هل فشلت الأحلام الإثيوبية في الحصول على موانئ أرتريا فرجحت خيار موانئ جيبوتي؟
على الرغم من الرغبة الإثيوبية في التواصل مع دولة أرتريا لإعادة البحرية الإثيوبية إلى سابق عهدها في المواني الأرترية وعلى الرغم من التفاؤل الكبير الذي عززته اتفاقية السلام بين نظامي إثيوبيا وأرتريا فإن واقع العلاقة بين الطرفين لم يشهد تطورا إيجابيا منذ أن أغلق النظام الأرتري الحدود بين البلدين في مفاجئة غير سارة لبناء ونمو علاقة إيجابية بين البلدين
ولهذا كان معقولا أن تغتنم الفرصة دولة جيبوتي لصالحها وكان معقولا أن تلجأ إثيوبيا إلى هذا الخيار الآمن الواثق العاقل البعيد عن التوتر الدائم والغدر المحتمل الذي تنطوي عليه أي اتفاقية مع النظام الأرتري غير الشرعي وغير المأمون .
اختيار إثيوبيا لموانئ جيبوتي يعد خيارا مريحا يساعدها في إيجاد موطئ قدم في البحر الأحمر لنمو اقتصادها وحماية أمنها وقد يكون عامل ضغط على النظام الأرتري لعله يتجاوز ما يضع من عراقيل في بناء علاقات إيجابية مع دولة إثيوبيا حسب محلل أرتري تواصلت معه ” زينا ” أكد أن أرتريا تخسر كل يوم فرصة ثمينة بسبب النظام المتعنت الذي يحرص على حماية عرشه دون اكتراث لمعاناة الشعب الأرتري ودون اكتراث لما عليه من واجب تطور ونمو الوطن .
نشرت صحيفة ” كابيتال ” نقلا عن مصادر في البحرية الإثيوبية أن إثيوبيا قررت أن تكون دولة جيبوتي مقر تمركز قواتها البحرية على أن تكون قيادتها في بحر دار بإقليم الأمهرا
وهي الآن تتهيأ لإكمال الترتيبات اللازمة لهذا التمركز علما أن اتفاقا تم بين آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا وإسماعيل عمر جيلة رئيس دولة جيبوتي خلال زيارة آبي لدولة جيبوتي في شهر أكتوبر الماضي.
المحللون الأرتريون الذين تواصلت معهم ” زينا ” يربطون بين التمركز الإثيوبي في البحر الاحمر وبين توتر علاقتها مع مصر بسبب بناء سد النهضة وإن إثيوبيا حريصة على وجود عسكري بحري لمواجهة أي عدوان محتمل على أراضيها لمنع اكتمال حدث العصر بناء سد النهضة الذي تم الشروع فيه من عام 2012م ولا يزال العمل فيه جاريا رغم الضغوطات التي يتعرض لها من مصر وحلفائها ومن المتوقع أن ينقص من حصة السودان ومصر من مياه النيل كما يتخوف آخرون من مخاطر السد وتهديده لأمن السودان ومصر في حال انهياره لأي سبب محتمل. وذلك لضخامة الكمية المائية التي يحجزها عن العبور الطبيعي والتدفق المألوف .
وأكدت الصحيفة أن فرنسا تأتي ضمن الشركاء الداعمين لإعادة بناء القوات البحرية الإثيوبية التي يتدرب أفراد منها الآن في فرنسا استعدادًا للقيام بالمهمة العملية وهو إجراء من المتوقع أن يزعج المسؤولين المصريين ومن شأنه أن يضيف عقدة جديدة في العلاقة المتوترة بين مصر وإثيوبيا
مما يذكر أن دولة إثيوبيا يربطها مع دولة جيبوتي طريقان بريان معبدان أحدهما في منطقة عفر والآخر في منطقة الصومال الغربي إلى جانب خط سكة حديد حديث وكلها تتكامل في تحقيق المصالح المتبادلة بين شعبي البلدين وقد تم إعادة تأهيل ذلك بشراكة بين الحكومة الإثيوبية وبين دول مانحة يهمها تحقيق مصالح تجارية واستراتيجية مع أكبر دولة أفريقية مساحة وسكانا مع إيغال في التاريخ والحضارة إنها إثيوبيا الواعدة ولأهميتها لم يتخل العالم الغربي أو المنظومة الشرقية الشيوعية عن التواصل معها ودعمها وبناء شراكات معها عبر تاريخها الطويل.
أصل المادة في :
https://www.capitalethiopia.com/featured/djibouti-to-host-ethiopias-navy/
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم