إن كنت ديوثاً فارقص على جراحنا

تأتي احتفالات ومراقص القنصلية اﻹرترية بجدة في الوقت الذي تغلي فيه النفوس الحرة مما يلاقيه أخوتهم في أسمرا وبالتحديد في أخريا على خلفية أحداث مدرسة الضياء واعتقال رئيس مجلس إدارتها الشيخ المقدام موسى محمد نور . وقد بلغ بقنصلية جدة الاستخفاف بالمسلمين والاستهانة بحقوقهم إقامة الحفل والرقص في هذه اﻷيام وهم في هذا الحال من الألم ويخيم عليهم الحزن من جراء الدوس على كرامة ألمسلمين في داخل ارتريا . وقد اعتاد النظام قمع المسلمين وهضم حقوقهم االدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية فسلب أراضيهم وممتلكاتهم وبنى كنائس في مناطقهم لتغيير هوية وتاريخ وحضارة تلك المناطق وزج ببناتهم في التجنيد الإجباري و تعمد ليصل بهن الحال الزواج من النصارى وهمش مناطقهم من التنمية وهمش تعليم أبنائهم وحرمهم من الوظائف السيادية كما همش لغة دينهم -العربية – وهي اللغة التي تجمعهم واعتقل كل من طالب بتلك الحقوق سواء كان من الدعاة والعلماء أو من المناضلين مهما كان تاريخه في البذل والتضحية لوطنه، فتلك معاناة 
وبدلا من ذلك قدم لنا النظام اﻹرتري مزيدا من الضغوط والاضطهاد وسلب الحقوق لزرع الرعب والخوف وإمعانا في منع المغتربين اﻹرتريين من العودة . وتقدم القنصلية بجدة هذا الاحتفال في هذا التوقيت ولا تؤجله لتوتر أوضاع الوطن لتقيس مدى نجاح سياسة الاستعباد التي انتهجتها مع الشعب اﻹرتري كم تبقى له من أبواق النظام الذي يفاخر بالدياثة والمهانة واﻹذلال . القرار بيدك أيها اﻹرتري في جدة أن تعلن اليوم عن موقفك أين تقف ؟ هل أنت مع أخوتك المسلمين والمضطهدين واﻷبطال الشامخين المعتقلين فتشمخ مثلهم ؟ أو أنت تقف مع الظلمة المجرمين فترقص على جراحنا ؟! إن كنت مع اﻷخير هنيئا لك بالدياثة والمهانة والحقارة وإلى مزبلة التاريخ وعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ..
قلم أم ياسر الإرترية – السعودية
 
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم
 
 
 
 
 
 
