د.حامد محمد حالفا: البروفيسور جلال…ود.موشي أنتما متفقان فلا داعي لمزيد من الردود
تنويه محرّر:
الآراء والمعلومات الواردة في هذا المقال تعبّر عن وجهة نظر الكاتب ومسؤوليته. وزاجل تنشر هذا المقال في إطار حرية الرأي والنقاش العلمي.
البروفيسور جلال…ود.موشي
أنتما متفقان فلا داعي لمزيد من الردود
بقلم / د.حامد محمد حالفا
اختلاف الرواية بين مصادر البروفيسور جلال الدين ود.إدريس موشي ذكرني باختلاف روايات الحديث النبوي الشريف فكم يتضايق منه صغار طلاب العلم ، ويستمتع به ويستفيد منه أهل الفتوى وذوو العلم والبصيرة .
كنت في حلقة علمية شرعية أدرس كتابا في الحديث النبوي الشريف – بلوغ المرام وشرحه سبل السلام – فطرحت سؤالا على الطلاب : لماذا تختلف رواية الحديث الواحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويها أكثر من صحابي بأكثر من وجه وكلهم حضر المشهد ، والحدث واحد .
وقبل ان يجيبوا طلبت واحدا من الطلاب وهمست في اذنه أن يدور حول الحلقة صامتا ويفعل أكثر من حركة يبدأ من عندي ويمضي وينتهي إلى حيث بدأ .
ثم طلبت من الجميع رواية ما شاهدوا قبل ان يعتريه النسيان؛ فاختلفت روايتهم في التفاصيل مع تأكيد أن الطالب اكمل الدورة حول الحلقة .
فمن المشهد أدرك الطلاب سبب اختلاف الرواية بين الرواة علما انه كلما طالت المدة ورد احتمال الاختلاف أكثر
وعلم الحديث أضبط مقارنة بغيره من العلوم ومع هذا جاز الاختلاف فيه فكيف بعلم التاريخ وحوادثه وطول المسافة الزمنية بين الحدث وناقله .
ذكرت ذلك لتاكيد أن اختلاف الرواية بشأن مشاركة الجنود الإرتريين شيء عادي محتمل ولا بأس من التحري لترجيج إحدى الروايتين أو الروايات إن تعددت وتعارضت .ويبقى الاحتمال الآخر مشروعا ولا مسوغ لمصادرته وهو قد يرى صحة ما ضعفناه من رواية مستندا على رواية مختلفة تميزت بالزيادة او النقص أو التوافق معنى لا لفظا أو التضاد .
قرأت ما كتبه اخونا د.إدريس موشي – وهو كثيف الحضور، وكثير المشاركات في الشأن العام وكتاباته مسنودة بحجج معقولة – ردا على مشاركة البروفيسور جلال الدين محمد صالح المنقولة عن كتاب آخرين تذكر تهمة ان جنود ارتريين في الجيش الإيطالي هم من ألقى القبض على الشهيد عمر المختار ، وكتابة د.موشى نفت هذه التهمة وأخذت تبرئ الجنود الإرتريين .
رد البروفيسور جلال الدين على الرد مؤكدا صحة ما نقله من المعلومة وغير مستبعد صحتها وغير مجتهد في ابطال ما يخالفها
فجاء رد آخر موسع من د.إدريس موشى ينفي التهمة ويستدل ويرد بشدة .
كتابات القلمين ناضجة وواعية وسليمة من الأخطاء وسلسة ولهذا اكتسبت قراء ومتابعة مميزة .
وبعد قراءة متكررة للمنشورات الحديثة لهما خطر ببالي أن اكتب كلمات موجهات إلى الأخوين الكريمين أ.د.جلال الدين ود.إدريس :
١– لا يظهر ما يترتب من أثر سلبي على الجيل الإرتري الحالي أو التالي من مشاركة جنود أرتريين كانوا ضمن الجيش الإيطالي في في عهده الاستعماري بناء على أنهم مجبرون على معركة لم يكونوا من صناعها وهذا ما يحدث قديما وحديثا حيث يجبر الأبرياء أو الجاهلون ليكونوا جزءا من حرب يخطط لها ويديرها الحاكمون الأذكياء الجبارون الاقوياء .وليس من خيار أمام الجنود المجبرين غير السمع والطاعة في خوض حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
ولهذا جاز لي التساؤل عن أسباب مخاوف د.إدريس موشى وهو يعلم أن في ليبيا إرتريين كثيرين مفيمين حتى الآن في ليبيا المقسمة بين حاكميها المتناحرين حكومة شرعية ومعارضة لا تعترف بها وبينهما حرب،وخلفهما داعمون ، ويوجد ارتريون هنا وهناك ولم نسمع انهم معرضون للأذى بسبب غزو إيطاليا لبلادهم ومعه مجندون ارتريون.
ومما يناسب ذكره هنا أن دولة ليبيا الحديثة كانت تدعم النضال الإرتري و أن الشعب الليبي صديق حميم للشعب الإرتري ولعله يقدر ما جمع الشعبين من بلاء الاستعمار وقسوته والمصائب تجمع المصابين .
ولا أعلم أن مواقف الشعب الليبي لاحقت الإرتريين بسبب مشاركة بعض أجدادهم في الحرب الإيطالية الظالمة لليبيا
وألا يوجد ليبيون مجندون مثل المجندين الإرتريين في الجيش الإيطالي يحارب بهم ضد وطنهم وضد مواطنين في مواقع أخرى ؟
ولو حدث افتراضا فكم هي الجبهات التي سوف يقاتل فيها الليبيون ضد دول شارك بعض مواطنيها إجبارا مع إيطاليا المستعمر الظالم واسهموا في أسر الرمز المجاهد الشهيد البطل عمر المختار علما ان جنود إيطاليا التي غزت ليبيا وغيرها كانت تتكون من جنود ينتمون إلى مواقع جغرافية تضم الصومال وإثيوبيا وإرتريا .. فكلها كانت تحت التاج الإيطالي المستعمر وكلها عانت من التجنيد الإجباري وخوض حرب لصالح المستعمر.
والسؤال الأخير ألم تشارك ليبيا الرسمية في احد مواقفها المتقلبة ألم تشارك في دعم نظام منقستو هيلي ماريام لمواجهة الثورة الإرترية وقتل الشعب الإرتري ؟ هل يلاحق الإرتريون ليبيا لأن احد مواقفها كان سلبيا تجاه قضية ارتريا أو يتناسوا ذلك لأن جميل ليبيا حكومة وشعبا غير منكور لصالح إرتريا
وللعلم والتذكير ان القذافي كان داعما سخيا للقضية الإرترية لكن ( وللأسف سرعان ما تغير موقف القذافي من الثورة الارترية بعد وصول منجستو هيلي ماريام للحكم عام 1974م حيث وقف نظام القذافي إلي جانب إُثيوبيا ، وحسب المصادر التاريخية فقد قدم النظام الليبي في منتصف عام 1977م دعما عسكريا يقدر 100مليون دولار أمريكي إلي إثيوبيا بالإضافة إلى تبني تحديث سلاح الجو الأثيوبي الذي كان يعتمد على المقاتلات الحربية الأمريكية وبدعم من ليبيا تحول إلى المقاتلات الروسية من طراز ميج بمختلف أنواعها .
بل وصل الأمر إلي إقامة جسر جوي لنقل الأسلحة والمعدات لإثيوبيا عبر بنغازي لكسر شوكة الثورة الارترية ، كما عمل القذافي في تلك المرحلة في دعم الاقتصاد الأثيوبي وقدم منحة لإثيوبيا قدرت ب 200 مليون دولار لدعم صناعة السكر في إثيوبيا- موقع فرجت )
فهل يصح للأرتريين أن يسببوا لأهل ليبيا مخاوف من الثأر والانتفام عقابا لهم بما فعل القذافي رحمه الله حين انقلب من داعم للثورة إلى خصم لها .
وحسن ظني بالشعوب وانظمتها الرشيدة أنها لا تنقب في الثارات لتقتل حفيد الحفيد بجريرة ارتكبها جد الجد.فتلك أمة لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت .
٢- ما يفعله الجنود الان في الجيش الإرتري على سبيل المثال من انتهاك لحقوق الإنسان أو خوض معارك ظالمة سياسية وعسكرية لم تكن بردا وسلاما على المستهدفين في ارتريا أو إثيوبيا أو اليمن أو جيبوتي أو السودان حرب بادرت بها إرتريا في كل الاتجاهات فهل هي من فعل الجنود أو هل هي من فعل النظام الظالم ؟ !
فغير مناسب في رأيي اتهام وإدانة الجنود المجبرين وإنما الإدانة تتجه إلى الأنظمة الحاكمة لا الجنود المجبرين إذ كل ما وقع للشعب الإرتري حديثا من قتل الرموز وانتهاك الحرمات ومصادرة الأموال وإغلاق المؤسسات الدينية تم تنفيذه على يد جنود من الجيش فهل تتوجه الإدانة أصالة إلى الجندي المجبور أو إلى الحاكم الآمر الجابر ؟ صحيح أن المسؤلية فردية بمعيار الشرع لكن جرم الحاكم أكبر من جرم الجندي المأمور المجبور..
٣- مسألة هل شارك الجنود الإرتريون في صف الجيش الإيطالي في اعتقال عمر المختار يسبقها سؤال هل كان جنود إرتريون في ليبيا مع الجيش الإيطالي الغازي وماذا كانت أدوارهم ؟
.والإجابة على السؤال الثاني : نعم يقينا لا أحد يختلف فيها وظل هؤلاء الجنود يجدون الرعاية من إيطاليا بعد هزيمتها وفاء لأدوارهم في خدمة المستعمر الإيطالي وظلت معاشات مالية تصرف لمن هو على قيد الحياة منهم ولست أدري هل يرث اهل الجندي الإرتري في الجيش الإيطالي المعاش المالي بعد وفاة الجندي بحكم طول الزمن وحلول الأجل. هل تورث المعاشات؟
فمسالة أسر عمر المختار أو أي جندي أو قائد ليبي مسألة ثانوية بالنظر إلى حجم مشاركة الجنود الإرتريين الذين يزيد عددهم عن ٢٣ الف جندي حسب ما جاء في مقال البروف جلال الدين . فهذا الوجود نفسه وجود معتدي على الوطن الليبي بانسانه وترابه وقيمه وكلا الكاتبين بروف جلال ود . موشى ينصان على حقيقة هذه المشاركة الإرترية فلا يوجد كبير معنى في هل شاركوا في أسر فلان أو في قتله لأن الأسر والقتل والظلم خدمة للمستعمر كانت مهمتهم التي جندوا من أجلها قسرا أو مختارين مقابل المال والمنصب.فغير لائق بأخوين أن ينفقا زمنا نفيسا في مسألة فرعية ثانوية أتت على لسان البروف جلال الدين للتمثيل وليست موضوعا اساسيا فيما تحدث أو كتب .
٤- لغة الكاتبين :
إن اتفاق الكاتبين على مشاركة الجنود الإرتريين في الجيش الإيطالي الغازي لليبيا يجعل مسألة الخلاف بينهما صغيرة جدا وثانوية فبينما ينفي د.موشى بثقة وجزم يتيح البروفيسور جلال الدين مساحة للتحري المستمر وينظر إلى الرأي المتهم على أنه يستحق الالتفاتة ولا يتهم القائلين به كما اتهم صاحبه د.موشى .
ولاحظت ان جلال الدين يناقش بهدوء وموشى يناقش بانفعال معتدي إلى درجة يتهم مخالفيه بالتزوير والتدليس ويصف خلاصة رأي المخالف بالفضيحة . طبعا حديثنا حول راي د.موشى في مسألة دور المجندين الأرتريين في أسر عمر المختار .
وللتوضيح نقف على بعض عبارات وجمل الكاتبين :
أولا- جلال الدين:
جاء في مقاله :
( وأترك الأمر في نهاية المطاف للقارئ الكريم، حتى يقرر ما يراه معقولا ومقبولا في نظره، وثم ليعلم أن ثمة أقوال أخرى غير التي ذكرها الدكتور إدريس، تستحق الذكر والالتفاتة)
لاحظ أن البروف جلال الدين لا يجعل رأيه ولا ما نقله عن الآخرين حقيقة مطلقة
وإنما يؤكد أن حديثه لم يكن مركزا في مسألة الجنود الارتريين في صفوف الجيش الإيطالي وإنما جاء ذكرهم مثالا لضحايا الاستعمار الإيطالي عامة قال :
( وكنت أوردت المسألة في سياق بياني لحالة التردي والانتكاسة العقدية التي شملت نطاقا واسعا من المسلمين في دار الإسلام، بحيث أوصلتهم إلى حالة من الضعف والهوان التي لم تقتصر وتنحصر على تمكن المستعمر من السيطرة على أرضهم فحسب، وإنما مكنته أيضا من رقابهم واللعب بعقولهم، والعبث بمقدراتهم؛ ليتخذ منهم جنودا في جيشه، يقتل بعضهم بعضا، وأكدت أنها حالة عامة وليست خاصة )
واضح ان حديث البروف عام يصف ويشخص الحالة العامة للمسلمين
ولم يأت ذكر إرتريا وجنود منها
ثانيا – د.إدريس موشي:
أما لغة د.إدريس موشى فهي جهيرة واثقة حاسمة معتدة بما لديها من حجج دون أي اعتبار لاحتمال أن تكون تلك الحجج ضعيفة أو خاطئة يبدأ هذا الحسم من العنوان وتجده كذلك في بعض المفردات وحشد الاستدلالات بغرض إلحاق الهزيمة بالمخالف وكأن هناك مشكلة بين كاتب وكاتب في مناسبة تقتضي الحرص على الانتصار!! .
لاحظ العنوان 🙁 الشهادة الفصل: شيخ المجاهدين عمر المختار يبرئ المجندين الإرتريين من التورط في اعتقاله) فهذا العنوان لا يتيح مجالا للمناقشة الهادئة ويمضي بالحزم والحسم نفسه في السرد : ( إنّ هذه الشهادة، بما تحمله من قيمة وثائقية دامغة، تمثل الحدّ الفاصل بين الحقيقة والافتراء، فهي كفيلة بأن “تقطع جهيزة قول كل خطيب”، وتنسف من جذورها كل محاولات التحريف أو الإسقاط
التي يسعى البعض لإلصاقها بالمجندين الإرتريين في واقعة الاعتقال ).
تمعن المفردات : (تحريف تنسف ، إسقاط، افتراء ..)
هذه المفردات لا يوجد ما يقابلها فيما كتب جلال الدين سوى كلمة وحيدة ( استل …) ولعل السياق فرضها تبرئة للنفس
ويصف قلم د.موشى مخالفيه بألفاظ شديدة القسوة لا تتلاءم مع النفس العلمي الهادئ وعلى سبيل المثال :
فضيحة علمية ، وإضافات من كيس أحمد .: ( هي إضافات جاءت من كيس الدكتور/ أحمد عبد الدائم نفسه، في محاولة مكشوفة لإيهام القارئ بأن ضخامة الخسائر تفترض بالضرورة مشاركة المجندين الإرتريين)
اتوقع أنه لو تحرى د.موشى لوجد اسلوبا ألين من هذا لبيان تصويب وتصحيح رأي مخالفيه كما قال جلال الدين في حقه : ( حمية للوطن محمودة ) دون المجازفة في إطلاق تهم كبيرة لأقلام قديرة
كل هذه التباينات بين الكاتبين في الأسلوب تنتهي إلى اتفاق أن الجنود الارتريين كانوا ضحايا الاستعمار الإيطالي لا مجرمين
ولبيان ذلك ذكرنا رأي أ.د.جلال الدين فينا سبق والان نضيف ما انتهى اليه مقال د.موشى : ( فإن القراءة التاريخية المنصفة تقتضي وضع المسؤولية في إطارها الصحيح؛ إذ إن الاستعمار الإيطالي هو الذي خطط ونفذ وارتكب جرائم الحرب في ليبيا وإرتريا والصومال وإثيوبيا. أما المجندون، على اختلاف جنسياتهم، فقد وجدوا أنفسهم عالقين بين موقع الضحية وموقع الأداة، يحملون جزءًا من المسؤولية الفردية عن أفعالهم، لكنهم لم يكونوا أصل الجريمة ولا صانعي قرارها. )
وهو المعنى نفسه الذي ذكره مقال وحديث البروفيسور جلال الدين محمد صالح .وإن كان هناك من فروق فهي تتمثل في أن جلال الدين لم يفرد لإدانة المجندين الارتريين حديثا وإنما جاء ذكرهم تمثيلا لتقوية حالة الهوان العام التي كانت عليها الشعوب المستعمرة بخلاف حديث د.موشى فقد ركز على مسألة نفي مشاركة الجنود الإرتريين في اعتقال عمر المختار فبدا في لغته ومستوى حديثه شديدا وكأنه في خصومة أمام القضاء في حين كان البروف جلال هادئا يطرح وجهة نظر غير مسلم بها لكنها غير منفية تستحق الاتفاتة ومزيد من التحري .
السطر الختامي :-
الكتابات التاريخية المتباينة سوف تظل كما يرويها أصحابها وليس بإمكان طرف محو ما لدى الطرف الآخر ولهذا يلزم أن نتعامل معها بهدوء وتحري فإن اطمأنت نفسك لمحتوى وانشرح صدرك لمعلومة فلا تجعل من قناعتك حقا مطلقا يجب أن يعتنقه المخالفون
وهناك كثير من قضايا التاريخ ظنية ما لم يوثقها وحي
وشبهة دور المجندين الأرتريين في الجيش الإيطالي في إلقاء القبض على الشهيد البطل عمر المختار رحمه الله تظل محل تحري بحثي هادىء غير معتدي وهي تظل كذلك مسألة ثانوية ظنية مقارنة بحقيقة أن المجندين الأرتريين كانوا جزءا من الجيش الإيطالي مثل غيرهم من الجنود المجبرين وكان الدور المنوط بهم هو خوض المعركة والتفاني في خدمة المستعمر .وضمن واجباتهم يأتي أسر وقتل وتعذيب الخصوم من رجال المقاومة الوطنية
وكتاباتنا اليوم لا تمحو تلك الحقيقة ولا توجد مخاوف من الحديث التاريخي لأن الإدانة تتجه إلى المستعمر لا إلى جيل حاضر ولا جيل لاحق من الإرتريين ولهذا أنصح الصاحبين ا.دجلال الدين ود.إدريس موشي بالإعراض عن مثل هذه الكتابات التي تتبنى أسلوب : (قال لنا ، وقلنا له) التي تأخذ من الكاتب الزمن والعمر في شيء قليل الجدوى، وكثير التشويش والتخويف . ولا داعي لإفهام القارئ أننا نصطنع الاختلاف مع بعضنا في قضايا ثانوية شغلا لوقت القارئ ووقت الكاتب بما غيره اهم منه . .