م. إ. قنادلا يكتب عن الفقيد د.صالح : نبأ رحيل الحبيب يزيدنا ألماً في الغربة
حسن أن أبدأ بكاي بما قال الشاعر المفجوع لبيد بن ربيعة العامري:
بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِع ** وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ
فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا ** وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ
فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ** َولا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ
وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهلُها ** بِها يَومَ حَلّوها وَغَدواً بَلاقِعُ
وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ ** يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ
وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ ** َولا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ
ليس هناك ألم أشد على المرء من أن يصحو ذات صباح على رسالة في هاتفه تحمل إليه نبأ رحيل حبيبه دون مقدمات أو تمهيد.
كم كان نبأ وفاة الشيخ صالح أحمد الذي كان يتألق نشاطا وحركة فاجعة صادمة, إذ لم تمهله العلة الخاطفة طويلًا، قبل أن أسمع بمرضه صحوت على خبر موته في وسائل التواصل الاجتماعي _ لا كانت – استرجعت مستلما راضيا لقضاء الله وقدره ولكن بين كل لحظة وأخرى يمر على ذاكرتي شريط طويل من ذكريات تلك الأيام الخوالى في دار تحفيظ القرآن الكريم, ومسجد الختمية ومعهد سنكات العلمي الثانوي – البحر الأحمر – وأرض المعسكرات بسوبا – الخرطوم- فتنهمر دموعي بلا صوت, كنت أحاول إخفاءها عن الناس حتى لا الفت نظر من حولي إلا أنها كانت تجد طريقها للعلن تسللا حينما تتأجج نار الذكريات في صدري.
رحلت عنا مودعا دنيانا للأبد ولم يرحل علمك وذكرك الطيب حاضر بيننا يا شيخ صالح فقد تركت فينا غرسًا طيبا فكلماتك الناصحة التي كنت تتحفنا بها في مناسباتنا راسخة في أذهاننا ومنقوشة على قلوبنا,و لن أنسى مفردات شرحك العذب لكتاب ” بلغة السالك على مذهب الإمام مالك” في معهد سنكات العلمي في تلك الحصة اليتيمة التي كنت تأتي إليها من بورتسودان دون كلل ولا ملل وتدخل الفصل إلينا مبتسما ولم تَشْكُ يوما من طول المسافة أوتعب السفر، لعلك كنت تعد العدة ليومك هذا الذي فجعتنا فيه فطب نفسًا وقر عينًا فموت الصالح راحة لنفسه فهذا رسول الله يختار الرفيق الأعلى منشرحاً والصحابة يبكون بألم لموته
قد كنت حضورًا رغم ارتباطاتك وجدول أعمالك المزدحمة في مناسباتنا, وكنا نتيمن بحضورك إليها وافتتاحك لها بذكر الله الحكيم, ولن أنسى ذلك اليوم شديد الحرارة الذي تكبدت فيه المشاق انت ورفيق دربك الشيخ الزاهد الوقور محمود إدريس أبو هوى حفظه الله في مناسبة لشقيقي محمد على فكللت المناسبة على أيديكم بالنجاح ونالت بركة حضوركم ودعواتكم فجزاكم الله عنا خير الجزاء واسكنك الفردوس الأعلى من الجنان وجعل البركة في أولادك وأهلك والعمل الإسلامي بعدك. .
توصية: أخي الكريم أحمد صالح أحسن الله عزاءك وجعل البركة فيك وإخوتك وأخواتك بعد أبيك ,كنا نلتمس العلم والبركة من أبيك واليوم جئنا نلتمس ذلك منك فلا تخيب ظننا وأملنا فيك كبير فكن لنا مثل أبيك خير وارث ، ناصحا ومربيا ومعلما للخير وخذ كتابه بقوة واجلس مجلسه وارفع رايته وهز سيفه وأنت أهل لذلك وفقك الله وشد عضدك وجبر كسرك
أخوك/ محمد ادريس قنادلا – سويسرا
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم