أدب وفن
الشاعر الإعلامي المبدع أحمد شريف يرسل إلى : أبو لهب
قلت للشاعر الظريف ذي الإحساس الرهيف أحمد شريف هل من رسالة ترسلها إلى أبرهة أرتريا عبر وكالة زاجل الأرترية للأنباء فبعث إلي قصيدة شعر هذا نصها :
يَا طيرُ دعْكَ
مِن وَريثِ الغَيب،
وشْوِشِ العَبيرَ فِينَا
تَفرَّسْ في العُيونْ،
كيفَمَا تَشا
وحيثُما
وبعدمَا ورُبَّما
واحدًا فواحدةْ.
خُذِ الأرْواحَ
شَهْقةً معْسُولةَ الهَوى
وقُبْلةً تَرقْرقتْ ودَمعةً مَحبُوسةً
على الأهْدابِ
تَصْطَلِي أقْدارَنا
تُشارِفُ المَدَى
تَذُوبُ فِي الأنَينْ
فيومَنا المُخْضلُّ بالنَّوى
وفجرُنا هَوى
وسيفُنا الذِّي غَوى.
فِي كُلِّ قلبٍ نازفٍ
أُنْشُودةً كأنَّها المَطرْ
مقطُوعةَ الجَوى
مشرُوخةَ الرُّؤى
في السَّوء لا تَرى مِن غدِها شُروقْ
. هُناكَ في الرُّبَى
مَعزُوفةً لِـ(جُوكةٍ(
و(أفْ حَلِيب)
هناكْ في المَدى
فاطمةُ الخضراءُ
بَعْلُهَا أنا.
أفَاطمُ
يا حُلمَنا الذي نَخيطُ مِن أعْطافِهِ
عَروسةً تزورُ أسْمرا
تُعانِقُ القمرْ
وعِشقُنا المقتولُ فِي الثَّرى
وربعُ قرنِنَا الذي أفلْ
يَا ويحَ مَن أمرْ.
خمسٌ وعِشرونَ كوكبًا
يأتُونَ فِي العَزاءْ
يُشرِّحونَ العِجلَ
فِي الصِّيامْ
وكلبُهم قِيامْ ما أقبحَ الوَصِيدْ!!
لَكِ الهَوى ، ودُونكَ
الذينَ أحْرقُوا الأزهارَ في الضُّحَى
وأوقدُوا الشُّموعْ
. فالسَّامريُّ ليسَ ها هُنَا
ولا هَامَانَ مِنَّا آلُ البيتْ!!
وفي النَّشيدِ كأسُنَا
وفجرُنا المُسجَّى
بينَ مُشعِلِ البُخُورِ
حينَ أوقدَ الهَشيمَ
في العَراءِ القاحِلةْ .
يا ويحها الأزهارَ المائِلةْ
. يا طيرُ ، خَبِّرِ الذينَ
سَابقُوا الشَّيطانَ
في ظَلامِهِ وفي
أفراحِهِ مَشُوا
كمَا العَروسُ الفاجِرةْ
. دَعِ الأشواكَ كلَّها
وفتِّشِ العُنَّابَ
والشِّغافَ الذابِلةْ.
قَبِّل الأجْفانَ ، ضمِّدِ الأهْدابَ كُلَّها
بِبسْمةٍ مَشُوقَةٍ
ثم ارْوِها
حتَّى تذوبُ الحائِرةْ.
يا شَهريارُ الفَجرِ
سائِلي عنَّا الأزاهِرْ
عَتِّقِي الأحفادَ غَيْمةً
بأنَّنا الأمْطارُ
حينَ يُشرِقُ الخَريفْ
سَنُوقِدُ النَّهارَ لِلوَرى
نُطوِّقُ الجَلاَّدَ خِنْجرًا
وللأحْبابِ بَيْرقًا وجُلِّنارْ
نُسمِّعُ الهَوى
أُنشودةً جَميلةً
وَوردةً خَمِيلةً
تُكحِّلُ الأَجفانَ في العُيونْ.
حَلاوةُ العيْنينِ والخَدِّينِ
أسمرا
فيروزةُ الهُيامِ
أسمرا
خَيزُرَانَةُ الغَرامِ أسمرا
وما أدْرِاك أسمرا
. يَا أسمرَا
يَا مُهرةَ القَدرْ
أهَكَذا يَفوحُ المِسكُ
مِنْ وريدِكِ النَّدى؟
يَهيمُ فِي قُلوبِنَا
يُفَتِّتُ الوتِينْ ؟
عرَفتُكِ أنَا
والكُلُّ والنُّجومْ
أيْقُونةً عَذُوبةَ
وسَلْسبِيلَ عِشْقِنَا
يَشُقُّ قَلبَنَا قَبلَ الجُلودْ!!.
ملبورن يَا قَصيدةً عَصْماءَ فِي الدُّنَا
ويَا عَصِيَّةً
فِي وجْهِ مَن هَمَى
ودَوزنَ الفؤادَ مِن وريدِهِ
تأبَّى أنْ يَزُولْ.
يَا شُعلةً
مِن الشُّموخِ تزدَهِي
وسيفُنا فِي رُوحِ مَن طَغَى
وشرَّدَ الأحْلامَ مِن جَديدْ.
أمَا تَرى عَزائِمًا
تُموسِقُ الآمالَ فِي أتْراحِنَا
لِترتَوي مِن مجدِنَا التَّليدْ ؟
ملبورن تَحتَفِي
رُغمَ الجِراحِ تَستِوي
يقولُها الجميعُ ها هُنَا
لنْ تنْزوِي يا
اسمرا فِي الغَيبِ لا
سَيُشرِقُ النَّهارُ
مِن جَديدْ.
فهذهِ أيائلٌ مَواسِمٌ
سينْجلِي عِجَافُها السَّوادْ
سيَضْحكُ الرَّبيعُ فِي قلوبِنَا
وتُورِقُ الأزهارُ فِي جُيوبِنا
سيُزهِرُ المَصِيفُ،
نَكتُبُ النَّشِيدْ.
ستَشْهدِينَ يَا ملبورن أسْمرا
عرُوسةً
وقدْ تطهَّرتْ مِن رِجْسِهَا
المَمهُورِ بالدِّمَا
وعيْنُها تكَحَّلتْ بِكمْ
تُعانِقُ الوَليدْ.
ملبورن يَا شَقِيقةً
تَنُوحُ أسْمرا
لكنَّها وما وَهَتْ
وعزمُنَا الأكِيدْ
. سنَبْقَى كلُّنَا معًا
مَشانِقًا ومِقْصَلةْ
لِمنْ يَشُّقُّ صَفَّنَا
يُريدُ وأدنا
فهذهِ ضَمائِرُ الأحْرارِ
تَلتَقِي هُنَا
لِتَعْزِفَ النَّشيدْ
. اليومَ هَا هُنَا
وفِي غدٍ نَصْطَفُّ
نَقرأُ الفَواتِحَ الخَواتِمْ
رمْيةَ الجِمارِ العَشرِ فِي تَابُوتِهِ
وسبْعةً مِن المَثانِي
في نِظامِهِ المُرقَّعِ الشَّريدْ
. إنِّي أرَى
ومَا أدْرِاكَ ما أرِى
كمَا الهَوا تناثَرتْ
أزلامُهُ أشرارُهُ
وظُلمُهُ الطَّريدْ.
وألفَ مرةٍ نُقولُهَا
أجَلْ سننْتَصِرْ
ستُشْرِقُ الأنْوارُ مِن هُنا
ويَعرِفُ الصِّغارُ
هَزائمَ الكِبارْ!!
هُنالِكَ الأطْيارْ
تُطارِدُ الأشْرارْ
والسِّجْنَ والسَّجانْ
يَا شَعبَنَا المِغوارْ
ما أجملَ الشهيدْ.
يا طير لا تسل
عن حلمنا الذي جفل
ونبضنا الذي وحلْ
يَا طيرُ دعْكَ مِن وفاقْ القومِ
، املأ الأقدارَ فِينَا
فهذه كُؤوسُنا مَعصُوبةً العَينَينْ
تَعيشُ رُبعُ قَرنِهَا
تَهيمُ فِي إطْراقْ
. يُقهقِهُ القدرْ
كالعادةِ الحَمقاءِ
تَنزِوي عنْ أُفقِنا
غَياهِبُ المَنالْ
تبَّتْ يدُ الجَندُولِ
مثلما تبَّتْ يَدا أبِي لهبْ!
غرقنا في عينَي أبي لهبْ
نَرفعُ الأكفَّ في دُعا أبي لهبْ
أبو لهبْ … وما أشقاهُ ما وهبْ!!!
نحنُ خضناها صَباحاً وعَشِيَّةْ
نَزرعُ الوعدَ بُذوراً وسَنابِلْ
ونُروِّي عيْنَها الخَضراءَ
كيْ تبدُو مَشاعِلْ
وتعهَّدنا الطِّينَ حُباً وهياماَ
غيرَ أنَّ القادمَ مِنهَا
أشْقَى مِن صَدرِ المَحافلْ
تارةً تَبدُو نَديَّةْ
ودواماً تتشظَّى ملء عيْنَيهَا القَنابِلْ
يَا جَحافِلْ.
نحنُ بالأمسِ كنَّا
حُداةَ العاشِقينْ
وعلى الحُبِّ مَهرْنَا
مَعبَدَ الصُّبحِ الوَتينْ
يَا سَنابِلْ !!
ثم ضاعَ الأمسُ منَّا
بين مقتولٍ وقاتلْ
فلماذا اليومَ عُدنا
ملْء سماعٍ حيارَى
نرتجِي الأقدارَ عدلاً وأيائلْ
أيُّها المصلوبُ فينا لا تُقتِّلنا فُرادَى
نحنُ أدمْنا السَّوادَ
لم نَعُدْ كمَا كنَّا جَحافلْ
نحنُ أصبحْنَا هيَاكِلْ.
أحمد شريف
ملبورن 2016
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم