أخبار زاجلمقالات وآراء

أ.عثمان حجاي :النظام يخوض حرب البقاء

أكثر النظام من العربية المكسرة في إطار الخداع والتعبئة لا في إطار المصالحة الوطنية

ضمن المشاركة  في استطلاع ( زينا ) لشهر سبتمبر 2022 جاءت مشاركة الأستاذ عثمان حجي و فيما يلي نصها : 

النظام الإرتري يخوض حرب البقاء وهذه المعركة، ولذلك لابد من تجيش الشعب الإرتري بالكامل في هذه المعركة، ولابد له من توحيد الجبهة الداخلية والخارجية لهذه المعركة، التي سوف تحدد استمراره في المشهد الإرتري، خاصة أن النظام الإرتري ومنذ وصوله للسلطة ظل يجد مقاومة شديدة من الشعب الإرتري بشكل كامل، وذلك بعد انكشاف مشروعه الأحادي الطائفي منذ استقلال إرتريا في 1991 أن هذا المشروع كان يعلم به كثير من الثوار الإرتريين، وكانوا يعولون على الرفقاء في الجبهة الشعبية في تغيير هذه المفاهيم بعد الاستقلال بالرغم من جميع المحاولات الكبيرة التي كان بالإمكان من خلالها تغيير هذه الواقع وإعادة إرتريا الي مشروعها الوطني الاستقلالي الذي دفع الشعب الإرتري ثمنا غاليا من أجل تحقيقه وقد كان ذلك إلا أنه جاء دون استحقاقاته المطلوبة إلي يومنا هذا.

لا جديد فيما يفعله النظام. في هذه الأيام محاولا تغيب ذاكرة الشعب بهذه السياسيات المكشوفة وتمرير أجندته التي يعلمها القاصي والداني وهي فلسفة التوجيه المعنوي أو بما يعرف بفلسفة التغيب والتمرير التي يستخدمها كل صاحب مشروع وهي فلسفة علمية لها منظروها محاولا دغدغة مشاعر الشعب وكسب ود المقاومة الي صفه في معركته المصيرية التي أصبحت تتضعضع أمام ناظريه وفي حياته بعد ان مرت  بفترة كبيرة من العزلة وهو يهرول يمنة ويسري كان أخرها حلفه الإماراتي والسعودي الذي جر على المنطقة كثيرا من الإشكاليات في مناطق متعددة منها اليمن وجيبوتي والسودان و في كل ملفاته شرقا وغربا وهذا لا يخفي على أحد إلى أن وصل غايته المعهودة بالعودة الي صراعه المحبب ضد تغراي مستغل ظروف الاضطرابات التي تحدث في العالم لتصفية حساباته الشخصية مع جبهة تحرير تغراي باعتبارها هي المسئولة من فشل الدولة الإرترية وفشل مشروعه وعلى هذه الأساس و يدرك تمامًا أن المجتمع الوحيد الذي يمكن ان يحقق له انتصار في هذه الحرب هو الشعب الإرتري الذي يقاتل من أجل هوية الدولة العربية والإسلامية بعد أن مضي جل حياته محاولاً اختطاف هذه الحقائق ففرغ إرتريا بذلك من أهلها ورجالها وحارب الثقافة العربية والإسلامية .

والقضية ليست في سلوكه المعروف لدينا هذه بل هذه المرة بدل من أن يجعل التصالح تصالح وطني عام مستغل هذه الفرصة لإعادة الدولة إلى الشعب من خلال مجموعة من المطالب الحقوقية قرر ان يتمادى بتعريب الحبشية لذلك تظهر اللغة العربية مكسرة وضعيفة لأن الذين يتصدرون واقع المشهد الإعلامي غير مؤهلين في تمثيلها وليس من أهلها وإذا تجاوزنا المفاهيم الضيقة التي تحاول ان  تجرنا الي صراع الهوية نؤكد أن اللغة العربية ليست قبيلة بل هي لغة ثقافة يلتقي عندها ثمانية مكونات من مجموع تسعة مكونات للمجتمع الإرتري بل الأجدر بالانتباه أن القومية التاسعة التي تتحدث بالتجرنية تتكون كلماتها من الجئزية والمعروفة بلغة أهل سبأ وهم كما تعلم أصل العرب من قحطان وإن كان هناك جدلية تفصل هذ الأمر على حقبتيه بالحقبة البائدة والحقبة التي جاءت من صلب (جرهم ) والمزج الذي حدث بينهم وبين إسماعيل عليه السلام محدثًا هذا التعريف المتجدد ثم جاء الإسلام وجعل منها أمة قرانيه ورسالة واحدة لكل من يتحدث بها على أساس ثقافي وليس أساس قبلي وتقرر نصوص بذلك ويعترف بالتعدد أو الأصل  في هذه التمايز والتعارف .لا كما تستخدمه الأنظمة من أجل الهيمنة والسيطرة على السلطة والثروة  وبخصوص الأصوات التي ظهرت في صفوف المعارضة وهي تدعو الي الاصطفاف إلى هذا النظام في هذه الظروف هذه اصوات ضعيفة وغير مهمة ولا صيت لها سوي اغتنام هذه الفرص من أجل مكاسب شخصية بعد أن انتهي دورها في المقاومة وعجزت بأن يكون لها دور في المقدمة وهذه مسيرتها ولو تناولناهم بالأسماء سيتضح لك جليا هذه الأمر طيلة الثلاثين عاما هذا ديدنهم وحتي أن بعضهم عندما عجز أن يتناغم مع مجاميعه الفكرية والأيدلوجية وجد في مظلة المستقلين باب أوسع لمحاولاته المتكررة بالقفز واحدة من المؤسسات التي تظهر من حين الي حين إما يتودد اليها أو يقوم هو بحراكها ثم سرعان ما يتراجع ليتخذ موقف عدائيا وكل محاولاته مسجلة واغلب من في الساحة يعرفها وهم يدركون جيدا مسيرة اسياس مع مثل من قدم التنازلات وذهب الي إرتريا فكان مصيره التغيب والتعذيب والقتل وإن نجا فكان مصير الخيبات والهروب وكلهم يدرك ذلك ولو كانوا صادقين فليبرز الينا بهذه الدعوات من أسمرا بل اسوء من ذلك أن الجبهة الشعبية وكوادرها المؤطرين لم يفكروا لتسير قوافل الدعم ولم نشاهد لهم طوابير عودة هذه دعوة باطلة وخنوع ليس له منطق او مثيل عبر التاريخ ولا نغفل أنهم يدركون جيدا مصيرهم مع أسياس، أسياس الذي كافأ سلام ابي أحمد بخراب أثيوبيا وجرها الي هذا المنحدر وهو يسعي خلف انتقامه من تغراي وملس زيناوي ورجاله الذين ورثوا جبهة تحرير تغراي وعلى راسهم دبرصيون منظريهم وأسقط أبي أحمد من أن يصبح الرئيس الأول في اثيوبيا الذي وجد دعماً دوليا وإقليميا بمجموعة الإصلاحات التي  قدمها في بدايته الي خريطة من الصرعات والدماء الذي يشهده العالم . فكرة التصالح مع الشعب الإرتري من خلال التوجيه المعنوي الذي يمارسه إعلام الجبهة الشعبية هذا كما أسلفت إعلام حربي موجه الهدف منه الحشد والتعبئة والذي تؤكد فيه مصادرنا في الداخل أنه هذا التوجيه تصاحبه حملات اعتقالات واسعة في جميع أنحاء إرتريا من أجل هذه المعركة التي قضت وسف تقضي على شبابنا في الداخل خاصة أن التوجيهات واضحة في توجيه شباب والمكونات الأخرى في الصفوف الامامية على أساس أن قيادة الجيش وخواصه هم من الرافضين لهذه الحرب لان تجراي وتجرنية هم ابناء عمومة وربما يحدث عصيان وتتوجه البندقية من الميدان الي صدر اسياس لذلك يريد اسياس ان يستند على مجتمع لا تربطه أي علاقة بتقراي وليس لديهم  مشتركات ثقافية ولا تجمعهم هوية واحدة بل هذا المجتمعات لديه تاريخ طويل من النازاعات والدماء ما سيفصح عنه التاريخ بشكل كامل عند استقرار الدولة وتتحرك عجلة الحياة فيها وينشأ دولابها السياسي وتتحرر مؤسساتها العلمية والأكاديمية وتحكي عجلة التاريخ عن إرتريا الأرض والإنسان ولذلك كثير من المثقفين وأقربهم إخوتنا في السودان يعتقدون أن إرتريا كانت جزءاً من إثيوبيا وإذا كان هذا البناء يعتمد على الحقبة التاريخية التي ينطلقون منها فيقع التعريف ايضاً على السودان وجيبوتي والصومال ضاربين عرض الحائط بتاريخ طويل من الصولات والجولات بين الأحباش وما حولهم من مكونات وهذا باب جدلي كبير نتجاوزه الي أهل الاختصاص وفلسفات اسياس في هذه الامر مضحكة فهو الذي اقر سياسة اللغة الأم بهدف تغيب المجتمع من معرفة لغة دواليب الدولة الطائفية

وهي التجرنية بعدما غيب لغتها الرسمية العربية في دستور 1952 ثم بعد تجرنة الدولة وجد المثقفين التغرنجاويين هذا الخطأ الفادح الذي اوقعهم فيه أسياس بحكم أن اللغة العربية هي لغة صمام أمان بالنسبة للدولة الإرترية ولغة وحدة وطنية حقيقية لن تتحرج جميع المكونات من تعلمها والعمل بها بل هي لغة محيط ومحيط قوي جدا في العالم اقتصاديا وأمنيا وهو رجل يغتنم الفرص بشكل كبير وجاء هذا التحول منذ دعم الإمارتين له في حرب اليمن عندما وقع معهم اتفاقية لتأجير مواني وقواعد عسكرية وانتشاله  من الفشل والانهيار المحتم في تلك الفترة بعد إقراره بالفشل في إدارة الدولة خلال العقود التي اختطف فيها الدولة وغيب شعبها من إدارة وطنه ليظهر اليوم بالرجل الحريص والمتوازن في إتاحة الفرص لكل المكونات الإرترية بشكل قشوري وضعيف لرجل غير واثق مما يقوم به اتجاه حقوق لا تقبل الجدال والتقرايت تتحدثها أكثر من قومية كل لغة رئيسة وبعضهم يتكلمها بحكم الاختلاط والتزاوج والمصاهرة والقربي وهي من المفترض ان تكون اللغة الرئيسية الثانية وهي لا تقل عن التغرنية سوي البعد العصبي المعروف لدي الكسومين لان التقرايت كل من تعلمها فرضته ظروف الطبيعة المقبولة ولم يكن بدواعي الاستهداف الممنهج.  عمد النظام وكوادره في الداخل والخارج وحتى في صفوف المقاومة في الإساءة الي رموز الثورة من المسلمين بسلوك ممنهج فلم يكن فقط رمزية صانع ثورة الاستقلال الإرتري بل طال هذا التشويه كل الآباء من الرعيل الأول : كبيري  وسلطان وكيتو . وهولاء يرمزون بكل فخر الي الإرتري العربي المسلم الذي سعي أسياس جاهدا دفن أحفادهم وتشريدهم

وتغيبهم خلال مسيرة ثلاثين عاما التي وجد خلالها مقاومة قوية وإن كانت مقومات ضعيفة وتحول كبير في المواقف الدولية وبروز محاور مختلفة ساهمت بدورها في  بطئ حركة المقاومة وفاعليتها وبالرغم من كل هذا وبأدوات بسيطة استطعنا إجباره على الاعتراف بهذا الحق الأصيل ليس هذا فحسب بل نريد أن نرسل رسالة عبركم إليه وإلي أعوانه أننا قريبا جدا سنتحدث بهذه اللغة في كل ربوع إرتريا وسنحتفل برموز ورجالات ثورتنا ونساهم في صناعة الدولة الإرترية الموحدة التي يطمئن لها أبناؤها ويعملون جاهدين في بنائها ويطمئنون جوارهم بانتهاء عهد التدخلات السافرة  في شؤونهم الداخلية و يعملون على استقرار محيطهم الإقليمي بإقامة علاقة أخوية صادقة وحسن جوار وانتهاء كل أ شكال العداء والاقتتال والعمل على تطوير المحددات الأمنية والاقتصادية كمشاريع بديلة لنظام أسياس افورقي. وهي تملأ مخيلة قيادة المقاومة وضمن أولوياتهم.

شاكر لكم هذه السانحة 

أ.عثمان بن حجاي :

  • دبلوم في امن المنشاءات ودبلوم الجمارك والشجن ،
  • ناشط سياسي وعضو منظمات حقوقية وإعلامية ،
  • مهتم بقضايا القرن الأفريقي السياسية والإنسانية.

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى