مريض يرفض الحقنة الكبيرة
بينما أنا في المستشفى أستقبل المرضى ، وأتحاور معهم لمعرفة الأعراض وتصنيف الحالة المرضية التي تأتي تبحث عن العلاج وهذه الخطوة الأولى للعلاج .
أتى مريض سكري وهو مشخص الحالة أي أن حالته مألوفة عنده وعند الطبيب والعلاج كذلك مألوف محدد.
الرجل في الأربعينات من عمره وتضاعف معه المرض حتى تم بتر رجله ويأخذ الآن مسكنات و أدوية تمنع الالتهابات
قمت بتحضير الدواء ، والمريض ينظر باستصغار ، وهو متضايق ، يريد طبيبا كبير السن خبير،
تجاهلت تقييمه لحالي ، حضرت الدواء وأتيت إليه وأنا جاهزة ، قلت :
مد يدك ؟
مدها وهو منقبض مطاوع كارهاً
أرسلت الحقنة إليه عاجلا حتى تسرب الدواء إلى جسمه دون أن يكمل المريض التوقعات السالبة لأدائي .
شاهدت انبساط أسارير وجهه عندما علم أني أكملت المهمة وانصرفت غير مكترثة بوضعه النفسي في حالتي الانقباض أو الانبساط .
ضمن الجرعات المقررة للمريض حقنة كبيرة 20 سم
أتيت للجرعة التالية وحضرت كما يجب، تعاظم التخوف لديه من طبيبة متدربة وحقنة كبيرة
بادرني بسؤال خائف : أين ستعطيني هذه الحقنة الكبيرة ؟
قلت مازحة : في العضل ، جاريت تخوفه هذه المرة .
فاستنكر أكثر ، وتهيأ للرفض .وقال : هذا مستحيل. ولا أريدها .
قال أبوه : أحرجتني يا رجل .وعاب عليه أن يهرب من حقنة وهو جاء من أجل الدواء.
المريض كان متضايقا جدا من شكل الحقنة وضخامة حجمها .
طمأنته : نعطيكها عبر الفراشة التي في يدك يا أستاذ .
تنفس برضى وأدرك أن الفراشة التي في اليد على الرغم من أنها جسم غريب يضايق لكنها مفيدة لها مهام عظيمة يعرفها الطبيب .
مد يده إلي برضى واستسلام وابتسم مسروراً عندما انساب الدواء إلى جسمه عبر الفراشة .
سرني أنه جهر بالدعاء الجميل .
مريض يرفض الحقنة الكبيرة