إغلاق مركز لتحفيظ القرآن الكريم في قندع يثير قلقًا واسعًا وسط المجتمع الإرتري
قندع – زاجل, 15 يوليو 2025
أغلقت السلطات الإرترية صباح يوم الإثنين 15 يوليو 2025 مركز تحفيظ القرآن الكريم الرئيسي في مدينة قندع دون تقديم مبررات واضحة، وسط حالة من الاستياء الشعبي والقلق الحقوقي.
وبحسب مصادر محلية لوكالة زاجل، فإن المركز كان يحتضن ما بين 2500 إلى 3000 طالب وطالبة، ويُعد من أبرز مؤسسات التعليم الديني في المنطقة. ويعمل المركز داخل مباني معهد قندع الإسلامي الذي سبق أن أُغلق رسميًا في وقت سابق من قبل السلطات العليا.
وأكد عدد من أعيان المدينة أن محاولات الاستفسار عن أسباب الإغلاق لم تُجدِ نفعًا، حيث أوضح مدير المديرية السيد عمر يحيى أن القرار جاء أوامر عليا دون الإفصاح عن الجهة المعنية أو تقديم تفسير رسمي.
ويُشار إلى أن الأرض التي أُقيم عليها المعهد والمركز تعود إلى وقف خيري تبرع به المواطن الراحل سيد محمد داؤود، ما يُضفي أبعادًا قانونية ودينية على قرار الإغلاق.
سياق أوسع من التقييد
يأتي هذا الإجراء في سياق سلسلة من القيود المفروضة على التعليم الديني واللغة العربية في إرتريا، حيث تم في السنوات الماضية إغلاق عدد من المدارس والمعاهد الإسلامية، إلى جانب تقليص مساحات التعليم بالعربية، رغم أنها تُعد إحدى اللغتين الرسميتين في دستور 1952، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتثير هذه السياسات تساؤلات حول مستقبل التعدد الثقافي والديني في البلاد، خاصة في ظل التوسع الملحوظ في بناء المشاريع الكنسية ومنحها تسهيلات رسمية، مقابل ما يصفه ناشطون بـ التهميش الممنهج للمؤسسات الإسلامية.
دعوات للشفافية والمحاسبة
وتطالب جهات حقوقية محلية ودولية الحكومة الإرترية بـتوضيح خلفيات القرار، وضمان حماية الحق في التعليم الديني والتعبير الثقافي باعتبارها حقوقًا أصيلة تكفلها القوانين الدولية.
وتُعد مدينة قندع من المدن التي تحمل سجلًا تاريخيًا من التضييق على المؤسسات الإسلامية، حيث شهدت في العام 1992 حملات اعتقال واسعة شملت مشايخ وأساتذة وطلاب معاهد دينية.
تتابع وكالة زاجل هذه التطورات عن كثب، وستوافيكم بكل جديد في هذا الملف.