( طائر اللقلق الأسود ) رواية أرترية باللغة الإيطالية
كتبها شاب أرتري يعيش في إيطاليا التي استقرت فيها قدماه المهاجرتان المتعبتان بعد عبور محن أليمة قال لوكالة ” زينا ” : إنه اختار اللغة الإيطالية لكتابة الرواية لإيصال صوت المعاناة إليهم لارتباط إيطاليا بالملف الأرتري قديماً وحديثاً كما أنه يجد الجمال في اللغة الإيطالية والمتعة ..
الرواية رسمت معاناة الهجرة القاسية والأسباب الدافعة إليها فهي خيار وحيد أمام الشباب يخوضونه ولا يبالون بمخاطره ويحدوهم الأمل بوصول الملاذات الآمنة لدى الدول الغربية
تفضل الكاتب عبد الفتاح محمد بتلخيص الرواية باللغة العربية لتنشر في موقع ” زينا ” كما يحتفظ بها في ذاكرته
الأستاذ عبد الفتاح وعد ” زينا ” بترجمة كاملة للرواية تنشر لقراء اللغة العربية على شكل حلقات . وهذا تلخيص لمضمون الرواية بقلم مؤلفها :
يرتبط اسم الرواية ( طائر اللقلق الأسود )، بالذاكرة الجماعية لكثير من سكان إفريقيا كونه طائراً مهاجراً ، في كل خريف يهاجر إلي أفريقيا لكي يتكاثر
ارتبط الكاتب بوطنه الأم منذ طفولته من خلال أغاني والده الفنان ، كان يحفظها قبل أن تكتمل ، في الليل حين ينام الجميع كان هو ووالده يبتعدان عن باقي الأسرة وهما يحملان وساداتهما كي يختليا بالنجوم ، كان متوسدا يديه يسترق السمع لمحاولات والده المتكررة لإيجاد لحن لأغنية . في الصباح كان يذهب إلي المدرسة وهو يرددها . حين يلتقي به كبار الحي كانوا يحيونه بابن الفنان ، نظراتهم كانت مليئة بالحب وكأنهم يرون فيه مراتع صباهم ، الوطن الذي رسمه لهم والده بكلماته الحماسية وأغانيه المليئة بالنوستالجيا
. حدث ذلك بالصدفة ذات صباح حين اكتشف أن له وطناً ، كاد يطير من الفرح مع أنه لم يعرف معنى الوطن قبلها ولكن فكرة أن يمتلك شيًآ في ذاك المكان نفسه كانت فكرة مدعاة للاحتفاء . فقد تعود بان وجوده في ذاك المكان مرتبط بحالة خسارة دائمة فالكل يتحدث عن فقدان ابنه في الحرب أو صديقه أو حتى خسارة فريقهم . هذا الاكتشاف في الآخر يحفز الراوى للبحث عن وطن في ما تبقى له من عمر ، وطن يستطيع أن يعيش فيه بكرامة مع السنين يتحول البحث إلى رحلة مضنية ،وحالة من عدم الاستقرار يبدأها بالتدحرج من الأعلى ، حيث في كل محطة من محطات حياته ما أن يستقر حتى يهرب مجددًا إلى أن أوصله هذا الهروب إلى حالة من إدمان عدم الاستقرار، ليرحل بعدها وهو يحمل شعار الوطن هو مكان آخر
. حرب الاستعمار التي كانت تدور في الوطن كان يتابعها من خلال إذاعة البي بي سي كل مساء حتى ليلة تحرير الوطن. يتذكر فيها كيف أنه شاهد الناس تركض في الشوارع ، كيف أن المخيم تحول إلي مكان للاحتفال ، يتذكر كيف أنه ظل يبكي مع والده دون أن يدري السبب . لم يتخيل قط أن كل ذلك كان فرح ، فكمية الفرح الموجودة ذلك اليوم كانت فوق إدراكه
. الرواية عبارة عن قصص صغيرة ، كل جزء يمثل جانب من حياته يعكس فيها الكاتب الحياة الاجتماعية والثقافية التي ساهمت في تشكيل هويته وشخصيته ، تدخل الرواية القارئ في مشاعر مختلطة ما بين وجع الألم والضحك ، أحداثها مترتبة بطريقة تبدأ من النهاية حيث يعيش اليوم الكاتب في جزيرة صقلية . في أوروبا ينطلق في مهمة عمل إنسانية وهي مهمة تقوده إلى أن يتصالح مع ماضيه وينظر إلى الأشياء من زاوية أخرى . ينطلق في رحلة عكسية من أوروبا إلى شواطئ شمال أفريقيا في سفينة انقاد بحري ، مهمتها إنقاذ المهاجرين في عرض البحر . لقاؤه بالطفلة (اشلي) التي فقدت أمها بعد أن تقاذفتها الأمواج تتركه مكشوفا مع ذكرياته وتنفض عن ذاكرته غبار السنين فيبدأ سرده يحكي عن هجرته حيث عاش تقريبا عمره في أماكن ما بين مخيمات اللجوء والمنافي . يحكي عن هروبه من معسكر الخدمة العسكرية مع عادل الذي قتل أخاه في طفولتهما ، وكيف أنهما كانا يركضان معا لمدة ثلاثة أيام وليالي دون أن يتحدث أحدهما مع الآخر وكيف انه لم يستطع كراهيته رغم كل هذا . الشيء الذي أبكى أمه كثيرًا حينما اخبرها بعد ذلك بسنين . الحروب التي شاهدها في بلاده بعد التحرير ،ثم اقتحام المعارضة السودانية للعاصمة الخرطوم ،ثم حرب الربيع العربي التي لحقته في ليبيا .يلخصها في عبارة صديقه التي كانت نقطة تحول في إدراكه لنوع المشكلة التي يواجهها . لقد أوصلونا إلى طريق مسدود يا صديقي ،لم يتركوا لنا إلا البحر هكذا وبصوت يملؤه الغضب يخبره صديقه السوداني بكل ما أراد معرفته منذ وقت طويل. إنها لعنة الحرب . يقوده هذا التفكير إلى أن يتساءل في آخر لحظة قبل أن يبتلع الظلام أجسادهم والمركب . ماذا لو أن كل هذه الحرب لعنة تطاردني أنا فقط .
الكتاب من ١٣٠ صفحة، دار النشر Istos Edizione . تاريخ النشر 7 / 12 / 2017م وكانت لغة النشر الإيطالية الرواية إهداء إلى صديق طفولته وزميله في الدراسة كداني وهي تتوجه إلى الإيطاليين تعكس لهم معاناة الشعب الأرتري بأسلوب أدبي آخاذ .
السيرة الذاتية :
ولد الكاتب عبد الفتاح محمد بمعسكر ود شريفي بشرق السودان ، ولاية كسلا ، بتاريخ 26 /12 / 1981 ثم بعد التحرير عاد مع أسرته للوطن . لم تدم الفرحة طويلا حتى انخرطت البلاد في حروب متتالية . وفي بحثه عن الوطن هرب مثل الآلاف في رحلة طويلة ، إلي أن استقر به المقام في ايطاليا . يعمل ناشطاً في مجال العمل الإنساني ويقوم بدور توعية عن مخاطر الهجرة عبر البحر ، وبأهمية إيجاد بدائل آمنة
يعمل لدي منظمة اكوسفام مرشدًا اجتماعياً وقانونياً
يدرس القانون بشكل دورات مكثفة لتعينه على المهنة الحالية كما أنه يدرس العلوم الاجتماعية بجامعة كاتانيا – إيطاليا
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم