زيارة سبقتها كلمة أفورقي ضد الإسلام السياسي والإشارة إلى العنف القبلي بكسلا.. عثمان صالح ويماني قبرآب في الخرطوم لتسليم رسالة خطية إلى الحكومة السودانية
وصل أمس الأحد 17 من مايو الجاري وزير خارجية النظام الأرتري عثمان صالح ومستشار رأس النظام للشؤن السياسية يماني قبر آب
نتائج زيارة الوفد الأرتري محاطة بالكتمان كالعادة ، إذ لم يصرح بنتائجها الحقيقية غير ما ذكر باقتضاب ودون احتفاء كبير في وسائل الإعلام من أنها تأتي لتطوير العلاقة بين البلدين وجاء نص الخبر في وكالة السودان للأنباء – سونا – كما يأتي كل مرة لفظا ومعنى قالت :
(تسلم رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رسالة خطية من الرئيس الإريتري، أسياسي أفورقي، تتصل بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها وتعزيز التعاون والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك إقليميا ودولياً ).
تأتي هذه الزيارة عقب أحداث عنف في كسلا بين قبيلتي البني عامر والنوبة انتهت أمس بتوقيع عهد الهدنة حتى تتمكن الجهات الرسمية والقضائية للنظر في ملف القضية وقد سبقتها أعمال عنف مشابهة بمدية خشم القربة بولاية كسلا انتهت بصلح منتصف شهر ديسمبر عام 2019م لم يمنع من تكرار الاقتتال بين الطرفين النوبي والبني عامر في كسلا.
يردد كثيرون أن الأحداث والصراعات بين القبائل في شرق السودان تقف وراءها أيد سياسية خارجية وداخلية . ولم تسم منصة المصالحة الرسمية في كسلا الأشياء بأسمائها وإنما أكدت على وجود طرف ثالث له مصلحة في تأجيج العنف القبلي . وجاء على لسان عضو مجلس السيادة الانتقالي الأستاذ محمد سليمان الفكي توجيه التهمة لطرف ثالث وكانت كلمته صريحة صادقة ولهذا ضجت القاعة لها بالتصفيق المتكرر قال : نبحث عن كيف حدثت هذه المشكلة ، لا يمكن أن تحدث هذه المشكلة بين أهلنا البني عامر والنوبة ما لم تكن هنالك أيادي أخرى ،نحن نبحث في هذا الأمر .وقال : لا بد ان هناك أمر قد حدث ، ولا بد هناك من تدخل ، ولا بد ان هنالك من حاول أن يوقع بين هذين المكونين ، الذين تعايشوا فترة طويلة ، في سلام وأمان ، البني عامر والنوبة ليس هنالك تنافس بينهم على الأرض ، ولا على المرعى ، ولا على التجارة ولا على غيره ، ما في حاجة الناس يختلفوا أبدا ) وأضاف : نكون أكثر صراحة أنو في الجمع هذا يوجد عدد كبير جدا من أبناء المكونين غير راضين عن اجتماعنا هذا ، نحن نقدر وجهة نظرهم ، ونقول ليهم دي بداية ، عارفين ما في القلوب من ألم ،وعارفين أنو الدم حاجة صعبة جدا .لكن لا يمكن أن نسمح أن تنجرف هذه المدينة الوادعة وهذا الإقليم الذي تتربص به العديد من الناس إلى محرقة ،يجب ان نتضافر ، ويجب أن نقف مع بعضنا البعض ) وقد وجه كلمته إلى الشباب الغاضب الفائر فقال: ارسل صوتي إلى الشباب الغاضبين الرافضين لهذه الهدنة ، هذا الهدنة بداية للمعالجة وليست نهاية لها ) وأكد الحديث بوضوح :
( نحن الآن نوقف الاقتتال ونوقف العنف حتى نسمع بعضا ، وحتى نحتكم إلى القانون ،وحتى نتجه إلى المحاكم والنيابات ) ، وطالبت الكلمة جميع منسوبي المكونين بـــ تسليم القتلة إلى المحكمة وحذر من إيواء المجرمين وقال : المجرم لا قبيلة له ، المجرم مجرم ويجب ان يعرف باسمه .مجرداً عن أي شيء : مجردًا عن أي انتماء .وأوضحت الكلمة بوضوح : إنه لا يوجد ما يؤدي إلى احتكاك النوبة والبني عامر، لا مرعى ، ولا مزارع، ولا أي مصالح متعارضة، وإنما العنف بينهما مفتعل من طرف ثالث .نحن نبحث عنه .
تحدثت ” زينا ” مع طرف أرتري معارض تطلب تعليقه على أحداث العنف في كسلا بين ا لبني عامر والنوبة وزايرة الوفد الأرتري الرسمي للخرطوم فقال :
من الملاحظ أن أي حدث في شرق السودان عنيف بين القبائل يكون النظام الأرتري حاضرًا فيه- ضمن حاضرين فاعلين آخرين- فقد ارسل وفده عقب أحداث بورتسودان بين النوبة والبني عامر والآن يأتي وفده عقب أحداث عنف بين الطرفين في كسلا الأمر الذي يعزز من احتمال أن زيارة الوفد الأرتري لها صلة بالأحداث وسبق إرسال الوفد الرسمي الإرتري أن تحدث أسياس أفورقي في الفضائية الأرترية يتهجم على الإسلام السياسي في السودان معتبرًا إياه أنه معيق لتقدم واستقرار المنطقة كما أنه قام بتدمير الإرث السياسي السوداني الرائد في أفريقيا وقال أفورقي : إن المرحلة الانتقالية في السودان معرضة لإعاقة كبيرة من قوى الإسلام السياسي في السودان وقد ألقى أفورقي تهمة كبيرة زعم فيها أن انفصال جنوب السودان لم يكن مبررًا بل ساقت إليه سياسة الإسلام السياسي .وعزا أسياس أفورقي أن التوتر في الشرق وإعاقة تقدم ونمو العلاقة بين السودان وأرتريا سببه حكومة الإسلام السياسي في السودان وحذر من وجودها الفعلي خلف الأحداث القبلية والصراعات واتهم صراحة في حديثه سلاحا رسميا يقتل الأبرياء بشرق السودان ..مضيفا أن أفورقي يسعى إلى تسريع وتيرة الانتقام من الإسلام في السودان تحت عناوين سياسية كما يفعل في بلاده منذ فجر الاستقلال وحتى الآن .
وختم المعارض الأرتري حديثه : إن النظام الأرتري يتجاهل أوضاعه الداخلية وما يمر به الشعب الأرتري من صعوبات معيشية وأمنية وهي نتائج لسياسة النظام القائم الذي يتغافل عن مشكلاته ويبرز متدخلا في أحداث السودان ويظهر كأنه مساهم في معالجة المشكل السوداني لكن فاقد الشيء لا يمنحه الآخرين وووصف النظام الأرتري بأنه مطية لتنفيذ أطماع إقليمية ودولية .
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم