يتجاوز عمره 65 عاما نحيل الجسم ، جلد على عظم ، يرقد في السرير الأبيض يتأوه من الألم، جاء يبحث عن الدواء.
حان وقت أخذ الجرعة من الدواء المقرر حسب ملف المريض وأنا المكلفة لمتابعته أتيته للقيام بالواجب ، ومددت يدي إلى يده لتفحص موطن الحقنة نفض يدي ،وضم يده إلى صدره ، رافضا مطاوعتي قلت له : حان وقت الدواء يا عمو . قال : لا أريد أن تتعلمي الطب في عمك ، أنا جئت أبحث العافية ولست مجسما للتدريب!
وعبر عن غضب شديد أخبرت مسؤولة القسم وأنا حريصة أن يتناول المريض الدواء في الوقت المناسب أتت إلينا المسؤولة وأخذت تلاطفه وتحييه وتكثر الابتسامة في وجهه ، رضي عنها لأنها كبيرة السن ، وكانت تتردد إليه سابقا تتفقد أحواله ،
ولهذا ألفها وسكن قلبه لها في هذه اللحظات وهي تجري الحوار الهادي الفضولي معه غير الموضوعي مثل ) بيت وين ،؟ وأهلك وين؟ وجيت متين ؟،( كانت قد استلمت يده اليمني وأكملت البحث عن الوريد ثم أشارت إلي للقيام بالواجب
وكنت جاهزة ولهذا طعنته بالحقنة سريعا وودعته بابتسامة
تقيمه الجديد لعملي اختلف عن تقييمه القديم ، فقد اطمأن أن الطبيب الجديد قد يكون مثل الطبيب القديم لأن مصدر المهنة واحد والأخلاق أٌقسام والخبرة مع المرضى تعطي قيمة إضافية لصاحب المهنة فالمريض الذي يتضايق من أسلوب طبيبه حتى لو ذهب عنه السقم حقيقة سوف يخرج من المستشفى وهو لا يحس بالعافية ولهذا تجد كثيرا من المرضى يزكون هذا الطبيب ويقدحون في ذلك الطبيب والتخصص واحد بين الطبيبين والوصفة العلاجية واحدة ،
ولهذا يؤكد العلم والدين أن الأخلاق الطيبة لدى الطبيب تغرس الود بينه وبين المريض فتتولد الثقة بين الطرفين وهي ربح الطبيب الماهر