أدب وفن

قصيدة” القافية” للشاعر أحمد شريف

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الحق في محكم تنزيله “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم ، الله يعلمهم” صدق الله العظيم.

خَجِلًا، أشُـقُّ مِنَ الدُّموعِ طَريقَـا ** وأهِـيمُ فِي بَحرِ الضَّياعِ غَريقَـا

حَـقْـلِي، وقدْ تسَّاقَطتْ أشْجارُهَا ** فوَجدْتُـنِي، في مَهـمَـهٍ مَـعْـلُوقَـا

أتـنادَ آمالِي، وآلامِي التِّي * * قد جَاوزتْ في الخَافِـقَـينِ، رَبِيـقَـا

لأصُوغَ مِنْ طِينِ الهَزائِمِ هَبـَّـةً**  أُمْسِي، وأُصبِحُ، خَائفًا ورَفِيقَـا

لِلحُزنِ، لِلأسْقامِ، لِلعَسْفِ، الذي**

قدْ شلَّنِـي، وأحَالَنِـي عِمْلِـيقَـا.

كلُّ العمَالِيقَ الذينَ تَـبِعْـتُـهُم **  فِي دنْـيَـتِـي، قد هَـرَّقُوا تَـهْـرِيقَـا!!

غيرُ الأولى،شُعُلُ الهِدَايـةِ، والنُّهى**  رُسُلُ الشَّهامةِ، أسْرجُوهَا بَرِيقَـا

هبـُّـوا لِدينِ اللهِ هَـبَّـةَ صَادقٍ ** قدْ بَايـَعـوهُ، الصَّادقَ المَصْدُوقَـا

حَمَلُوا لِواءَ الحقِّ، حَازُوا نَوالَـهُ ** عاشُوا لِدينِـهِ، شِرْعَـةً وحقيقَـا

جَـذُّوا بِصِدْقِ الـعَزْمِ، أصْنامًا هَـوتْ** منْ بعدِ ما قدْ عبَّدُوهَا، طَرِيقَـا  

قـادُوا الشُّعوبَ إلى المَعَالِي سُؤْدُدًا ** نَالُوا الهَـناءَ جَديدَهُ وعَتِـيقَـا.

لكنَّ مَن جَاءُوا على أخْلافِـهِـم ** مُـتـَنَكِّـبِـينَ، ومُشْبَـعِـينَ، نَعِـيقَـا 

 تَـنَّاسَـلتْ، مِن سَوْئِهِم، أسْلافُهُم ** جُبْـنًا، وذُلاً، زَفْرةً وشَهِيقَـا

تَخِمُوا مِن الإذْلالِ، حتَّى أُشْبِـعُوا ** فـاسْتَخْلفُونَا، دُمْـيَـةً ورقِـيقَـا

 يَسْتَبْـشِرُونَ بِنَعمةٍ، أوحَى لهُم ** مُستَعِمرٌ، مُستَكـفِرٌ، زِنْدِيقَـا.

أومَا تَراهُم لُعـبةً في أيْدِ مَن ** أشْقَـاهُـمُو، بل شَـقَّـهُـمْ، تَشْـقِيـقَـا  

فعَـدُوُّهمْ، فِي مَـأمَنٍ، مِن بَأسِهِمْ ** وأخاهُـمُو، قد أبْدَلُوهُ رَفِـيـقَـا

لِـلكُـفرِ، للأوبَاشِ، نَسْلُ لَـقِيـطةٍ ** قد رُتِّـقُـوا، مِن أرْحُمٍ، تَرْتِيقَـا

صَهٍ، غُلامُ الفُـجْرِ، مِنكَ وقد قَذتْ ** عَـفَنُ المَواخِرِ، أطلقَـتْكَ عَزُوقَـا.

فالمَسْجِدُ الأقصَى، يَئِنُّ مِن الأذَى ** مِن بـَعدِ شأوٍ، قد غَدا مَـمْرُوقَـا 

هَـدْمًا، وجَوْرًا، والمَذَلَّـةُ عـندنـا ** تَرعَـى، وتَبْنِي بَيـْـنَنـَا، أنْـفَاقَـا

والقَاسِطُونَ، ومَن تـنَزَّلَ وِردَهُمْ ** وقُرُودُ نَسْلٍ، أصْبَحُوا تِريْاقَـا

ويْـحِي، صَفاقَـةُ جُبَّئٍ، أحْنَى لَهُ ** “شيطانُ عَصْرِ الجَورِ” عادَ وِثـَاقَـا    

هـُم أطْـعَـمُـونَا، ذِلَّـةً ومَهَانَةً ** وبَنُو اليَـعَارِبِ، أشْبَعُـونَا نِـفَاقَـا

وبَنُو الأعَارِبِ، مِثْلُهُمْ فِي غَـيِّـهِمْ ** قد أدْمَـنُوا التَّصفِيقَ، والأِمْلاقـَا.

مَـدُّوا حَبائِلَ وصْلِهِم، لِعدُوِّهِـمْ ** هُـمْ “طَـبَّعُوا”، بلْ مَـزَّقُوا المِيثَاقَـا

أشْلاءُ أكْبادٍ لنَا، فِي مَشْهَدٍ ** دَامٍ، و “صُهْيُونٌ”، أبَـادَ، أحَاقَـا

مُـدُنًا، وأرْواحًا، قَـضَتْ فِي ومْضَةٍ ** وعُروبةٌ، خَجْلَى تَهِيمُ لَحَاقَـا

بالأكْذَبِ، الدَّجَّالِ، رأسُ عِصَابَـةٍ ** رَاحتْ تُـرَتِّـقُ مِنْ خَنَاهَا، رِتَـاقَـا.

وتُزَوِّدُ المَـأفُونَ، أطْنانَ البِلَى ** حِمَـمًا مِنَ التَّسْليحِ، شَدَّ عِنَاقَـا

والـعُربُ فِي صَالاتِهَا، قدْ أسْرَفتْ ** لَهْوًا، وفِسْقًا، شُربُهـَا مُهْرَاقَـا

بِالصَّمتِ، بالتَّدلِيسِ، بِالتَّزْوِيرِ بـ ** الإتيانِ، كُلَّ دَنِيـئَـةٍ، مَـزَّاقَـا

خُشُبٌ، مُحَنَّطَةٌ، تَهَشَّمَ عِزُّهَا ** رَفَضَ الحَضِيضُ لَهَا، وأطْلَقَ سَاقَـا

   وتَخَالُهَا، مِنْ سَوْءِ هَوْنٍ، مُـفْرِطٍ ** جُثَـثًا، تَمُـدُّ إلى النَّجاةِ، نِـطاقَـا

هلَّا رأيْتُـمْ جُـثَّـةً، مَدفونَـةً ** شَـدَّتْ، إلى حَبْـلِ الحَياةِ عِـنَاقَـا ؟.

نَفسِي يُقـتِّـلُها الهَوانُ وزيْـفُـهُ ** دعْكَ التَّجاسُرَ، أعْشَقِ التِّـرياقـَا

أتْـبِـعْ، سَفَـالةَ مَن تَراهُـمْ مُيـَّـعًـا ** عِشْهَا، مُذَلًا، خَانِعًا، مِزْهَاقَـا

إنْ نَكَّسُوا، نَكِّسْ شِهَابَكَ، مِثْلُهُمْ ** أو أسْلَمُوا حِصْنَ الحُصُونِ، نِفَـاقَـا   

طَبْطِبْ، وخَرْخِرْ، واسْتَجِرْ بِصَفِـيقِهمْ ** وإذا صَلُحتَ، فأتْبَعِ الفُسَّاقَـا!!

أسَـفًا على هذِي الحياةِ، فلمْ تَعُـدْ ** عِزًّا، يَشُـعُّ، قَـنادِلًا، ورَحِيقَـا

أنَّى اتَّجهْـتُ، فلم أجدْ إلاَّ أذًى **  من “أمْشَـطٍ” سامَ الحياةَ حَرِيقَـا

وقَرينَـةُ الآثامِ تلكَ “دُويْـلَةٌ” **  قد شَاقهَا، نَـغَـمُ الحياةِ ورِيقَـا

عاثتْ، وجَاستْ في الديارِ تَكبـُّرًا **  وتجبُّرً،ا مُسْتَهْجَنًا، مَرْتُوقَـا.

جَمَعتْ، حُثالاتٍ، وشُذَّاذًا، تَهَوْ ** غَضَبٌ عليهِمْ، مَـغْربًا وشُروقَـا

شَادُوا على أرضِ السَّلامِ خَرَائِبًا ** زعَمُوا بأنَّهُ “هيـْكلٌ” وحُقوقَـا  

ولَجُوا إلى مَهدِ الرِّسَالةِ خِلْسَـةً ** ضَلُّوا، وقد تَسَّابَقُوا، تَسْبِيقَـا 

جاسُوا، خِلالَ التِّـيهِ مَسرَى “مُحمَّدٍ”**  نَسَجُوا مَـزَاعِمَ حِقدِهِمْ، تَلفِـيـقَـا

زعـمُوا بأنَّ اللهَ، قد اخْتارَهُمْ ** مِن بَينِ خَلقِـهِ، قُدوةً ورَفِيقَـا

ونَسُوا بِأنَّهُ قد، سوَّى لَهُمْ ** ويَزيدُ فِي تَمزِيقِهمْ، تَمْزيقَـا.

يومِي، وأمسي، كلُّها مَشْروخَةً **  ماذا يرجِّي الخَانِقُ، المـخْنُوقَـا ؟

أيَسُودُ في سُوقِ السِّياسةِ، مُجـْرِمٌ **  يَبدُو، بِخبْثِ دهائِهِ، مِنْطِـيقَـا!

ويُطِـلُّ، مِن قاعِ الظلامِ، سُويْرِقٌ ** يُـنْبِي، بأنَّه قدْ غدى، مَزهُوقَـا !

ويُـلَـفِّـقُ الآثامَ، دونَ تَـردُّدٍ **  لِبرِيئةٍ، شَاقَ البَلاءَ، وشَاقَـا 

  مَا هذهِ الدُّنيا، سِوى أُكْذُوبةٍ ** أزكتْ لهَا سُحبُ السَّديمِ، بُروقَـا.

هذا زمانُ القُـبْـحِ، ويْحِيي منْهُمُ ** كيفَ السَّبِيلُ، وجُلُّهُمْ سُرَّاقَـا ؟

إنَّا نُكَحِّلُ يومَنا، مِن أمْسِنَا** حَيثُ المَهَابةَ، وثْـبَـةً، وسُمُـوقَـا

 بِالذَّودِ، عنْ قِيـَمِ الحياةِ، جَسَارَةً ** لِلمجدِ كُنـَّا، بَيْرقًا، طُـرَّاقَـا

كنَّا، إذا حَمِيَ الوَطِيسُ بأرضِنَا ** نصْلًا، وسيْفًا، مُصْلةً، ومَحَاقَـا

ونمَرِّغُ الآنَافَ حتَّى، يَسكنَ الـ ** روعُ، المخيفُ، ويَهْـتَـدِي الحُـرَّاقَـا.

ظَـلْـنَا نُذِلُّ، غُضَافِرًا، وبَواسِلاً ** لأوامِرَ الأحْرارِ، عَاشَ رَقِـيقَـا

شُـدْنَـا السَّلامَ جَناحَهُ، في الخَافِـقَينِ ** مُهَـفْهَفًا، مُسْتَـأْنَسًا، وطَـلِـيقَـا

وإذَا تَطاوَلَ، جَاهِلٌ مُتطاوِلًا ** كنَّا لهُ، في الحَالَتِينِ، حَرِيقَـا

لمْ نَـتْرُكِ المَأفونَ، إلا مَسْخَـةً ** هَانتْ، وَوَّلتْ، فِي الخِلالِ شِقَـاقَـا

رُسُلُ العَقِـيدَة، أنَّى مِنْكُـمُـو ** أنَسِيـتُمُو “الكَّرَارَ” و”الفَارُوقَـا”

أتُـخِيـفُكُمْ تِلكَ “اللَّقِـيطَةُ” ويْحَـكُمْ ** “هِيَ” كَـذْبَةٌ، قدْ لُـفِّـقَـتْ تَـلْفِيـقَـا

فـ”الغَربُ” بِئسَ الخِّلُّ، إنَّـهُ ظالِمٌ ** مَنْ يَحْـتَمِي بـ”الشُّؤمِ” هَانَ وحَاقَـا

أوَ مَا لنَا فِي النَّاصِرينَ مَضَارِبًا ** أوَ مَا لنَا لِلتَّـائِهِـيـنَ شُروقـا ؟

أو مَا لنَا لِلخَائِفـِين مَلاجِئًا ** أو مَا لنَا فِي الصَّامِدينَ حُـقـوقـَا ؟ 

أو مَـا لنَا فِي الجَاهِـلِـيَّةِ مَضْرِبًا ** ذلكَ الهِزَبْرُ التَّـغْلِبِيُّ أذَاقَـا

عَمْـرَ ابنَ هِـنْدٍ، قد فَرَاهُ بِضَربَةٍ ** نَجْلى، سَقَاهُ الموتَ، كأسَ دِهَـاقَـا

قالتْهَا “وا ذُلَّاهُ” لَسْتُ رقَـيقَـةً ** قد وُثِّـقَـتْ شِعْرًا سمَا تَوثِيـقَـا

بالسَّيـفِ بِالبَـتَّارِ جَنْدلَ رأسَ مَن ** كان }. المَلِيكُ {تَلألُؤًا وبَرِيقـَا

سُدْنَا، بِأخلاقِ الكِرَامِ، عَوالِمًا ** هُـدْنَا، إلى قِـيَـمِ الهُداةِ، رِفَـاقَـا 

هـذَّبْنَ بالأخْلاقِ، عُجْـمًـا غُـفَّـلًا ** كُـنَّا، وكانَ الوَصلُ فِـينَا وِثَاقَـا

آنَ الأوانُ، بأنْ تَـقُولَ حِجَارةٌ ** تَحتِي سُوَيْرِقٌ، جَـمِّـعُوا الحُـذَّاقَـا

آنَ الأوانُ، بأنْ تَقولَ شُجَيْرةٌ ** خَـلْـفِي جَبَانٌ، فاسْقِـهِ غَسَّاقَـا

إنَّا نُشَـيِّدُ مِنْ أسَانَا، جَـنَّـةً ** فَـيْحَاءَ، تُسْرِجُ، لِلخُلُودِ بـُرَاقَـا.

الشاعر الإعلامي: أحمد شريف 

الله أكبر والعزة للإسلام

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى