أخبار زاجل

الشهيد حسن يلبي نداء الوطن

الشهيد حسن يلبي نداء الوطن :

بقلم د.حامد محمد حالفا 

بسم الله الرحمن الرحيم 

اسمه حسن وتشبع بالحسن خلقة وخلقا واحسب أن الله ختم له بالحسنى في الآخرة فهي وإن كانت غيبا لكن ما وجد حسن من الذكر الحسن بعد استشهاده بتاريخ الأربعاء ٧ يونيو ٢٠٢٣م ما يقوي حسن خاتمته وهذا ظننا بالله الكريم8 اللطيف  ثم شهادة معارفه واصدقائه فالمؤمنون شهداء الله في الأرض  ..فقد تلقفت نبأ استشهاده وسائط التواصل الاجتماعي ..

كتب عن موقفه النبيل كثيرون من أصدقائه المجاهدين ومن اصدثائه أهل مهنة الإعلام ومن أهل مهنة التعامل مع الحالات المرضية فحسن رحمه الله كان له من كل مهنة  حظ  وافر .فقد قام بأدوار في الإعلام والاسعافات والجهاد والدعوة ..وكان له أصدقاء في هذه الميادين 

فبكاه جميعهم ..وضجت الوسائط بعرض سيرة ومواقف حسن د.جابر . 

في البيت العزاء : 

نتيجة المعارك قطعت مدن الخرطوم عن بعضها فتعذر إقامة سرادق العزاء في مكان جامع فاختارت الأسرة أن تكتفي بما تيسر مراعاة للظروف وتخفيفا على الأصدقاء المعزين فالظرف مقدر ، واقدار الله توجب الصبر الجميل والدعاء الطيب ..ومع ذلك تتابع الناس من كل اتجاه إلى البيت الحزين فهذه مساجد وزوايا كان يتردد الداعية حسن إليها داعيا  اتجهت بمصليها إلى أسرة حسن ..تذكر الجميع : 

صوت حسن التالي 

وصوت حسن الداعي 

وأخلاق حسن الكريمة والأسرة الصغيرة تستقبل التعازي المزدحمة نسأل الله أن يتقبلها وإن يضاعف الأجر لحسن جابر 

تعازي الوسائط : 

لم تكن تدرك الأسرة أن لحسن مكانة لدى الكثيرين إلا بعد استشهاده فقد تناقل نبأ الاستشهاد كثيرون عبر الوسائط الاجتماعية   خاصة الفيسبوك والواتساب .وانتشرت صورة الفتى الهميم تشاهدها القلوب الحزينة والعيون الباكية .

تابعنا عددا فوق الإحصاء في الوسائط يتبادل التعازي والدعوات الصالحات الأمر الذي يدل على سعة تواصل الشهيد مع الجميع ودماثة خلقه وحسن معشره ..

من عاش لنفسه مات في خمول  ومن عاش مع الناس والله كتب له الذكر الحسن في الأولين والآخرين  فهو حي عند قلوب محبيه وهو حي عند الله شهيدا إن شاء الله فكم من الناس اصابتهم الرصاصات الجائرة عند الفتن وهم يسرقون أموال الناس وينهبون بالسلاح ويروعون الآمنين ..وهم يحملون سلاح وأخلاق الجاهلية بخلاف حسن وامثال حسن من الشباب النبيل ..وإن الله لا يخيب سلاح من قاتل دفاعا عن نفسه وعرضه وصحبه ….

الشهادة : 

في أجواء الحرب الظالمة تدعو الحاجة إلى مبادرات  أصحاب الهمم العالية فهم من يثبتون عندما يفر الناس خائفين 

وهم من يجاهدون عندما يتشبث غيرهم بالقعود .

وحسن كان من هؤلاء ، كان منتظما في جمع من شباب هميم مبادر ، وظهرت الحاجة إليهم وجاء السماح لهم  من  إدارتهم وهو سماح يتيح لهم فرصة المشاركة بما لديهم من مواهب ومهارات فتصدر حسن الطالب الجامعي المشهد  فهو ذو خبرة مع الكمرة الإعلامية وذو خبرة في الإسعافات الاولية…

مما حفزه أن يقوم بمهام إيجابية .ومعه من  القرآن الكريم والتربية الكريمة ما يدفعه للبحث عن الشهادة في مظانها وهو يعرف من الشباب من حصدتهم الرصاصات الظالمة وهم هاربون  من الموت أو هم ينشطون في أعمال سفيهة معتدية على الحرمات من أموال الناس ودمائهم ولهذا اختار حسن الموت الشريف ، موت الأبطال الشجعان ..يقدم في ميدان التضحية ما ينفع الناس المحتاجين إلى خدماته .. 

مستشفى بست كير :

مستشفى مدني كبير يقع جنوب الخرطوم بحي اللاماب يفتح غربا إلى الطريق الرئيس الموصل إلى قلب الخرطوم شمالا .هنا تم توجيه حسن جابر حالفا لتقديم خدمة الإسعافات للمصابين من جراء الحرب الدائرة في الخرطوم ..كان في الميدان جزءا من المعركة يسعف المصابين 

موقع العمل كان في الجبهة الأمامية من الحرب لنقل المصابين إلى المستشفى .والقيام بما يلزم الحالة قبل الوصول إلى الطبيب.  

وموقع الاستشهاد هو المستشفى بوست كير حيث كان يسعف المصابين الذين تم إجلاؤهم من موقع المعركة  ..

يوجد ضمن فريق المستشفى من نجا من القتل لانه اختبأ أو هرب أو لاذ بالملابس المدنية وحسن رفض كل الخيارات ! 

نصحه كل الأصحاب..حتى الطبيب المعالج المتخصص كان يرتدي ملابس مهنة الطب   وتعرض  لرصاصات كلهن أخطأت رأسه واخترقت الجدار  خلفه لأن الله كتب له الحياة والشهيد حسن توجهت إليه  رصاصات  غادرة قضى على اثرها لأن الاجل قد تم  ..

قال الطبيب الذي كان معه لحظات الاستشهاد : لم ار مثل حسن شجاعة وثباتا ..رفض خلع الزي المهني،  ورفض الهرب ورفض التواري عن موقع العمل المهني. قتل  حسن وهو مقبل غير مدبر يعالج المصابين ..

مشهد الأسرة: 

حضر وفد من الأصحاب يبلغون ابا حسن باستشهاد حسن ، تقبل الوالد  الخبر بهدوء حذر ،وطرح أسئلة تستبعد تصديق الخبر .. 

ما جاء الوفد به  من أدلة كان كافيا لإبطال ثقة الوالد ببقاء ولده على قيد الحياة. فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ..ودعا الله بإلحاح ودموع غزيرة أن يتقبل حسنا في العليين شهيدا سعيدا ..وايقن الوالد أن الخريطة الجميلة لمستقبل ولده حسن من إكمال الدراسة والزواج والأحلام العذبة ..وإن يكون ظهيرا لوالديه قد تبخرت بقدر الله تعالى الفعال لما يريد والحكيم في اصطفائه ، وردد الدعاء ..اللهم انت الخالق الواهب  وأخذت عبدك إليك ولا معقب لحكمك رضينا بما رضيت لنا ..

ام حسن من جهتها رفضت الانصياع لكل النصائح .. لم تنكر أن يجد ولدها الشهادة في سبيل الله فهذا  اصطفاء  من الله وهو موت شريف نبيل لانه كان يقوم بمهمة إنسانية شريفة ولم يكن مثل بعض شباب الخرطوم الذي جاءه القتل وهو  ينهب ويسرق  ويفسد … وإنما تريد أن تنتقم لولدها وأخذت تحرض  على الثأر  ؛ تريد أن تقاتل قتلة حسن ..

وعندما فاتت لحظات الانفعال  الأليم اخذت تستقبل المعزين بصبر جميل وأخذت تستعرض لزائراتها صور الشهيد وسيرته العطرة… 

المشهد الأخير: 

عم حسن  ( د.حامد محمد حالفا ) أستاذ جامعي  ، كانت تربطه بحسن خصوصية فريدة ..كان يعرف فيه موهبة الإعلام ولهذا كان يشيد بها ويشجعه على تنمية موهبته وتعهدها لتنمو وينصحه حتى لا يظلم هذه الموهبة بهجرها والإعراض عن تنميتها وكان يحرضه أن يغتنم فرصا ذهبية متاحة لتطوير نفسه ..والفتى الجامعي كان يسمع نصيحة عمه دحامد وقد كان يصمم ويخرج مقاطع فيديو بذوق رفيع ومهارة عالية نالت إعجاب الكثيرين بينها منتجات لصالح انشطة طلابية لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة افريقيا العالمية ..

الموهبة المؤمنة لدى الشهيد حسن د.جابر كانت مسخرة لخدمة الآخرين ..كانت مسخرة لإعلاء القيم النبيلة ..كان يتحرى بها  الباب الذي يسوق إلى الجنة  : نفع الناس وخدمة المجتمع ..فخير الناس أنفعهم للناس والمواهب التي تبني الآخرة خير من أختها التي يفتح بها أصحابها متاجر لكسب  الدنيا .

وصية الشهيد : 

هل كنت تعرف يا حسن  انك لن تعود إلى اهلك من المهمة ؟ .كتب الشهيد في صفحته بالفيسبوك وصية إلى أهله واصدقائه يطلب منهم الدعاء له بحسن الخاتمة ودخول الجنة. والشهادة في سبيل الله. وقتها لم يكن يعرف الأهل والأصدقاء بأن حسنا على موعد مع الشهادة وعلى موعد مع موقف يحاصره برصاصات جائرة وهو يقدم خدمة إنسانية  . ولعله قد سأل الشهادة بصدق فاصطفاه الله شهيدا. نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله .

السطر الأخير: 

يا حسن – رحمك الله- عمك حزين مرتين:  مرة لأن شخصك ترك فراغا في الأسرة كبير فمكانك شاغر لا يسده غيرك ومرة أخرى لان مواهبك المدفونة معك قطعت احلامنا وآمالنا فيك  .جبر الله كسرنا وعوضنا خيرا..وجعل الجنة مثواك ورزقك الفردوس الأعلى…

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى