مطالبة كاتب كويتي شهير باعتذار رئيسة إثيوبيا الجديدة عن جرائم بلادها في أرتريا
طالب الكاتب الكويتي صديق القضية الأرترية الأستاذ يوسف عبد الرحمن طالب إثيوبيا بالاعتذار للشعب الأرتري مثل ما فعل كثير من العظماء في التاريخ عن جرائم تحتفظ بها ذاكرة الشعوب في سيرهم
إنه موقف شريف لم تقفه المعارضة الأرترية ولا النظام الحاكم في أرتريا فكل منهم يتعايش مع إثيوبيا دون أن تعترف بجرائمها ضد الشعب الأرتري ودون أن تقدم اعتذارًا ولا تعويضات .
أتى مقال الأستاذ يوسف عبد الرحمن تحت عنوان :
هل تفعلها.. «ساهلي زويدي»؟ وهذا نصه :
لا أحب أن أكتب في السياسة!
كن ثمة سببا مهما يجعلني أكتب رسالتي هذه إلى الرئيسة الاثيوبية الجديدة ساهلي زويدي التي نالت ثقة البرلمان الاثيوبي والمدعومة من رئيس وزرائها أبي أحمد الذي أكن له كل احترام وتقدير، خاصة بعد أن عرض توجهاته الإصلاحية مؤخرا!
ما يعجبني في شخصية الرئيسة أنها خريجة الجامعة الفرنسية مونبلييه وأيضا تتحدث 3 لغات: الإنجليزية والفرنسية والأمهرية، وهي ابنة وزارة الخارجية، فلقد عملت سفيرة في أكثر من بلد ولها مناصب اعتبارية في الأمم المتحدة.
إنني كمواطن عربي أفخر بأن (أميري) هو قائد الإنسانية والكويت اليوم (عاصمة) العمل الإنساني على مستوى العالم وشعبي هو الشعب الوحيد في العالم العربي (المتسامح)، فلقد قبلنا باعتذار العراق عما قام به صدام وزمرته وعفونا عن (دول الضد) وتعاملنا بكل جدية وحيادية وشفافية وفق (مصالحنا) فلا عداوة (دائمة) وإنما هناك (مصالح وعلاقات) واعتذارات!
شخصية الرئيسة الاثيوبية لافتة للنظر وتجعلك تحترم تاريخها الوظيفي وإنجازاتها، وأنا متابع لنجاحاتها التي تجعلني (آمل) أن تتقدم مع رئيس وزرائها أبي أحمد، وكلاهما مرشحان، بالاعتذار (للشعب الاريتري) عن فترة الاحتلال الاثيوبي (رسميا) وهذه ستكون (خطوة حضارية) من اثيوبيا تجاه دولة اريتريا التي هي أحوج ما تكون لهذا الاعتذار في هذه الفترة المظلمة!
ما يعزز رغبتي هو التوجه الاثيوبي الجديد الذي تقوده الرئيسة الجديدة (ساهلي زويدي) والتي تعهدت بالعمل من أجل تعزيز قيم السلام ونبذ العنف وإعلاء قيم السلام!
وما يدعم أملي ومقترحي هو (حراك) رئيس مجلس الوزراء (أبي أحمد) الذي مضى قدما للمصالحة الوطنية بين مختلف توجهات الشعب الاثيوبي ورتب (اثيوبيا) من الداخل وانتقل إلى الخارج وقاد مصالحات مع اريتريا والسودان وجيبوتي وكينيا ومصر في محاولة إصلاحية لاقت استحسان شعبه والدول المجاورة في القرن الافريقي!
٭ ومضة: الاعتذارات بين الدول (أمر مشروع) وله سابقات موثقة في المحافل الدولية والاعتذار سياسة القوي الفاعل المعترف بذنبه أمام شعوب العالم والمعتذر عما بدر من دولته من تجاوزات!
– كلنا نذكر المستشار الألماني ويلي برانت الذي زار پولندا وجثا على ركبتيه أمام النصب التذكاري لضحايا انتفاضة وارسو 1943 واعتبر أنه اعتذار (عملي) غير منطوق، وهذا ما يفعله كل الناس الذين تخونهم الكلمات!
– الرئيس الأميركي أوباما قدم اعتذارا للشعب الياباني في عام 2016 عن حادثة هيروشيما النووية!
– اعتذار الحكومات العراقية للكويت أميرا وشعبا عما لحق بها من الاحتلال الصدامي الغاشم.
– اعتذار ألمانيا عن الحقبة الهتلرية الغازية.
– اعتذار رئيس وزراء أستراليا للسكان الأصليين في أستراليا عما لحق بهم من ضرر، وبهذا نال تأييد أكبر حزبين رئيسيين له في البرلمان.
– اعتذار اليابان لنساء كوريا عن تسخيرهن كبغايا طيلة فترة الحرب.
٭ آخر الكلام: اليوم اثيوبيا تقدم نفسها كدولة حضارية تقودها امرأة وتحتل فيها النساء نصف عدد الوزارات، والاعتذار عن هذا الخطأ التاريخي يُدخلكم التاريخ من أوسع الأبواب!
٭ زبدة الحچي: التاريخ لا يرحم، وصفحاته مليئة بصور مؤلمة من الاحتلال الاثيوبي لإريتريا!
من يكتبون التاريخ ويراجعونه يعلمون تماما أن اريتريا (ظُلمت) بالفيدرالية مع اثيوبيا من عام 1952 الى عام 1958 ثم أعلنت اثيوبيا ضم إرتريا اليها في عام 1962 وأن الشعب الاريتري قاوم ورفض هذا الاتحاد الذي طُبق بالقوة من على ظهر دبابة ومدفع في (احتلال غاشم) مرفوض رغم أن اثيوبيا أطلقت عليه شعار «لن نفترق» وظل الشعب الاريتري يلعن هيلاسيلاسي، وهيلي مريام منغستو!
وأكبر دليل قدمه الشعب الاريتري على رفضه العدوان والاحتلال الاثيوبي (ثورة عواتي) في الستينيات وقيادته الكفاح المسلح وسقوط مئات الآلاف من مواكب الشهداء في سبيل استرداد الحقوق والتحرير، خاصة أن هناك آلافا من الأجيال الاريترية الواعدة لا تعرف ماذا جرى في القرن الماضي لدولتهم اريتريا وشعبها الباسل الذي هزم الاحتلال!
٭ النصيحة: أن تكمل اثيوبيا كل خطواتها الإصلاحية بالاعتذار لاريتريا وشعبها عن فترة (الاحتلال) لأنه ملف مليء بالآلام والضحايا والعدوان، والاعتذار يفتح شبابيك الأمل بعودة العلاقات على أسس جديدة وصحيحة تجسِّد السلام، فهل ستفعلها فخامة الرئيسة ساهلي زويدي؟
وهل يدفع رئيس وزرائها (الدينامو) عملية إصلاحاته بالاعتذار التاريخي؟
أتمنى كعربي من الكويت أن أرى هذه المصالحة والاعتذار والتفاهم، خاصة أن الاعتذار من شيم الأقوياء!
وشعب اريتريا الصابر المسالم اليوم يستحق (الاعتذار) ولا يملك إلا الانتظار ليشعر بالحياة الواعدة في استشراف المستقبل الواعد بإذن الله.
صديق القضية الأرترية المخلص أ. يوسف عبدالرحمن
المرجع : https://www.alanba.com.kw/kottab/youssuf-abdulrahman
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم
بارك الله فيك أخي في الله يوسف عبدالرحمن … وحفظك الله من كل سوء