هل صحيح أن أهم ملف يتأبطه أفورقي إلى الخرطوم هو الملف الأمني لا غير وبدعم أجنبي ؟؟
تعيش أرتريا في مأزق كبير اقتصادياً وسياسياً حيث تسود النفرة بين شعبها وسلطانها الذي فرض عليها الحصار حتى لا تستفيد من انفتاح إيجابي إلى دول الجوار كما حظر على شعبها الأنشطة الاقتصادية تطبيقا لسياسة (جوع شعبك حتى لا يقوى على مقاومتك ) وبمناسبة زيارة أسياس أفورقي للسودان طرحت وكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” سؤالا على محلل سياسي ارتري معارض تسأله عن أهداف الزيارة وهل من المتوقع فتح الحدود بين السودان وأرتريا ليكون العبور شرعياً بدلاً اعتماده على التهريب : تهريب السلع وتهريب البشر .فقال : إن أهم ملف يحمله أفورقي إلى السودان هو الملف الأمني حسب توجيهات دول أجنبية داعمة يعتمد عليها افورقي لقمع شعبه تضم هذه الدول الداعمة له دولا خليجية عربية وأجنبية أخرى وهي يهمها محاربة الإسلام والمسلمين تحت تهمة ” الإرهاب ” التي تلصقها على كل العمل الإسلامي والعربي تنظيما كان أم دعوة وثقافة مسالمة وأضاف : إن أسياس أفورقي الذي يحتكر أرتريا ويحارب معاهدها ودعاتها ويسعى إلى تمكين طائفته فيها هو نفسه الذي يصل السودان راغبا أن يجد الدعم المناسب لمحاربة الإسلام والمسلمين تحت ذريعة دعاوي الإرهاب والتطرف فهو يسوءه ويسوء داعميه أن يجد الشعب الأرتري في السودان حرية وأمنا لتعليم لغته العربية والحفاظ على دينه ويربي أبناءه على الخلق القويم
وأوضح المحلل السياسي لوكالة زاجل الأرترية للأبناء : إن الاجتماعات السابقة التي تمت بين السودان وأرتريا باءت بالفشل فلا تزال الحدود مغلقة بين البلدين – على الرغم من التفاؤل السوداني حتى ما قبل عهد الثورة – ولا تزال سفارة أرتريا دون سفير تدار بتعليمات أمنية من أسمرا ، ولا زال البلد يعيش على التهريب من قوت السودان ومع ذلك ليس من أولويات النظام الأرتري الوصول إلى اتفاق دائم وسلم دائم مع السودان لأن مشكلته أمنية مرتبطة بداعميه من الدول الأجنبية على رأسها دول عربية خليجية التي تتولى مهمة محاربة الإسلام والمسلمين تحت عناوين الإرهاب والتطرف وبموجب ذلك تمت مصادرة المعاهد الدينية بمدينة كرن خلال هذا الشهر كما تم اعتقال إدارة ومعلمي مدرسة الضياء في أسمرا أواخر عام 2017م إنه استهداف واضح لهوية أرتريا العربية الإسلامية .
التصريحات الرسمية للزيارة من الطرفين لم تتطرق حتى الآن إلى حقيقة ما يحمله أسياس أفورقي وإنما تبدو فيها أنها للمجاملات فقط فقد نص ( وزير رئاسة مجلس الوزراء عمر بشير مانيس في تصريحات صحفية إن لقاء الرئيس البرهان مع أسياس تناول التشاور والتفاكر حول سبل تطوير العلاقات بين البلدين وبحث أنجع وأنسب السبل والآليات المتاحة لتطوير تلك العلاقات التي تتمتع بها الدولتان اللتان تربطهما أواصر تاريخية وثقافية واجتماعية فضلا عن بحث مجمل القضايا المتداخلة بينهما لجهة أنهما جارتان تربطهما مصالح ومنافع مشتركة . ) والحقيقة لا تزال طي الكتمان على الرغم من إدراك الشعب الأرتري لطبيعة الملف بين النظام الأرتري والنظام السوداني المعزول والعازل إنه ملف أمني محض لا علاقة له بمصالح الشعب الأرتري وتحقيق آماله السياسية والاقتصادية والأمنية ونصح المعارض الأرتري السودان حكومة وشعبا أن يقرأ جيدا تاريخ النظام الأرتري الحاكم في أرتريا وإساءاته المتكررة على الحدود الشرقية السودانية مثل إساءاته على شعبه ووطنه حتى لا يلدغ من جحر مرات .
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم