة المقبلة على استيراد المهنيين والحرفيين من الكوادر الطبية والمهندسين الزراعيين لتنفيذ الأفكار والخبرات على أرض الإقليم وتعليم الإنسان الدارفوري كيفية الاستفادة من الأيدي العاملة والموارد الطبيعية)
التشكيك على مقاصد الزيارة التي انتهت بتاريخ ا لأربعاء 21 ديسمبر الجاري اعتمد على حجج وجيهة ترى أن السودان عامة أكثر غنى من أرتريا في عدد السكان – 40 مليون نسمة تقريبا – وفي الأيدي العاملة والمهن والحرف والتعليم وسكان دارفور يصل عددهم قريبا من عشرة ملايين نسمة فغير معقول تكرار دعوى أن اتفاقا جرى مع النظام الأرتري لتصدير خبراء إلى السودان عامة وإقليم دارفور خاصة الذي تمده بالمهن العملية والخبرات المتنوعة جامعات وطنية تتربع في أقاليمه :
– جامعة الفاشر – شمال دارفور
– جامعة نيالا – جنوب دارفور
– جامعة الجنينة ( ولاية غرب دارفور )
– جامعة الضعين ( ولاية شرق دارفور ) –
وللتوضيح نذكر أن الجامعة الأخيرة تضم عددا من الكليات – : كلية الطب والجراحة ،كلية علوم المختبرات الطبية ، كلية التمريض ، كلية العلوم الإدارية ، كلية علوم الحاسوب ، – تقانة المعلومات .كلية التربية ،كلية القانون ، كلية الدعوة والدراسات الإسلامية ، كلية الهندسة ، كلية الانتاج الحيواني ،كلية الدراسات التنموية ، ومثل ذلك الجامعات الدارفورية الأخرى التي تضم تخصصات مختلفة مما يؤهلها للقيام بأدوار تنموية في أقاليمها يغنيها عن استيراد مهنيين وحرفين ومهندسين من أرتريا التي لا يوجد فيها جامعات بعد تفكيك جامعة أسمرا الوحيدة التي ورثها النظام الحالي
من الاستعمار وقد قام بتفكيكها لتوزيعها إلى كليات ومعاهد في مناطق مختلفة وهي عاجزة أن تخرج ما يكفي الحاجة المحلية فكيف تقوى على تصدير تخصصات إلى دول أخرى . كما أن البنية التحتية في أرتريا قديمة من زمن الاستعمار البعيد والقريب والبلد محاصر بسبب سوء سياسة نظامه القمعي المشاغب على الجميع الذي لم يتجاوز صفة الحكومة الموقتة خلال ثلاثين عاما من الاستقلال ويكتوى بحكومة مستبدة ، حكومة الرئيس الواحد والحزب الواحد والقومية الواحدة والصوت الإعلامي الواحد
واقتصاديا يعيش الشعب الأرتري على التهريب ، تأتيه المواد الضرورية مهربة من السودان و بعضها القليل من بعض الدول المجاورة.
ولهذا شكك الكثيرون في مقاصد زيارة الوفد الكبير بقيادة حاكم إقليم دارفور أركو مناوي وأكدوا أنها زيارة سياسية محضة اعتمدت على حجج غير منطقية الأمر الذي جلب عليها نقمة الأقلام السودانية والأرترية
وربط بعض المحللين – تواصلت معهم زينا – الزيارة بمناشط استخباراتية وأمنية يقوم بها النظام الأرتري في إقليم دارفور وفي تشاد – تستقر في مدينة أبشي – منذ عهد الرئيس السابق عمر البشير حيث كانت هناك خلية أمنية أرترية نشطة تقوم بالأدوار الكبيرة لصالح مناشط المعارضة السودانية في الغرب كما كانت تقوم بأدوار مشابهة في الشرق .
سودانيون كثيرون علقوا على المناسبة وقد عابوا على حاكم إقليم دارفور ذهابه إلى ارتريا معتبرين أنها دولة فقيرة لا تملك ما تزود به السودان إلى جانب أن التواصل بين الدول من مهام وزارة الخارجية وليس من مهام حاكم إقليم على حد قولهم .
وأكد بعضهم أن ا لزيارة كانت رحلة سياحية أكثر منها زيارة مكاسب للإقليم تجول فيها الوفد الدارفوري على مدن ومناظر طبيعية ونشر صورًا منتشية للزيارة مع تغافل الجانب ا لأرتري عنها وشوهد الوفد السوداني في الميناء مصوع يستمتع بالشاطئ الأنيق وليس للنظام الأرتري جهود ابتكارية وهندسية ابداعية تستحق النقل كما أنه ليس في دارفور بحر يستحق نقل التجربة الأرترية .وانتهت التحليلات إلى أن الزيارة تستطيع أن تستورد من أرتريا ما يغذي الفتن الاجتماعية والاختلالات الأمنية في السودان وذلك لخبرتها الطويلة في هذه المهنة حيث ظل النظام الأرتري يتواصل مع القبائل والأحزاب وحكام الولايات السودانية في الشرق والغرب دون الاهتمام ببناء علاقات سوية مع الحكومة المركزية في الخرطوم .
اركو مناوي في أرتريا لاستيراد الحرفيين والمهنيين؟
الوفد الدارفوري الكبير وتبريرات غير منطقية
تشكيك في قدرة ارتريا لتصدير مهنيين ومهندسين إلى السودان