مدينة ” شعب ” تذكر النظام بمذبحة إثيوبيا لمواطنيها وتؤكد أن الجرم غير قابل للنسيان
إن كان نظام أسياس افورقي سلم نفسه إلى إثيوبيا فإن الشعب الأرتري ما زال يتذكر آلامه والنار لم تنطفئ والجراح لم تندمل قبل تحقيق الاستقلال التام وإعادة الحقوق إلى الوطن والمواطنين ومحاكمة المجرمين الأحياء منهم والأموات .
هذه روايات خالدة توثق لواحد من الأحداث المؤلمة توثقها بالصوت والصورة والدموع الغزيرات
تقول المشاهد الناطقة فيما معناه :
أم الولدين تقول ( المشهد الأول ) :
أتت إلينا إثيوبيا فتركنا أموالنا وبيوتنا وهربنا من وجهها إلى الغابات ، أرسلوا إلينا طائرة هيلي كبتر ” ( مروحية عسكرية مقاتلة ) ” فأمطرتنا رصاصًا ، فأحرقت كل شيء في المدينة ، أدركونا هناك والمشهد كان مريعا ، قتلوا شخصًا أمامنا فانتظر دورنا لكن الله نجانا .. كل ذلك كان ثمنا للنضال.
المشهد الثاني :
امطرت إثيوبيا المدينة بالرصاص وتم تجميع المواطنين في مقام واحد قسرًا ثم تم دهستهم الدبابات الجائرة التي تكررت عليهم ذهابًا وإيابًا – ترسم بيدها حركة الدبابات على التراب – حتى مزقت أجسامهم وذهبت أرواحهم المظلومة إلى الله شاكية إنها مدينة شعب بإقليم سمهر
الطفل الصغير يشهد المذبحة ويحكي جانبا مما شاهده.وكان مصابا في يده وعينه
مشهد فتى يتحدث عن الحدث وقد شاهده
امرأة تتحدث عن أنها تركت كل شيء حليها – وتعدده – من الذهب هربت بأولادها فقط وكل شيء احترق
حتى البهائم قتل بعضها وأكل الجيش الإثيوبي البعض الآخر
المشهد الأخير امرأة ترثي شعراً باكية ضحاي المأساة
وتذكر أن الموت والقتل شمل الكبار والصغار والشباب وكل شيء
معلومة :
تعرضت مدينة شعب لعدة مرات من القتل والإحراق والنهب والتشريد بينها بتاريخ 12 مايو عام 1988 م حيث قتل الجيش الإثيوبي ما يصل إلى 400 مواطن بين الكبار والصغار والنساء والرجال وكان القتل شنيعا لا تقبله النفوس الكريمة حتى لو كانت مخاصمة إذ تم دهس المواطنين وهم الأحياء بعد جمعهم في مكان واحد بدبابات تكررت فوق أجسامهم ذهابًا وإياباً .
ما نسيناك يا (شعب ) حتى لو ذهب نظام أفورقي إلى إثيوبيا منكسراً
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم