مقالات وآراء

أ.عثمان دنكلاي: مؤشرات الحرب بين اثيوبيا وارتريا

ان اثيوبيا والدولة الإرترية اصبحتا مصدر قلق وازعاج لبعضهم البعض ، ولهما عداء تاريخ قديم متوارث بينهما ان الامبرطور هيلي سلاسي كان معتديا علي حق الشعب الارتري واستخدام القوة واستعان بحلفائه الصليبين والامريكان في المحافل الدولية والاممية لإجبار واخضاع الشعب تحت استعماره او هيمنته ، رغم كل هذا الشعب الارتري نال استقلاله بالقوة في ١٩٩٣م ووصل التجراي الي هرم رئاسة اثيوبيا ويبدو كانت هنالك تفاهمات مابين تجراي بقيادة ملس زيناوي والجبهة الشعبية بقيادة اسياس افورقي رئيس الحكومة الارترية المؤقته ، لم تستمر العلاقات الودية بينهما فترة طويلة إذ ظهر بتاريخ ٦/مايو/١٩٩٨م خلاف بينهما في ترسيم الحدود وتدهورت العلاقات بينهما بشكل مرعب الي ان وصلت مرحلة حروب وقتتال دامية بينهما وقد شارك في القتال حوالي (٥٠٠)الف جندي من الطرفين مما دفع مجلس الامن للتدخل عبر الواساطة قادها الرئيس الجزائري/ عبد العزيز بتفليقة واصدرت لجنة الحدود بمحكمة لآهاي قرارات لكنها لم تنفذ من الطرفين

■ الدولة الاثيوبيا :-
ان رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي كان علي الاقل يمتلك الصبر وعدم التعجل والاقدام في حرب جديدة مع الدولة الإرترية بعد تدخل الامم المتحدة والاتحاد الإفريقي .رغم ان اثيوبيا لم تسحب الأسحلة الثقيلة من الحدود الاثيوبية المجاورة لدولة ارتريا وهذا يدل علي نية عودة الحرب تحت اي مبرر وفي اي وقت ، وعندما توفي ملس زيناوي وآلت السلطة الي نائبه ثم انتقلت الي رئيس الوزراء الجديد ابي احمد وصار له رأي مغاير . ذهب إلى اعادة العلاقات مع دولة ارتريا برئاسة اسياس افورقي وذلك من اجل هزيمة خصومه في حكومة اقليم تجراي ، وابي احمد رئيس الوزراء الاثيوبي من اجل اظهار بادرة حسن النوايا لدولة ارتريا امر بسحب الأسلحة الثقيلة من الحدود الاثيوبية مع دولة ارتريا ، ابي احمد كان له هدفان يحققهما من خلال هذه الخطوة
١/طمأنة نظام اسياس افورقي بابعاد شبح الحرب من اجل اظهار بادرة حسن النية
ب/إعادة الأسلحة الثقيلة لتكون تحت سيطرته وابعادها من اقليم تجراي
تم التوافق من اجل تفرغ الطرفين لقيادة المعركة ضد حكومة اقليم تجراي وبعد هزيمة حكومة اقليم التجراي تخاصم {اللصان} وبدأ رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد بحملة تعبئة في اتيوبيا ضد النظام الارتري وحرك في هذه الحملة كل اجهزة الدولة السياسية مثل و زارة الخارجية ووزارة الاعلام من اجل خلق حراك معادي ضد النظام الارتري ومن اجل ذلك سعت اثيوبيا تحييد بعض دول الجوار ، وارسلت وفد رفيع المستوي إلى دولة السودان والوفد يتمثل في مدير المخابرات الاثيوبيا رضوان حسين ومستشار ابي احمد لشؤن شرق افريقيا الاستاذ/غيتاشوا رضا والزيارة كانت في مطلع يوليو٢٠٢٥م الزيارة مضمونها:
أ/ يطلب من دولة السودان الحياد عند بدأ الحرب بين اثيوبيا وارتريا
ب/عدم السماح اوجعل منطقة الفشقة قاعدة انطلاق لوجستي للدولة الارترية او لمجموعة اقليم تجراي المتمردة ، وعلي حسب ماورد اوتناقل عبر الوساط الاجتماعية ، دولة السودان تحفظت علي الرد في الطلب

■ النظام الارتري:-
ان الحديث عن الظام الارتري مزعج ومقلق ومدمي للقلب لانه نظام غير شرعي ومنذ الاستقلال حتي الآن علي نغمة الحكومة الأرترية المؤقتة اكثر من ثلاثين عاما ، وهذا عمر جيل كامل وهو قابض بيد من حديد علي الدولة والحزب.
النظام الارتري قاد حروبا عديدة ضد الدول المجاورة له مثل : اليمن / جبوتي / السودان / اثيوبيا ، والأن يقود حملة عداء ضد النظام الحاكم في اثيوبيا
*شردالشباب الارتري من الوطن عبر أليات متعددة
أ/خدمة وطنية غير محدودة لا زمن ولا فلوس
ب/تقليل فرص التعليم العالي والتقديم للجامعات ان وجدت الجامعات
ج/سجن وقمع كل شخص يريد التنفس اوالتحدث مع نفسه بالحريات ناهيك ان ينطق بها
د/عدم اعادة الارترين الذين عادوا من السودان الي اماكن موطنهم الاصلي ، بل تم حبسهم في المناطق الحدودية المتاخمة للحدود السودانية ، وذلك من اجل منع انتشار الثقافة العربية الي العمق الارتري
ه /النظام الارتري انهك الشعب الارتري والشباب الارتري في حروب غير مستفاد منها
و/ النظام الارتري وقف سدا منيعا بين الشعب الارتري والمنظمات الدولية سواء كانت حقوقية او قانونية او منظمات برنامج الغذاء العالمي ، ان هذا النظام قام بكل هذه الأشياء ليس حبا ورعاية مصالح الشعب الارتري ، انما كانت حماية نفسه كتنظيم (هقدف ) وسلطة سياسية حاكمة في البلد
■ الخلاصة :-
١/ان النظام الحاكم في ارتريا كان عليه ان يترفع من عقلية المراهقة السياسية والفتوة و كان عليه ان يتجه لمراعاة مصالحه كدولة وشعبه ومفروض ينظر الي اثيوبيا بنظرة سوق تجاري كبير يمكن ان تكسب ارتريا من خلاله الدولارات والأيدي العاملة ،وذلك عبر تأجير ميناء عصب بالشروط والقوانين والضوابط التي تفيد الدولة الارترية بما يتماشى مع القوانين الدولية في هذا المجال والاستفادة من القوانين الدولية الفقرة التي تحمي بها سيادتك القانونية في الموانئ البحرية
٢/هنا تكون ارتريا اظهرت حسن النوايا لاثيوبيا وجعلت اثيوبيا اسيرة مصالحها مع ارتريا وذلك عبر الاستفادة من قوانين الميناء

وكتبه/ عثمان دنكلاي

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى