مهرجان الإلهاء والتسول بالدوحة يسجل عجزا ماليا يقدر 85 % من التكلفة الكلية
أسئلة عاصفة في السمنار عن قمع المظاهرة أجبرت السفير على التجاوز والامتعاض
إجابات السفير كانت تكرارا بطيئا لإجابات وزير الإعلام وأمين تنظيم الحزب الحاكم
إجراءات صارمة لمنع تصوير السمنار الختامي إخفاء للفشل الذريع
تصديقا لتوقعات وكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” ابتلع النظام الأرتري خسارة مادية ومعنوية كبيرة بالدوحة فمن خمسة عشر ألف أرتري يقيمون بدولة قطر لم يشارك في المهرجان سوى بضعة أفراد في عشاء الاستقبال وما يقدر بأربعين فردًا شاركوا في السمنار والمقاعد الخالية في صالة ” ريجنسي ” الفاخرة والتقرير المالي يشهدان بفشل الليلة الراقصة وهذه تفاصيل ختامية .للحدث الفاشل :
إن مهرجان التسول والإلهاء الذي أقامته سفارة النظام الإرتري في الدوحة لم يحضر السمنار السياسي الذي أقيم مساء السبت 25/11/2017 م سوى 40 شخصًا خاطبهم السفير نفسه في ظل غياب شخصية رفيعة المستوى كعادة النظام ليقتات في مثل هذه المناسبات.
فقد حاول السفير – وبجانبه في المنصة القنصل الجديد والمترجم – تجاوز الأسئلة المحرجة وإخفاء الامتعاض الذي يشعر به من مقاطعة الجمهور وغياب قيادة النظام فقد اعتمد مضطرا الرد بإجابات أقل ما توصف به أنها تكرار بالبطيء لما صرح به وزير إعلام النظام في تغريداته وأمين الجبهة الشعبية الأمين محمد سعيد للجالية في السعودية.
ورد إلى السفير أسئلة عاصفة من الحضور كان أشدها وقعاً :
لماذا واجه النظام مظاهرة طلابية بالرصاص الحي ؟ رد عليها السفير بأنه مستغرب من تضخيم حدث صغير لم يستغرق أربع ساعات فقط لحسمه. وأجاب سريعا على سؤال: لماذا يؤجر النظام موانئ وأراضي أرتريا للدول المختلفة ويتحالف مع دول شقيقة ضد أخرى؟ فكان الرد عائما بين عدم التفريط على السيادة وادعاء حماية الأمن القومي وبمصالح عليا للبلد.
وتأكيدًا لتوقعات ” زينا” بمقاطعة الجمهور لفعاليات المهرجان كانت الحصيلة تسجيل أعلى معدل من الخسائر المالية والسياسية خلال ثلاثة أيام من الفشل المتواصل.
فقد اتضح أن العجز المالي وصل إلى 85% لأول مرة نتيجة لمقاطعة الجمهور وانخفاض الدخل إلى أقل من 20000 ر.ق في حين أن التكاليف قد تجاوزت حدود 140000 ر.ق شاملة الصالة المستأجرة للحفل الراقص وخيمة المعرض التراثي في مقر السفارة وأيضا عشاء الاستقبال وغداء الوداع للفرقة الفنية القادمة من أسمرا التي من المقرر أن تغادر يوم غد الاثنين عائدة خاوية خائبة
وقد تواصلت” زينا” مع مصدر موثوق عليم لتأكيد الخسائر المالية فأفاد بأن سعة الصالة والكراسي المعدة لعدد 800 إلى 900 شخص كانت الخطة أن يدفع كل شخص مبلغ 100 ر.ق ليصل الإيراد إلى ما يساوي مبلغ 90000 ر.ق أو أقل بقليل كما كان متوقعاً من المنظمين الذين أكدوا مرارًا أن الجمهور المعتاد في السنوات الأخيرة رغم تقلصه إلا أنه لا يقل عن 500 شخص. وليس كما تفاجئوا بالمقاطعة الكبيرة والصادمة جدًا.
وقد أكد مصدر عليم حضر السمنار السياسي أن العنصر الأمني يدعى ” ملوقيتا ” لجأ إلى منع التصوير في السمنار خوفاً من توالي فضيحة إعراض الجمهور التي تناقلها النشطاء المعارضون وظهر في تعامله مع الحضور بنبرة حادة منزعجة تذكر بطريقة تعامل النظام مع المواطنين في أرتريا
ويعد ” ملوقيتا ” مسؤول الأمن الفعلي في السفارة وهو في الأصل السائق الشخصي للسفير.
من جهة أخرى تطور التلاوم بين المنظمين من جهة السفارة أو الجالية أو الجبهة الشعبية أو الشبيبة وكل المسميات وجوه متعددة لجسم واحد يخدم رسالة النظام في الخارج حتى أن رئيس الجالية لم يتمالك نفسه من التعبير في صفحته الفيسبوكية متناقضاً في موقفه الشخصي والجماهيري
حيث نشر صوراً معالجة بالقطع والتكبير بعضها مأخوذ من أعلى وبعضها من أسفل لبعض الراقصين مدعياً نجاح الحفلة ومتهما النشطاء الإرتريين بالكذب وفي نفس الوقت يعلن توقفه عن العمل والكتابة في الشأن العام وافتخاره بذلك الشاب الغيور على مدخل القاعة الذي كان يثبط الجمهور عن المشاركة في الحفل الراقص وقد حصل بينه وبين رئيس الجالية ملاسنات حادة وانتهى الموقف بتدخل وسيط وجه الشاب هاشم م ش بالانصراف من باب القاعة والتوقف عن التثبيط وتأنيب المشاركين.
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم