هيلي سلاسي من المرحاض إذلالا ًإلى التمثال إكرامًا…وهذه مواقف حكام إثيوبيا اللاحقين من قضية أرتريا
احتفى الاتحاد الإفريقي في دورته رقم 32 بنصب تمثال لإمبراطور إثيوبيا الهالك هيلي سلاسي في مقر الاتحاد، بحضور ما يصل إلى 40 من القادة الأفارقة ضمتهم القمة التي بدأت فعالياتها الأحد 10 فبراير الجاري وتستمر يومين.وتاتي ضمن أهم موضوعاتها : قضايا الهجرة والنزوح والنزاعات والإرهاب والإدماج الاقتصادي والجواز الأفريقي الموحد والإصلاح المؤسسي للاتحاد وتمويله .
الإمبراطور هيلي سلاسي سوف يستقبل تمثاله كل يوم منسوبي مقر الاتحاد الإفريقي والعاملين فيه وضيوف المناسبات التي تعقد فيه . ومن سيرته أنه كان قد أطاح به انقلاب عسكري بتاريخ 1974م وتم حبسه في قصره لمدة عام وانتهى الأمر به إلى الموت في ظروف غامضة وقد عثر عليه مدفونا في مرحاض القصر الملكي عام 1992م قصر الاستبداد والجبروت – سبحان مغير الأحوال ( وإن ربك بالمرصاد )- الذي كان يحكم فيه مدة اثنين واربعين عاما (1932-1974) وقد أعلن الإعلام الرسمي وفاته عام 1975م دون إعطاء تفاصيل ولا مراسيم الدفن والتشييع اللائق بالملوك والرؤساء ..
ومهما كيل من مديح ، ومهما تم من تخليد وتكريم واحتفاء الأفارقة به فإن الشعب الأرتري لم ينس العدوان الذي كان يقوم به حكام إثيوبيا وهذه مواقف يحتفظ بها الشعب الأرتري لهؤلاء الحكام
أولًا – الأمبراطور هيلي سلاسي ومن مواقفه :
- ضم أرتريا إلى إثيوبيا قسرا عام 1961م بعد تسع سنوات من الحكم الفيدرالي الذي فرضته بريطانيا كيداً عام 1952م حذراً من أن تنال أرتريا استقلالها في وقت مبكر.
- قام بحرق قرى كاملة لقد أضرم ا لنيران عليها ونفذ مذابح جماعية لسكانها مثل قرى : ” “أمبيرمي” على ساحل البحر الأحمر و” شعب ” و” قدقد” و” شبح” و” عد شوما ” .. في إقليم سمهر و” عونا” في إقليم عنسبا و” عد إبرهيم ” في إقليم بركه . والحملات العسكرية الجائرة في السنوات : 1967 و1970 و1974 و1975م
ثانيا- منقستو هيلي مريام :
واستمرت الحملات العسكرية حتى حكم منقستو الذي امتد خلال الفترة ( 1974م – 1991م ) وانتهى به الحال إلى الهروب عن البلاد عندما اجتاحت الثورة الأرترية والإثيوبية المدن وأحاطت بعرشه في إثيوبيا وأرتريا فلاذ بأصدقائه بزنبابوي الذين كان يدعمهم وهم ثوار بالسلاح والتدريب والمال . وذكرت سيرة منقستو السيئة أنه قتل ما يزيد عن مليون وخمسمائة ألف حالة . وقد توفي هناك في منفاه خافتاً خامل الذكر عن عمر بلغ 77 عاماً ( 1937 – 2014 م ) وكان أخطر برنامج قام به منقستو في آخر أيامه مشروع المنخفضات الذي هدد بسحب البساط من تحت أُقدام الثورة فقد أقبل عليه برضى كثيرون من سكان المناطق الإسلامية في البحر الأحمر والساحل وبركه لعدم استبشارهم بسياسات الجبهة الشعبية بقيادة أسياس أفورقي التي كانت تطرق أبواب المدن الأرترية وكانت على مشارف التحرير.
ثالثا – مليس زيناوي ( 1955م – 2012م ) ومن مواقفه السالبة ضد أرتريا :
- حارب جبهة التحرير الأرترية داعما الجبهة الشعبية لتحرير أرتريا حتى تم إخراجها من الميدان إلى السودان وتشتت شملها وتم تجريدها من سلاحها وقوتها وذهب كثير من قياداتها – من ماركسيين ومسيحيين وعلمانيين – إلى الانضمام إلى الجبهة الشعبية ..
- خاض حروبا دامية ضد الشعب الأرتري خلال السنوات 1999 م – 2000م الحرب التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأرتريين وشردت العديد من قراهم
- ضم قسرًا إلى إثيوبيا مناطق حدودية أرترية
- قتل المعارضة الأرترية بإيوائها والتعامل معها بسياسة التمزيق والتفريق للحيلولة دون تماسكها وقوتها وتأثيرها الميداني والإعلامي والسياسي حيث ظلت هذه المعارضة على بعد أمتار من مقر السفارات ومقر الاتحاد الأفريقي ولم تستطع طرق الأبواب النصيرة كما لم تستطع التواصل مع العالم الخارجي إعلاميا لأن إثيوبيا لا تريد ذلك ولا تسمح به .
رابعا – هايلي مريام ديسالين، كان رئيس وزراء إثيوبيا بالإنابة أتى بعد وفاة ملس زيناوي وشهدت فترته أوضاعاً غير مستقرة في إثيوبيا ومع ذلك كانت فترته استمراراً لعهد ملس زيناوي بالنسبة للأرتريين فهي تميزت بـــــ :
- عدائها للنظام الأرتري
- استقبالها للاجئين أرتريين
- فتح معسكرات للمعارضة الأرترية وعدم السماح لها بالأنشطة العسكرية ضد النظام الأرتري والتعامل معها كأنها لاجئة مقيمة في أثيوبيا بقيود تمنعها من النمو والتواصل مع شعبها حتى اللاجئين منهم المقيمين في إثيوبيا
- استمرارها في احتلال المناطق الحدودية.
خامسا – أبي أحمد علي (مواليد 15 اغسطس1976) وتم تعيينه رئسا للوزارة بتاريخ 27 مارس عام 2018م ومن مواقفه الظاهرة حتى الآن ضد الشعب الأرتري :
- تصالح مع عدو الشعب الأرتري أسياس أفورقي وساقه إلى الحضن الدافئ في إثيوبيا بعد التوقيع على اتفاقية السلام مع النظام الأرتري
- تجري محاولات جادة من طرفه لاستغلال خيرات أرتريا بحرًا وجوًا وأرضا لصالح إثيوبيا
- تجري في زمنه مناشط تنصيرية كبيرة مشبوهة تسعى لتحويل المسلمين الأرتريين إلى الدين النصراني وقد نشرت أغاني ومسرحيا
ت بلغات أرترية مثل ” التقرايت ” تبشر بالمسيحية وتلمعها وتدعو إليها وتذيع عن حالات تنصير تمت لمسلمين في ارتريا
- تجاهل تام لمطالب الشعب الأرتري من ترسيم الحدود وتعويضات الحرب الظالمة والمساعدة في ارساء دعائم السلام مع الشعب لا مع النظام الجائر غير الشرعي وهذا هو المدخل الصحيح لبناء علاقة إيجابية بين أثيوبيا وأرتريا ولا زال آبي أحمد يتجاهله بالمضي قدما في اتفاقيات هشة غير شرعية مع نظام هش غير شرعي يعاديه شعبه ويطارد هو شعبه ..
ولا زال كتاب أبي أحمد مفتوحاً في أرتريا …
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم