شاهدت ما يبذل من جهد في تحديث ” موقع ” زينا ” وتطوير منصاتها والعمل الدؤوب في إعداد ونشر المواد الإعلامية فيها وهي تنظر إلى هذا الجهد بإشفاق :
هل تسمح لي بسؤال مثبط ؟
قلت : نعم لأن الإعلام يبحث عن الرأي والرأي المخالف. ويصغي للقادحين فيه كما يصغى للمادحين له .
قالت : لا أرى تفاعلاً من قراء زاجل يساوي تعب الفريق العامل فيها ؟
أين التعليقات أو الإعجابات أو الاعتراضات ؟ نحن نعمل بعرق وكد على مدار الساعة وتظل منصات زاجل الإعلامية تدعو إلى إسقاط النظام ولم يسقط
والشعب لم يتفاعل
والقضية الأرترية من أشد القضايا خمولا ومواتا ؟
قلت لها :
صدقت ، فهل سئمت من مواصلة الدرب ؟
قالت : لا لم أمل من طول الطريق ومصاعبه ، لكن أين النتائج المحفزة ؟
قلت لها :هل من رأي ناصح تهديه إلينا نلوذ به
قالت : نعم ، الاستراحة ، خففوا على أنفسكم ، ودعوا لها حظها من الارتياح
قلت :
وهل يساعد ذلك في معالجة القضية الأرترية؟ هل يساعد ذلك في الوفاء بحق المعتقلين ، بحق المهجرين , بحق المستضعفين ، بحق الشهداء ضحايا النظام؟
قالت : لا
لكنه يريحكم من رهق العمر ؛ دون عائد مادي ولا معنوي فعشرات الآلاف يتصفحون منصات الوكالة ، يزورون بالصمت، ويقرأون بالصمت، وينصرفون بالصمت الذي ساقهم إلى قراءة منشورات منصات زاجل .!!!
قلت لها :
ومتى كان الأنبياء ينتظرون من الناس مكافئة ؟
وهل ترين أننا نخدم الشعب الأرتري ؟
قالت: نعم لكننا تنفخ في رماد ! إنه شعب يتجاهل التعب المبذول من أجله،
قلت لها :
لكل غرس عائد حتى لو أكلت الطيور الثمار ، وفي كل نفع أجر وقيمة نبيلة ، والإنجازات لا تقاس بما يرجع إلى أصحاب المبادرات من عائد مادي أو معنوي وإنما تقاس بما تحقق من ثمار لصالح المحتاجين
والإعلام في وطن شبه أمي ، أو شبه معرض، أو شبه مخاصم بلا مبرر ،
يلزم أن يتحلى بصفات الطبيب أنه لا يتعارك مع المرضى الخشنين ، وإنما يمنح الحنان، ويعالج بسخاء ، ويتذكر دوما إنجازاته في معالجة الناس، دون مواقفهم السالبة معه ، يغفر لمن بصق له في وجهه ، ويكفينا من قراء زاجل أنهم يطلعون ، ويزورون ، ويستفيدون ، وزاجل توفر لهم الخدمة المتنوعة بحب
ويسرها تعاونهم ولا يسؤها كبت مشاعرهم باختيارهم
تجاه ما يقرأون أو يشاهدون .
فمنذ الـتأسيس مئات الآلاف تطلع على منصات زاجل وهذا كاف لتستمر مسيرتنا شامخة فخورة بما تؤدي من رسالة
قريباً من 500 الف مشاهدة يسجلها عداد موقع زاجل المرجعي .
وأكثر من 500 ألف مشاهدة في عداد قناة ” زينا ” في اليوتيوب
وعدد آخر من الإحصائيات المشجعة في الفيسبوك والتوتير
إنها نتيجة تدعو إلى الاطمئنان أن المبادرة الإعلامية التي نشأت بتاريخ يونيو 2013 لم تولد لتموت وإنما ولدت لتحيى ولتبقى ولتسعى في خدمة المجتمع الأرتري. ثماني سنوات من الصمود في الإعلام تسوقنا إلى مواصلة الدرب القويم لأن الإعلام الهادف يقوم في الناس مقام الأنبياء مثقفًا محرضًا رائداً ينفث إلى الناس من روحه الطيبة النذارة والبشارة والأمل والعمل
قلت للدكتورة زهور : هذا الشعور الإيجابي لخدمة المجتمع محفز لفريق زاجل على مزيد من العمل ولا نراه هدرًا للوقت والعمر والمال . فأبدت الموافقة والإعجاب وقالت : نعم الثمار الحلوة نتيجة العمل المضني، وجني السعادة النفسية أغلى من جني العائد المادي.. وأنهت الجلسة بتصفيق راضي ودعاء طيب وابتسامة سعيدة .
قلت لها : شكرا د.زهور سؤالك كان ملهمًا لهذه المادة.وجهدك الدؤوب غير منكور في عمل واستمرار ” زينا ” وما تقاصرت قامة عمل تكاتفت فيه الأيدي ، وتنامت فيه المبادرات النباءة. ومثلك كثيرون مبادرون يكونون فريق العمل يقفون خلف نجاح وصمود ” زينا ” بداية من مصادر المادة والتحرير وانتهاء بقمة الروعة في التصميم المتطوع ، وتحديث المنصات وحمايتها من كيد الاعتداء فلكل الفريق العامل في ” زينا ” تاج شرف ونسأل الله لهم المثوبة من الله
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم