وباء الكورونا يفرض الصمت على الاحتفال بذكرى الاستقلال 24 مايو لعام 2020م.. والشيخ سالم إبراهيم قائم مقام المفتي يعلن عن حظر تام على أنشطة عيد الفطر المبارك
تعطلت هذا العام الاحتفالات السنوية التي اعتادت أن تقوم بها السلطات الأرترية سنوياً في ذكرى الاستقلال التي تتكرر في 24 من مايو كل عام
وهي مناسبة تستغلها السلطات الأرترية لصالح البقاء في السلطة إلى أمد غير محدود
تتغنى بأمجاد النضال وبطولات الشعب الأرتري وتسخر الفن والأدوات الجماهيرية الأخرى للحشد الراقص لإظهار الولاء التام للنظام البغيض .
هذه المناسبة على الرغم من أنها مهمة للشعب الأرتري كله إلا أن النظام الحاكم استغلها لمزيد من كسب الدعم له ماليًا وجماهيرياً حتى يحجب الشعب الأرتري عن المطالبة بحقوقه في الحرية ، والكسب المشروع ، والمعيشة الحسنة، وتنمية وطن الأماني ، في أجواء آمنة مستقرة.
ذكرى 24 مايو هذا ا لعام تمر على النظام الأرتري وهو في أسوء حالاته فمن ناحية تحاصره مخاوف المرض ، ومن ناحية أخرى تفرض عليه إقامةَ المناسبة في موعدها حاجتُه إلى ا لدعم المالي والجماهيري الذي تجلبه هذه المناسبة السنوية المتكررة ولهذا يلجأ النظام الأرتري بالصمت المحتار حيث لم يعلن عن إلغاء المناسبة كما لم يعلن عن تدابير لإقامتها ،
تأتي المناسبة هذا العام والجماهير مكتوية بنار حظر الأنشطة كلها في البلاد تحت ذريعة الخوف من وباء الكورونا والخوف من نقمة شعبية تتنامى في الداخل ضد النظام وهي تستمد قوتها من حركات جماهيرية في دول مجاورة نجحت في إسقاط الأنظمة العاتية .
تأتي ذكرى 24 مايو هذا العام والحدود مغلقة بين أرتريا ودول الجوار إلى جانب إغلاق المطار الذي كان يجلب أرتريين موالين للنظام من دول الشتات لحضور المناسبة ودعمها من قريب
من جهة أخرى تحدث الشيخ سالم إبراهيم مختار قائم مقام مفتي أرتريا في كلمة سلطانية محترفة متلفزة تحدثت عن شكره لقوات الدفاع والحكومة الأرترية كما وجه تحذيره لمسلمي أرتريا بأن المناشط المعتادة في يوم العيد يجب الاستمرار في حظرها فلا صلاة في الميادين ولا في المساجد الجامعة وأوضح أن العيد يكون في يوم الأحد الأول من شهر شوال لعام 1441هـ الموافق 24 مايو 2020م ووجه أن تكون التهاني عبر الهاتف والتقنية الحديثة وأن تؤدي صلاة العيد فرادى لا جماعة وبلا خطبة ولا تجمهر، وبين الشيخ سالم للمسلمين أن يكبروا تكبيرات العيد من بداية ليلة أولى من شوال وحتى نهاية وقت قيام الإمام للخطبة وبه ينتهي وقت التكبيرات في صلاة عيد الفطر كما هو منصوص عليه فقهيا.
يقول متابعون للشأن الأرتري : إن الشيخ سالم لم يتناول في خطبته مشكلات الوطن الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولا أبدى أسفه لما تعيش فيه ارتريا من ضائقة وأزمات كبيرة بين شعبها وسلطانها الذي استمر 29 عاماً وهو موصوف بالحكومة الموقتة والشيخ نفسه أتى إلى منصب قائم مقام المفتي بعد وفاة المفتي الأول الشيخ عثمان الأمين ليكون موقتا مثل حكومته يمارس التسويق لسياسة الحكومة ويمثل الغطاء لتصرفاتها العدوانية ضد المسلمين ومعاهدهم ومساجدهم ودعوتهم وأصدق دليل على ذلك حادثة استشهاد رئيس إدارة مدرسة الضياء الذي استشهد من وراء القضبان بتاريخ الأول من مارس عام 2018م واعتقال المعلمين والطلاب عقب استشهاده ، كان الشيخ سالم جزء من المشكلة ولا يزال يستمتع بعذاب الدعاة والعلماء والسياسيين المعتقلين.
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم