في حوار مع ” زينا ” المناضل إسماعيل آدم محمد : أنا خريج جامعة ليبية تخصص تحليل المواد الغذائية فلم يرحب بي النظام الطائفي
أولوياتي الآن لا تتجاوز معيشة أسرتي وضمان مستقبلهم وهذا حال الكثيرين
أتيت فرنسا ضمن برنامج إيواء اللاجئين الهاربين من حرب ليبيا
ذقت الألم حتى بكيت مرة وأنا أسعى لتأهيل نفسي وقد تغلبت على مصاعب جمة
حاوره: الأستاذ محمد إدريس قنادلا
أكثر من سبعين عاما تمضي على ضيف ” زينا ” اليوم وهو يكافح ، من أجل تحقيق واجبين ، معيشته وتأهيل نفسه والواجب الآخر خدمة الوطن الكبير يتحدث بكل صراحة أن الواجب الصغير أهم من الواجب الكبير عند المقارنة بين الأولويات فمن غلبه الصغير لا ينجح في الكبير.
سيرته أليمة جدًا لأنها ثمرة المعاناة الشديدة التي كابدها وقاساها ، والثمرة الأشد ألماً أن حصاد العمر الذي فاق السبعين عامًا مر هزيل يقنع بالمعيشة الزهيدة .
تجاوز الصعوبات الجمة من أجل التحصيل العلمي وتأهيل النفس وكان يريد التخصص في الطب ، أراد تحقيق هذا الهدف في مصر , وفي العراق ، وفي ليبيا لكنه فشل في تحقيقه فأتم الدراسة في كلية العلوم بليبيا ، متخصصًا في تحليل المواد الغذائية إنها معيقات سياسية واجتماعية معقدة لدى الأرتريين حالت دون تحقيق طموحه الخاص .
يحتفظ بالتقدير الخاص للقائد المناضل عمر البرج- رحمه الله – الذي وجد الدعم منه كما يتذكر بوفاء زملاء له في النضال ويتذكر من صنع له معروفا في طريق الهجرة . وفي مرحلة التعليم وبعد العودة إلى الوطن وهو يبحث عن العمل ويرسل شكًرا خاصاً للوزير عثمان صالح فقد نفعت شفاعته لخلاصه من استبداد وكيد مدير صغير في التعليم كان لا يريد أن يسمح له أن ينتقل إلى وظيفة مناسبة لتخصصه وعلو تأهيله وخبرته وكان يجادل رافضا لتوجيه وزير!!.
عمل في ليبيا في وظيفة مرموقة تدر المال والخبرة وحسن الوجاهة ومع ذلك فضل أن يعمل في الوطن بعد التحرير فاستقبلته المعاناة على يد النظام الطائفي وصرح : أنه طائفي يعمل لطائفته دون غيرها من المواطنين ،
أراد تجاوز المعيقات فقام بمحاولات حثيثة ليتعايش مع الوضع الجديد في الوطن المحرر فقتل الشوق فيه والهمة بسبب المكايدات الطائفية التي لا تقدر العلم ولا التأهيل وإنما تحارب في المواطن همته وعزيمته ومعيشته وتأهيله ولهذا اختار الضيف الكريم الأستاذ إسماعيل آدم محمد الهجرة مرة أخرى إلى ليبيا فساقته أوضاع الحرب إلى فرنسا عبر برنامج الأمم المتحدة فهو الآن هناك ، أولوياته مثل أولويات غيره من الارتريين: إنها في دائرة ضيقة : كيف يعيش فقط وكيف يربي أولاده ويضمن مستقبلهم
إنها معيشة زاهدة وطموح هزيل تصنعه في الفرد الطائفية الحاكمة في أرتريا حسب رأي الضيف الكريم ، وهذه حالة بائسة لها نظائرها من فئة المثقفين القابعين دون عمل، ودون أمل في زوايا معتمة من دور الهجرة ، الأعمار مضت دون انتظار ، والطموح في العمل لخدمة الوطن المحرر تضاءل بل تلاشى والهجرة الأليمة تحتضن القلوب الكسيرة ، في المثقفين المنسيين الذين تطردهم أوطانهم على الرغم من حاجتها إليهم وهم كانوا في شوق إليها .
وتبدأ المحاورة بالسيرة الذاتية :
* الاسم : إسماعيل آدم محمد
* تاريخ الميلاد: 1948 , مكان الميلاد : هبرو في الساحل الشمالي .
* المراحل الدراسية :
كانت مراحل دراستي على النحو التالي :
أولا – الأساس
درست في مدرسة هبرو الأساسية التي تأسست في العام 1952 تقريبا وكان من دفعتي صالح ططو، محمد علي سليمان ، محمد علي حسان ، ادريس موسى حسان ، = كلاهما من عد شيخ سفاف- الشهيد أحمد ابراهيم حليب ستي ، محمد عمر ود الناظر، حامد سلوس ، محمد عمر سلوس، محمد عمر قبر ربي، محمد عثمان كادماي.
ثانيا- المتوسطة:
بعد إكمال مرحلة الأساس في مدرسة هبرو سافرت إلى كرن رغبة في مواصلة الدراسة ، لم يجهزني أحد للسفر إلى كرن غير ما كان من خالي حامد محمد علي الشيخ سفاف فقد أعطاني جنيهاً واحداً وقال لي: خلاص اذا أنت ماشي (ربي لحفظكا) = أي يحفظك ربي – وصلت إلى كرن ودرست المتوسطة فيها وكانت المدرسة جيدة جدًا.
كيف كنت تعيش في كرن أيام الدراسة ؟ هل كانت لك جهة تأوي إليها وتدعمك ؟
كنت أسكن مع بعض اقربائنا من أهل الوالدة .
ما قصة رحلتك إلى السودان؟
عندما اغتيل صالح ودسيدنا مصطفى كنت في عدردي ، ( تقريبا في الفترة بين: 1962- 1961) شاهدت النساء يرقصن و يبكينه كاشفات الرؤوس من شدة الحزن عليه وهذا تعبير عن الألم كان مألوفاً في ذلك الزمان ، وصالح ود سيدنا مصطفى كان ضمن رفقائه : عثمان محمد على باناي ، وحامد فرج كانوا مسؤولين في الحكومة الفيدرالية. وكان اغتياله على يد الثورة الارترية كانوا يستهدفون اجتماعًا لمسؤول اثيوبي مع أعضاء البرلمان الإرتري ، مات في الحادثة أيضا ضباط الحكومة الارترية
من عدردي سافرت إلى السودان، وعندما وصلت إلى الخرطوم وجدت في جامع أمدرمان الكبير رجلاً بليناوي اسمه إدريس بره، كنا نعاني ظروفاً معيشية صعبة كنا نريد السفر إلى مصر وليس معنا قروش، ذهبنا إلى قسم الاشغال في أمدرمان وسجلنا اسماءنا مع الجنوبيين لنحفر المجاري كانوا يعطوننا في اليوم 18 جنيه سوداني ، وكانت كبيرة لأن المعيشة رخيصة فصحن الفول كان بتعريفة واحدة .
وماذا عن رحلتك إلى مصر لطلب العلم ؟
انضم إلينا مهاجر جديد أيضا هو بليناوي وشخص آخر اسمه أبو بكر من عيلا برعد من ( عد حا) نحن الأربعة ركبنا القطار إلى حلفا قاصدين مصر . في حلفا استقبلنا رجل دنقلاوي فقال لنا : أنا أوصلكم السد العالي وقد أخذ 80 قرشا من كل واحد مقابل الخدمة . الرجل عذبنا عذابا شديداً وغشنا ، قال لنا : تمشون مسافة بسيطة وستصلون السد . وقال لنا امشوا بمحاذات النيل، سمعنا نباح كلاب قال لنا : هذه الكلاب خطيرة تأكل الناس لا تقتربوا منها امشوا إلى الصحراء بعيدًا عنها وارجعوا مرة أخرى إلى النيل . مشينا مسافة فهاجمتنا الذئاب ليلاً وليس معنا ما ندافع به عن أنفسنا ولكن الموت والحياة تساوت عندنا وبما أن عددنا كان 4 أشخاص ربنا نجانا من الذئاب وقد علمنا أن الذئاب أكلت أعداداً كبيرة بعدنا من الطلاب الارتريين المهاجرين إلى مصر.
في الصباح اليوم الثاني جاءنا مصريون وأخذوا منا كل القروش التي كانت معنا وبعد ترجي شديد وإلحاح من طرفنا ، رجعوا لكل واحد منا جنيهاً واحداً وسلمونا إلى الشرطة .، الشرطة اطلقت سراحنا
اذكر لنا من مصاعب الطريق …ما الذي أبكاكم في طريقكم إلى مصر ؟
جئنا بعد ساعتين إلى مدينة فاختبأنا في الشجر وأرسلنا محمد خير بدلاي إلى السوق، ليشترى لنا قرقوش – ( خبز جاف من مخلفات المخابز أو المطاعم ) – ، واصلنا المسير، لقينا رجلاً نوباوياً لم أَرَ رجلاً أكرم منه ، النوبة أناس كريمون جداً بعد أن جلس هو و أولاده للفطور ظهرنا لهم فقال لأولاده : توقفوا واستقبلنا بحفاوة وأعطانا الطعام كله ووصف لنا الطريق وقال لنا : الحقوا صاحب المركب ذاك يوصلكم إلى السد العالي. وقبل ما نلحق به جاءىا ناس الدفعة وهم ناس الخدمة الوطنية وأخذوا منا الشنط وما تبقى معنا من القروش ولم يبق عندنا شيء، أنا لأول مرة أبكي وكلنا بكينا لأننا قبل ما نصل الي مصر فقدنا كل شيء حتى الشنط ( الحقائب ) التي فيها ملابسنا ، وبينما نحن نبكي ظهر أمامنا رجل راكب على فرس وسمعنا شخص يناديه يا حضرة العمدة، توقفنا من البكاء وجرينا نحوه وقلنا له يا حضرة العمدة : اخذ العساكر منا قروشنا وشنطنا .!! قال لنا : تعالوا معي وقال لهم : اعطوهم القروش والشنط في أسرع وقت ، استجاب الجنود لحضرة العمدة فأعطونا قروشنا وشنطنا ،و مشينا 13 يومًا وصلنا مدينة دهميت- وهي قرية نوبية قديمة – ، واصلنا السير على الأقدام، ضللنا الطريق في الصحراء ورجعنا إلى السودان وصلنا إلى حلايب ، عرفناها فرجعنا منها متجهين إلى السد العالي مرة اخرى ونحن على حالة خطرة من العطش والتعب وجدنا مواطنا مصرياً في الكريف فطلبنا منه أن يسقينا ماء . المواطن المصري أعطى لكل واحد منا نصف كوب من ماء وقال لنا : لا يوجد عندي ماء ، لا يريد ان يعطينا أكثر، ولو أعطانا أكثر لمتنا على الفور لان الماء الكثير على العطش الشديد يقتل. وصلنا السد فلقينا رحل هدندوي قال لنا : جئتم من سيدي الحسن؟ قلنا له نعم . فأكرم ضيافتنا أكلاً وشربًا وحجز لنا في القطار إلى أسوان ومنها إلى القاهرة ، التي استقبلنا فيها والإخوة الإرتريون فسجلونا في مدينة البعوث، كان المشرف فيها برتبة لواء كان يحب الإرتريين حبا شديداً المدينة كانت تتكون من 48 عمارة كل عمارة فيها 4 أدوار ، و كل دور فيه 10 غرف ، تنزل في الدور الأرضي لتأكل من 4 أصناف كنا مرتاحين، الله يرحم جمال عند الناصر.
حدثنا عن دراستك في مصر ؟
درست في معهد البعوث وكنت أدرس بطريقي الخاصة في مدرسة خاصة دون علم الإدارة كنت أدرس 12 مادة للتربية والتعليم بالإضافة إلى 12 مادة أزهربة شجعني محمود عثمان نافع أن أدرس الطب، وكان يسكن معي أيضًا الأستاذ عبد الرحمن إسماعيل سكاب الله يرحمه كان شخصًا فاضلاً ، دخلت كلية الطب بقصد التخصص فيه .
لماذا غادرت مصر وكلية الطب فيها إلى بغداد ؟
نسبة لقلة الامكانيات المادية رسبت في مادة واحدة نزلت فيها مرة ثانية في امتحان الملاحق ونجحت فيها .بعدها أولادنا في الثورة الإرترية قالوا لي نرسلك إلى بغداد، ونصحوني بترك الطب في مصر والدراسة في بغداد على أن أجد منهم تذكرة مجانية فقبلت العرض لكني لم أجد جواز للسفر كان يدرس معي في معهد البعوث طالب إثيوبي قلت له ساعدني ليس لي جواز وأريد السفر إلى العراق قال لي نعم. ابشر وقال : أولاً أنت تسال السفير الإثيوبي واخبرني بما يقوله لك ، وقتها السفير الاثيوبي كان يعطي للطالب الارتري الجواز الإثيوبي مجانًا ومعه دينار واحد ويقول للمصرين هؤلاء الطلاب كلهم إثيوبيون لا توجد حاجة اسمها ارتريا، السفير هو خريج جامعة أسيوط اسمه ملس فصيح جدًا في اللغة العربية ، جئت إليه أطلب الجواز للسفر الي العراق . قال لي تريده لكي تتعلم أم لتذهب به إلى الجبهة قلت له لكي أتعلم. قال لي أعطني ضامناً فأعطيته صديقي الطالب الاثيوبي وكان رئيس الاتحاد للطلاب الاثيوبيين الذي قال لي أنا أضمنك برأسي وحاء معي إلى السفير وأعطاني الجواز وقال: أضيفوا إليه العراق لأن الجواز الاثيوبي كان يكتب عليه الدول المسموح السفر إليها ، أما لدول اوروبا فكان من غير تأشيرة،
لماذا رجعت إلى مصر من بغداد ؟
سافرت إلى العراق ومرضت هناك مرضا شديدًا فنصحني الطبيب بالرجوع إلى من حيث أتيت إلى مصر ، قررت الرجوع إلى مصر ، استخرج لي جعفر على الأسد وثيقة سفر إلى مصر سافرت إلى مصر بدون تأشيرة دخول فسجنوني في المطار وخيروني بين الرجوع إلى بغداد أو السعودية أو إثيوبيا، رفضت كل الخيارات وبعد يومين جاءت طائرة ليبية فرفعوني فيها ، إلى مطار طرابلس. قال لي الضابط في مطار طرابلس : جوازك؟ قلت له معي وثيقة سفر عربية. قال لي أنت في أرض كل العرب وسمح لي بالدخول، جئت إلى مكتب الجبهة ، فقلت لهم: أنا في الفندق وماعندي حاجة، عمر برج –كان ممثل التنظيم الموحد في ليبيا – أعطاني 10 جنيه للفندق وقال لي ستقيم في الفندق إلى أن نجد لك سكناً .
أين مصير الجواز الإثيوبي الذي سافرت به إلى بغداد ؟ أما كان بإمكانه تمكينك من العودة إلى مصر دون متاعب؟؟
ظل عندي الجواز الأثيوبي دون تجديد حتى سلمته للحكومة الارترية عند عودتي إلى ارتريا في العام 1997م والوثيقة كانت تقوم مقامه في تحركاتي فلم أحتج إليه .
الدراسة في ليبيا وماذا عن أسباب خيار كلية العلوم دون كلية الطب :
طلبت من الجبهة منحة لمواصلة الدراسة في كلية الطب قالو لي: كلية الطب أولى بها المقيمون في ليبيا وأنت وافد، طلبت منهم الدراسة في كلية الزراعة وبعد الموافقة جاء طالب ارتري بواسطة من أعضاء الجهة فمنحوه الفرصة دوني فلم أجد كلية متاحة أمامي إلا كلية العلوم فدرست فيها وتخرجت فيها بامتياز متخصصا في تحليل المواد الغذائية ثم توسط لي رجل ليبي كان يحب الارترين جدًا وشغلني في تحلية المياه في الإدارة العامة تم تعيني فيها في العام1981 وظللت فيها حتي العام1994
ما قصة عودتك إلى أرتريا وتركك العمل المجزي في ليبيا ؟
الشوق إلى الوطن ساقني إلى العودة إليه وترك العمل المجزي في ليبيا نعم رجعت إلى إرتريا وفاجأني عدم الترحيب بي ، لقد تعبت جدًا في البحث عن عمل وأخيراً بعد واسطة تم تعييني معلم بالثانوي وبعد ستة أشهر تم قبولي في وزارة الصحة في وظيفة إدارية لكن مدير التعليم رفض تحويلي إليها فتواصلت مع الوزير عثمان صالح ليشفع لي وبعد عراك بينه وبين مدير التعليم تم تحويلي الي وزارة الصحة .
هل من مضايقات تعرضت لها في الوظيفة الجديدة ؟
في المستشفى كان يأتي إلينا رجل شاب يتظاهر كانه يقرأ ويقلب في كتب المكتبة ليس له وظيفة في المستشفى أنا أعرفه في ليبيا ذات يوم قال له واحد من الدكاترة : أنت تعمل شنو؟ هنا تجي تقلب في الكتب؟ أنت تشبه جاسوس !! من ذلك اليوم اختفى الرجل، لم يَأْتِ بعدها ، هو في الحقيقة – كما قد علمت لاحقًا – كان يقوم بمتابعتي ويرفع التقارير عني.
كانت هناك منح تأتي بها المنظمات من الخارج للعاملين بالمستشفى الذين يريدون مواصلة الدراسة وكان الخواجات يسلمون المنح للطلاب بأنفسهم خوفًا من أن تسرقها الحكومة ولكن مسؤول المستشفى كان سجل لهم أشخاصا معينين تابعين لقوميته ويخفي هذه المنح عن الآخرين، لم يفلح حرص الخواجات على المال من سرقة الحكومة لأن الحكومة كان لها أكثر من أسلوب لسرقة المال المقدم من الخارج لمساعدة الناس لتطوير إمكانياتهم العلمية.
ومع كل ذلك كنت صابرًا معهم وكانوا يقتطعون من مرتباتنا 40% مساهمة إجبارية للمجهود الحربي بالإضافة إلى مساهمات أخرى، المرتب صار مقطع الأوصال لا يكفي لتغطية ضروريات المعيشة فقررت اللجوء مرة أخرى إلى ليبيا في العام 2003 وعملت بها وبعد الحرب أجلتنا منظمة الامم المتحدة إلى النيجر ومنها إلى فرنسا في العام 2017 ومستقر بها حتى الآن.
شكوت من مضايقات ..ما ا لأسباب التي تجعل النظام الأرتري يتعامل معك بمثل تلك السياسة ؟
لأني مواطن عادي ليس لي عضوية في الهقدف
هل تجزم أن النظام الأرتري طائفي يعمل لصالح المسيحيين ؟
نعم طائفي، على سبيل المثال : كنت عندما أكتب باللغة العربية يقولون لي: اكتب بلغة الأم وعندما أكتب بلغة الأم يقولون: خلطت فيها كلمات من التجرنيا ، اكتبه بالإنجليزية، وعندما أكتبه بالإنجليزية . يقولون لي: ترجمه إلى التجرنيا، لازم تكتب التجرنيا ولو بكسر رقبة تداوينا بكل تداوينا…..فلم يشف ما بنا.
لم اخترت الهجرة ؟ أما كان بوسعك فعل شيء معارض من الداخل ؟
رغم أني موظف بالحكومة كنت أعيش في درجة الفقر تحت الصفر، 60 % من مرتبي تذهب لخزينة الدولة، ولدي أطفال صغار يحتاجون إلى تعليم ومأكل ومشرب ، كان تفكير الأول انقاذ حياة هؤلاء أولاً والباقي في مرحلة أخرى
الثقافة المزدوجة في أرتريا – المسيحية والإسلامية – هل هي عامل صراع دائم ؟
اذا حسنت النوايا تصبح عامل تكامل وتنوع أما بفهم النظام الطائفي فهي عامل صراع دائم
لم اخترت فرنسا للهجرة إليها والإقامة ؟
هاجرنا حسب الفرصة التي عرضتنا الينا مفوضية الأمم المتحدة
هل طاب لك المقام ؟ ما أوجه معاناة الأرتريين في فرنسا ؟
الحمد لله لا توجد معاناة سوى الحنين إلى الأهل والوطن الذي غادرناه مكرهين
تفاصيل نشأتك ؟ هل من ذكريات بخصوص سياسة الاستعمار الإثيوبي مقارنا بينه وبين النظام الحالي ؟
الفرق هو الوطن المحرر والعلم الإرتري الذي يرفرف في سماء الأمم المتحدة أما القسوة والتنكيل والتشرد هو نفسه لم يتغير شيئ.
الثورة كانت وطنية ترعى مصالح الشعب وعقائده وأخلاقه ثم انحرفت .,,حتى عادت خصما على الشعب ما الأسباب ؟
فكرة المناطق ما كانت صائبة تفرقت بسبب القبلية والجهوية والايدلوجيات المستوردة.
هل من أدوار لصالح الوطن والمواطن الأرتري تقوم بها الآن و أنت في الغربة ؟
شغلت بأبنائي فتحول نضالي الآن إليهم لانهم نسوا الوطن تمامًا .
كم عدد المهاجرين الأرتريين في فرنسا وهل من تاطير تنظيمي سياسي أو اجتماعي لهم للمساهمة في إنقاذ الوطن؟
لا علم لي بعدد المهاجرين ولا نشاطهم السياسي .
ما الفرص المتاحة لنجاح شباب أرتريا المهاجر في فرنسا هل ترى أن الشباب فعلا يغتنمون هذه الفرص المتاحة في فرنسا؟
الذي ليس له أساس سابق لا يستفيد شيئا وغالبية الإتريين من هذا النوع.
ذكرت أن قلة الراتب وضيق المعيشة كان أهم سبب غادرت به الوطن ولم تذكر سيرتك الذاتية مساهمات نضالية عسكرية أو مدنية فهل يوجد ما تنفي به تهمة أنك مصلحي كنت تغتنم الفرص لنفسك وتبحث عنها ولا تزال تبحث عن حظوظ نفسك فقط دون النهوض بواجبات نضالية للوطن الأرتري؟
كنت نشطا في تجنيد الشباب من الطلاب للثورة الإرترية في مصر وليبيا وكان النظام الليبي يغدق مالًا وفيرًا على التنظيم الموحد الذي كان يمثله في ليبيا المرحوم عمر برج وأغلب المال كان يصرف بطريق المعارف لكن اذا جئت وسألته بنفسك يعطيك ما في جيبه ولا يردك خائبًا كان طيبًا رحمه الله وكان له علاقة قوية بقيادة الثورة الليبية مما جعل النظام السوداني يحسده على هذه العلاقة فألصقت بنا مخابرات الرئيس السوداني جعفر نمير وشاية فألقي القبض على عدد من شبابنا في ليبيا ونجوت أنا في المستشفى بسبب ألم في العين كان سببًا لإنقاذي من الاعتقال والتعذيب أما بقية رفاقي فقضوا 45 يومًا في السجن تحت التعذيب فقد بعضهم عقله وبعضهم خرج منه بمرض مزمن، عمر برج كان في إيطاليا في تجارته وقت اعتقال الشباب وبعد عدة نداءات متكررة جاء وباتصال واحد حل المشكلة دون محاكمة كانت علاقته قوية جدًا بقيادة الثورة وكان يزورهم في بيوتهم ويشرب معهم القهوة.
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم