مواطن أرتري مهدد بالترحيل من سويسرا إلى مجهول وهو مثال لحالات كثيرة معلقة
في حوار مع صحيفة سويسرية اسمها ” blick ” الصادرة بتاريخ 14 ديسمبر الجاري تحدث مهاجر أرتري يدعى شاويت يبلغ من العمر 23 عاما تحدث عن مأساته الأليمة قائلا إنه مهدد بالترحيل من سويسرا وأنه لا يريد العودة إلى وطنه الذي لجأ منه خوفا على حياته ، وأنه لا يعرف أين يتجه مصيره بعد أن رفضت السلطات السويسرية المختصة قبول طلبه فهو معلق مجهول المستقبل .
ذكرت المقابلة أن شاويت قام بإجراءات لتلقى تدريب في مهنة طباخة تخرج وظيفة ” طاهي ” وقد درس اللغة الألمانية يجد واجتهاد ويتعاون معه أعضاء كنيسة تدعم الفقراء المحتاجين تدعى جيش الخلاص .
وقال شاويت إن قصته تبدأ منذ أن هرب من الخدمة العسكرية خوفا من أن يكون مصيره كمصير أخيه الذي جند في الخدمة الإلزامية طويلة الأجل .
قدم طلب شاويت اللجوء إلى سويسرا التي وصلها عبر محطات من المحن مرت بإثيوبيا والسودان وليبيا وإيطاليا ، وقبل أن يبدأ تدريبه المهني كطاهي في أحد مطاعم بيرنيز ، جاء القرار السلبي برفض طلب لجوئه . يحكي شاويت قصة لجوئه فيقول: “أخذوا أخي في الجيش قسرا عندما كان عمره 17 عامًا. حيث يجب أن يذهب كل شخص في إريتريا إلى الخدمة العسكرية الإجبارية في سن مبكر، بقيت أنا وأخواتي الصغيرات، مات والداي عندما كنا أطفالًا. هربت أنا حتى لا يكون مصيري مثل مصير أخي . ذهبت أولاً إلى إثيوبيا ، ثم إلى السودان ، إلى ليبيا ، وأتيت إلى سويسرا عبر إيطاليا قبل خمس سنوات. أحببت هذا البلد على الفور وبعد أربعة أشهر وجدت عملا يتعلق بصيانة الأجهزة الإلكترونية ، عملت هناك لمدة عام ونصف، ثم وجدت وظيفة مع منظمة مسيحية تعتني بالفقراء والمحتاجين بالإضافة إلى ذلك ، درست اللغة الألمانية بجد واجتهاد وحضرت لأول مرة في مدرسة Biel BE لمدة عام ، ثم في السنة العاشرة في Köniz BE. كنت أرغب في الحصول على تدريب مهني مرموق ولكن سبب بطاقة هويتي المؤقتة رفضوا لي أكثر من مرة. واخيرا تحصلت على موافقة من مطعم Landhaus Liebefeld في مدينة (برن) للتدريبي كطاهي EBA وقمت بتوقيع العقد ولكن بعد فترة وجيزة جاء قرار الرفض لطلب اللجوء الذي تقدمت به. أين أذهب الآن لا أدري؟ أنا لا أرجع إلى إرتريا ، حيث السجن والعمل الجبري والتهديد. أنا ليس لدي أي أقارب أذهب إليهم، أنا في موقف صعب جدا الآن، تزاحمني أفكار كثيرة دون فائدة“.
يذكر أن حالة المهاجر الارتري شاويت واحدة من أعداد كبيرة تعيش حالة معلقة في سويسرا لا تجد هوية دائمة ولا تتمكن من الذهاب إلى بلد آخر كما أنه لا تريد العودة إلى بلادها أرتريا بسبب وجود المبرر الذي أجبرها على الهجرة .
المصدر :ترجمة الأستاذ محمد إدريس قنادلا:
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم