مصادر استخبارية: الإمارات تشكل تحالفاً عسكرياً في القرن الإفريقي
صحيفة الشرق تكتب بقلم عبدالحميد قطب :
بعد طردها من جيبوتي والصومال وتمركزها في قواعد إريترية:
-
أبوظبي تتخذ من أمن البحر الأحمر غطاء لمخططاتها ضد قطر وتركيا
-
الإمارات تستغل التحالف مع السعودية ومصر لخدمة أطماعها التوسعية
-
موقف أبوظبي في المنطقة مرتبط بقلقها من الديمقراطية وصعود الإسلامي
-
الإمارات تقيم قواعدها البحرية في المنطقة بغطاء إسرائيلي أمريكي
-
واشنطن تستخدم أبوظبي أداة لتنفيذ أجنداتها في إفريقيا
-
الإمارات أرسلت 300 مرتزق كولومبي للقتال في اليمن
أكدت مصادر استخبارية موثوقة سعي الإمارات بالتنسيق مع حليفتها السعودية لتشكيل قوة عسكرية من عدة دول بغرض خدمة أطماعها التوسعية في منطقة القرن الإفريقي.
وذكرت المصادر أن الإمارات اقترحت تشكيل قوة عسكرية ضمن تحالف يضم إلى جانبها كلاً من مصر وإثيوبيا وإريتريا والسعودية تكون معنية في الأساس بأمن منطقة البحر الأحمر. وبحسب المصادر فإن مشاورات تجري بين الدول المذكورة بشأن مقترح الإمارات وسط مخاوف من تداعيات الخطوة وتهور أبو ظبي لاستغلالها بمزيد من المؤامرات.
وقد دخلت الإمارات منطقة القرن الإفريقي منذ أكثر من عشر سنوات مدفوعة من جهة رغبتها في خدمة أطماعها التوسعية في القرن الإفريقي، والتصدي للدور التنموي الذي تلعبه كل من قطر وتركيا في المنطقة، وإفشال المشاريع القطرية والتركية التنموية. ومن جهة أخرى برغبتها في أن تلعب دورًا في اقتصاد إثيوبيا الذي يحقق نموًا.
وترى المصادر أن الإمارات حريصة على تشكيل هذا التحالف بعد أن طردتها كل من جيبوتي والصومال من أراضيهما، وفي المقابل تعزيز علاقتها بكل من إثيوبيا وإريتريا، خاصة أنها تمتلك في الأخيرة قاعدة عسكرية تستخدمها في الحرب في اليمن.
إستراتيجية جديدة:
وتؤكد المصادر أن التحالف العسكري الجديد يأتي ضمن خطة وضعها دونالد يوكيو ياماموتو مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الافريقية بالتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية، الذي خلص إلى صياغة استراتيجية جديدة تقوم على عدة اعتبارات، أهمها تخفيض النفقات العسكرية التي تتبناها إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وتهدئة الأوضاع في القرن الافريقي، واعتبار الصين وروسيا بمثابة أبرز الدول التي تشكّل خطرًا على واشنطن، وليس فقط خطر الإرهاب في المنطقة. وكان أحد تفسيرات هذا التوجه زيارة ياماماتو إريتريا في إبريل الماضي، على الرغم من العزلة الدولية عليها، وسعي واشنطن إلى إعادة دمجها في الإقليم، كونها أحد الأماكن المناسبة لإقامة قاعدة عسكرية أمريكية بديلة عن قاعدة جيبوتي.
وكشفت المصادر أن واشنطن تعتمد على بعض دول الخليج خصوصًا الإمارات في تنفيذ خططها ومقارباتها في المنطقة.
قوات اماراتية في الجنوب اليمني:
استبعاد جيبوتي
ويرى المراقبون أن هذا التحالف جاء نتيجة لتوافق المصالح الإثيوبية والإماراتية والأمريكية على ضرورة السيطرة على القرن الافريقي، لكنها تختلف في نطاقها وشمولها واجندات كل طرف، فواشنطن وأبوظبي تعملان على استبعاد جيبوتي، في حين تسعى أديس أبابا إلى دمجها، تقديرًا لوقوفها بجانبها خلال الحرب ضد إريتريا (1998-2000)، ناهيك عن أن ميناء جيبوتي كان المتنفس الوحيد لها في تلك الفترة حتى وقت قريب.
ويخلص المراقبون إلى أن هناك أجندة أمريكية إماراتية وراء هندسة هذه التسوية عبر إثيوبيا التي تعد بمثابة الذراع التنفيذي، في المقابل يؤكد آخرون أن إصرار أبي أحمد على ضرورة دمج جيبوتي يكشف عن بعد نظره الذي طال السودان أيضا، عبر توطيد العلاقات معها في شتى المجالات، خصوصا الأمنية والاقتصادية، حتى لا يفهم السودان أن تقارب الغريميْن، أسمرة وأديس أبابا، سيكون على حسابه، خصوصا أن الخرطوم كانت متحالفةً مع الأخيرة ضد الأولى.
غطاء إسرائيلي أمريكي:
من جهة ثانية، أكد مصدر جيبوتي مطلع لـ”الشرق” أن الإمارات تخطط لبناء المزيد من القواعد البحرية والعسكرية في المنطقة، بالتنسيق مع الرياض والقاهرة وبغطاء إسرائيلي أمريكي، بهدف التحكم في المنطقة والتصدي للوجود القطري التركي، ولخدمة المصالح الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة.
وقال المصدر إن أفعال الإمارات في المنطقة تدل على أن لديها أطماعاً استعمارية، خاصة أن لديها تواجدًا عسكرياً في شرق أفريقيا، حيث أقامت أبوظبي قاعدةً عسكرية في إريتريا، وبدأت في إنشاء قاعدةٍ أخرى في ميناء بربرة في جمهورية أرض الصومال “صوماليلاند” الانفصالية (غير المعترف بها)، وفي ليبيا تدعم الإمارات قائد ما يعرف بعملية الكرامة التي يقودها خليفة حفتر، بالتعاون مع مصر، وبوجود دور فرنسي، في ثلاثية تقوم على المال الإماراتي والسلاح الفرنسي والمقاتل المصري، وكل ما سلف يؤكد وجود أطماع وطموح لدى صانع القرار الإماراتي لتشكيل إمبراطورية في المنطقة الممتدة من سواحل ليبيا إلى القرن الإفريقي.
ذروة العداء الإماراتي:
واعتبر المصدر أن الموقف الإماراتي في المنطقة مرتبط بقلقها من الديمقراطية وصعود التيار الاسلامي، حيث ترى أن الديمقراطية إذا اجتمعت مع الإسلاميين فيكون نقطة التقائهما هي محل ذروة العداء الإماراتي، مثلما حدث مع الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
تصريحات قرقاش:
وأكد المصدر أن تصريحات أنور قرقاش التي أطلقها في لندن يوليو الماضي، وأعلن فيها عن الدور المرتقب الجديد لبلاده في منطقة الشرق الأوسط والقرن الإفريقي، يكشف تخطيط الإمارات وسعيها لتشكيل وقيادة تحالفات عسكرية لتنفيذ اجنداتها، وتوسيع نفوذها الإقليمي عبر وسائل سياسية وعسكرية واستخباراتية ومالية، في منطقة الشرق الأوسط والقرن الإفريقي، خاصة أن هذه التصريحات التي أطلقها قرقاش ترافقت مع إعلان الإمارات مد الخدمة العسكرية الإلزامية إلى 16 شهراً بعد أن كانت لمدة عام واحد.
مليشيات ومرتزقة:
وأوضح المصدر أن أبوظبي تجنِّد أبناء القبائل العربية في تشاد والنيجر، للزجِّ بهم في حروبها، ولكن يظل المرتزقة الكولومبيون هم المفضلون بالنسبة للجيش الإماراتي، وفقاً لما كشفه ضابطان سابقان وخبير أمني بأن الإمارات أرسلت سراً نحو 300 من المرتزقة الكولومبيين، للقتال نيابة عن جيشها في اليمن، مؤكداً أن خبرة الجنود الكولومبيين السابقين في قتال المليشيات اليسارية شجعت الإمارات على الاستعانة بهم، نظراً لقلة خبرة جيشها نسبياً.
المصدر :
مصادر-استخبارية-الإمارات-تشكل-تحالفا-عسكريا-في-القرن-الإفريقي
https://www.al-sharq.com/article/30/09/2018
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم