في زمن الكورونا تتضاعف معاناة اللاجئين الأرتريين بجمهورية مصر العربية .. أمامهم الانتحار والبلطجية وتعقيدات الإقامة وإجراءات الهجرة إلى أوروبا
تحدث لاجئون أرتريون في مصر لوكالة زاجل الأرترية للأنباء” زينا ” موضحين أن محنتهم تتضاعف في زمن الكورونا ، فقد توقف عنهم الدعم الأممي واعرضت عن تشغليهم المحلات التجارية ومناشط السوق والبيوت والمطاعم والشركات التي كانوا يعملون عندها بأعمال شاقة وأجور متدنية إنهم الآن بسبب الكورونا فقدوا العمل لتوفير قوتهم الضروري .
وأكد المتحدثون لــ” زينا ” على وجود حالات انتحار في وسط الشباب الأرتري اللاجئ بمصر نتيجة لما أصابهم من إحباط بسبب عدم تحقيق رغبتهم في الهجرة إلى الدول الغربية ونتيجة لما يتعرضون له من ضغوطات كثيرة من أطراف كثيرة أهمها اعتداءات البلطجية وتأخير إجراءات الإقامة في مصر وعدم جدية مفوضية الأمم المتحدة في إسراع معاملاتهم وترحيلهم إلى إحدى الدول الغربية التي تستقبل اللاجئين.
تعزيز الحقيقة :
وعلى الصعيد نفسه وفيما يعزز حقيقة وجود المعاناة تحدث تقرير مصري عن أكثر من خمسة ملايين نسمة من اللاجئين يعيشون في مصر طلبا للهجرة إلى خارجها بينهم ما يقدر بعشرات الآلاف من اللاجئين الأرتريين
وأكد التقرير الذي نشره موقع ” https://www.dw.com/ar ” ما يتعرض له اللاجئ في مصر بسبب إجراءات وباء الكورونا التي حاصرت العوائل في بيوتهم وذكر التقرير أن اللاجئين كانوا يعيشون بكسب أيديهم عمالا والآن تنكرت الحياة لهم بسبب تقلص فرص العمل. ويضيف التقرير أن دعم الأمم المتحدة توقف عن اللاجئين منذ منتصف مارس الماضي فقد قلصت مفوضية اللاجئين أنشطتها .
وفي التقرير تحدثت لاجئة ارترية تدعى إسكالو يرتانيوس كيداني مؤكدة أنها أتت إلى مصر منذ ثلاث سنوات تطلب الهجرة إلى الخارج وعندها طفلتان صغيرتان حبس والدهما في أرتريا
وكانت أسكالو – حسب التقرير المصري- تعمل خادمة لتوفير مصاريف الأسرة موضحة أنها ضاقت فرص العمل في البيوت خوفًا من الوباء فقعدت في بيتها وتروي أنها تجد مشكلة مع سداد الإيجار الشهري حيث طلب منها صاحب العقار المغادرة أو دفع الإيجار وهي لا تستطيع اتخاذ أحد الخيارين وقالت إنها باعت أثاثات شقتها والأجهزة الكهربائية سدادًا لمصروفات المعيشة والإيجار وذكر التقرير عن أسكالو : أنها يستوى عندها الموت بالكورونا أو الجوع .
وقالت ” لا فرق بين حالة كورونا وحالتي، ما يهمني الآن في أن أجد طعام لطفلتي”.
المصدر :
https://www.dw.com/ar/مصر-كورونا-تعمق-هموم-اللاجئين-الأفارقة
(تقرير 25 مايو الماضي)
أحاديث المعاناة :
ويتحدث لاجئون أرتريون تواصلت معهم وكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” عن تشعب معاناتهم وآلامها موضحين أنهم لا يجدون دعما دوليا وأن فرص الهجرة إلى خارج مصر تتضاءلت وأن العمل في الأسواق يتوقف بسبب العزل الصحي وأن عمل النساء في البيوت خادمات توقف خوفًا من عدوى الوباء ولهذا أصبحت الحياة في مصر شديدة القسوة .
تواصلت ” زينا ” مع عينات أرترية تمثل حالات حقيقية تحكي ظروف المعاناة التي يتعرض لها اللاجئون الأرتريون في مصر العربية وتحدث الأشخاص الذين تواصلت معهم ” زينا ” عن صعوبات كبيرة يتعرضوا لها ويتعرض لها غيرهم خاصة تشتد الأزمة على اللاجئين القادمين من السودان فهم لم يتمكنوا من التسجيل في مكتب مفوضية اللاجئين لكونه مغلق بسبب الكورونا إلى جانب أنهم يواجهون مماطلة في المواعيد حيث ينظر في الطلبات بعد ستة أشهر من تقديمها وذكروا أن أسرًا كثيرة فيها أفراد يعانون من أمراض خطيرة ومستعصية مثل مرضى السرطانات والإعاقات وأوضح مصدر مطلع لـــ ” زينا ” أن كثيرًا من الأسر الأرترية اللاجئة في مصر لها شخص واحد عامل وهي تنتظر رزقه اليومي لتبقى على قيد الحياة والآن مع ظروف الكورونا تعطل العمل فاشتدت أزمة الأسر من حيث المعيشة .
وقال المصدر : إن الأعمال المتاحة للشباب في مصر هي العمل في المصانع أو عمال النظافة في المقاهي والمطاعم والآن توقفت هذه المهن بسبب الوباء
وأضاف المصدر : أن أسرة واحدة على سبيل المثال توفيت الأم فيها وتركت أبا معقدا و4 أطفال صغار أصغرهم عمره أربعة أشهر وهي تعاني الآن من مشقة المعيشة وغياب الوالدة التي كانت تعمل لتوفير قوت عيالها. .
مبادرات أرترية خيرية :
وتحدث المصدر عن مبادرات خيرية أرترية قام بها بعض الخيرين- بينهم شباب تابعون لاتحاد يتواصل مع السفارة الأرترية – لدعم هذه الحالات الإنسانية وذكر على سبيل المثال أن حملة تبرعات قامت بها المبادرات الخيرية الأرترية في ثلاث مناسبة : بداية أزمة الكورونا ، إفطار شهر رمضان ، زكاة الفطر
وكانت ناجحة لكنها كانت أقل من الحاجة .
تعقيدات الإقامة في مصر :
وتحدث عن الحصول على الإقامة المصرية موضحًا عن معناة حقيقية تتمثل في صعوبة الإجراءات وقال : إن المدة التي يستغرقها الطلب حتى يأتي الرد الإيجابي يتراوح بين الثلاثة والأربعة أشهر ومدة الإقامة المتوقعة ستة أشهر فقط فواضح انها تصل إلى اللاجئ بعد مضي معظم وقتها وقالت لاجئة أرترية في مصر لوكالة زاجل الأرترية لأنباء ” زينا ” : إنها استلمت إقامتها وبقي لها فقط عشرة أيام من النهاية .
وذكر المصدر ان الشرطة تتعقب اللاجئين في الشوارع والأسواق والمساكن خاصة الأحياء العشوائية تسأل عن الإقامة وهي تعرف صعوبة إجراءات الحصول عليها ولهذا تبحث عن المخارجة لتخليص النفس من قبضة الشرطة أو يواجه اللاجئ عقوبات السجن والضرب والإهانة والغرامة .
تصرف البلطجية:
و على صعيد آخر أكد المصدر أن عدداً من الإرتريين يتعرضون لسرقات وضرب وقتل وطعن على يد بلطجية مصريين أو أفارقة يستهدفون اللاجئين دون رحمة وهذا سلوك إجرامي يتعرض له اللاجئون خارج الدوائر الرسمية والقانونية .ويضيف المصدر : وتمضي مأساة المظلومين نحو التلاشي صامتة تخفي آلامها دون أن تعلم بها الأجهزة العدلية ولا الوسائل الإعلامية .
حالات انتحار لدى الشباب المراهق :
وعن بعض آثار المعاناة الأليمة التي يتعرض لها الأرتريون في مصر تحدث المصدر أن حالتي انتحار لفتاة وفتى مراهقين ظهرت في وسط اللاجئين الأرتريين فالأولى خنقت نفسها بحبل حتى فارقت الحياة والفتى المراهق ألقى بنفسه من نافذة سكن يقيم فيه حتى مات وأكد المصدر أنه قد طلب منهم الصلاة على المنتحرين بحضور بعض بعارفهم واستخراج تصريح رسمي بدفن المنتحر .
وتحدث عن سبب الانتحار فقال : كلا الشخصين تم تأجيل طلبهما بخصوص الهجرة إلى الدول الغربية وقد قبلت طلبات أخرى لأصحابهما مما غرس الإحباط والصدمة عليهما فأقدما للخلاص من الألم النفسي إلى الطريق الخاطئ وذكر المصدر أنه توجد حالات كثيرة عن انتحار الشباب فقد سمع بها ويتناقلها الأرتريون فيما بينهم
على أساس أنها حالة مأساوية خاصة من شباب في مقتبل العمر كان قد علق آماله بالهجرة وعندما يخسرها أو يقابل بالمماطلة المملة يتخلص من نفسه بالانتحار وهو يرى أن الانتحار أفضل حل لمشكلته أمام خيار العودة إلى أرتريا في ظل حكم النظام المستبد
أين دور السفارة الأرترية بمصر :
سألت ” زينا ” المصدر عن دور السفارة الأرترية في مصر تجاه هذه المأساة فقال :
إن الأرتريين المهاجرين لا علاقة لهم بالسفارة فهم هاربون منها ومن نظامها في أسمرا وهي كذلك لا تتصرف معهم تصرف جهة مسؤولة يهمها شأن المواطنين وإنما تحرص على الجباية الدورية التي تنتزعها ممن لهم صلة بالسفارة لتجديد الجواز أو استخراج وثائق علمًا أن النظام الأرتري أوقف منح البطاقة الوطنية منذ ما يزيد عن خمس سنوات ولا بديل لها ولهذا يتشبث الشباب بحبال النجاة بعيداً عن النظام الأرتري وسفاراته في ا لعالم ..
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم