زاجل – زالامبيسا، 25 يونيو 2025 (نقلاً عن رويترز عبر قناة الجزيرة – إفريقيا)
شهدت المناطق الحدودية بين إرتريا وإثيوبيا، الأحد الماضي22.06.2025، احتفالات شعبية واسعة بمناسبة إعادة فتح المعابر الرسمية لأول مرة منذ عام 2020، وهو القرار الذي أنهى خمس سنوات من الإغلاق بسبب الصراع في إقليم تقراي الإثيوبي.
وأتاحت الخطوة لعشرات العائلات التي فُصلت قسرًا بفعل التوترات السياسية، فرصة استئناف التواصل الاجتماعي والتجاري، حيث تدفّق المواطنون من الجانبين على نقاط العبور لتبادل الزيارات والسلع، مردّدين هتافات تدعو للسلام وتجاوز مآسي الماضي.
وكانت الحدود قد أُغلقت عقب اندلاع النزاع في شمال إثيوبيا، الأمر الذي أدى إلى عسكرة المنطقة الحدودية، وتعليق الحركة التجارية والمدنية، وقطع الصلات الاجتماعية بين سكان المناطق المتجاورة، الذين تربطهم علاقات قرابة وعشائر ممتدة عبر الحدود.
وتفيد التقارير بأن أكثر من 55 ألف نازح إثيوبي يعيشون حاليًا في ملاجئ مؤقتة قرب مدينة عدي قرات، على بُعد 30 كيلومترًا فقط جنوب بلدة زالامبيسا الإرترية، وهم يعتمدون بشكل أساسي على دعم أقاربهم في إرتريا والمساعدات الإنسانية لتأمين حاجاتهم اليومية.
وقد ساهم فتح الحدود في إنعاش الأسواق المحلية، حيث بدأ المواطنون يستخدمون عملتي البلدين — البر الإثيوبي والنقفة الإرترية — في المعاملات اليومية، رغم الأضرار الكبيرة التي ما زالت تلحق بالبنية التحتية، خاصة في زالامبيسا، حيث أنظمة الاتصالات والخدمات المصرفية والمرافق العامة بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل ودعم تمويلي.
وفي هذا السياق، انطلقت مبادرات مجتمعية مدعومة من السكان المحليين وبعض الجهات المانحة لإعادة تشغيل الخدمات الحيوية، مثل المياه والرعاية الصحية والتعليم، وسط دعوات لاستمرار الدعم وتثبيت الاستقرار.
تاريخيًا، ظلت العلاقات بين أديس أبابا وأسمرا تتأرجح بين التوتر والانفراج منذ استقلال إرتريا عام 1993، وقد شهدت انفراجة كبيرة عام 2018 حين أُعيد فتح الحدود رسميًا عقب توقيع اتفاق سلام بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الإرتري أسياس أفورقي، وهو الاتفاق الذي نال بموجبه آبي جائزة نوبل للسلام.
غير أن اندلاع صراع تقراي عام 2020 أدى إلى تجميد مسار التقارب، قبل أن تُعيد التطورات الأخيرة الأمل في استئناف العلاقات الطبيعية بين البلدين.
المصدر: رويترز عبر قناة الجزيرة – إفريقيا