عبد الرحمن السيد أبو هاشم لـــــ ” زينا ” : النظام يسعى لطي ملف حقوق الإنسان لكن ملف المغيبين قسريًا يستعصي على النسيان
تم اختيار الأستاذ الحقوقي المعروف أبا هاشم عبد الرحمن السيد ليكون رئيس منسقية يوم المعتقل الأرتري التي من المقرر تنفيذها بتاريخ 14 أبريل وقد تجري التحضيرات منذ مدة تجاوزت الشهر تقريبا . وكالة زاجل الأرترية للانباء ” زينا ” تواصلت معه لإجراء حوار قصير حول المناسبة وحول أهميتها وفعالياتها وطموحها فكانت الخلاصة التالية
ما جدوى تكرار هذه المناسبة سنويًا ثم يتبعها صمت كبير حتى يحول الحول عليها لتنشط أيامًا ثم تختفي؟
بسم الله و به نستعين.
اولا اشكر الإخوة في “زاجل” على هذه الفرصة الطيبة للمساهمة في تسليط الضوء على حملة يوم المعتقل الإرتري التي تصادف يوم ١٤ إبريل من كل عام، وهذا التاريخ يرمز إلى الاعتقالات التعسفية الواسعة التي قامت بها عصابات الشعبية في ارتريا ضد الآمنين في ١٤ إبريل ١٩٩٢.
كما هو معلوم لا يمر يوم في أرتريا من أيام السنة وإلا و تقع فيه اعتقالات تعسفية واختفاء قسري للمواطنين بالإضافة إلى حجز عشرات الآلاف من الشباب في معسكرات التجنيد للاستعباد الممنهج. لهذا السبب لا أحد يتوقف عن النشاط و المطالبة بالحرية و العدالة على مدار أيام السنة، بل قد لا أكون مبالغًا إن قلت لك بأن جل قضية الشعب الارتري مع النظام تتمحور حول قضايا حقوقية وإنسانية لا أكثر.
قبل ايام صدر تقرير لمجلس حقوق الإنسان يطالب فيه نظام الهقدف بالإفصاح عن مصير المعتقلين تعسفيا من صحفيين و سياسيين، وذلك ضمن مطالب ملحة لإقامة مؤسسات العدل و احترام حقوق الإنسان، الأمر الذي اصبح يسبب ضغط متزايد على عصابة الهقدف المسيطرة في إرتريا.
- ما الفعاليات المقرر تنفيذها في خطتكم هذا العام وما حجمها ؟
ضمن فعاليات هذا العام سوف يتم تسليط الضوء على هذا الأمر لاسيما وأن العصابة كانت تعتبر بأن عضويتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيعينها في إخفاء الحقيقة عن حالة حقوق الإنسان في ارتريا، هذا بالإضافة الى المشاركة لشخصيات ارترية و ذوي ضحايا الاختفاء القسري و اساتذة من غير الإرتريين لهم باع طويل و معرفة عميقة بقضايا حقوق الإنسان عامة و معرض لصور بعض الضحايا.
- هل استطاع النظام الارتري مزاحمتكم في المنظمات الدولية مدافعا عن نفسه وسحب البساط من ايدي المعارضة بخصوص ملف حقوق الإنسان
لقد حاول النظام ذلك ولكنه لم ينجح، بل تعرض الى مزيد من التعرية و المساءلة في جلسات مجلس حقوق الإنسان، فهو الآن في حيرة من أمره…لقد اتضح له بأن وجوده داخل المجلس أصبح يعرضه للمزيد من المساءلة والرقابة ولا يستطيع إيهام العالم بحالة الحرب التي لم تصبح نافعة بعد توقيع اتفاقية السلام مع الجارة إثيوبيا وقبول الأخيرة بقرار التحكيم الدولي حول مناطق الحدود المتنازع عليها بين الطرفين وذلك دون شرط ولا قيد.
- إلى أي حد انت متفائل في كسب المستقبل لصالح حقوق الإنسان في بلد نظامه الخصم والحكم
قضية حقوق الإنسان قضية إنسانية تعني الجميع ولا أحد يستطيع التخلي عنها طال الزمن ام قصر، والسجان زائل مهما طغى و تجبر، هذه هي سنة الحياة وقريبا سنشاهد انتصار الشعب الارتري على عصابة الهقدف التي أصبحت في الأعوام الأخيرة في موقع الدفاع ومؤخرًا ظلت تعاني من تململ اتباعها بعد ان انكشف لهم المستور بعدم وطنية رأس العصابة و ميوله لبيع السيادة الوطنية و العودة إلى أحضان “الإمبراطورية الإثيوبية”.
- ما المطالب المحددة التي تسعون لتحقيقها من خلال نشاطكم هذا
العصابة تراهن على نسيان قضايا المعتقلين تعسفيا و المختفين قسرا ونحن من خلال فعاليات حملة يوم المعتقل نثبت قدرتنا على عدم النسيان و عدم التخلي عن المطالبة بحقوق الإنسان و إظهار المظالم التي يتعرض لها الشعب الإرتري بالإضافة إلى نشر الوعي العام بحقوق الإنسان و والقوانين و الأعراف الدولية ذات الصلة. كذلك فعاليات هذا العام سوف تتضمن تدشين اول كتاب وثائقي للكاتب و والمؤرخ الارتري عبدالفتاح ود الخليفة يتناول فيه سيرة المناضل الكبير القاضي محمد مرانت الذي تم اعتقاله تعسفيا و إخفاءه قسرا في شهر ٧ من عام ١٩٩١…وهذه البادرة تعتبر الأولى من نوعها نأمل ان تفتح الأبواب أمام المزيد من الكتابات التوثيقية ان شاء الله.
- في تصريح لوزارة الإعلام الأرترية اتهمت فيه العام الماضي دولتي السودان وقطر وفي هذا العام في تاريخ متقارب اتهمت: السودان وقطر وتركيا فهل لهذا التصريح علاقة بإحياء يوم المعتقل الأرتري . ولماذا تنزعج الدول الثلاث من التهمة التي لا دليل عليها فتبادر بالرد والتكذيب ؟ لماذا النظام الأرتري واثق من نفسه إلى حد يبادر فيه بمناطحة دول بصورة تبدو عند الكثيرين أنها معتدية :
بعد قبول إثيوبيا التام وغير المشروط لقرار لجنة التحكيم الدولية بشأن الحدود بين البلدين وتوقيع اتفاقية السلام اصبح النظام بحاجة إلى اختلاق عدو جديد يشغل به الناس ويحاول من خلاله إلى إطالة فترة بقائه في أرتريا . هذا بالإضافة إلى الرفض الشعبي الذي بدا بتلمسه من خلال حركة ” كفاية ” التي امتدت سطوتها في كل ربوع أرتريا والخارج تدعو فيه إلى إنهاء سلطة الاستبداد . كل هذه الأمور جعلت النظام يعيش حالة هيستيرية جعلته يختار دول لها ما لها من أزمات داخلية وإقليمية تغنيها عن ا لتورط في أزمة مع نظام فاقد للبوصلة وفاقد لأي مقومات البقاء حتى يكون له تأثير إقليمي .لهذا لا نعتقد بأن النظام منزعج من ندوة ارترية تقام هنا أو مكتب لمجموعة ارترية يفتح هناك بقدر ما هو تعبير عن حالة اليأس الداخلي التي يعاني منها رأس النظام ومعاونوه .
أما بالنسبة للدول التي اتهمها النظام بعرقلة السلام بينه وبين إثيوبيا فردها أتى ضمن السياق الدبلوماسي المتعارف عليه الذي يستدعي إلى نفي التهم المنسوبة إليها وليس أكثر وهي محقة في ذلك .
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم