أخبار زاجلمقالات وآراء

عام دراسي بهيج في سويسرا وآخر بئيس في أرتريا

مشهد افتتاح العام الدراسي

إن السياسية التعليمية الراشدة تصنع أمة راشدة والسياسة التعليمية الطائشة تنتج اجيالا طائشة لا علم معها ولا أخلاق ولا عمل ولا إنتاج وإنما تتقاسم البؤس الذي ينتهي بها من الوطن الغالي إلى الوطن البديل .هذه مقارنة بين مدارس ينفر منها الطالب ومدارس يحن إليها الطالب ، وبين منهاج راشد يغذي عقل الطالب بالمعرفة والخلق والعمل وبين منهاج مدرسي مؤسس على الأحقاد والتزوير وطمس الحقائق.والصورة تنطبق على التعليم في ارتريا على الرغم من أنها تصدق على سواد التعليم في العالم العربي او الإسلامي فالمدرسة هناك ليس بالمكان الجاذب واالأشخاص هناك ليسوا  بالجاذبين  .

تحضر المدارس السويسرية في  كل عام دراسي جديد لاستقبال تلاميذ الصف الأول في احتفال  بهيج يحضره أولياء الأمور وأولادهم والمدرسة إدارة ومعلمين مما ينعكس على شعور التلاميذ ويعطيهم الحماس والدافع الإيجابي للعملية التعليمية في بيئة  المدرسة.

يبدأ التحضير بإرسال الدعوات لأولياء الأمور للحضور إلى المدرسة برفقة أولادهم في المكان والزمان المحددين، ويرفق مع  الدعوة تعريف بمعلم الصف المسئول عن التلميذ ورقم هاتفه.

يتم استقبال ولي الأمر في المدرسة ويوجه إلى مكان معلم الصف، ويستقبلهم المعلم بحفاوة وابتسامة عريضة ثم يقوم  بلصق اسم التلميذ بشريط لاصق على صدره ليتعرف الناس على اسم الطالب بشكل جيد.

تنطلق مراسم الاستقبال في مشهد صباحي بهيج  وتعزف  الموسيقى وتردد الأناشيد من قبل طلاب الصفوف الأخرى الذين يقفون صفين متوازيين وتنصب بين  الصفين  تراييز متوالية مرتفعة عن الأرض نصف متر تقريبا يمر التلاميذ الجدد فوقها إلي الجهة الأخرى وعند وصول التلميذ إلى نهاية الترابيز  وهو يتهادى خوف السقوط منها ، يقلده أحد الطلاب القدامى ميدالية رمزية تعبر عن ترحيبهم  وحفاوتهم به لزرع الألفة والمحبة بينهم، وتتوالى  فقرات الترحيب في لقاء يتسم بالود والحميمية وينتظر أولياء التلاميذ ساعة  كاملة تشجيعا لأطفالهم في لقاء اليوم الأول وبعد التأكد من  اندماج الأطفال مع بعضهم ومع معلميهم يطلب منهم أن  يختار كل تلميذ وردة من بين الورود المعدة مسبقا من إدارة المدرسة لهذا الغرض ليودع بها أمه أو أباه، لما للورود من سحر خفي في المشاعر والعواطف حيث تضفي على  القلوب  الشعور  بالراحة  والطمأنينة وتقضي على تخوف التلاميذ من البيئة الجديدة  والمجتمع الجديد، وتدل على مدى قدرة الطفل على تميزه بين الألوان المنسبة للنساء والمنسبة للرجال  ويعتبر اليوم الأول  يوم ترفيهي وتعريفي بالمدرسة ولوائحها وقوانينها.ويتسم  بالأريحية وجعل الطالب أكثر حرية لتحبيب البيئة المدرسية  إليه، وهكذا تربط المدرسة الطفل بالسعادة، وتخلق له جواً مبهجاً ومريحاً يجعله محبا لمدرسته  ومتفوقاً في دراسته.

مقارنة :

حينما تقارن  بين هذه  التهنئة التربوية وحفاوة الاستقبال وطيب الكلام وجمال اللقاء الذي تقوم به المدارس السويسرية لاستقبال التلاميذ الجدد في العام الدراسي الجديد  وبين استقبال تلاميذ الصف الأول   في العام الدراسي الجديد  في بلادنا ستجد أنه لا يوجد في الأصل احتفال لاستقبالهم ولا تهيئة ولا تحضير ولا أي اعتبار لمشاعر  ومخاوف التلميذ خاصة في اليوم الأول من التحاقه بالصف الأول، ولا تواصل بين إدارة المدرسة والأسرة  قبل بداية السنة الدراسية كما تفتقر المدرسة إلى برامج  متخصصة  تقضي  على  مخاوف التلاميذ وتحبب  إليهم  الجو الدراسي والبيئة المدرسية،ولذا ربما أتى تلميذ الصف الأول في يومه الأول من العام الدراسي الجديد وحده دون مرافق  وربما أرسله أهله  إلى المدرسة  مع  أطفال الجيران، ودخل إلى الفصل  وحده وجلس حيث  انتهى به المجلس وقد يأتي المعلم ويلقي حصته دون تعارف وتهيئة مناسبة  ثم ينصرف  وداع مناسب ، ولذا فمن الطبيعي جدا أن تظهر في التلميذ المشكلات السلوكية السلبية كالعناد والاعتداد بالرأي الغلط، ويكره المدرسة  لأنها لا تلبي حاجاته النفسية والاجتماعية ولا يجد من يتعاطف معه أو يقدره من المعلمين والمعلمات، بالإضافة الى اكتظاظ الفصل بأعداد كبيرة من الطلاب،ونقص المعلمين الحاد كل ذلك يهيئ الطالب  للتمرد على الدراسة والمجتمع وانتشار الجريمة بشكل مذهل، وكأن الحكومة لا يعنيها الأمر لا اهتمام بتحسين منظومة التعليم والارتقاء به أو حتى تحسين صورته على الأقل في مراحل الأساس ورياض الأطفال بإعتبارهما الأساس  لبناء  شخصية  الطفل وتكوين  مهاراته، وهكذا بكل أسف  تؤسس حكوماتنا للتمرد على  النظام المدرسي والفشل الدراسي.

 

مقارنة بين مدارس ومدارس

سويسرا وأرتريا

عام دراسي بهيج في سويسرا وآخر بئيس في أرتريا

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى