مقالات وآراء

فلسطين شقيقة النضال …. ومدرسة للمقاومين

نحتفي هذه الأيام بمناسبة يوم الاستقلال الإرتري الموافق ٢٤ مايو ، وقد خفت أصوات المنددين به أو المعاديين له بحجج واهية ، ويحتفل أخوة النضال في فلسطين هذه الأيام  بانتصارهم في جولة من جولات الصراع الطويل بانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة وإذلالها لجيش الكيان الصهيوني ” الجيش الذي لايقهر “!

ولعلها من بشائر الله لنا أن يتصادف الاحتفالان ليعزز لدينا وحدة الشعور بين الشعبين المناضليين والارتباط الكبير بين القضيتين والتشابه في  أوجه الصراع في جوانب كثيرة  منها   طول أمد الصراع والدعم الكبير الذي يلقاه عدونا من المجتمع الدولي .

ويهمني هنا تسليط الضوء على أوجه أو طريقة إدارة الصراع في الجانبين الإرتري والفلسطيني ، حيث تأكد للجميع أن لا أحد يمكن  أن يقاتل نيابة عنك ولا  أحد مستعد تحمل ضريية وقوفه معك وتخلى عنك القريب قبل البعيد فلا تملك  إلا  نفسك  وإمكانياتك الذاتية المحدودة ، فظهرت مدرستان :

_ مدرسة  الرضوخ والاستسلام لما يملى عليك والقبول ببعض الفتات  بحكم الأمر الواقع واختلال موازيين القوة

_ أو مدرسة  الصمود ورفض الاستسلام  والثبات على  المبادئ والتمسك بالحق الأصيل

فالصمود والثبات يتسع ويتجذر ويتحول الى مقاومة تبدأ بالحجارة لتنمو وتتطور إلى صواريخ بعيدة المدى وغواصات وطائرات مسيرة ، فالصراع في حقيقته  ليس مادياً بحت ليقاس بموازيين القوة العسكرية وإنما صراع إرادات وكذلك نحن في  إرتريا نخوض صراع إرادات وعزيمة وصبر  فإما الاستسلام والتباكي بالعجز والخذلان  والشكوى من قوة بطش نظام لامثيل له في الإجرام على مستوى المنطقة والعالم بأسره ، وإما الصمود والثبات على أرض الوطن ووقف اللجوء الجماعي للشعب وهروب الشباب خارج الوطن ومن ثم المقاومة بالإمكانيات والفرص المتاحة كل من موقعه سواء في الداخل أوالخارج فللمقاومة  أشكال ودرجات مختلفة آخرها  حمل السلاح وليس أولها والارتريون الذين يصدعون رؤوسنا صباح مساء عن عجز الأحزاب المعارضة عن حمل السلاح  ولومها ، فإما  السلاح  وما دون  ذلك لايجدي  نفعا ! هم تماما  كأولئك  الفلسطينين الذين  كانوا  يلومون  المقاومة ويتهمنونها  بأنها تودي  بالشعب  الى التهلكة  وبلغ بزعيمهم  أن  وصف صواريخها  ” بالعبثية”، المثبطون المخذلون  هو نفس الفكر ونفس المدرسة الذين يسخرون  من  إحياء يوم المعتقل الإرتري والإحتفاء بيوم الاستقلال و أي عمل مقاوم مهما بدا  صغيرا ولا يطرحون بديلا أو فكرا  إلا  لتبرير  جمودهم واستسلامهم وتخاذلهم وهاهي فلسطين قبلة المناضلين ومدرسة المقاومين تخط لنا  طريقين  لا ثالث لهما  فاختر أيهم شئت 

د. سعاد دنكلاي

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى