إرتريون سجناء بلا قضبان في سويسرا
سجين بلا قضبان: مليون حديش – صوت يرتكز على واقع الإرتريين المقبولين مؤقنا في سويسرا.
مليون حديش، ناشط سياسي واجتماعي إرتري يعيش في سويسرا، يمثل مليون نموذجًا للمعاناة والتحدي الذي يو جهه الارتريون المقبولين مؤقتا في سويسرا, يتميز مليون بالنشاط و الحيوية حيث يشارك في المظاهرات المناخية، وانشطة اخرى و بالاضافة الى اشتراكه في صحيفة WOZ، وهو واحد من آلاف الإريتريين الحاملين لتصريح F المؤقت في سويسرا.
مليون حديش هو أحد مؤسسي جمعية “F” التي تم إنشاؤها قبل سبعة أشهر وتضم أكثر من 500 شخص يحملون تصريح F، معظمهم من الإريتريين. كما يعمل ضمن جمعية الإعلام الإريترية بسويسرا (EMBS) و ناشط أيضا ضمن حراك اللاجئين، مما يبرز حضوره الفعّال في الحياة السياسية والاجتماعية. لمزيد من المعلومات عن جمعية “F“، يمكن زيارة الرابط.
حياة مليئة بالتحديات
وصل مليون إلى سويسرا وهو قاصر، وتمكّن من تعلم اللهجة السويسرية واللغة الألمانية بامتياز. تدرب في مهنة السباكة واصبح سباكًا ونجح في الحصول على عدة وظائف، مما يعكس اندماجه المهني والمجتمعي. لكنه، كغيره من حملة تصريح F، يواجه عقبة كبيرة في الحصول على تصريح B (الاقامة الدائمة).
العقبة الكؤود
حاملي الاقامة المؤقتة من الاجئين الارتريين في سويسرا لا يحصول على جواز السفر إلا بإحضارهم الجواز الارتري للحكومة الارترية المؤقتة, و الحصول علي جواز السفر الإرتري يتطلب تقديم خطاب اعتذار للقنصلية ينفي فيه أي اتهامات موجهة للنظام الاستبدادي الحاكم ضد انتهاكاته الجسيمة لحقوق الانسان ، بالإضافة إلى دفع ضريبة بأثر رجعي بنسبة 2% من الدخل. تقديم هذا الخطاب يعرض حياة أسر الاجئين في إرتريا للخطر، وهو ما يرفضه مليون وأمثاله من اللجئين الارتريين.
“سجين بلا قضبان”
هذا الشعار الذي تتبناه جمعية “F” يصف الواقع الذي يعيشه حاملو تصريح F. يوضح مليون ذلك بقوله:
“الناس لا يرون مشكلنا. وضعنا الإداري بالاقامة المؤقة يمنعنا من استغلال إمكانياتنا وتحقيق أحلامنا. نبذل جهدًا كبيرًا للاندماج، لكننا نحُصر في وضع قانوني يقيدنا، لا سيما عندما يشترطون علينا إحضار جواز السفر الارتري. نحن عالقون في منطقة غير مرئية.”
الهجرة والسياسة
الخطاب المحرض ضد الهجرة يشكل إهانة إضافية لمليون وأمثاله من اللاجئين الارتريين. يقول:
“عندما أرى القوانين المشددة التي يتم التصويت عليها ضد اللاجئين، والتي تؤثر فعليًا على وجودنا، أسأل نفسي: ماذا يريدون أن يأخذوا منا بعد؟ إنهم يعرفون أننا لا نستطيع الدفاع عن أنفسنا، فلماذا يهاجموننا؟ لماذا لا يمارسون السياسة فيما يخصهم بدلًا من استهداف أشخاص لا يعرفونهم أصلاً؟”
رسالة أمل رغم المعاناة
رغم كل التحديات، يواصل مليون نضاله قائلاً:
“ماذا علي أن أفعل؟ يجب على شخص أن يتحرك.”
مليون يمثل رمزًا للصمود أمام القيود الإدارية والسياسية لتحقيق العدالة والكرامة لحاملي تصريح F في سويسرا. (نشرة التضامن سامس فرونتيريس 4-24)
بين الاستبداد والهروب
عانى الإريتريون لعقود من حملات النفوذ الاستعماري، ثم الغزو الإثيوبي، والآن من استبداد نظام ديكتاتوري. يقول مليون:
“في ظل النظام الدكتاتوري في إريتريا، تصبح مثل العبد. لا يمكنك التعبير ضد انتهاكات النظام أو التعبير عن رأيك. لا يوجد سوى صوت واحد يُسمع، وهو صوت النظام .”
ويضيف:
“في إريريا، تحصل بالكاد احتياجاتك الأساسية، فقط بما يكفي لإبقائك على قيد الحياة. الآن، وأنا في سويسرا، حصلت على الاحتياجات الاساسية، وهذا منحني الوقت للتفكير في الحقوق االمفقودة. أريد حقوقي المقودة, أريد حقوق الإنسان للجميع.”
كفاح مستمر من أجل العدالة
مليون حديش هو أحد الأصوات التي تسعى لتغيير الصورة النمطية المرتبطة بالمهاجرين الإرتريين. من خلال جمعية “F“، التي تهدف إلى تقديم رؤية مختلفة عن الهجرة الإرترية وحملة تصريح F في سويسرا.
يقول مليون:
“نحن نفعل كل ما يتطلبه التكامل من اجل الإندماج الايجابي، ولكننا نبقى محصورين في إطار تصريح F الخاص بنا. وبسبب إشترط تقديم جواز السفر الارتري، أصبحنا عالقين في منطقة غير مرئية. نحن سجناء بلا قضبان.”
العمل السياسي رغم القيود
رغم عدم تمتعه بحق التصويت، يواصل مليون نشاطه السياسي لتحريك ملف اللاجئين الارتريين إلى الأمام. ففي يونيو 2024، ساعد في تنظيم مظاهرة ضد القمع الذي يواجهه اللاجئ الإرتري في سويسرا، وقاد حملة توقيعات ضد إشترط جواز السفر، حيث جمع أكثر من 5000 توقيع. كما وجه نداءً إلى النواب السويسريين لمعالجة هذه القضية.
مليون حديش يمثل صوتًا يرفض الاستسلام، مطالبًا بالحقوق الأساسية والعدالة الإنسانية للجميع.
https://beobachtungsstelle.ch/news/million-hadish-fordert-gerechtigkeit-und-chancengleichheit-fuer-alle/