تقارير

مؤتمر بروكسل لحقوق الإنسان واللاجئ الارتري ينجو من محاولة التشكيك على مصداقية تقريره وزاجل تنشر التفاصيل

النظام  يحاول الطعن على   مؤتمر بروكسل لحقوق الإنسان واللاجئين الارتريين

الأمن البلجيكي يبعد  العنصر المشبوه عن المؤتمر بعد أن أثار شبهة عدم مصداقية التقرير

مطلوب مزيد من الشهود لإعداد ورفع تقرير مضاد لتقرير النظام في المناسبات الدولية

استطاع أحد عناصر النظام الأرتري أن يشارك في الجلسة الأولى لمؤتمر حقوق الإنسان واللاجئين الأرتري الذي انعقد خلال الفترة 19 – 20 من شهر أكتوبر الجاري في بروكسل عاصمة بلجيكا

التي  تعد بحكم الواقع  وبما يقام  فيها من الأنشطة السياسية تعد عاصمة  دول الاتحاد الأوربي

المؤتمر الذي ضم ما يزيد عن أربعين منظمة من منظمات المجتمع المدني وناشطين حقوقيين  وشارك فيه منظمات أرترية  ودولية تنشط في شأن اللاجئين وحقوق الإنسان في أرتريا  و قد تلقى الدعم المناسب من ألمانيا حسب مصدر مطلع تحدث لوكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا”

 المؤتمرون  قرابة خمسين أو ستين  عضوًا تقريباً كانوا في توافق تام بخصوص إدانة النظام الأرتري  الذي تم اتهامه بأنه غير متعاون مع المنظمات الدولية، وغير مغير لسياسات القسوة والاستبداد التي يسوس بها شعبه والدولة الوليدة منذ الاستقلال حتى الآن، وقد عبر الشعب الأرتري عن كراهيته للنظام القائم بالهجرة عنه إلى الخارج هجرة شملت مختلف الفئات العمرية والطائفية والسياسية  كما رفض العودة اللاجئون السابقون الذين يعيشون في مختلف دول الجوار فرارًا بأنفسهم عن مُآخذة الظالمين

وربما لأن المؤتمر لم يكن قد اتخذ احتياطات شديدة يتقي بها دخول عناصر موالية للنظام إلى مناشطه استطاع العنصر المذكور خداعهم و أن يكون جزئاً من المناسبة  وأنه استطاع حضور الجلسة الأولى  التي بدأت من الساعة التاسعة  والنصف واستمرت حتى الساعة الثانية عشرة والنصف نهارًا بالتوقيت المحلي استمرت حوالي ثلاث ساعات تقريبًا.

الشخص دخل عبر بوابة مشاركين مأذون لهم وقام بكل الإجراءات التي قام بها المشاركون  يقدر عمره  بأربعين عاماً  متوسط القامة ، أسمر اللون  يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة استطاع أن يوصل رسالة تشويش والطعن في مصداقية حديث شيلا.

كان قد أخذ موقعه في مؤخرة القاعة خلف الحضور وشوهد أنه مصغي متابع باهتمام ملحوظ فقرات البرنامج كما لوحظ انه يلتقط مشاهد صور مختارة مثل الآخرين واستغل الفرصة ا لمتاحة للجميع

توالت الفقرات حتى أتت السيدة شيلا كيثاروث، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في إريتريا التي أدانت النظام الأرتري بانتهاك حقوق الإنسان في كلمة قوية صريحة قائلة: (“هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأن الجرائم ضد الإنسانية تحدث”. وشددت على أن “حالة حقوق الإنسان المتردية في منطقة القرن الأفريقي – بما في ذلك الاعتقال التعسفي والإعدام خارج نطاق القضاء -” لم تتحسن..

العنصر لم يصمد هدوؤه وتخفيه وإنما تحدث من مقعده معترضاً  فكان أول المتداخلين  عند إتاحة الفرصة المناسبة وطرح أسئلة غاضبة تشكك في مصداقية شيلا وقال لها: هل ذهبت إلى إرتريا لتعرفي الحقائق ؟ هل وقفت بنفسك على حياة الناس هناك وأكمل الهواء الساخن.

السيدة شيلا قالت بهدوء ودون أن تستجيب لإثارته السالبة   وبدت متمالكة واثقة قالت : النظام الأرتري ظل يمنع زيارتها إلى أرتريا وظلت تتكرر بالطلب كل ستة أشهر ويكرر هو الرفض.

فكيف تريدنا أن نعرف من قريب ما يجري في البلد وأكدت أن لديها من الأدلة ما يكفي لإدانة النظام الأرتري بانتهاك حقوق الإنسان وتعمدت السيدة شيلا أن تفوت التشويش  حرصاً منها على  إكمال برنامج الفعاليات ولهذا تجاهلت الإطالة في الرد عليه والدفاع عن تقريرها كما تجاهلت التحري معه لتعرف هل هو هقدفي أو لا ؟  بل  أن البيان الختامي أكد أ فرصة المشاركة في المؤتمر كانت متاحة للنظام ولمعارضيه.

الجلسة انتهت بهدوء لكن المشاركين خرجوا بانطباع أن هذا الشخص مزروع في المؤتمر من طرف النظام الأرتري  

انفض الناس في استراحة مأذون بها فتكونت مجموعات تعارف وحديث أنس لطيف على فقرة هامش الجلسات الرسمية

لوحظ أن العنصر ينشط في تتبع مشاهد وتوثيق ها بالفيديو والصور مركزا على أشخاص مخصوصين وكانت هذه حركة مريبة تنبه لها  الحاضرون لكنه تمكن من التوثيق بالقدر الكبير دون أن يعترض عليه أحد

انتهى زمن الاستراحة فعاد الناس إلى القاعة لمواصلة الفعاليات

وصل ضمن الآخرين الشخص المشبوه فأخذ موقعه عندما جلس الناس في مقاعدهم ، بهدوء أتت شرطة رسمية فاقتادت من بين الحاضرين الشخص المستهدف فخرجوا  به من  القاعة إلى سيارات كانت تنتظرهم في الخارج فاختفى .

لم يصرح في الجلسة ولا ما بعد الجلسة عن هوية الشخص ولا عن مقاصده بالتصوير والتوثيق ولا بطرحه السؤال المشكك في مصداقية التقرير

تحدث أكثر من طرف أن الشرطة جردت الشخص من الكمرة ومن الصور والتوثيق الذي قام به خلال الجلسة الأولى

وفي الختام يمكن التأكيد أن ما  قد اتخذ من إجراءات تحوطية  لمنع عناصر النظام من  التشكيك والتشويش   كان بالإمكان خداعها وكان بالإمكان أن تنجح محاولات التوثيق والاختراق المشبوه ومع ذلك نجحت الإدارة في حسم الموقف لصالح استمرار ونجاح الفعاليات .

ولعل إدارة المؤتمر أدركت بعد إخراج العنصر المشبوه  أهمية الاحتياطات الضرورية  بصفة أشد فمنعت التصوير بأي وسيلة إلا التوثيق الرسمي  حيث بإمكانها أن تتحكم في إدارة التوثيق وتحظر عليه من النشر إلا بالقدر المناسب

وقد كررت إدارة المؤتمر أنها حريصة  على حماية  الشهود ولهذا ترى من مهامها إرسال رسالة مطمئنة لكل الضحايا أن يتواصلوا وأن يدلوا بشهادات على النحو الذي  تحدث فيه من شهادة للضحايا الثلاث : ( فيلمون ، تمرتطا ، حياة ) وعلى الرغم من أنهم ما كان عندهم مانع للحديث للإعلام حسب المصدر المطلع  والتقاط صور لهم  وكانت الإدارة حريصة على  عدم التشهير بهم وإذاعة حديثهم في وسائل الإعلام حماية لهم وتشجيعا لأمثالهم المشاركة بشهاداتهم .

سألت ” زينا ”  أحد المشاركين عن جدوى مشاركة النظام في مثل هذه  المناشط التي تدبر ضده فقال :

إن النظام الأرتري  في صراع دائم مع شعبه ومع معارضيه فهو يدخل هذه الفعاليات للتشكيك عليها كما يجتهد لإرهاب النشطين عبر توثيق صورهم وكلماتهم المعارضة  كما أنه يسعى أن ينفرد بتقرير إيجابي أمام المنظمات  الدولية التي تطلب من كل دولة تقارير عن حقوق الإنسان – ( الاستعراض الدولي الشامل )  – والإصلاحات  التي  بذلتها تجاه الوطن والمواطنين وهو أكيد أنه لن يكتب اعترافات تدينه ولهذا يؤكد المعارض الأرتري المشارك في المناسبة  أن على المنظمات المشاركة في المناسبة وغيرها  أن تجتهد في رفع تقرير مضاد يكشف الحقيقة ويحمي المصادر  وإن على الأشخاص الذين مروا بتجارب قاسية مع النظام أن يدلوا بشهاداتهم الصريحة ولا خوف عليهم من ملاحقة النظام لأن الجهة الراعية للملف تتعهد بتوفير الحماية اللازمة للشهود .

 

 

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى