أ. ابراهيم قارو: المثقف المستنير
“المثقف المستنير: تحليل فكر علي شريعتي ودور المثقف الإرتري في تعزيز الوعي الاجتماعي والسياسي”
يعتبر كتاب “المستنير ومسئوليته في المجتمع” لعلي شريعتي من الأعمال الفكرية التي تجمع بين الفلسفة الاجتماعية والسياسية حيث يقدم رؤية عميقة لدور المثقف المستنير في المجتمعات المضطهدة والمستبدة.
ينطلق شريعتي من مفهوم الاستنارة، ليس بوصفها مجرد عملية فكرية بل بوصفها مهمة تاريخية وأخلاقية تتطلب من المثقف أن يكون عامل تغيير ومصدر إلهام للنضال الاجتماعي والسياسي.
هذا النوع من القراءة التأملية يستدعي منا استكشاف الجوانب الرمزية والدلالات الأعمق التي يطرحها شريعتي واستنباط الدروس التي يمكن تطبيقها على واقع المثقفين في أي مجتمع يعاني من الاضطهاد كحالة المجتمع الإرتري.
سنحاول في هذا السياق تطبيق أفكار شريعتي على المثقف الإرتري ودوره ومسؤوليته الاجتماعية، في ظل القمع السياسي الذي تشهده إرتريا خاصةً مع تهميش المعارضة والمجتمع المدني.
الجوانب الرمزية المهمة في الكتاب
الاستنارة كعملية تحررية
عند تحليل مفهوم الاستنارة وفقًا لعلي شريعتي نجد أنه يرى الاستنارة كعملية ديناميكية تتجاوز مجرد التنوير المعرفي إلى التحرر الشامل من القيود التي تُفرض على الفكر والروح. بالنسبة لشريعتي، المثقف المستنير هو من يُدرك أن المعرفة ليست امتيازاً فردياً أو زينة للذات، بل هي أداة للتحرر الجماعي وواجب اجتماعي يقع على عاتق المثقف.
في السياق الارتري حيث تُحكم الدولة بقبضة استبدادية تقمع حرية التعبير، فإن الدور الحتمي للمثقف المستنير يتطلب مواجهة هذا القمع والانخراط في عملية توعية مستمرة.
تتطلب هذه المهمة من المثقف الإرتري تجاوز المصالح الذاتية والتخلي عن عزلة النخبة. يجب عليه أن يُحوِّل معرفته إلى قوة تساهم في تحرير المجتمع من أغلال الجهل والتضليل السياسي ويُعزز ثقافة الحوار والنقد التي تعتبر أساسًا لأي تغيير حقيقي.
إن الاستنارة في هذا السياق ليست مجرد دعوة لانتقاد الواقع بل هي دعوة لإعادة تشكيله. ينبغي على المثقف أن يُشارك في بناء فضاء عام يسمح للأفراد بالتفكير المستقل والنقد البنّاء ويُحرِّر المجتمع من الخضوع التلقائي للسلطة. في ظل النظام الارتري القمعي يمكن للمثقف استخدام أدوات مثل الإعلام البديل، والأدب، والمسرح، والنشاط الرقمي لنشر الوعي، متجاوزًا الرقابة الرسمية. وهكذا تصبح الاستنارة عملية تحررية تفتح الآفاق للتغيير الاجتماعي والسياسي وتُحطم القيود الفكرية التي تُرسّخ الاستبداد.
المثقف كمرشد تاريخي
يرى شريعتي أن المثقف هو صاحب رسالة تاريخية تتطلب منه استلهام الماضي لفهم الحاضر والتخطيط للمستقبل. فهو لا يعيش في عزلة زمنية، بل يتنقل بين طبقات التاريخ ليكشف الروابط الخفية بين الأحداث. يُؤكد شريعتي أن استعادة التاريخ لا تعني التوقف عند الأمجاد الماضية، بل تهدف إلى استنهاض الروح الثورية التي يمكن أن تلهم الحاضر والمستقبل.
في السياق الارتري، يصبح دور المثقف كمرشد تاريخي محورياً في مواجهة محاولات النظام لطمس تاريخ النضال الوطني أو تشويهه. يجب على المثقف أن يُعيد بناء الرواية التاريخية الوطنية، مُبرزاً مسارات المقاومة ضد الاستعمار الإيطالي والنضال ضد الاحتلال الإثيوبي والتضحيات التي قُدمت لتحقيق الاستقلال. هذا الربط بين الماضي والحاضر ليس مجرد فعل تأريخي، بل هو استنهاض للوعي الجماعي وتأكيد على أن النضال ضد الظلم جزء لا يتجزأ من الهوية الارترية.
بالإضافة إلى ذلك يُدرك المثقف الإرتري أن سرد هذه القصص يُسهم في مقاومة “النسيان السياسي” الذي يسعى النظام إلى فرضه لتثبيط عزيمة الناس. لذا يمكن للمثقف أن يُفعّل وسائل الإعلام البديل ومنصات التواصل الاجتماعي لإحياء الذاكرة التاريخية تنظيم فعاليات ثقافية تُعيد إنتاج هذه القصص بروح تتفاعل مع التحديات الراهنة. الهدف هنا ليس فقط إبراز الماضي بل استخدامه كمرجعية لمواصلة النضال وتشكيل رؤية جديدة للمستقبل.
وبذلك يصبح المثقف مرشداً يُعيد صياغة الوعي الجمعي للشعب مؤكداً على أن التحرر ليس محطة نهائية، بل مسيرة مستمرة تتطلب صموداً وتضامناً دائمين.
في ضوء أفكار شريعتي يُظهر المثقف الإرتري أن استلهام التاريخ ليس هروباً إلى الماضي بل هو حافز لتحويل الواقع واستعادة روح المقاومة التي تشكل قلب المشروع الوطني.
الدين كأداة تحرر
يتناول شريعتي العلاقة بين الدين والسياسة، مُشيرًا إلى أهمية فصل الدين عن الاستغلال. في إريتريا، حيث تُستخدم القيم الدينية أحيانًا كأداة للسيطرة، يتحمل المثقف مسؤولية إعادة تفسير الدين بشكل يدعم العدالة والمساواة. يمكن أن يعمل المثقف على تعزيز القيم الروحية التي تشجع على الوحدة والتضامن، ويدعو إلى فهم الدين كقوة تحرر بدلًا من كونه وسيلة للهيمنة. ينبغي على المثقف أن يُظهر كيف يمكن أن تكون المبادئ الدينية دافعاً للنضال ضد القمع.
مفهوم الشهادة والتضحية
يمثل مفهوم الشهادة عند شريعتي القوة الدافعة وراء المقاومة. يتطلب النضال من أجل الحرية والإصلاح تضحيات، وقد شهدت ارتريا العديد من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن يُمكن للمثقف الإرتري أن يُكرم هؤلاء الشهداء من خلال نشر قصصهم وإبراز كيف أن تضحياتهم ليست مجرد أحداث تاريخية بل هي دعوة للجميع للمشاركة في النضال. إ
توطين مفهوم الشهادة في الوعي الجمعي يعزز من قيمة التضحية ويحفز الأجيال الجديدة على العمل من أجل مستقبل أفضل.
مواجهة الوعي الزائف والاغتراب
في فكر شريعتي الوعي الزائف هو حالة يتم فيها إبعاد الناس عن واقعهم من خلال التضليل الأيديولوجي مما يؤدي إلى قبولهم للظلم وكأنَّه طبيعي أو لا مفر منه. إلى جانب ذلك يُنتج هذا الوعي الزائف حالة من الاغتراب؛ حيث يُصبح الفرد غريبًا عن ذاته ومجتمعه منفصلًا عن قضاياه المصيرية ومستهلكاً للسرديات التي تخدم السلطة بدلاً من مواجهتها.
في السياق الارتري، يُعاني المجتمع من اغتراب مزدوج: اغتراب داخلي حيث يعيش المواطن في قطيعة عن حقوقه وأهدافه الوطنية واغتراب خارجي نتيجة النزوح والهجرة القسرية تحت وطأة القمع. تُعزز وسائل الإعلام الرسمية ونظام التعليم هذه الحالة من الوعي الزائف عبر تقديم النظام القمعي بوصفه حاميًا للوطن وتزييف الواقع لإقناع الناس بأن البدائل غير ممكنة.
لمواجهة هذا الوضع يجب على المثقف الإرتري أن يقوم بدور كاشف للحقيقة ومحارب للاغتراب. عليه أن يُحفّز الجماهير على تفكيك هذه الأوهام من خلال بناء وعي نقدي جماعي يُعيد لهم اتصالهم بذواتهم ويدفعهم لفهم واقعهم بعمق. يتطلب ذلك استخدام منصات التواصل الاجتماعي، والمنتديات العامة، والنقاشات المفتوحة لتوجيه الأفراد نحو إدراك الخلل بين واقعهم وما يُروج له النظام.
يتعين على المثقف أيضاً العمل على استعادة روح الانتماء الجماعي التي فقدها الكثير من الارتريين بفعل النزوح والتهجير. يمكن للمثقف هنا أن يُبرز القصص التاريخية والبطولات الجماعية التي توحّد الناس وتُعيد لهم الثقة بقدرتهم على النضال والتغيير. هذه المهمة تتطلب شجاعة في مواجهة التضليل ومقاومة السلطة بالإضافة إلى المثابرة على بناء خطاب يُعيد المعنى لوجود الأفراد ويحفزهم على الانخراط في القضايا العامة بدلاً من الاستسلام للعزلة والاغتراب.
الدور الاجتماعي للمثقف
يرى شريعتي أن المثقف ليس مجرد حامل للأفكار المجردة أو ناشط سياسي معزول بل هو عضو فاعل في المجتمع يتفاعل مع قضايا الناس ويشارك في حل مشكلاتهم. في السياق الارتري حيث يعاني الناس من قمع مزدوج على المستويات السياسية والاجتماعية يصبح دور المثقف محورياً في سد الفجوات التي تركها غياب المؤسسات الفاعلة.
يُطلب من المثقف أن يُنخرط في العمل المجتمعي، سواء في التعليم أو الثقافة أو الرعاية الصحية للمساهمة في تحسين حياة الناس اليومية. يمكنه أن يُؤسس شراكات مع منظمات المجتمع المدني لتعزيز العمل الجماعي وتطوير حلول عملية لمشاكل المجتمع. هذا الدور يتطلب منه التفاعل المباشر مع الأفراد الاستماع إلى همومهم وتقديم رؤية تُلهمهم للتحرك نحو التغيير. في هذا السياق لا يُعتبر المثقف مجرد ناقد للوضع الراهن بل هو محفز للتغيير الاجتماعي يعزز الوعي الجماعي ويُسهم في تمكين الأفراد ليصبحوا فاعلين في تقرير مصيرهم.
بناء التحالفات وتوحيد الجهود
من منظور شريعتي التحرر لا يتحقق بشكل فردي بل من خلال بناء تحالفات وجبهات موحدة لمواجهة الاستبداد. في السياق الارتري حيث تتشتت المعارضة في الداخل والخارج وتعاني من ضعف التنظيم يصبح توحيد الجهود وبناء التحالفات ضرورة استراتيجية لمواجهة النظام القمعي. يجب على المثقف الإرتري تجاوز الانقسامات الأيديولوجية والمصالح الضيقة والعمل على تعزيز التضامن بين الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
هذا يتطلب حواراً فكرياً مستمراً بين القوى المختلفة ليس فقط لتحقيق الوحدة الشكلية بل للوصول إلى فهم مشترك للأهداف والتحديات التي تواجه الشعب الارتري.
دور المثقف هنا لا يقتصر على التنظير بل يتضمن المبادرة إلى الوساطة بين الفصائل المتصارعة مستفيداً من رؤيته الفكرية لتقريب وجهات النظر. بناء هذه التحالفات سيخلق بيئة من التعاون تسمح بممارسة ضغط أكبر على النظام وتفتح المجال أمام تكوين جبهة موحدة قادرة على إحداث التغيير.
الوعي بالمتغيرات الدولية
من أفكار شريعتي أن التحولات المحلية لا تنفصل عن السياق الدولي حيث يتوجب فهم الترابط بين النضال الداخلي والعوامل الإقليمية والدولية. في الحالة الارترية يتأثر الواقع السياسي بالصراعات الجيوسياسية في المنطقة مثل الحرب في السودان، والتوترات في منطقة القرن الإفريقي لهذا يحتاج المثقف الإرتري إلى إدراك المتغيرات العالمية وكيفية استغلالها لصالح قضيته.
دور المثقف يتمثل في تحليل التحالفات الدولية وتوضيح كيف يمكن لارتريا الاستفادة من هذه التغيرات. ينبغي أيضاً استثمار المنتديات الدولية لإبراز القضية الارترية واستقطاب الدعم العالمي. يمكن للمثقف العمل على كشف الانتهاكات الحقوقية مما يزيد من الضغط الدولي على النظام ويعزز التضامن مع الشعب الإرتري في الخارج.
استثمار الطاقات الشبابية
في فكر شريعتي يشكل الشباب الطاقة الحقيقية لأي حركة تغيير اجتماعي، حيث يتمتعون بالحماس والقدرة على الابتكار.
في ارتريا يمثل الشباب أكبر شريحة من السكان لكنهم يعانون من التهميش والتهجير القسري هنا يأتي دور المثقف في توجيه هذه الطاقات نحو العمل السياسي والاجتماعي بدلاً من تركها تتبدد في الهجرة أو السلبية.
يمكن للمثقف الإرتري تنظيم ورش عمل وندوات تهدف إلى تطوير المهارات القيادية لدى الشباب، وتعزيز وعيهم بدورهم في النضال من أجل التغيير. كما ينبغي تشجيع الشباب على الانخراط في العمل التطوعي والمبادرات المحلية مما يعزز روح الابتكار والمبادرة. استثمار الطاقات الشبابية في هذا السياق سيخلق حركة واعية وديناميكية قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
أهمية الإصلاح الداخلي
في رؤية شريعتي أي عملية تغيير يجب أن تبدأ بإصلاح الذات. هذا ينطبق أيضاً على المثقفين الارتريين الذين يجب أن يمارسوا النقد الذاتي ويعيدوا تقييم أفكارهم وأساليبهم في ضوء الأخطاء التاريخية التي أثرت على مسار النضال. يتطلب ذلك الاعتراف بالتقصير والبحث عن حلول جديدة تتماشى مع متطلبات المرحلة وتطلعات الشعب الارتري.
من الضروري أن يدير المثقفون حواراً داخلياً عميقاً حول الرؤية المستقبلية لارتريا وكيف يمكن تحقيق هذه الرؤية بشكل عملي. هذا الإصلاح الفكري لا يهدف فقط إلى تصحيح المسار بل إلى ولادة أفكار مبتكرة تلبي احتياجات الشعب وتستجيب للتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد. بهذا يُصبح المثقف الإرتري قادراً على لعب دوره بفعالية في بناء مستقبل جديد قائم على الحرية والعدالة.
استنباط الدروس والدلالات
في ضوء التحديات التي تواجه ارتريا يُصبح استنباط الدروس ضرورة لتشكيل رؤية استراتيجية واضحة. المثقف في هذا السياق ليس مجرد مفكر معزول بل صاحب دور فعّال في توجيه المجتمع نحو التغيير. يُلقي فكر شريعتي الضوء على الأدوار المتعددة للمثقف في المجتمعات المضطهدة مما يُمكن المثقف الإرتري من استثمار هذه الرؤية لتحقيق تأثير ملموس.
التكامل بين الفكر والممارسة
التنظير وحده غير كافٍ في مواجهة نظام قمعي فالمثقف يجب أن يُجسد أفكاره في مشاريع عملية تتماشى مع الواقع المحلي. يتطلب ذلك من المثقف فهماً عميقاً لخصوصيات المجتمع الارتري وثقافته بحيث يتمكن من تقديم حلول عملية تتناسب مع حاجات الشعب وتطلعاته. تكامل الفكر مع الممارسة هو ما يُحول الأفكار إلى قوة دافعة نحو التغيير.
التواصل مع الجماهير
يرى شريعتي أن الانفصال بين المثقف والجماهير يضعف النضال. لذلك يجب على المثقف الإرتري أن يكون على اتصال مستمر مع الناس، متفاعلاً مع همومهم وقضاياهم اليومية. هذا التواصل يعزز الثقة المتبادلة ويُمكّن المثقف من بناء وعي مجتمعي يُمهد الطريق نحو تغيير جذري.
أهمية الصمود والمقاومة السلمية
في مواجهة القمع يعتمد النضال الفعّال على استراتيجية مقاومة سلمية مستدامة. يستفيد المثقف الإرتري من فكر شريعتي في تعزيز ثقافة الصمود عبر نشر قيم التماسك والتضامن المجتمعي. المقاومة السلمية لا تعني الاستسلام بل هي أداة نضالية ذكية تتجنب العنف وتُحقق تحولاً تدريجياً نحو الحرية.
الاستفادة من التجارب التاريخية
تعكس التجارب السابقة في ارتريا أن الجهل بالدروس التاريخية قد يؤدي إلى تكرار الأخطاء. المثقف الإرتري يحتاج إلى تحليل التجارب السابقة بوعي نقدي ليس فقط لتوثيق الماضي ولكن لتوجيه الحاضر نحو بناء حركة نضالية فعّالة تتجنب السقوط في نفس العقبات التي واجهها من سبقهم.
بناء تحالفات قوية
كما شدد شريعتي يتطلب النضال التحرري توحيد الجهود بين مختلف القوى. في السياق الارتري يعاني النضال من التشرذم والانقسامات. هنا يُصبح دور المثقف هو العمل على تقريب وجهات النظر بين الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وإقامة شراكات استراتيجية تُعزز من فعالية النضال في مواجهة القمع.
الاستعداد للمرحلة ما بعد التغيير
هذه النقطة بالغة الأهمية إذ أن نجاح أي ثورة أو حركة نضالية لا يكتمل إلا بوجود رؤية متكاملة لإعادة بناء الدولة بعد سقوط النظام. يركز فكر شريعتي على أهمية التحضير المسبق للمستقبل بحيث لا تُترك البلاد في حالة فراغ سياسي قد يؤدي إلى الفوضى.
في السياق الارتري، يشمل هذا التحضير وضع خطط لإعادة بناء مؤسسات الدولة وفق معايير ديمقراطية تضمن مشاركة الجميع في صناعة القرار بعيداً عن الإقصاء.
يجب أن يُشارك المثقفون في صياغة دستور جديد يحدد الحقوق والواجبات ويُرسي مبدأ سيادة القانون. علاوة على ذلك، يتطلب الأمر الاهتمام بإعادة تأهيل الأفراد والمجتمع نفسياً وثقافياً للخروج من حالة القمع الطويلة وتأسيس مناخ يعزز قيم العدالة والمساواة.
الخاتمة
يقدم فكر علي شريعتي إطاراً شاملاً للمثقف في مواجهة الاستبداد. من خلال الاستنارة بفكره يمكن للمثقف الإرتري تجاوز دوره التقليدي كناقد ليُصبح قائداً شعبياً يسعى لتحرير المجتمع. دوره لا يقتصر على كشف القمع بل يمتد إلى تعزيز التعاون وتحفيز المجتمع نحو التغيير من خلال نشر قيم الحرية والعدالة.
إن استنباط الدروس من التجارب التاريخية وتعزيز التعاون بين المثقفين والجماهير يشكلان الركيزة الأساسية لبناء مستقبل ديمقراطي ومستقر لإريتريا. في هذا الإطار، يُصبح المثقف المستنير جزءاً محورياً في عملية التغيير والتحرر واضعاً الأسس لمجتمع حر قائم على العدالة والتعددية.
بقلم /إبراهيم قارو