مقالات وآراء

الحوار لا شيء غير الحوار..إشادة بحوار الشيخ أبي الرشيد والقس شنودة

سيفضي للحل الشامل وردم الهوة التي سكنت النفوس والغضب المتصاعد الذي أصبحت نيرانه تشتعل وتزيد اشتعالاً في كل يوم، وعندما نقول حوار نعني : هناك توجس غير مبرر يتشبث به كل طرف بما يراه دون أن يفضي مخاوفه للآخر ، ودون أن يتعمق في متطلبات التعايش.

العقلانية والموضوعية تحتم على الجميع التمسك بالحوار الهادئ لحل كل ما علق بالنفوس مهما كان. كيف تحل كل المشكلات دون أن يقترب كل طرف إلى صاحبه، ودون أن يهمس في أذن صاحبه ،هذا التوجس من الآخر عمّق المشكلات وجعلها    تقود إلى العداوة المستعرة التي غذاها النظام بكثير من الممارسات الخاطئة والجرائم  الممنهجة، وشحن نفوس المواطنين بشكل مباشر أو غير مباشر تمثل في (تجييش) النصاري والتحكم في البلاد ، وأصبح المسلمون مواطنين من الدرجة الثانية يسلبهم حقوقهم الأساسية كمواطنين لهم ما للنصارى وعليهم ما على الآخر.حتى الحقوق في ظل هذا العصابة من وظائف الدولة العليا محتكرة،  الوظائف المدنية الدنيا ورتب الجيش والأمن وغيرها كثير ..لمزيد من تعميق المشكلة نُزعت الأراضي الخاصة بالمسلمين وتسليمها للنصارى بشكل ممنهج فضلاً للمحرضين من الداخل والخارج والوصول إلى مرحلة الحرب على أساس مسلمين والنصارى وهو ما ينفخ فيه اليوم بعض ممن عميت بصيرتهم يدعون بأعلى صوتهم الانتقام من المسلمين وطردهم وقتلهم والتنكيل بهم، أصوات تردد على الملأ، وجدت  ردات فعل تشبهها في الغلو والتطرف، مما جعل الأمر يبدو وكأن حرباً تستعر بين المكونين فأقلق مسار الحوار بفعل أصوات التهديد والوعيد وظل الحل الشامل بعيد المنال في هذه الأجواء السلبية

. ما الذي سينتهي إليه هذا الإعراض والكراهية المتصاعدة بين المسلمين والنصارى؟؟! وما هو دور النخب والمثقفين في هكذا خطاب؟؟

 أولاً : الاعتراف بأن هناك أزمة ثقة لتراكمات قديمة كان لها دور سلبي على مجمل الأوضاع الراهنة.

ثانيًا: تحميل العصابة الحاكمة في ارتريا مسؤولية مباشرة عن تدهور ألأمور البلاد

. ثالثاً: دعوة صادقة في الجلوس ومناقشة هذه المشكلات.

رابعا:فتح صفحة جديدة تكون المواطنة والتعايش أساس المساواة في الحقوق

. لا شك أن تصاعد وتيرة الخطاب المعادي يُعد خسارة كبيرة وربما انهيار (بيضة الدولة) في المستقبل إذا تواصلت هذه الاتهامات والكراهية التي بدت وكأنها الأصل في العلاقة بين أبناء الوطن الواحد. لا نريد القفز على الحقائق، كثيراً من الظلامات ضد المسلمين وقعت بقصد من مجموعة خططت ونفذت جرائمها وعنصريتها لتلبية داعي الكراهية والتصنيف الطائفي أو المناطقي سمه ما شئت.

هذه العصابة لنا معها ثأر لرد الحقوق وإقامة العدالة من المعلوم لا تسقط الحقوق بالتقادم ولا يمكن للشعب الارتري أن ينسى ليله الطويل الذي أوقعتنا فيه العصابة. إذن فتح ملفات الظلامات التي لحقت بنا جميعا وتحميل المسؤوليات لها وحدها هو المنطق والواقع دون تعدي، لا يجب بحال تعميم تلك الظلمات لكل من ينتمي للنصارى في ارتريا (ولا تزر وازرة وزر أخرى ) وتثبيته كحق أدبي ثم بحث وسائل التقاضي القانوني العادل. لكني لا أقول بأن كل من ينتمي للمسيحيين في ارتريا مُبارِك للجرائم ومُشارك فيها ويجب القصاص منه..!  ولا أشك لحظة بأن هذه المجموعة أعدت بمنهجية استهدافنا جميعاً والقضاء على اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد فخربت وأجرمت في حق وطن بكل مكوناته وثقافاته وإرثه. يبقى أن نقول لما لا يتم حوار مجتمعي يُؤسس للتعايش السلمي وإيجاد صياغات كل يجد نفسه فيها: حقوقه، وموضعه، آماله ، مستقبله. أما ما نشاهده من ارتفاع صوت الكراهية بفيديوهات العار التي ما لبثت أن وجدت انصاراً تهلل تزبد وترعد وتتوعد بالانتقام من المسلمين وجدت ما بنفسها من مرض ساقها لمستنقع الكراهية والتعدي بشكل سافر غير مسبوق ، والردة، يجب أن ندعها في سياقها الصحيح ولا نعمم شررها ، صحيح كثير من المسلمين غضبوا –من حقهم – لكن من العدل أن لا يتعدى الاتهام صاحب الجريمة ولا ينبغي أن نحشد غضبنا وردودنا على مكون ثقافي بكل ما فيه ومن فيه. واللقاء الرائع الذي جمع الشيخ أبو الرشيد مع القس شنودة يجب أن يبقى ملاذ الوطنين الأحرار)  (التجربة) التي قام بها (رجال الدين) الشيخ/ محمد جمعة أبو الرشيد والقس شنودة تجربة جديرة بالاحترام والتقدير لما لمسناه من صراحة ووضوح ثمرة يجب أن تتواصل مثل هذه الحوارات.. وكي لا يفهم مقالي بأنني أطالب نقل كل القضايا إلى مربع الدين فيكون (حوار ديني) ومخرجاته تكون تقارب الأديان وتظل القضايا أسيرة للعلاقات والجلسات الودية دونما ملامسة حقيقية وحلول واقعية على الأرض.هذا ليس المقصد .

نريد حواراً شاملاً موضوعياً عقلانياً يدور حيث تدور مصالح الوطن العليا وتفتح آفاق جديدة يتواضع عليها الفرقاء.

لا يخفى أن المشاكل في أساسها هو سياسي لكن الطائفية  أحياناً كثير ما تطلّ برأسها لتسميم الأجواء ودق الطبول لتجد أنصاراً مندفعين بلا عقل يقودهم، ولا منطق يبرر فعالهم، فالمشكلة سياسية بامتياز ويجب أن تظل كذلك. محاولات إقحام الدين والطائفية لحل المشكلات الوطنية هو تدمير خطير وإعصار سيدمر المكتسبات الوطنية ويهوي بها إلى أسفل السافلين. كل الوطن متضرر ونرى نتائج ذلك في الأوضاع الخطيرة للبلاد لتنفرد تعصف بالتاريخ ومستقبل البلاد، فالمصلحة الوطنية الآن أن تصب كل الجهود المخلصة في إنقاذ البلاد من هذا التوتر وأن يكون التحرك شاملاً لردم هذه الهوة قبل أن تلتقي الفئتان كل يريد كسب أهوائه المدفونة وإعلان انتصاره في حرب طائفية لا تبقي ولا تذر.

وكلنا يعلم ما يخطط له الأعداء في تعميق التوتر وإخضاع البلاد وتاريخها المشرف لدوائر كلنا يعلم خطورة ما يًراد لنا في هذه البلاد الموعودة   بالخير والنعم.إذا ما فطن أهلها وحموها مثلما كانت بطولاتهم ونضالاتهم مشرفة و مازال الخطر محدقاً من كل جانب. كيف يمكن حماية الوطن ومكتسباته من شرور الأعداء ونحن أيدي سبأ قطع مبعثرة تهلل للقبيلة والمنطقة والطائفة..الأكدار العالقة في النفوس هي مهلكات الوطن.

الا يستحق منا هذا الوطن أن نصون وحدته كما صُنا تراتبه..؟!!!

عبده يوسف أحمد Abduedress68@gmail.com

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى