رئيس دولة أم ناشط؟ أفورقي يستقبل وفدًا شعبيًا من شرق السودان… والزيارة تنتهي اليوم
عاد اليوم إلى السودان وفد شعبي من شرق السودان، بعد زيارة قصيرة إلى العاصمة الإرترية أسمرا، التقى خلالها الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، فيما وُصف من قِبل البعض بأنه “لقاء رمزي بين ناشطين ورأس نظام.
الوفد الذي ضم شخصيات أهلية وعناصر من المكون العسكري والمدني، تصدّره الجنرال شيبة ضرار، المعروف بنشاطه الشعبي في قضايا شرق السودان. وقد تم استقبالهم – حسب منشورات وسائل التواصل – في مكتب الرئيس أفورقي، حيث جرت مناقشة “المستجدات في السودان عامة، وشرق السودان بشكل خاص على حد وصف الوفد.
ونشر عضو الوفد أبو ستل ود حسين منشورًا قال فيه:
أنهينا زيارتنا إلى إرتريا بلقاء فخامة الرئيس أسياس أفورقي، ناقشنا المستجدات، ونشكر الرئيس على حسن الاستقبال والضيافة، كما نشكر السفير عيسى والأخ علي جيلاني وكل الإخوة في إرتريا.
زيارة تثير التساؤلات
ورغم حرص أعضاء الوفد على تصوير الزيارة بوصفها نجاحًا دبلوماسيًا، تساءل مراقبون عن دلالات هذه الخطوة، خصوصًا أن الوفد لا يمثل جهة رسمية، ولا يُعدّ وزنًا سياسيًا وازنًا بالمقارنة مع مكونات الشرق الأخرى – الدينية والسياسية والاجتماعية – التي لم تشارك في الزيارة، ولم تُستشر على ما يبدو.
ويطرح البعض تساؤلات حقيقية:
-ما هي الصفة التمثيلية لهذا الوفد؟
-ولماذا يختار رئيس دولة استقبال مجموعة ناشطين بهذا الشكل العلني؟
-هل تحوّل أفورقي إلى راعٍ سياسي للمكونات القبلية في شرق السودان؟
-وهل تسعى إرتريا للعب دور سياسي داخل السودان من بوابة المجتمع الأهلي؟
تحليل المشهد:
الزيارة تُقرأ في سياق إقليمي بالغ الحساسية، وقد تعكس:
-رسائل غير مباشرة موجهة إلى الحكومة السودانية.
-محاولة من أفورقي لتقوية نفوذه الرمزي في شرق السودان، المعروف تاريخيًا بقربه الجغرافي والثقافي من إرتريا.
-كما قد تعكس فراغًا سياسيًا في الداخل السوداني، يُستغل لخلق محاور بديلة خارج المؤسسات الرسمية.
الخلاصة:
انتهت زيارة وفد شرق السودان إلى أسمرة، لكنها فتحت أبوابًا من التساؤلات حول طبيعة الدور الذي تلعبه إريتريا في المشهد السوداني.
فهل نحن أمام انفتاح دبلوماسي غير تقليدي؟
أم أن المنطقة تُدار – مؤقتًا – من خارج الخرطوم؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة، لكنّ المؤكد أن الدور الرمزي لا يُمنح لمن لا يملكه إلا في ظل خلل أكبر.