مخاوف من وأد خفي وقاسي لمظاهرات أسمرا عقب اعتقال الشيخ موسى ..وزير التعليم يؤكد على أهمية لغة الأم
محلل سياسي معارض يدعو الشعب الأرتري عامة والمسلمين خاصة في الداخل لمناصرة الشيخ موسى ومدرسة الضياء
تعيش العاصمة الأرترية أسمرا حالة من التوتر بين السلطات الأرترية وأنصار مدرسة الضياء الإسلامية التي اعتقلت السلطات مدير إدارتها الشيخ التسعيني موسى محمد نور عقب وقوفه الصامد في مواجهة قرار مصادرة ومنع تدريس التربية الإسلامية وإلغاء الاحتفاء بالمظاهر الإسلامية بالمدرسة من الفصل بين الطلاب والطالبات في مقاعد الدراسة وإلزام الطالبات بالحجاب الإسلامي
المظاهرات الجديدة تعد الأقوى من نوعها في بلد لا يجيز الاحتجاج السلمي ولا التعبير عن الرأي
استدعى النظام قوات نظامية لقمع المظاهرة وقد نقل ناشطون مقاطع فيديو لمتظاهرين يتعرضون لإطلاق نار
تأتي هذه الأنباء في أجواء مخيفة تتذكر مظاهرات مشابهة قام بها محتجون وقد واجهها النظام بقمع غير راحم حتى لو أتت من فئة المعاقين الباحثين عن تحسين أوضاع معيشية لا اختلاف دين ولا رغبة في تقاسم سلطة وثروة
مظاهرات أسمرا فرصة تدعو جميع المظلومين أن يقفوا معها مؤازرين مثل منسوبي المعاهد الإسلامية في كل من كرن وجندع ومنصورة وصنعفي وأفعبت … المدن التي تم اعتقال معلميها ومصادرة مناهجهم ومدارسهم لصالح المنهج الحكومي الذي لا مكان للدين فيه والخلق القويم واللغة العربية
مظاهرة أسمرا فرصة حقيقية لاستنهاض الهمم وإشعال نار المقومة في الداخل وكلمة الشيخ موسى هي الوقود الحقيقي والزاد لاشعال ثورة داخلية حتى لو كانت مطلبية تسعى أن تحقق بعض مقاصد المسلمين في حماية دينهم ومؤسساته التعليمية والتربوية والدعوية
التي كانت قائمة أيام الاستعمار فكان مستغربًا أن تعاديها حكومة أرترية أتت لحماية الوطن والمواطن ونصرته وحريته وأمنه العقدي والمعيشي والتنموي
أحداث المواجهات في أسمرا لم يتعرض لها حتى الآن إعلام النظام الأرتري إلا ما أذاعه التلفزيون في نص كائد يثير تهمة الإرهاب وابن لادن وأفغانستان والمجاهدين خلال تسعينات القرن الماضي .. ولعله أتى لتبرير مبطن لما يقوم به من الاعتداء على مدرسة الضياء الإسلامية التي كانت صامدة خلال فترة العشرين سنة الماضية على الرغم من محاولات تأميمها
ويأتي خطاب وزير التعليم سمري رأسوم للدفعة 31 من طلاب الخدمة الوطنية في سمنار خاص أقيم خلال الفترة 28 – 29 من شهر أكتوبر 2017م في أجواء أحداث أسمرا المتوترة وهو يؤكد في حديثه على أهمية التعليم بلغة الأم وهو الطرح الذي ظل يرفضه المسلمون في ارتريا ومدارسهم العربية الإسلامية لكونه أتى معادياً لرغبة الشعب ومخالفا لمصالحه الدينية والتاريخية
وكعادة النظام لم يتطرق الوزير رأسوم في الأوضاع المتوترة بين وزارته والمسلمين في أسمرا أنصار مدرسة الضياء الإسلامي .
محلل سياسي معارض تواصلت معه ” زينا ” لا يستبعد أن يلجأ النظام إلى استعمال القمع القاسي في مواجهة المتظاهرين فهو قد فعل ذلك مع كل معارضيه العسكريين والمدنيين والسياسيين بعد أن حاصر صوتهم المعارض إعلامياً . وأبدى المحلل السياسي تخوفه من أن تكون هذه الغضبة الشعبية في أسمرا ذريعة للانتقام من المسلمين على النحو الذي حدث لانتفاضة علي حجاي عام 2013م
ولهذا يؤكد المحلل المعارض أن الوسيلة الأهم لحماية منسوبي مدرسة الضياء الإسلامية من انتقام النظام منهم في وضع مخفي غير مرئي للإعلام الخارجي هو :
1 – أن تقوم المعاهد الدينية ومؤسساتها والدعاة والعلماء في كل المدن الأرترية بالوقوف المناصر لمدرسة الضياء فهذه فرصة تاريخية مهمة يجب استثمارها
2 – المطالبة السلمية بالإفراج عن كل المعتقلين تطرق أبواب أعلى جهة بالبلاد
3 – المطالبة أن ترفع السلطات الأرترية يدها عن التعليم الديني بنوعيه الإسلامي والمسيحي
4 – التواصل مع الإعلام الخارجي لإيجاد غطاء تأمين للمساعي السلمية.
وأشاد المعارض السياسي في حديثه لزينا بما بذل من توثيق مهم لخطاب الشيخ المعتقل موسي محمد نور الذي ضاعف من وتيرة المواجهة مع النظام لتكون علنية بعد أن كانت سرية منذ سنوات وأكد أن أكثر من ربع قرن صمت المواطنون صمتا لم يحمهم من اعتداءات النظام عليهم على كل حرماتهم وأعراضهم وأموالهم وذرياتهم ومعلميهم ومعاهدهم ولهذا وجب رفع الصوت عاليا بالاحتجاج والمطالبة بالحق وتقديم التضحيات.
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم