مقالات وآراء

عجلت الرحيل ..كنت  اتمنى  بقاءك  أبا أيوب 

شاءت  أقدار الله أن ألتقي بصديقي الراحل د.أبي أيوب محمد عثمان محمد نور، وكلانا غريب عن الوطن، فخيل لي أني أعرفه منذ أمد بعيد، سمح المعاملة، طلق الوجه، صاحب ابتسامة لا تفارق محياه، يشع النور من صفحة وجهه، آخت بيننا  فكرة، ورب أخ  جمعتك به فكرة الرسالة خير من الف أخ جمعتك به رابطة النسب، فالأرواح  إذا تحابت في الله  تهدمت  أمامها كل الحواجز والفوارق.

فرقت الأيام بيني وبين صديقي محمد عثمان فهاجرت غربا عن غير رغبة، وهاجر شرقا عن غير رضا، أتبعنا الهجرة عن الوطن هجرة ثانية وقلوبنا حسرة عن فقد أمل العودة والعيش الهانئ في الوطن، تفرقنا وحملت ألم الفراق في صمت. 

  التقينا بعد فترة عبر الفضاء في عمل عام  مشترك، لم يستمر فيه طويلا  لعلة المرض نفسه لكنه أنجز فيه إنجازا كبيرا وكأنه كان على علم بالرحيل، ثم توقف بعدها وجعلت منه العلة صموتا لا يحدثني عن شيء ..عحز أن يفعل كما كان من قبل، صمت صمتا ينذر بالقلق، فقد بلغ به المرض مبلغا عظيما، لكنه كان صبورا محتسبا – نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله – لم نر منه إلا خيرا،  لم يحدثنا عن أسباب صمته المفاجئ ، حتى  تفاجئنا بالخبر الأليم ..

رحلت يا أبا أيوب في لحظة  خاطفة  كلمح البصر، نقلتك إلى عالم  آخر مليء  بالهدايا والعطايا  الرحمانية إن شاء الله. 

 ولكن حسرة إنتقالك المفاجئ  من عالمنا،  وفطامنا المر عن رؤيتك تملئ القلب حسرات لما لك في قلوبنا من تاريخ ممزوج بعطر الأخوة في الله، نسأل الله أن يكرمنا بها تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

عندما سمعت خبر رحلتك  العلوية  مرت أمام عيني كل تلك اللحظات الجميلة التي قضيناها في مدينة ( الْتِي)و( الخرطوم )و( بورتسودان)، تذكرت كل ما كان بيننا من وصال وحب، حاولت أن أمنع عيني عن البكاء، تمالكت قلبي حتى أنهي عملي  وأرجع إلى  بيتي وأبكي عليك في زاوية من زوايا البيت، لكن الدمعات المتسللة عل خدي كانت تفضحني أمام العمال  ورب العمل، فبكيت بصمت محرق. 

رحلت وبقيت آثار صحبتك في نفسي،  سأذكرك في دعائي، وعيني  تفيض دمعة كلما ذكرتك، وإن أنس فلست أنسى يا أبا أيوب تلك اللحظات الجميلة التي كانت بيني وبيتك، وستبقى ذكراك كقطعة ثمينة في متحف الأيام  للزمن الجميل الذي كان بيننا.

حزنت لموتك كثيرا  ابا  أيوب وكنت أتمنى لك البقاء، ولكن الله  أرحم بك مني وأكرم  وأنت الآن بين يديه وتحت واسع رحمته، وعظيم كرمه . اللهم فارحمه واغفر له واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة يارب العالمين وبارك في عقبه واجبر كسرهم،  اللهم  اربط على قلب أم أيوب وصبرها  وآجرها في مصيبتها، و صبر أولاده  وإخوانه وجميع أفراد أسرته ومحبيه، واجعل البركة في دعوته واخوانه 💔

صديقك المكلوم/ محمد ادريس قنادلا

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى