مقالات وآراء

أ.عثمان دنكلاي :سلوكيات قيادة (هقدف ) من الثورة الي الدولة

من الفكر ينبثق السلوك فهو قد يكون صالحا فتنتج عنه سلوكيات صالحة بناءة جامعة وقد يكون طالحا فتنتج عنه سلوكيات فاسدة هادمة مفرقة تقصي الآخرين وتستأثر بالسلطة والثروة لتوجه كل شيء في الوطن لصالحها وتستخدم الآخرين آلة لتحقيق أهدافها ونظام الجبهة الشعبية  ( هقدف بقيادة اسياس افورقي والمجموعة الطائفية الحاكمة عرف منذ ظهوره بالفكر الطالح والسلوك الطالح الذي فرض على الوطن بقوة السلاح والجبر البغيض .فمنذ وقت مبكر خلال فترة النضال وحتى ما بعد التحرير تمتلك عقلية الجبهة الشعبية الإقصاء وتتعامل مع الآخرين باستعلاء وخداع ومكر ، من أجل تحقيق طموحاتها وبالنظر إلى سلوكها يتضح لنا أنها  كانت تنادي بالمساوة ” معرنت ” بين المناضلين والمناضلات وبين الرجال والنساء والمسلم والمسيحي لكن عند التطبيق كانت تمارس الطائفية لتحارب بها الطائفة الأخرى فالمسلم كان ممنوع أداء شعائره الدينية من صلاة وصيام بحجة انشغال الجيش بالنضال ومواجهة العدو  ، وإمعانا في تضييع حق المسلمين  في ممارسة دينهم كانت تفرض عليهم أن يدفن الجنود المسلمون في مقابر جماعية تضم مسيحيين وهو سلوك يرفضه الدين الإسلامي ورفضت أداء العبادات في جبهات القتال بحجج أمنية وانشغال الجنود بالمعارك والواجبات الشاقة التي تنتظرهم .دون أن تعطي أي احترام للنصوص الشرعية التي تلزم المسلم أن يقوم بما يجب عليه شرعا في كل الظروف حربا وسلما

وكانت تعد الناس بالحرية الدينية بعد التحرير لكنها ظلت في منهجها العدائي وممارساتها الإقصائية .اتضح أنها كانت تستخدم الخداع مع الجنود المسلمين وهي كانت تركز على التثقيف السياسي الذي يسعى للقيام بمهمة غسيل المخ عن القناعات والمبادئ التي ورثها ابناء المسلمين عن اهلهم وعرفهم ودينهم وتاريخهم  كانت تعمل لطمس تلك القناعات الأصيلة مقابل فرض قناعات اخرى جديدة لا خيار للمواطنين ان يتركوها او يرفضوها .ولهذا تحول الشعب في سواده الأعظم مجبرا  على أن يتحدث بالتقرنية. ويتخلق سواد منه باخلاق اهل التقرنية أي المسيحيين الأرتريين في اشياء كثيرة  شكلا وسلوكا ومواقف وثقافة .إنها كانت غاية وصلت إليها بجهد كبير وتخطيط ماكر وعمل دؤوب معتمدة على أساليب الإلهاء والإغواء والإرهاب والخداع وتزيين الباطل وتقبيح وتشويه الاصالة والتاريخ والحقائق.

وباسلوب الخداع نفسه تعاملت مع المهاجرين الأرتريين في الخا رج  حيث تمارس منهجها في التثقيف السياسي عبر الخطاب الترويجي لانتصارات التنظيم وبطولات قادته كما كانت تخاطب الجمهور بالأغاني الحماسية التي تمجد الثورة والوطن دون النظر إلى حق المواطن في الحرية الدينية والخلقية والعمل والتنقل والكسب .وللاسف الشديد لقد سجلت نجاحات كبيرة في تضليل الجماهير ولهذا تجد من يرقص في مناسباتها ومن يدفع الإلتزامات المالية الإجبارية ومن يدافع عن ذابحيه ومغتصبي ارضه وعرضه ومحاربي دينه وعلمائه ومؤسساته التعليمية ومن اباد قدواته وزعامات وأهل الصدارة في المجتمع ..

ولأن الخداع هو سلوكها العام المتاصل لقد مارسته مع العالم الخارجي فهي عند المعسكر الشرقي الاشتراكي رفعت شعارات الاشتراكية وفي العالم الغربي المسيحي رفعت شعار المسيحية والعلمانية وفي كل الاتجاهات كانت ترفع الشعار المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب دون أن تتخلى عن اهدافها الطائفية الإقصائية التي تستاثر بالسلطة والثروة والفكر والسلوك الذي يرفض التعايش مع الآخرين من شركاء الوطن

ونتيجة لممارستها الخاطئة عزلت الشعب الأرتري عن محيطه الدولي والإقليمي والعالمي فقد اصبحت دولة ارتريا مصدر قلق لجيرانها لكونها من يبادر بافتعال المشكلات والأزمات

فظلت التقارير الدولية تدين ارتريا بسلوكها السيء ولم يستطع دبلوماسيوها تلميع وجهها القبيح لأنهم صوت واحد يردد تعليمات أسياس أفورقي حرفيا ولم يكن لديهم صلاحيات تحت ذريعة السلامة الامنية .

ومثل وزارة الخارجية تقع تحت قبضة اسياس أفورقي كل الوزارات الأخرى يحركها كيف يشاء فهل سمعت بوزارة الداخلية بعد اعتقال المناضل السجين القائد محمود شريو الذي كان وزير الحكم المحلي ففي تقديري  الذي يؤيده الواقع أن كل هقدف تحت صلاحيات افورقي لاقيمة لشخص يكون وزير  أو مسئول في تلك الدولة التي تسمي ارتريا وتساعده مجموعة ضباط طائفيون أصحاب مصالح خاصة بهم يخشون من المحاسبة على الجرائم ولهذا يحرصون على تثبيت اركان النظام وحمايته السقوط .

وحتى لا تتكر ر تجربة الجبهة الشعبية السيئة الذكر وممن أجل النهوض بالدولة التي افقدتها (هقدف) موقعها الدولي علينا الاجتهاد  في العمل بمثل هذه المقترحات:

1/ السعي الي  ترسيخ ثقافة روح المحبة للوطن

2/ترسيخ فهم الوطن يسع للجميع

3/ السعي في ايجاد ما يجمع الشعب الارتري من ثقافات وعادات وتقاليد

4/ ايجاد قيادات ذات كفاءات علمية وادارية

5/ انزال ايجابيات المرحلة النضالية والتضحيات للمناضلين والمناضلات الذين ضحوا من اجل  ارتريا إلى ارض الواقع تطبيقا عادلا يحترم الوطن وكل المواطن وكل المناضلين

6/علي المعارضة الارترية ان تتوحد وترتفع الي مستوي الوطن لبناء دولة ارتريا  حرة  مستقرة تسع الجميع بمكوناته القبلية، والدينية ، والوثنية ، والكل يجد نفسه في الدولة الحديثة

والله الموفق

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى