ملفات المعتقلين

من سيرة عميد المعتقلين القاضي محمد مرانت فك الله أسره وأسر جميع المعتقلين

في كل العالم للبلاء حدود ينتهي إليه، إلا في أرتريا في ظل نظام أفورقي ، ألا يستحي ، ؟

أي قلب يحمل هذا النظام ؟ ما أقساك !

نفترض أنك تسجن خصمك  خوفاً من منافسة أصيل لغريب فَلِمَ الخوف الدائم ممن تحت قيودك القاسية مكبلاً؟ لم لم تخبر أين السجين ؟وأين السجن؟ على الأقل لتسجيل زيارة له وتواصل معه

ستة وعشرون عاماً وشهر مدة تزيد عن ربع قرن كلها آلام قاتلة ،يمضيها السجين القاضي محمد مرانت وتجرع أهله المرارات وهو مغيب على يد سلطان الزمان والمكان،لا أثر يرى ، ولا خبر يسمع ، ولا جريرة تذكر ، ولا حي يزار ، ولا ميت يودع إلى المقابر بصلاة ودعاء ، والشعب الذي يتوقع أن يطالب بحق المغيب يشغل بنفسه، يكابد البلاء القاسي  ، كل واحد يقول : نفسي! نفسي ! في  أي زمن نحن ،؟ وأي حكم نعايش؟،

 تذكر سير فرعون ا لذي ادعى الإلوهية أنه كان يحاور موسى ويهدد بالصلب والقتل واستحياء النساء أما فرعون أرتريا فلا حوار، ولا تهديد ولا إعلان خصوم لا أحياء ولا أموات ، وإنما ينتهج القتل الصامت ، ويجبر الناس على الصمت الذليل فاستوي لدينا في الصمت السجين الغائب والشهيد الحي .

كتب الأستاذ  عبد الرحمن مرانت عن والده  :

 من أوائل معتقلي الرأي والضمير في إرتريا،  تم اعتقاله بعد التحرير مباشرة في 17/07/1991م إنه القاضي محمد مرانت من مواليد قرية حطاط ، إحدى قرى بيجوك الواقعة على ضفاف وادي عنسبا [15 كلم شمال مدينة كرن]. تلقى تعليمه في المعهد الديني بكرن {المعروف بمعهد جامع} ، ثم عمل معلماً بنفس المعهد في الفترة من عام 1970 وحتى 1985 . ثم عمل بعد ذلك في القضاء الشرعي في كل من مدينة أغردات ، ثم قندع وأخيرا في كرن إلى أن جاء التحرير لتخرج إرتريا من الاحتلال الإثيوبي وتدخل نفق حكم الدكتاتور إسياس، المظلم. تم اعتقال الأستاذ محمد مرانت من قبل عصابة الدكتاتور إسياس بدون توجيه أي تهم وما زال مغيبا كغيره من المعتقلين من بعده، في معتقلات الدكتاتور ولا أحد يعرف عنه خبرا. فرج الله عنهم أجمعين.

وجاء في صفحة الأخ :  Nafee Konfata  ( حديث مفصل عن المعتقل القاضي محمد مرانت بمناسبة  ( ذكرى يوم المعتقل الارتري :  .

وبدون مقدمات لأن كلماتنا مهما تنمقت لن تبلغ قامته السامقة وروحه الوثابة المفعم بالحيوية ثاقب الرؤيا عميد الأسرى الإرتريين الأستاذ والقاضي والخطيب المفوه : محمد مرانت نصور
ولد الأستاذ محمد في كميل وهنالك مصادر في النت تقول إنه ولد في (حطاك ) وكلها مناطق متجاورة بمنطقة عنسبا في حوالي العام 1940م
وتتكون أسرته الصغيرة من ستة من البنات والبنين .
أنا حقيقة في الكتابات الإستقصائية أحب أن أكتب نقلا عن من عاصرو وحضرو الأحداث ولكن قدري مساء الأمس قادني الى النت لأتأكد من بعض الأشياء فدهشت عندما وجدت كل أو لنقل جل الذين عملوا مع الأستاذ محمد مرانت أثناء العمل السري للثورة ( جبهة التحرير الإرترية ) داخل مدينة كرن هم الآن في السجن وهم من أعيان المدينة وأغنيائها والبعض منهم كهول ؟ بذلوا من وقتهم ومالهم وخاطروا بكل ما يملكون من أجل القضية .

الدراسة :
درس الأستاذ محمد مرانت في مدرسة وازنتت وبعدها دخل إلى كرن وإلتحق بالمعهد الكبير ( معهد عنسبا ) وكان مبرزاً ومتميزاً منذ بداية عهدة بالدراسة وعندما دخل إلى مدينة كرن كون شبكة واسعة من العلاقات العامة من كل فئات المجتمع وجند لصفوف الجبهة مجاميع كبيرة ومؤثرة وحتى مدرسيه وأعيان المدينة وبعد أن نال حظاً من التعليم صار مدرساً بالمعهد ، وعمل في سلك القضاء في كل من أغوردات ، وقندع

تجربة سجن متكررة

وعهده بالسجن قديم فقد سجن ثلاث مرات تباعاً وهي : 1969م – 1973م ثم ثالثة الأثافي وقاصمة الظهر في 17/07/1991م أي بعد دخول الجبهة الشعبية مدينة كرن فقط ب شهر وثلاثة وعشرون يوماً ، والغريب أنه في المرتين اللتين سجن فيهما في عهد الإستعمار حوكم وكان يزار خصوصاً بعد التحقيق معه ومحاكمته ، ولكن في عهد الحرية لا أحد حتى اليوم يدري ماهي التهمة الموجهة إليه وماهو الحكم الذي صدر بحقه وأين هو الآن؟ !!!
وسنذكر هنا أسباب السجن في المرتين السابقين وما صاحب هذين الحدثين :
الأولى :
في صبيحة إحدى الأيام من العام 1969م كان هو وأخوه المناضل الشيخ / إبراهيم حمد هزام أمد الله في عمره في وداع أختهم مكة أمير رحمة الله عليها ، وكان الإثيوبيون يعلمون أن محمد مرانت يعمل مع جبهة التحرير ولكن لم يكن لديهم دليل إدانتة فكانوا يتربصون به ، صعد الشيخ محمد إبراهيم وودع أخته مكة ثم نزل من البص وبعده صعد محمد ليودع أخته وكان الجاسوس يراقبهم خفية وإسمه ( أبرها ألولا ) وهنا لمح الجاسوس وصل به ختم في جيب جلابية محمد ، وفي رواية لعبد الرحمن محمد مرانت قرأتها في النت يقول أنه كان خطاب قدمت به مكة أمير من قرية حطاط بضواحي مدينة كرن ورأي الجاسوس الخطاب عند إستلامه من أخته فهم بالصعود للبص وعندما فطن محمد لحركته

وعلم مصدر الخطر ودليل إدانته أدخل الخطاب في فمه ومضغه وعندما تداعى الكوماندوس مع الجاسوس كان الخطاب وصل إلى معدة الشيخ محمد مرانت حتى أن أحدهم أدخل يده في فم الشيخ فقام الشيخ بسحق يده عضاً فتجمعوا عليه وضربوه وسحلوه ولكنه تمكن من إتلاف الدليل تماماً ، سجن وقدم إلى محاكمة وحكم عليه ما بين 6 إلى 7 سنوات.

الثانية :
كانت وشاية حيث تم القبض على عنصر من أعضاء الجبهة وسوف نتحاشى ذكر الأسامي لحساسية الموضوع ، وبعد القسوة عليه في التحقيق إعترف بأن معه الشيخ محمد مرانت وصديق عمره إدريس آدم وتم القبض عليهم وقد أطلق سراح زميله قبله بجهود مضنية بذلتها زوجته وتابعت القضية في كل مكان وباعت كل ما تملك حتى حليها ومما ساعدها كذالك أنها كانت تجيد اللغة الأمهرية.

           مواقف بطولية :
ومن مواقفه البطولية أنه جند مجموعة كبيرة من بنات كرن ومن ضمنهن زوجته المناضلة الجسورة خديجة باشاي رحمة الله عليها ، وكن هؤلاء الفتيات يذهبت للإحتطاب في ضواحي مدينة كرن وكان محمد ينسق معهن حيث يلتقين في الخلاء بالمناضلين الذين يقومون بتفكيك السلاح قطعة قطعة ويضعون بداخل كل كومة حطب قطعة منه وعندما يصلن إلى كرن يقوم المناضل محمد مرانت بإستلام القطع ويتم تجميعها لإستعمالها في العمليات الفدائية داخل مدينة كرن لتصفية الجواسيس والعملاء

ومن مواقفه البطلولية أنه عندما تم إعتقال الشيخ / إبراهيم حمد هزام والتهمة هي هي الإنضمام إلى الشفتا جند محمد شخص لمتابعة وتقصي موقع السجن الذي يوجد به شيخ إبراهيم وكان هذا الشخص في هيئة متسول يمد يديه يسأل الناس المساعدة وتمتد عينيه لتساعد مرانت في معرفة مصير أخيه ورفيق دربه إبراهيم حمد هزام وبالفعل تمكن الشخص من معرفة مكان الإعتقال عندما لمحه عند نقله من السجن الذي كان به إلى سجن آخر عند مدخل مدينة كرن عند المثلث وللذين يعرفون كرن بجوار منزل عثمان زيد ، وكان سيحقق معه غداة اليوم الذي نقل فيه وتقصى محمد وعرف من هو المحقق الذي سوف يحقق معهم وكان إسمه : يوهنس ، ذهب إليه محمد في جنح ليل وأغراه بالمال حتى يعرف نتيجة التحقيق وطلب منه التعاون في إخلاء سبيله هو ورفاقه حيث كان قد سجن معه مجموعة من أعضاء خلايا الجبهة ، وعرف محمد من يوهانس أن إبراهيم قد أنكر أي صلة له بالشفتا وقال له أن موقفه سليم ووصاه بأن يخبروه أن يثبت في موقفه ، فقال له محمد أخبره أنت فرد يوهانس انا عدوه وإذا نصحته سوف يعتبره إستدراج ويرتاب ويغير رأيه ، ومحمد لا يستطيع أن يقترب من السجن لأنه مسجون سابق وموضع شك … هنا جاء دور المناضلة الجسورة خديجة باشاي رحمة الله عليها ذهبت لزيارة شيخ إبراهيم في محبسه وكان محمد أعطاها ورقة صغيرة كتب فيها وصيته لإبراهيم هزام أن يثبت في أقواله وضعت بنت باشاي رحمة الله عليها الورقة بعد أن برمتها على شكل سعفة صغيرة بين إصبعها والخاتم وعند الزيارة صافحت شيخ إبراهيم وأزلقت الورقة في يده ، إحتفظ شيخ إبراهيم بالورقة حتى نهاية الزيارة وعندما أمن من الأعين فتحها وعرف محتواها وثبت في أقواله ، وكان محمد يزور يوهانس ويعرف منه آخر التطورات وبما أنه قبض الثمن أخبر محمد أن كل المعتقلين سوف يفرج عنهم تباعاً ومن ضمنهم شيخ إبراهيم هزام وفعلاً أفرج عنه بعد أن حكم عليه بثمانية أشهر وكان يزار خلاله

قاصمة الظهر :
دخلت جحافل الشعبية مدينة كرن وكان من أوائل من إعتقلوهم بعد دخول المدينة الشيخ محمد مرانت نصور في يوم 17/07/1991م وبحلول شهر يوليو المقبل يكون الشيخ قد أمضى في السحن ربع قرن من الزمان !!!
لا يعرف له مكان ولم يقدم إلى محكمة سواء كانت عادلة أو غير ذالك ؟
وهذه صفحة حالكة السواد والكل يعرف حال المعتقلين في هذه الحقبة الزمنية المأزومة من تاريخ أمتنا المناضلة ولأنه عند الشدائد تعرف معادن البشر ولأنه من الطبيعي أن يكون من نسل هذا الأسد وأمثاله أشبال أفذاذ شامخين صامدين جبال لا تهزهم ريح صقلتهم المحن وعلمتهم المآسي ونضجت جلودهم وعقولهم عندما خرجوا وهم أطفال ليحملوا هم ومسئولية من هم أصغر منهم في غياب ربان سفينة البيت الذي ضحى من أجل قضية آمن بها وهي قضية التنوير والتعليم والإنعتاق من ربقة المستعمر البغيض ترك من خلفه ذرية ضعاف بمقاييس ما معهم من حطام الدنيا أغنياء بتعففهم وعزيمتهم وإرادتهم الصلبة .
وهنا أريد أن أورد موقف واحد فقط وهو أن رفيقة دربه وزوجته توفيت وهو في السجن ، وكان في بداية أيام الإعتقال يزار وكانت تزوره رحمة الله عليها مع أطفالها وكانت أول زيارة بعد وفاتها وهو لا يدري أنها فارقت دنيانا الفانية .
جهزت إبنته الكبرى للزيارة وأخذت معها أختها وفي الطريق تاثرت الصغرى وبكت فعنفتها وأمرتها بالرجوع قائلة لها يكفيه ما فيه لا يجب أن يعرف ذالك على الأقل الآن وذهبت لزيارة أبيها لوحدها

وكما توقعت سألها أين خديجة ؟؟؟ وساقت له عدة أسباب وتبادلت معه الحديث وروحت عنه وكأن شيئ لم يحدث أي قوة هذه وأي إيمان وأي شعور بمسئولية لأنها الآن تقوم بمقام الأم والأب خصوصاً بعد سفر عبد الرحمن للتسلح بالعلم في الأزهر الشريف ثم الجامعة الأسلامية العالمية بماليزيا.
هذه أنثى تركت مع أطفال لا معيل لهم سجن أبوها وتوفيت أمها تزور أباها في محبسه ولا تذرف دمعة أمامه حباً له وحرصاً عليه ؟؟؟ !!!
هذه هي نسائنا … نحن أمة الجبارين
أرفع القبعة لكي إحتراماً وتقديراً أم هديل أيها المناضلة الصنديدة أبنة المناضل الجسور إبنة المناضلة الوفية …
الأستاذ / محمد مرانت نصور أدعو الله لك بالفرج القريب إن كنت في دنيانا الفانية
ونم هانئا قرير العين إن كان غير ذالك …
ولا نامت أعين الجبناء …

حديث أ.عبد الرحمن مرانت عن أبيه :

في مقابلة منشورة  في مدونة الشيخ محمد جمعة أبو الرشيد قال نجل القاضي المعتقل الأستاذ عبد الرحمن محمد مرانت مجيبا على سؤال ضمن أسئلة المقابلة :

سؤال: أستاذ عبدالرّحمن مرانت القارئ عرف عن سجن الشيخ القائد فى عام 1969 والسجن الثانى عام 1973…. والآن بقت قصة السجن الثالث والاختفاء عام 1991… هل لك أن تذكر لنا حيثيات الاعتقال ومكانه وأين كنت حيين الاعتقال؟
عبدالرّحمن مرانت: تم اعتقاله في 17ـ7ـ1991 من البيت الذي كنا نسكن فيه (حلة جامع) بعد صلاة المغرب. حضر إلى البيت جنديين (رجل وامرأة) طرقوا الباب وفتحت لهم أختي وطلبوا منها أن تخبر الوالد بأن يخرج إليهم، فطلبت منهم الإنتظار، حيث كان يصلى صلاة المغرب، وبعد أن فرغ من صلاته خرج إليهم واقتادوه مشياً على الأقدام إلى سجن قريب من فورتو بمدينة كرن، ومكث فيه عشرة أشهر، حيث تم خلالها الافراج عن معظم المعتقلين، وكان غالبيتهم من أتباع فكرة الحكم الذاتي ومجموعات “وطا جبا”(1) وهم من الثوار الذين كانو يسلّمون أنفسهم للعدو.
و بقي في هذا السجن صابراً محتسبا يقوم بأداء رسالته ويمارس دوره في الدعوة والإصلاح فكان يأم المسلمين في الصلاة ولأنّنا منعنا من زيارته كنّا نمرّ من أمام السّجن ربّما نكحل أعيننا برؤيته، وحصل ما تمنّيناه فأكرمنا الله برؤيته من بعيد يوم صلاة العيد فى عام 1992م، حيث صلى صلاة العيد بالمعتقلين في ذالك السجن في الساحة أمام السجن تحت حراسة مشددة وكنا نشاهدهم من بعيد من الشوارع المجاورة فكان خطيبهم وإمامهم .
وبعدها تمّ نقله إلى سجن آخر بعد عشرة أشهر، وتحديداً في صباح يوم 14 أبريل 1992م ذلك الصباح الحزين حيث أصبحت فيه مدينة كرن البيضاء (كرن طعدا) حزينة لاعتقال خيرة أبنائها من الدعاة الذين استبشرت بهم كرن وكل المدن الإرترية حيث قاموا في فترة وجيزة بافتتاح مزيد من المعاهد ودور تحفيظ القرآن الكريم وكانوا بصدد افتتاح جامعة وداخليات ولكن أبت نفس النّافذين الطائفين فى تنظيم (الجبهة الشعبية) إلا أن تواصل حربها الممنهجة على كل وطني غيور بصفة عامة وعلى المسلمين بصفة خاصة.
وفي تلك الليلة القاتمة تم اقتياد ثمانية من الدعاة في مدينة كرن إلى سجن (كارشلي) في العاصمة ( أسمرا) وتم نقل والدي معهم في نفس السجن. وفي الأيام التي تلت ذهب الأهالي لزيارة أبنائهم لكنهم فوجئو بأنه لا يسمح لهم بالمقابلة ولكن بإمكانهم أن يتواصلوا برسائل قصيرة باللغة التجرينية تمر عبر ضباط السجن ويرسلوا لهم بعض الاحتياجات . وطلب الشباب المعتقلون من ذويهم أن يحضروا لهم بعض الكتب فبدأت رحلة أمهات الكتب من كرن إلى أسمرا كتب التفاسير (ابن كثير، الجلالين، في ظلال القرآن ….الخ) وغيرها من أمهات الكتب ولكن تم منع دخولها بعد أسبوعين ولا ندري ماذا صنعوا بالكتب التي وقعت في يدهم قبل قرار المنع هل تم تمزيقها وإحراقها إم الاحتفاظ بها و مصادرتها.
وقبيل الحرب الإرترية الإثيوبية الأخيرة تم إخفائهم ولا نعرف عنهم شيئا. علماً بأن هذه المجموعة التي كنا نعرف مكان اعتقالهم أما بقية المعتقلين من بعدهم فكان يتم اخفائهم في أول يوم. وهنا أود لفت الانتباه أن الجبهة الشعبية كانت تتوقع رد فعل قوي من جماهير منطقة عنسبا تجاه تلك الاعتقالات لما عرف عنهم من النضال والمثابرة والمواجهة المباشرة والغير مباشرة . فبدؤو اعتقالاتهم بحذر شديد فكانت مجموعة 1992مكانها معروف ولكن عندما تبين لهم بأن اعتقال هؤلاء مر بكل هدوء ودون أي ردود أفعال من الجماهير وخاصة جماهير عنسبا بعد سنتين، وتحديداً بتاريخ: 24/12/1994م قامت هذه العصابة المتطرفة والمتسلطة بحملات تغييب وإعتقالات واسعة شملت معظم المدن الإرترية دون أدنى امتعاض ورفض شعبي، وهذا مايقودنا للتسأءل هل هذا الشعب البطل الذى أخرج الدرق وهو يجر أزيال الهزيمة ليس بتفوق في العدد والعدة، وانما بقوة الإيمان والإرادة هو نفس الشعب الذي تزله عصابة الشعبية للظلم والدكتاتورية تفعل ما تشاء فى البلاد والعباد!!!!
سؤال: أستاذ (مرانت) الحرب الأخيرة تقصد بها حرب عام 1998 وحتى 2000 كيف عرفتم أنّ اخفائهم كان بعد الحرب الإثيوبية الأخيرة؟ وفى أىّ تاريخ بالتحديد ؟
عبدالرّحمن مرانت: تلك من متابعاتنا الخاصة أنّ النّظام وفى لحظة إنشغال الرّأى العام والشّعب بالحرب قام بإخفاء هؤلاء الأسرى فى الظّلام. كما أنه قام بالقضاء على كثير من الأمور التي كانت استعصت عليه فقام بإغلاق الكثير من المعاهد والمدارس التي رفض أصحابها إغلاقها قبل الحرب.
سؤال: متى كان آخر تواصل بينك وبين الوالد ؟
آخر تواصل بيني وبين والدي كان في أكتوبر 1994 ، كان عبر رسالة خطية بالتجرينية (حيث لم يكن يسمح بغيرها من اللغات الإرترية) وبتوقيعه . مرفق طيه نسخة مع ترجمتها للعربية. ( عن مدونة الشيخ الكريم أبو الرشيد محمد جمعة )

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى