شاب يقيم في سويسرا منذ سنوات ، وصل إليها مهاجرًا هارباً من نظام بلده ، طلبت منه إجراء مقابلة لصالح ” زينا ” ، يروي فيها بالصوت والصورة قصة هجرته وما تعرض له من مخاطر الطريق ، رفض نشر المقابلة باسمه الصريح لأنه يزال يوالي النظام الأرتري ولا يرى بديلا يستحق التأييد غيره . ومع ذلك وافق أن يروى لي المعلومات عن قصة بيعه وعمله مع السماسرة واشتراك السفارة الأرترية بليبيا في بيع مواطنيها إلى سماسرة تجارة البشر .
أنشر لكم نص الحديث الذي جرى بيني وبينه .
تبدأ قصة هجرة عبد الله من أرتريا – وهو شاب إرتري لم يكمل تعليمه في مدارس التعليم الأرترية – حيث أجبر للالتحاق بالجيش وقضى أثمن أوقات عمره في الخدمة الإجبارية طويلة الأمد دون مقابل.
الاستبداد والعذاب والمهانة كان الروتين اليومي لعبد الله ولغيره في الخدمة العسكرية مما أفقده الأمل في العيش الكريم في إرتريا، فقاده الاستياء الى الهروب إلى دولة مجاورة ، أقام بها فترة وجيزة يجمع زاد الطريق الصحراوي الوعر على أيدي تجار البشر الذين أوصلوه إلى مزرعة تجميع البشر في لبيبا في وضع أشبه تماما بتجارة بيع الرقيق في القرون الماضية ، معاملة قاسية، انتهاك للأعراض ضرب وقتل وتخويف وترويع.
يقول عبد الله : قضيت فترة في هذه المزرعة ،( مزرعة بيع الرقيق ) وكان يأتي التجار الليبيون ويأخذون من المزرعة عمالاً يعملون للتاجر في أعماله الخاصة ثم يردهم إلى زريبة تجميع الرقيق، حسب الاتفاق بينه وبين العصابات المهربة.
كنت مسرورًا بداية عندما جاء أحد التجار وأخذنا للعمل معه في أعماله لكن فرحتي لم تكتمل فقد وقعناً في قبضة الشرطة الليبية، الذين رموا بنا في سجن سيئ السمعة، كان ضمن المساجين خمسة أفراد من دولة ارتريا وكان أحد حراس السجن من حرس الرئيس القذافي ولا يزال يحتفظ بذكرى طيبة لأرتريا التي زارها صحبة القذافي .
تعرف عليه في السجن المعتقلون الأرتريون المسيحيون لكنهم عجزوا في التواصل معه لحاجز اللغة لأنهم لا يتحدثون اللغة العربية فجاءوا مسرعين لأني كنت المسلم الوحيد بينهم ويعرفون سلفا أن المسلمين في أرتريا يتكلمون اللغة العربية، قالوا : لي يا عبد الله هذا الضابط الليبي يعرف إرتريا وكان يزورها بصحبة القذافي وقد سمعنا أنه يتعاطف مع الإرتريين رجاء يا عبد الله كلمه لنا ليخرجنا من السجن ويسلمنا سفارة دولتنا تواصلت معه بهذا الشأن وكلمته فقبل وأخرجنا من السجن وسلمنا لسفارة إرتريا في ليبيا.
استقبلتنا السفارة بحفاوة ،وتواصلوا مع سمسار يعمل في تجارة البشر . اكتملت الصفقة بين السفارة الأرترية وبين السماسرة دون معرفة لنا بما جرى .لكنا وجدنا أنفسنا في قبضة تجارة بشر جديدة أحد أطرافها سفارة أرتريا بليبيا .
تم اعتقالنا في مزرعة جديدة لبيع البشر بعلم السفارة الأرترية وكان المساجين يتحدثون ان هذه المزرعة مشروع استثمار للسفارة الأرترية أو بعض موظفيها بالتنسيق مع سماسرة ليبيين . ولأني أعرف اللغة العربية عينوني مكرهًا رئيسا على المجموعة وكانت مهمتي التواصل مع أهل الضحايا للضغط عليهم من أجل تحويل مبالغ مقابل الإفراج عن كل شخص وعناوين الدفع والسداد في كل من :
السودان ودبي . .
خدمت كثيرين ممن انقطع بهم السبيل ، كنت أقول لميسور الحال من الارتريين أنت ستركب البحر ولا تدري تخرج منها ام تموت فيها أدفع شيئا لبني وطنك المعسرين تكتب لك السلامة وكنت اخدم المسلمين والمسيحين على حد سواء ولذا فعلاقتي مع المسيحيين الارتريين قوية وممتازة وأنا سياسيا أقف مع النظام الأرتري رغم أنه عنصري وظالم، ولسان حاله يقول لولاه لما وصلت إلى الجنة الموعودة : أوروبا.
سفارة ارتريا بليبيا و تجارة البشر
داعية ومعلم وشاعر ، عليم بالعادات والأعراف المحلية ، يعكاتب ارتري يهتم بالأدب والفن الشعبي