تقارير

مثقفون وناشطون يتحدثون عبر ” زينا ” عن نضالات حواء أرتريا قديمًا وحديثاً

يكفي أن ترسل الثورة شخصًا رسولاً إلى القرية للإشعار أن في الوادي ضيوفًا من الثورة ويخبر بالعدد التقريبي ، والضيف هذا ينزل في كل الأوقات التي يختارها هو لاعتبارات أمنية وحسب ما تقتضيها ظروفه لا ظروف مضيفيه . قد يطرق القرية بعدد ضخم في ليلة شديدة الظلام موحشة ، وشديدة البرد قارسة . نعم ويستقبل بترحاب فهو مزعج محبب  ولغة الهمس تغني لإدارة الموقف وإنجاز المهمة

وهذه ” مطحن mathan ” تفتح فاها لتستقبل حبات الذرة ، وهذه ” مدت   meddat ” تقدم لها التعزيز المناسب والمراد بالأولى صخرة مسطحة شبه مستطيلة مستوية يعجز عن حملها شخص والأخرى حجر صغير ملأ الكفين ، الأولى توضع فوقها حبات ذرة  حفنة حفنة  ويمرر الآخر بقبضة اليدين فوق الحبات لينتج عن العملية  ” الطحين ” مسحوقاً،  وإذا خلط بالماء صار عجينا  ، ليتحول إلى ” قدر ” أو ” كلع kalea ”  وهو وعاء من فخار  لصنع انتاج طعام شهي  بمساهمة عصيدة من كل بيت حتى يفي  بمقدار ما يكفي جيشاً كاملاً  ، تفعل ذلك دون أن تهمل:

 واجبات البيت

 ولا واجب الطفل المحمول فوق ظهرها  

 أو الجنين الثقيل في بطنها

 أو إدارة  صغار يزاحمونها لاعبين أو راضعين أو ملحين في مطالب مباحة

 وهو من إنجازات حواء النضال والثورة ،  وهذا المشهد على قساوته كان ممتعا لنساء أرتريا كلهن سعيدات به مستعذبات  قبل التحاقهن لحمل السلاح ، ومقارعة العدو وجهاً لوجه ،

 نعم إنها تدربت مثل الرجال ، وقارعت مثل الرجال  ،  وتحملت المشاق مثل الرجال ، وساقتها قدماها فوق الجبال والصحاري  والبراري المخيفة ،  كان يصب فوق رأسها المطر غير الراحم ، وتسقط فوق رأسها الشمس الحارقة ،  وتعيش مع هوام الأرض ليل نهار ، والرصاص أو الألغام تنتظرها هنا وهناك ، والشهادة تتوقعها بكرة وعشية 

نعم  قد تأتي الشهادة إلى بعضهن بالتقسيط  ، يقطع اليوم عضو فتودعه مبتسمة  وتواصل،  ثم غدًا عضو وتواصل ،  مقبلة غير مدبرة  وتواصل ،  ومضت صابرة حتى تحرر الوطن عن قبضة المستعمر ،  فماذا يقول في ذكرى يومها العالمي الناشطون الأرتريون؟

هذه المساحة خصصناها لحواء ارتريا  فقد تواصلت ” زينا ” مع عدد من المثقفين النشطين تطلب منهم كلمات تذكر مآثر حواء أرتريا بمناسب مرور يوم المرأة العالمي وأرسلت إليهم ما كتبه الشاعر خالد الذكر ، عطر السيرة أحمد شوقي – رحمه الله –   في تفضيل المرأة على الرجل وفيما يلي التفاصيل   

  • أ. أحمد شوقي يعدد فضائل المرأة على الرجل فيقول :

       الحرف بمحدوديته ذكر

واللغة بشمولها أنثى

والحب بضيق مساحته ذكر

والمحبة بسموها أنثى

والسجن بضيق مساحته ذكر

والحرية بفضائها أنثى

والبرد بلسعته ذكر

والحرارة بدفئها أنثى

والجهل بكل خيباته ذكر

والمعرفة بعمقها أنثى

والفقر بكل معاناته ذكر

والرفاهية بدلالها أنثى

والجحيم بناره ذكر

والجنة بنعيمها أنثى

والظلم بوحشيته ذكر

والعدالة بميزاتها أنثى

والتخلف برجعيته ذكر

والحضارة برقيها أنثى

والمرض بذله ذكر

والصحة بعافيتها أنثى

والموت بحقيقته ذكر

والحياة بألوأنها أنثى

والشمس في عليائها أنثى

وكلُّ الطيبات بنات..

فأتت مشاركات مشكورة تشيد بالمرأة الأرترية عبر تاريخها النضالي الطويل وعبر مواصلتها للمسيرة حاليا  و” زينا ” تنشرها حسب وصولها إلينا :

أ.نجاة إسماعيل ( رئيسة الاتحاد  الإسلامي  للمرأة الأرترية)  : حواء أرتريا طموحة فاعلة وتسعى لترداد القمم أكثر

كانت من قبل ولا تزال حواء ارتريا في الصدارة تبذل المعروف في العمل العام ، وفي كل ألوان الطيف السياسي النضالي يوجد حضور قوي وفاعل وعلى سبيل المثال نجد  في الاتحاد الإسلامي للمرأة الأرترية أخوات مثقفات خريجات الجامعة وما فوق الجامعة ويتقلدن مواقع قيادية عالية د.آمونة عبد القادر نائبة الأمين العام للاتحاد  ، والمهندسة آمال إدريس حمدي والباحثة الاجتماعية أميرة حسن من مؤسسي الاتحاد الرائدات الأوائل  وغيرهن كثيرات  –  وهما من رائدات العمل العام المهموم بقضايا المرأة الأرترية تثقيفاً وتنمية وتطويرًا  من أجل تمكينها لتكون شريكًا حقيقيًا في المجتمع الذي قد يعيق نشاطها وطموحها بسبب التقاليد أو سبب جور السلطان الذي يعاني منه الوطن العزيز حالياً-  ..عاشت حواء ارتريا بنضالاتها المشروعة ونبارك لها طموحها الكبير لترتاد القمم السامقات فهي الآن وفي الماضي حاضرة فاعلة .

والاتحاد الإسلامي للمرأة الأرترية كيان يضم أعضاء من النساء والطالبات والفتيات فهو كيان جامع له فروع في مختلف دول العالم حيث يوجد الأرتريون  وينشط على قدر امكانياته لكنه طموح كشأن كل الكيانات النسوية الأرترية العاملة في الساحة ، التحية لهن جميعا  بداية من جيل الرعيل الأول أمثال نسريت كرار وآمنة ملكين والعقد الفريد ومروراً بالجيل الحاضر وانتهاء بجيل الغد المأمول  وهن الفاعلات المؤثرات في مختلف الميادين وندعوهن لمواصلة  النضال والثبات فيه والابداع والتضحية لأن المسافة بعيدة بين ما حققناه وبين ما يريده منا المجتمع من آمال عريضة.وفي الختام لا انسي أن أشيد بجهود أخواتي العاملات في الاتحاد الإسلامي للمرأة الأرترية قيادة وعضوية لما يبذلنه من جهود كبيرة على الرغم من التضييق الأمني عليهن والمتاعب الاجتماعية والاقتصادية فهن قائمات على ثغرة كبيرة كان الله معهن موقفا مثيباً معيناً

  • أ . موسى حسن ( ناشط شبابي مقيم في ألمانيا) : المرأة باختصار هي أرتريا

يمر عليها الثامن من مارس من كل عام وهي كالجبال شامخة صابرة محتسبة إلى الله بعد فقدها الأب والزوج والأخ والعم والخال قبل الاستقلال والأبناء فيما بعد الاستقلال وهي التي تسأل أرتريا هل اكتفيت وتجاوبها هل من مزيد . المرأة الإرترية ايقونة الصبر العالمي تحتفل بيومها وحيدة بعد أن كانت مملكتها عامرة بمن تحب ناضلت وتظل تناضل من أجل بلادها ومجتمعها فهي الأم والطبيبة والمهندسة والعاملة والجندية الباسلة والثائرة في الجبال العالية . فخرنا بهذه المرأة لا حدود له بل أحيانًا يتخطى المنطق لأنها باختصار هي أرتريا .

  • أ. مكة إسماعيل ( ناشطة حقوقية أرترية )  :

 يا أغنى  إنسان قناعةً وايمانًا أتذكرك وقد نَسَيَكِ كثيرون !!

واذا أخذنا كلام شوقي  الأول في  مكان الثاني تجد الأول لا وجد له غير الثاني أو سبب وجود التأنيث هو المذكر .

أما عن صبر  المرأة الأرترية 

تقصير  مع الحروف التي تخونني للكتابة عن حواء أرتريا  لمعاناتها التي يصعب التعبير عنها ولكن ….

عصرتك المحن وانهالت عليك المعاناة 

فلم تنعصري ولم تنكسري.. ولم تيأسي.

يا أمي،

يا ابنتي،

يا أختي،

اسمحي لي أن أتذكرك فقد نَسِيَكِ  كثيرون..

يا صابرة يا طاهرة

يا أغنى  إنسان قناعةً وايمانًا

 بما كتب من الرزق من ربك .

الصامدة .. المكافحة أحسدك علي              

تراب الوطن الذي يعفر وجهك كسحب تعانق وجه القمر

  • أ . حسين أكيلي ( من قادة المعارضة العفرية الأرترية) :

ناضلت المرأة العفرية قبل الاستقلال ولا تزال تناضل ضد النظام الآن

مشاركة المرأة الأرترية لأخيها الرجل في النضال من أجل الاستقلال أمر لا ينكره إلا جاهل بتاريخ النضال الأرتري من أجل الاستقلال والحرية والانعتاق .فحواء أرتريا شاركت أخاها الرجل في ساحات الشرف فالتاريخ الأرتري حافل ومليء بأسماء الشهيدات الباسلات. اللاتي قدمن أرواحهن فداء لاستقلال هذا الوطن وكرامة الإنسان فيه ومن منا لم يَتَغَن بالمواقف البطولية للمناضلات الطاهرات ( الم مسفن)  و( سعدية) …إن حواء الأرترية المناضلة عانت وقاست الأمرين فهي جندية تحمل السلاح في صفوف الثورة وهي الممرضة التي تضمد الالآم للجرحى من الثوار وهي التي تعد طعامهم وتوزع المناشير هي مخبرة للثوار هي معلمة ومربية وأم وأخت للثوار هي من قدمت أفواجاً من الأبناء للانضمام في صفوف الثورة وكان للمرأة  العفرية الأرترية شرف المشاركة في صفوف الثورة الأرترية وقد ضربت أروع الأمثلة في الدفاع عن ما آمنت به من مباديء سامية .    والمشاركات من نساء دنكاليا في صفوف الثورة الأرترية كثيرات ونذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر المناضلة أراعس والمناضلة عائشة علي والمناضلة عائشة حلو وغيرهن كثر

فهنيئا لحواء الارترية الثائرة  ام الثوار واخت الثوار .

ومن قائمة المناضلات ضد النظام بعد الاستقلال نذكر المناضلة العفرية منصورة راجي

وهي من أبناء دنكاليا وهي  الآن تعتبر من النساء المناضلات القلائل اللاتي حملن على عاتقهن مسؤولية الدفاع عن حقوق أمتها فهي حقوقية من الطراز الأول وناشطة سياسية وكانت ضمن المناضلات القلائل اللاتي حملن السلاح في صفوف المقاومة

?

وهناك أيضًا المناضلة عائشة قعص والمناضلة خميسي أبوبكر والمناضلة حسنة عيسى  وهن ناشطات وسياسيات ينشطن في الساحة حاليا

  • أ. المناضل سليمان هندي ( بريطانيا) : مايحتاج   إنها  الأم  والأخت والزوجة  ورفيقة السلاح وثلث الجيش الارتري

أما  ثلث  الجيش فهذه حقيقي 

مثلا إذ كانت الفصيلة  مكونة من ٢٠  مقاتل   و ١٠  من  المقاتلات  في  الجيش الشعبي  .

في ثورتنا  كان جيشان  .

الجيش الشعبي  و جيش التحرير  .  

وفضلت  الجيش الارتري   لأنه  كله للثورة

  • أ. الروائي الأرتري محمد عبد الفتاح ( إيطاليا ) : النظام ينتهك حقوق المرأة الأرترية

مر يوم المرأة وكل بلد يحتفل بطريقته الخاصة من اهداء ازهار الميموسة رمز الأنوثة والقوة إلى الاعتراف بمكاسب سياسية واجتماعية للمرأة.

 و المرأة الإرترية  التي ناضلت جنبًا إلى جنب مع الرجل لتحرير إريتريا في ظروف قاسية جدًا وتحدي لنظرة المجتمع .

  اليوم تجد نفسها أمام تحديين :

 تحريرها من عادات المجتمع البالية

 وحرياتها التي قيدها  النظام الحاكم .

أمام كل هذه المعيقات والتحديات من غير المنطقي    أن يكون هذا اليوم يومًا للرقص والاكل كما عودنا النظام  الحاكم وغرس فينا هذه الثقافة  عبر وسائل التواصل أو في صالات الرقص في اوروبا.

 لا يمكن أن نغض النظر عن الانتهاكات الواضحة للمرأة الأرترية في مخيمات اللاجئين أو في سجون النظام وأوكار تجار البشر في ليبيا  

 دون وضع أي برنامج أو أهداف مستقبلية يمكن أن نصل إليها  لتحسين وضع المرأة

 لذا ندعو كل الناشطين والمؤسسات المدنية بالتوعية واعتبار هذا اليوم فرصة للنقاش والتقييم للأهداف المرجوة والمكتسبة .

التحية المرأة الارترية

  1. د.إدريس جميل ( بريطانيا ) :

برزت المرأة الإرترية  في عهد الثورة  ولعبت أدوارًا حيوية  بكل قوة وشجاعة  في مختلف هياكل الثورة . فدائية مثل سعدية تسفو  و هي تعتبر أول امرأة  تقوم بعملية  فدائية في تاريخ الثورة الإرترية عام 1969م رغم صغر سنها أنذاك . وجندية وممرضة وقيادية  مثل نسريت كرار  وآمنة ملكين وادحنت عندو وحليمة عتيل  وفنانة تلهب مشاعر الناس للالتحاق بالثورة  مثل  محرت زرئ يوهنس ،  ومقاتلة  وإدارية مثل  عائشة محمود  وحرقو  ولد قرقيس وأعداد كبيرة أخرى منهن  في مختلف هياكل الثورة الإرترية بشقيها  حبهة التحرير الإرترية والجبهة الشعبية لتحرير إرتريا.

و خلال العقود الثلاثة الماضية هناك تحسن للمرأة الإرترية  بإحرازها تقدما ملحوظا في السلم التعليمي  والذي ظهر آثار اسهاماتها  في مختلف مجالات الحياة ، فهناك  أعداد مقدرة منهن   طبيبات ومهندسات  وصيادلة  وفي التخصصات  الأخرى .

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى