حوارات

زاجل تحاور : السيد/أبا محمد علي محمد محمود  – أمين الأمانة السياسية بالحزب الإسلامي الأرتري للعدالة والتنمية

بسم الله الرحمن الرحيم

التقت وكالة زاجل الأرترية  للأنباء (ZENA ) الأستاذ أبا محمد علي محمد محمود  * أمين الأمانة السياسية بالحزب الإسلامي الأرتري للعدالة والتنمية  في حوار  مطول مثير  في قضايا مبادرة المنخفضات والوحدة الوطنية والمسافة بين الإسلاميين المتباعدين في فصائل متدابرة  وعلاقة حزبه بحماعة الإخوان المسلمين العالمية وما يردد بعض خصومهم من وجود نقاط تلاقي بينهم وبين النظام … فإلى تفاصيل الحوار : أجرى الحوار باسم القروي  ( إبريل 2014م )

  • تقوم ضجة في الساحة السياسية الأرترية بسبب مشروع المنخفضات .. الفكرة بين القدم والجدة.. كيف يراها الاستاذ علي محمد محمود ؟ وما الجهات التي تدعم مثل هذه المشروعات في رأيكم ولصالح من ؟

في البدء اشكر الأخوة في وكالة زاجل الأرترية للأنباء ( ZENA )  على هذا اللقاء، وعلى جهودهم الاعلامية وتركيزهم على أخبار الوطن ومجريات الأحداث داخل ارتريا.

بالنسبة لسؤالكم المتعلق بمشروع المنخفضات ففي البدء اكد على حق كل شخص او مجموعة فيتبنى الفكرةاوالمشروع الذي تراه مناسبا لتحقيق أهداف وطنية عامة أو شخصية ، فلا حجر على افكار أو مبادرات اي أحد ، ومن حق الآخر قبول أو رفض  تلك المبادرات والمشروعات ، هذا من حيث المبدأ ، بيد أن المشروع عندما يتعلق بقضية مشتركة تهم الجميع مثل قضية الوطن الذي هو حاضنة الجميع فان المناقشات تكون صريحة تتعدى المجاملات ، ولا يكفي فيها سلامة القصد وحسن الظن. مشروع المنخفضات مشروع قديم متجدد تبنته برطانيا في فترة تقرير المصير حتى تعيق به مشروع الاستقلال الذي كانت تتبناه الرابطة الاسلامية ، ثم ساندته اثيوبيا في عهد منقستو حتى تجهض به او تشكك على سقف مطالب الثورة الارترية ، وتسوقه اليوم عدد من دوائر ومراكز دراسات غربية ، ربما كمقدمات لما هو قادم ضمن اتفاقية ( سايكس بكو) جديدة ، ولمن لم يتمكن من الاطلاع فقد تم حشد تلك الدراسات في رسالة دكتوراه للباحث عمار محمد من جامعة النيلين توصل من خلال تلك الوثائق قديمها وحديثها أن ارتريا ستتلاشى لصالح مشروع التقسيم.

مشروع المنخفضات في نسخته الجديدة لايحمل حلا سريعا للمشكلة التي دفعت بالأخوة لتبني هذا المشروع ، وهواسقاط نظام اسياس افورقي الذي دفع الجميع لركوب المركب الصعب ، وانما اكتفى  المشروع بوضع متاريس امام انسيابية الوحدة الوطنية مستقبلا ، وسبب المزيد من الاحباط للجماهير التي لا تعرف كثيرا عن دندنة هؤلاء المثقفين ، كما يدفع بكل جهة لتبحث الحل لمشكلتها منفردة وهذا ما يثلج صدر العدو.

المنطقة المعنية بالمشروع هي قلب النضال لوحدة ارتريا واستقلالها لاتساعها وتنوعها وقيادتها للمراحل التاريخية ، وما اصابها من ظلم واجحاف كان على قدر مكانتها  التاريخية ، والاستشرافية ، فلماذا يصر البعض على تحجيمها وانكفائهاعلى ذاتها  ، ومقارنة مشروع المنخفضات باطروحات القوميات يعتبر اختزالا مخلا  لهذا المشروع.

2 – ما موقف الحزب الإسلامي من مشروع المنخفضات ؟

في البدء الحزب الاسلامي لا يشكك في وطنية وحرص القائمين على المشروع حسب الاسماء المعلنة.

الا أن الحزب الاسلامي ليس مع هذا المشروع لعدة اسباب :

اولا : ان المشروع يحمل بداخله بذرة تفتيت ارتريا مع أن هذا أحسب ليس قصد القائمين عليه ، فان قوى أخرى اقليمية ودولية متربصة ستجد فيه مآربها ، فيمكن أن تتلقفه وتنميه وستجد من بني جلدتنا من يكون مطيتهم اما جهلا او عمالة ، وما اظن أن الأخوة الذين طرحوا المشروع يملكون القدرات اللازمة التي تحول دون انحرافها عن مقصدها ، هم فقط اطلقوها “ويسهر الخلق جراها ويختصم” بل أنهم لم يكلفوا انفسهم عنت القيام بالتمهيد لها وبلورتها ، واقناع من ينتمون الى المنطقة المعنية بها ، كما أن استعجالهم والسرية التي احاطوابها مشروعهم، وكانهم يسابقون به شيئا قادما ، وانحصاره في عدد قليل من الكوادر اربك الساحة ،والقى بظلال من الشكوك حول مرامي المشروع. وبما أن الحزب الاسلامي مع وحدة ارتريا ارضا وشعبا فان اي منفذ قد يكون مدخلا لتفتيتها يحاول تجنبه.

 ثانيا : أن هذا المشروع يحول المنافسة والصراع الى صراع داخلي فيفوت المصالح المرجوة والمتوخاة من قيام هذا المشروع ، وبوادره ماثلة للعيان على مواقع الانترنت. ما أوردته الوثيقة من مظالم وتهميش وسيادة ثقافة ودين وقومية معينة نحن معه ، وقد فصلته وثيقة ابراهيم مختار قبل هذا ، وتبنته القوى السياسة والمدنية المعنية بذلك في ملتقى الحوار الوطني  2010م وفي مؤتمر اوسا 2011م.

الحل كما يراه الحزب الاسلامي هو طرح الثنائية الدينية والثقافية في ارتريا بشكل شفاف  وبدون مواربة ، وعندها يسلم الوطن ويستقر النظام السياسي والاجتماعي ويأخذ كل ذي حق حقه دون اقصاء وتهميش. وأقصر الوسائل للقضاء على النظام الدكتاتوري ومؤيديه هو حشد جميع الطاقات ، ودعم المظلات السياسة المشتركة بصدق وتجرد بالفكر والمال والرجال.

  • يشهد الموقف الأرتري المعارض تشظياً مستمراً حتى بين الحركات الإسلامية التي تفرخ أجنحة منشقة عنها والحزب الإسلامي متهم من بعض قوى المعارضة الإسلامية أنه يعيق وحدة الإسلاميين الأرتريين متأثرًا بمرارات الماضي في حين كان قادراً أن يستوعب الجميع في وحدة إسلامية شاملة أصادقة هذه التهمة أم كاذبة؟

ما يحدث في الساحة الارترية وفي ضفة المعارضة خاصة هو اقل من طموح الجماهير ، مع أن السياسيين يدركون ما تعانيه المعارضة من نقص حاد في وسائل النضال الفاعلة سياسا وعسكريا واعلاميا. اما اتهام الحزب الاسلامي بأنه ضد وحدة الاسلاميين او انه لا يعمل لها بالصورة المطلوبة فهذا تجني ، كما أن تهمة أن الحزب يعيش تحت ضغط تأثير الماضي فتكذبها الخطوات التي تمت بعد الانشقاق ، فقد جرت حوارت صريحة وشفافة ما بين الاسلاميين افضت الى اتفاقات وعمل مشترك وان لم يصل الى درجة الوحدة الاندماجية . وللذين يقرأون نقول ان ما تضمنه بيان الانشقاق من مسوغات الانشقاق ، فقد تجاوزوه الاخوة الذين كتبوه اما قولاأوفعلا من خلال مشاركتهم في التحالفات السياسية مع العلمانيين.فليس من طبعنا في الحزب الاسلامي أن نقتات المرارات مع اي من التنظيمات السياسية دع عنك مع اخواننا الذين تربطنا بهم حقوق جمة تتجاوز الدنيا الى الآخرة ، وليس زعيم القوم من يحمل الحقد.

  • في تاريخ الحركة الإسلامية الإرترية الحديث يتهمكم البعض بأن موقفكم اقرب للنظام والتلاقي معه في نقاط مشتركة ولو وجدتم فرصة مثل هذه لتلقفتموها بقبول راضي !! فهل أنتم كذلك ؟

من حيث المبدأ اعتقد ان الكثيرين يعلمون أننا من حيث اطروحاتنا الفكرية ومبادئنا وخلفيتنا السياسية ، ومن الدماء التي اريقت بيننا وبين الشعبية ، ومن عدد المعتقلين في سجون النظام من المنتمين الينا فكريا ، يتأكد ان مساحة الاختلاف بيننا والشعبية ابعد ، بعكس تنظيمات أخرى لا تتعدى مساحة الاختلاف بينها والشعبيةكرسي الحكم فقط. وما يقوله البعض من نقاط مشتركة بيننا وبين الشعبية إذاكان يعني بها ما يتعلق بالوطن ككل ، فنقول له : نحن كتنظيم سياسي نفرق بين القضايا المشتركة التي هي رحم بين كل الارتريين بمللهم ونحلهم، وبين خصوصيات كل تنظيم ، فاي موقف يتعلق بوحدة ارتريا واستقلالها، أوما من شأنه اعلاء الوطن نؤيده بغض النظر عن مصدره. أما إذا كان يتحدث عن مبادرات وفرص يتيحها نظام الشعبية لنا أو لغيرنا من التنظيمات السياسية فاليطمئن الجميع ، أن هذا النظام غير معني بجمع الصف الوطني ، ولو كان يتمتع بهذه الصفة لعمل على انقاذ الشباب الارتري الذي اصبح عبرة ومثلا من شدة ما يتعرض له من مخاطر ، وبيع بالجملة والمفرق وكأنه قطعان من الماشية . ثم أن الحزب الاسلامي لا يعتقد بنجاح اي مبادرات او عمل وطني مستقبلي فاعل خارج اجماع المعارضة.

4 – في تاريخ الحركة الإسلامية الأرترية الحديثة يتهمكم  البعض بأن موقفكم أقرب للنظام والتلاقي معه في نقاط مشتركة لو وجدتم فرصة مثل هذه لتلقفتموها  بقبول راضٍ..!! فهل أنتم كذلك ؟

من حيث المبدأ أعتقد أن الكثيرين يعلمون أننا من حيث أطروحاتنا  الفكرية ومبادئنا وخلفياتنا ، ومن حيث عدد المعتقلين في سجون  النظام  من المنتمين إلينا فكريًا  يتأكد  أن مساحة الاختلاف بيننا والشعبية أبعد ، بعكس تنظيمات أخرى لا تتعدى مساحة  الاختلاف بينها والشعبية كرسي الحكم فقط.

وما يقوله البعض من نقاط مشتركة بيننا وبين الشعبية  إذا كان يعني بها ما يتعلق بالوطن ككل فنقول :

نحن كتنظيم سياسي نفرق بين القضايا المشتركة التي هي رحم بين كل الأرتريين بمللهم ونحلهم ، وبين خصوصيات كل تنظيم  فأي موقف يتعلق بوحدة أرتريا  واستقلالها أو ما من شأنه  إعلاء الوطن نؤيده  بغض النظر عن مصدره .

أما إذا كان يتحدث عن مبادرات  وفرص يتيحها نظام الشعبية  لنا أو لغيرنا  من           التنظيمات فليطمئن الجميع أن هذا النظام غير معني بجمع الصف الوطني .

ولو كان يتمتع بهذه الصفة  لعمل على إنقاذ الشباب الارتري الذي أصبح عبرة ومثلاً من شدة ما يتعرض له  من مخاطر وبيع بالجملة والمفرق وكأنه قطعان من الماشية ثم إن الحزب الإسلامي لا يعتقد بنجاح أي مبادرات أو عمل وطني مستقبلي فاعل خارج إجماع المعارضة.

5- خلال 2013م  وهذا العام مر النظام الأرتري بهزة عنيفة من داخله لكن المعارضة فشلت في استثمار الحدث لصالحها الأمر الذي مكن النظام من تصفية غير راحمة من خصومه في الداخل بين سجن وقتل  .. ما تقييمك ؟

اوافقكم الرأي بان عام 2013 و 2014م كان عاما مميزا بالمقارنة لما سبقته من اعوام فقد تعرض النظام الارتري الى هزة جاءته هذه المرة من مأمنه ، وهي كانت بالون اختبار يتوقع ان تتبعها هزات أخرى اكثر قوة وتأثيرا . وعمليا لم تتمكن المعارضة من استغلال الحدث كما ينبغي ، ومع هذا فمن الانصاف أن نقر بأن ما يحدث من حراك في الداخل والخارج فان الفضل فيه بعد الله يعود الى المعارضة التي صمدت بالرغم من نقص المعينات ، وخذلان الاصدقاء ، وعجز الشعب الارتري نتيجة ظروفه من تقديم مايلزم من دعم وتأييد لها ، وظلت تقدم الوعي والامل للجميع مما يشجع الشعب بمستوياته واطيافه المختلفة للقيام بادوار معارضة للنظام الدكتاتوري كل حسب مجاله واستطاعته.

6 – العمل الإرتري المعارض في دورالهجرة غير قادر على احداث تغيير إيجابي لأنه بعيد من الميدان الحقيقي ولأنه مشتت في كيانات تنظيمية هشة ولأنه غير مدعوم ماديا وسياسيا وعسكريا والمعارضة الداخلية مقموعة بعنف  فمن أين تحمل بشائر الأمل ؟

حقائق التاريخ ، وتطورات الأوضاع داخل أرتريا ، والحراك الذي بدأ ينتظم المهجر ، فطفق يستقطب فئات عدة ظلت تنتظر أن يأتي التغيير من الآخرين ، دون أن تبذل من جانبها عرقاً أو مالاً ،إما بسوء المتابعة أو بسبب  الانشغال بقضاياها الشخصية ،أو بتقديرها أن الأمر لم يصل إلى هذا الحد ، لأن السيل لم يبلغ الزبى ، ولم يدخل دارها ، ولأن الحراك كالضوء نطاقه يتسع يوما بعد يوم ، فإن الظلام ينحدر والقيد ينكسر.

7- ينظر بعض الناس إلى  أن النظام الأرتري نجح في توحيد أرتريا شعباً وتراباً في حين ان تشظى المعارضة تحت تأثيرات المناطق والقبائل والأديان لا يدعو إلى التفاؤل .. ما تعليقك ؟ وهل من ضمانات مطئمنة  عقب سقوط النظام الحالي ؟

العكس هو الصحيح فان كل ما تراه من سلبيات هو نتاج وافراز نظام  الشعبية فممارساته الطائفية والشوفينية والدكتاتورية دفعت بكل واحد أن يدافع عن ثوابته وحقوقه الدينية والثقافية والقومية وغيرها . وانا مطمئن بزوال هذا النظام والاتيان ببديل وطني ديمقراطي يحقق العدل ويتيح الحريات ، سيتحقق الاستقرار والوحدة وبالتالي التنمية ، لأن ارتريا بمجملها وبتكاملها تتمتلك قدرات اقتصادية كبيرة يمكن ان يعيش انسانها عزيزا كريما بل ومرفًها أيضا اذا ما وجد ادراة نزيهة ، ولأن اي شخص يحمل ادنى وعي لا يمكن ان يحصر نفسه في قبيلة أو قومية ، وأمامه الوطن ممتد بخيراته وامكاناته وتنوعه يمكن ان يفيد منه نفسه وقبيلته وفكره. ثم اني اثق بقدرة الارتريين على الاتفاق اذا ما تركوا لأنفسهم ، وفي مؤتمر اواسا انموذج حي فمع ان المؤتمرين جاءوا من مشارب مختلفة إلا أنهم اثبتوا قدرتهم على الاتفاق فيما يحفظ وحدتهم ووطنهم ، فالتفقوا على ميثاق وطني واحد ، وعلى برنامج المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام ، وعلى مسودة دستور يدرسها المجلس الوطني بعد زوال النظام ، كما تم الاتفاق على قيادة المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي في مرحلته الحالية . وفوق هذا فالحوار في اواسا في حد ذاته كان قيمة حضارية تحسب للارتريين.

8- بناء على قواعد الدين وأسسه المتينة كان من المتوقع أن يكون الإسلاميون الارتريون قدوة فاضلة لغيرهم في الوحدة  والتماسك لكن واقعهم  الماثل يدعو  إلى القلق على مستقبل الوطن في حال التمكين الإسلامي على يدهم فهل من ضمانات ؟

بفضل الله الخلاف بين الحركات الاسلامية الارترية ، في غالبه كان حضاريا حيث لم ترق فيه الدماء ، ولم يحدث فيه التدابر طويلا ، فالوحدة في اطار حركة الجهاد كانت ضمن تجارب العمل الاسلامي الارتري استفاد منها في المراحل التالية ، فالحركات الاسلامية الارترية اليوم تتمتع بوعي وادراك سياسي ، متفوقة على مثيلاتها في العالم العربي ، فهي تعرف واقع مجتمعها بتنوعه وثنائياته ، وتدرك اولوياتها وقدراتها ، ومعيار مستوى تعاملاتها مع الحليف والمنافس والمعادي في اطار المعارضة والنظام، وهكذا تراها قد انخرطت في العمل السياسي الارتري المعارض بكل تشكلاته واختلافاته الفكرية والسياسية ، وقبلت ببرنامج الحد الأدنى كما قبل به الآخرون . لم تتبرم من أن يترأس المعارضة علماني أو مسيحي أو وثني أو غيره ما دام جاء عبر وفاق وطني ، وهذا يعتبر مران لكل الساحة الارترية ولتنظيمات المعارضة على وجه الخصوص . وهذه النظرة وهذا التعامل من قبل التنظيمات الاسلامية لم يأت من  ضعف ، فالتنظيمات الاسلامية إن لم تكن الأقوى ـ تواضعا ـ بين التنظيمات المعارضة فليست هي الاضعف ، ولهذا جاءت مواقفها متسقة مع قناعاتها وفهمها. أما قبولها ببعضها البعض فمن باب أولى إن هيئ الله لها الفرصة في الحكم، فوعيها السياسي يعصمها من الانزلاق في اي حمأ مسنون بعد حماية الله لها.

9– هل من فروق سياسية واضحة بين  الإسلاميين والعلمانيين بخصوص الوحدة الوطنية الأرترية شعباً وتراباً؟

مما يحمد للشعب الارتري وقواه السياسية أن القضية المركزية عنده حاضرة فلا تستخفه الصوارف، مهما كان طغيان المستعمر وشراسته ، ومهما كان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة ، ولذا لا توجد اي اصوات نشاز في حق الوطن وحبه ، كما لا تجد من يشكك في دور كل الشعب الارتري في تحقيق الاستقلال الوطني ، ولا من يجادل في تنوعه الديني والثقافي . وهذا ما سهل على المعارضة ان تعمل بصورة جماعية ، وتتفق على كثير من الموضوعات والمواقف ، ولذلك تجد أن اختلافاتها تنحصر بصورة عامة على المناصب وليس على المبادئ والمواقف. فلا اختلاف بين الاسلاميين وغيرهم بخصوص وحدة ارتريا ارضا وشعبا.

10- حديثك حول الإسلاميين الأرتريين وتقاربهم متفائل جدا يخالفه الواقع الذي يظهر تباعد المسافة بين بعض أطرافهم إلى درجة التناحر بين القيادات أو التخاذل في المواقف والتحالف مع الخصوم ضد بعضهم ونكث العهود التي تبرم بينهم  ويعبد بعضهم الله بالانتقام من مخالفيه فكرًا وتنظيماً .. وما تعرفه أنت في هذا الباب كثير فعلى أي شيء تبني تفاءلك . نريد حديثاً شفافاً واضحاً يقنع لكم المتابع ؟

ما قلته أنا تسنده الوقائع ،وليس محض تفاؤل ، ولم يصل الأمر بين الإسلاميين إلى التناحر والتدابر  ، وإذا كان هناك  من  تباين في وجهات النظر في بعض القضايا فهذا شيء طبيعي ، فلسنا نسخة كربونية من بعضنا ، فكل اجتهاده فيما يسعنا فيه الاجتهاد ،وهذا يحدث حتى داخل الحزب الإسلامي  حيث تحسم القضايا بالشورى والأغلبية ولعل قادمات الأيام تثبت ما نقول.

11- في رأي الكثيرين يتصل الحزب الإسلامي الأرتري للعدالة والتنمية من الناحية الفكرية بالإخوان المسلمين مثل اتصال الحركات الإسلامية الأرترية الأخرى بالجماعات السلفية  والطوائف الصوفية بنظيراتها في الدول العربية الأمر الذي يبرر مخاوف الأحزاب الوطنية العلمانية تجاه الإسلاميين بتهمة أن العمل للوطن يأتي في مؤخرة أولوياتكم  وأن الطائفية مهددة للوحدة الوطنية.. ماذا تقول ؟

علاقات التنظيمات الأرترية السياسية أو الفكرية سواء كانت إسلامية أو علمانية أو يسارية أو غيرها بمثيلاتها في العالم  أجمع لا يعتبر من المثالب ، بل هو إضافة مهمة للوطن بأسره ، من حيث سعة العلاقات وتنوع التجارب والمناخات ، وأرتريا الدولة في حالة شفائهامن داء الإنعزالية والدكتاتورية  سوف تنفتح على العالم أجمع مشرئبة  بعنق طويل إلى المستقبل ومصالح بعين لماحة دون أن يكون الفكر  المغاير عائقا في ا لاستفادة  المؤكدة وهي بحاجة إلى الجميع تنطلق  من عقالها  .

أما أن قضية الوطن تأتي في آخر أولوياتنا فهذا غير صحيح ، ولم يقل به أحد من شركائنا من التنظيمات الوطنية  . وقد خبرونا على مدى سنوات من العمل المشترك وقد كنا دوما عنصر توفيق وتأليف .

وإنا مرونتنا الزائدة  من أجل الاجماع الوطني هي في رأي الذين لا يملكون فقها سياسيا  ناضجا  من المسلمين مستهجنة . وللعالم  فإن الحركة الإسلامية الأرتري تتهمها بعض الحركات الإسلامية في العالم  العربي  بأنها  موغلة جدا في الوطنية  فهي تفاصل لمجرد وجهة نظر تمس ارتريا ، وسيظهر  هذا إذا كتب تاريخ الحركة الإسلامية الأرترية أما أن الحركات الإسلامية الأرترية أما أن الحركات الإسلامية طائفية فهذا فهم معلول لأن طائفية أن يكون أفكار مبنية على احتقار ما يعتنقه الآخرون أو تحض على الكره وأذى  الآخرين  ،

ونحن نحترم قناعة الآخرين .

أن توسم بالطائفية لمجرد الانتماء الديني أو الفكري أو المذهبي ، أو  السياسي فهذا اسمه اغتيال لحرية وخصوصية الفرد ..

وضد حقوق الإنسان التي تقرها المواثيق الدولية نحن في الحركات الإسلامية تنافس مع الآخرين حول برنامج سياسي ينطلق من مرجعتنا وأكيد أنه لكل واحد من أحزابنا السياسية مرجعيته وإلا فهو يبني على شفاهار

لا يمكن من أجل أن ألسم من تهمة الطائفية أن أغير اتنمائي الديني وللعلم فإن الدين في أرتريا  متأصل جدا في وجدان الشعب وفي تفاصيل حياته والذين يحاولون  إزاحته من الحياة يقفذون على  الواقع .

12-  ما الكلمة التي تختم بها هذا اللقاء؟

إن كان من كلمة اختم بها فإني أقول للشعب الأرتري قاطبة أبشر فإن ليل الظلام أوشك أن يزول فان لكل طاغية نهاية.

وكلمة للشباب الذي يخرج من ارتريا الى المجهول ويموت من غير غاية لماذا لا يكون لموتكم معنى بانقاذكم الشعب الارتري من هذا الطاغية وهو فرد وان تدثر بالقوة والامن ، وتخطوا اسمكم في سجل الخالدين وكما يقول المتنبي (فطَعْمُالمَوْتِ في أمْرٍحَقِيرٍ, كطَعْمِ المَوْتِ فيأمْرٍعَظيمِ).

وكلمة للمثقفين والاعلاميين والسياسيين من بني جلدتنا لا تنحرفوا بالصراع عن وجهته فحري بكم أن تكونوا عونا لبعضكم ، ويدا على من سواكم ، ولا توغروا صدور بعضكم فلا فكاك لكم عن بعض ، وما يطمع اليه عدوكم أن يكون بأسكم بينكم شديد .

 

* سيرة ذاتية

الاسم : علي محمد محمود  أبو محمد

  • تخرج في جامعة أمدرمان الإسلامية ، تخصص التربية والتوجيه
  • عمل عضوًا قيادياً في الاتحادات  الطلابية – فرع الخرطوم
  • انتمى للحركة السلامية الأرترية منذ عام 1976م
  • تقلد المناصب القيادية التالية:
  • أمين أمانة العلاقات الخارجية
  • أمين أمانة الإعلام .
  • مستشار الأمين العام
  • أمين الأمانة السياسية

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى